محمود الشويخ يكتب:هؤلاء يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ «حاكموهم »..كيف تتحرك أجهزة الدولة المصرية لوقف الحرب ودخول المساعدات وتصفية مشروع التهجير؟
- المحرقة الكبرى.. الرعب الذى ينتظر نتنياهو وجنوده فى أنفاق قطاع غزة.. ولماذا يخشون "مترو أنفاق حماس"؟
- قتلة الأطفال.. لماذا تستهدف إسرائيل الصغار والنساء بشكل رئيسى؟
- كيف تتحرك أجهزة الدولة المصرية لوقف الحرب ودخول المساعدات وتصفية مشروع التهجير؟
- الغرب المنافق.. الذين صدعونا بحقوق الإنسان يدعمون القتل والتجويع الآن بكل السبل والوسائل.
تدخل الحرب البربرية على قطاع غزة شهرها الأول مخلفة – حتى الآن – ما يزيد على ٨ آلاف شهيد و٢١ ألف مصاب.. معظمهم من الأطفال والنساء.. وسط تدمير همجى للمبانى والمستشفيات وكل مقومات الحياة.
ويخطئ البعض فى تصوير هذه الحرب على أنها حرب إسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى.. بل إنها، وبكل وضوح، حرب غربية علينا جميعا.. حرب تقودها الولايات المتحدة بسلاحها ومالها ورجالها على الأرض.. ويدعمها الغرب وبخاصة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بكل السبل والوسائل.
ففى أعقاب العملية الخاصة لحماس فى الأراضى الإسرائيلية، سارعت واشنطن إلى الصياح فى العالم بأن إسرائيل تعرضت لهجوم إرهابى، ذبح فيه ـ كذبًا ـ الإرهابيون الأطفال بلا رحمة، وأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، بلا سقف.. ثم سارعت بإرسال حاملتى الطائرات، جيرالد فورد وأيزنهاور إلى قبالة سواحل غزة، مصحوبتين بأربعة آلاف من جنود المارينز، الفرقة الخاصة، للتدخل العملياتى مع الجنود الإسرائيليين.. هذا بالإضافة إلى الدعم المالى غير المحدود، والجسر الجوى من الأسلحة المتنوعة، ناهيك عن المساعدات الاستخباراتية والمشاركة فى وضع الخطط، كأن واشنطن هى من تخوض الحرب فى الشرق الأوسط، أو هى على وشك ذلك، مع أن مسئولين كبارا فى الإدارة الأمريكية قالوا بأن إدارة جو بايدن قلقة من أن إسرائيل تفتقر إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق فى غزة، وأن الجيش الإسرائيلى ليس مستعدًا بعد لشن غزو برى بخطة يمكن أن تنجح.
فى محادثات هاتفية مع نظيره الإسرائيلى، يوآف جالانت، شدَّد وزير الدفاع الأمريكى، لويد أوستن، على الحاجة إلى دراسة متأنية لكيفية قيام القوات الإسرائيلية بغزو برى لغزة، حيث تحتفظ حماس بشبكات أنفاق معقدة تحت مناطق مكتظة بالسكان.
ومع أن الولايات المتحدة لم تخبر إسرائيل بما يجب عليها فعله، وما زالت تدعم الغزو البرى، إلا أن البنتاجون أرسل قائدًا من مشاة البحرية من فئة ثلاث نجوم، هو اللفتنانت جنرال جيمس جلين، إلى جانب ضباط آخرين، لمساعدة الإسرائيليين فى مواجهة تحديات خوض الحرب البرية، والذى قاد الحملة الصعبة لتطهير مدينة الموصل العراقية من مقاتلى داعش فى عامى 2016 و 2017.. يقول أوستن، الذى كان رئيسًا للقيادة المركزية للولايات المتحدة.. (أول شيء يجب أن يعرفه الجميع، وأعتقد أن الجميع يعرفه، هو أن القتال فى المناطق الحضرية صعب للغاية) وقال إنه (شجع جالانت على القيام بعملياتهم وفقا لقانون الحرب، لأن الغزو البرى فى غزة يمكن أن يؤدى إلى خسائر فادحة فى أرواح المدنيين.
رغم المشاركة الأمريكية للإسرائيليين على الأرض، فإن إدارة بايدن قلقة من أن الجيش الإسرائيلى ليس لديه حتى الآن مسار عسكرى واضح لتحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المتمثل فى القضاء على حماس، وفى محادثات مع مسئولين إسرائيليين منذ هجمات حماس فى السابع من أكتوبر، قال مسئولون أمريكيون إنهم لم يروا بعد خطة عمل قابلة للتحقيق.. وقد ألمح الرئيس بايدن إلى ذلك علنًا.
خلال خطابه فى تل أبيب الأسبوع الماضى، وحذر من أن إسرائيل ستحتاج إلى (وضوح حول الأهداف وتقييم صادق حول ما إذا كان المسار الذى تسلكونه سيحقق تلك الأهداف).
إن على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستحاول، على سبيل المثال، القضاء على حماس باستخدام الضربات الجوية الجراحية، جنبًا إلى جنب مع الغارات المستهدفة من قِبَل قوات العمليات الخاصة ـ كما فعلت الطائرات الحربية الأمريكية فى الموصل ـ أو أن تدخل غزة بالدبابات والمشاة، مثل مشاة البحرية الأمريكية والجنود، جنبًا إلى جنب مع القوات العراقية والبريطانية، فى الفلوجة عام 2004.. مع العلم أن كلا التكتيكين سيسفر عن خسائر فادحة، لكن العملية البرية قد تكون أكثر دموية بالنسبة للقوات والمدنيين.. وفى البنتاجون، يعتقد العديد من المسئولين أن عمليات تطهير الموصل والرقة فى العراق، بعد أكثر من عقد من الفلوجة، هى نموذج أفضل لحرب المدن، (أحد الأشياء التى تعلمناها هو كيفية حساب المدنيين فى ساحة المعركة، وهم جزء من ساحة المعركة، ونحن، وفقا لقانون الحرب، علينا أن نفعل ما هو ضرورى لحماية هؤلاء المدنيين)، قالها أوستن وهو كذوب، ونحن نرى الشهداء بالآلاف تحت أنقاض المبانى السكنية، التى دكتها طائرات ومدفعية الصهاينة على رؤوس المدنيين المسالمين.. لأن معركتى الموصل والرقة، كلتاهما، