السبت 23 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

 ◄  من مجرد موارد طبيعية إلى قيمة مضافة.. تحويل "الكوارتز" إلى منتجات عالية الجودة

◄   الاستثمار فى البحث العلمى يساهم فى تطوير الصناعة وتدريب الكوادر المتخصصة

◄   توطين الصناعة يحقق الاكتفاء الذاتى بالاعتماد على المنتج المحلى بدلاً من الاستيراد

◄  المشروع يساعد فى تحسين مستوى المعيشة للشباب والحد من مشكلة البطالة 

◄  إعداد دراسات جدوى بالتعاون مع أكبر الشركات العالمية بهدف تعظيم القيمة المضافة 

◄  المشروع يتكون من المنجم و5 مصانع ويقدر حجم الاحتياطى بـ3.5 مليون طن

◄    أهداف المجمع تشمل: تحقيق مرود اقتصادى مناسب وتلبية احتياجات السوق المحلى وإتاحة العديد من فرص العمل وتوطين صناعات جديدة

بينما كنت أتابع ما يجرى من مشروعات كبرى على أرض مصر، استوقفنى افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة الذى يعد بحق خطوة هامة فى تطوير الاقتصاد المصرى وتوطين الصناعة حيث يمثل هذا المشروع دفعة قوية لتشجيع استغلال الموارد الطبيعية الوفيرة فى مصر وزيادة ثقة المستهلكين والمنتجين فى المنتجات المحلية، خاصة أن مشروع مجمع مصانع إنتاج الكوارتز يساهم بشكل كبير فى توطين الصناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتى من خلال الاعتماد على المنتج المحلى بدلاً من الاستيراد وبالتالى فإن هذا التوجه يتيح للحكومة توفير مبالغ كبيرة كانت تصرف على استيراد المواد الأولية والمنتجات النهائية مما يساعد فى تقليص العجز التجارى وتعزيز الاقتصاد القومى.

ويعد المشروع الأول من نوعه فى مصر والدول العربية والإفريقية من حيث تكامل العملية الإنتاجية بجميع مراحلها بدءا من استخراج الخام حتى الوصول إلى إنتاج ألواح الكوارتز التى تتميز بأنها مضاد للتلوث البكتيرى والمضادة للأشعة فوق البنفسجية والحريق وتحملها الضغوط الميكانيكية مما يتيح استخدامها فى العديد من المجالات الصناعية والطبية والفندقية والمنزلية.

فى هذا السياق علينا أن نعى جيدًا أن مصر تتمتع بموارد طبيعية وفيرة من الكوارتز، حيث تحتوى على مليارات الأطنان من الكوارتز ذى الجودة العالية، وبالطبع يُمكن استغلال هذه الموارد فى العديد من الصناعات المحلية والعالمية، مثل صناعة الزجاج والسيراميك والرخام الصناعى كما يساهم أيضًا هذا الاستغلال المحلى للموارد الطبيعية فى تحسين الاقتصاد المصرى وتعزيز النمو الاقتصادى.

ويعتبر مشروع مجمع مصانع إنتاج الكوارتز فرصة رائعة لتوفير فرص عمل جديدة للشباب الباحثين عن عمل، فالمشروع سيوفر العديد من الوظائف فى مجالات مختلفة، مثل الإنتاج والتسويق والإدارة، مما يساعد فى تحسين مستوى المعيشة للشباب والحد من مشكلة البطالة فى البلاد ومن جهة أخرى فإنه يعزز أيضًا ثقة المستهلكين والمنتجين فى المنتجات المحلية من خلال توفير منتجات عالية الجودة تنافسية على المستوى العالمى.

وذلك لسبب بسيط هو أن تحسين جودة المنتجات المحلية سوف يترتب عليه وبكل تأكيد زيادة الطلب عليها، مما يدفع بدوره النمو الاقتصادى ويعزز استقرار الاقتصاد، وبالتالى يساهم مجمع مصانع إنتاج الكوارتز فى تعزيز الصادرات المصرية من خلال تصدير منتجاته إلى الخارج وهو ما سيكون له عظيم الأثر على زيادة إيرادات العملة الصعبة وتقوية الميزان التجارى للبلاد، كما يمكن للمصنع أن يصبح مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة عبر تصدير منتجات الكوارتز بجودة عالية وبأسعار تنافسية إلى الأسواق العالمية.

لذا يعتبر افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة بمثابة دعوة للمستثمرين المحليين والأجانب للاستثمار فى مصر وكما نعلم فإن هذه الاستثمارات تساهم وبشكل كبير فى جذب رؤوس الأموال وتوفير التمويل اللازم لتوسعة المشروع وتطوير البنية التحتية المصاحبة له كما يعزز ذلك الثقة فى الاقتصاد المصرى ويشجع المزيد من الاستثمارات الأخرى فى قطاعات مختلفة.

ويشتمل المشروع على خمسة مصانع، منها مصنع التكسير الأولى لخام الكوارتز بمنطقة منجم الكوارتز فى "مروة السويقات" بمرسى علم على مساحة 250 ألف م2 لتكسير خام الكوارتز إلى أحجام صغيرة بمقاسات من (3 - 5) سم، وأربعة مصانع بمنطقة العين السخنة على مساحة 300 ألف م2، وهى مصنع التكسير الرئيسى لخام الكوارتز لتكسير ناتج مصنع التكسير الأولى إلى حبيبات أصغر بمقاسات من (3 - 5) مم بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل، ومصنعين لطحن خام الكوارتز إلى حبيبات بالغة الدقة من ناتج مصنع التكسير الرئيسى طبقا للمواصفات المطلوبة لإدخال جزء منها لإنتاج ألواح الكوارتز.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية بمصنع التكسير الأولى (CPA) فى "مروة السويقات" بمرسى علم 140 ألف طن/عام من خلال العمل بعدد ورديتين، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع التكسير الرئيسى (CPB) بالعين السخنة 140 ألف طن/عام من خلال العمل بعدد ورديتين أيضا، حيث يتم تكسير ناتج مصنع التكسير الأولى إلى حبيبات أصغر بمقاسات من (3 - 4) مم من بعد إجراء عمليات الفصل الضوئى والغسيل.

أما الطاقة الإنتاجية لمصنعى طحن خام الكوارتز (MPA-MPB) بالعين السخنة فتبلغ 140 ألف طن/عام من خلال العمل بعدد ورديتين، حيث يتم إنتاج حبيبات بالغة الدقة من ناتج مصنع التكسير الرئيسى طبقاً للمواصفات المطلوبة لإدخال جزء منها لإنتاج ألواح الكوارتز بطاقة إنتاجية تبلغ 438 ألف م2/عام من خلال العمل بعدد ورديتين.  

وإلى جانب ما سبق فإن المشروع يساهم أيضًا فى تنمية المنطقة الصناعية بالعين السخنة من خلال جذب المزيد من الصناعات والاستثمارات المتعلقة بقطاع الكوارتز وبالتالى يعمل ذلك على توفير بيئة ملائمة لنمو الصناعات المتنوعة وتعزيز التكامل بينها، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصرى بشكل عام.

ومن المهم هنا أن نشير إلى مسألة التطوير والتدريب وهو ما يمكن أن يتم من خلال تخصيص جزء من الاستثمار فى مجمع مصانع إنتاج الكوارتز لتطوير البحث والتطوير وتحسين المهارات، فهذا الاتجاه سيضمن تطوير تقنيات جديدة وتحسين كفاءة الإنتاج والتكلفة، كما يساهم فى توفير تدريب متخصص للعمال والمهندسين لكسب المهارات اللازمة للعمل فى هذا القطاع والمساهمة فى تحسين جودة المنتجات المحلية.

إن تطوير قطاع الكوارتز فى مصر من شأنه أن يوفر فرصة لدعم الابتكار والتحول الرقمى من خلال تبنى تقنيات جديدة وحلول ذكية، يمكن للمجمع المساهمة فى تحسين جودة الإنتاج وتقليل التكلفة والوقت كما يعزز ذلك مكانة الصناعة المصرية فى السوق العالمية ويزيد من قدرتها على المنافسة. وفى تقديرى فإنه يمكن لمجمع مصانع إنتاج الكوارتز أن يكون جزءًا من شراكة إستراتيجية بين القطاع الصناعى والجامعات والمعاهد البحثية فى مصر حيث يمكن لهذه الشراكة أن تسهم فى تطوير أبحاث وتقنيات جديدة تعود بالنفع على صناعة الكوارتز والاقتصاد المصرى ككل. كما يمكن أن تشجع الشباب على العمل فى مجالات البحث والتطوير والابتكار، مما يعزز القدرة التنافسية للبلاد.

وختامًا.. يعتبر افتتاح مجمع مصانع إنتاج الكوارتز بالعين السخنة خطوة هامة نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاستدامة فى مصر فهو يساهم فى توطين الصناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتى، ويعزز الصادرات ويجذب الاستثمارات كما يوفر فرص عمل للشباب ويساعد فى تطوير المنطقة الصناعية بالعين السخنة.

 

تم نسخ الرابط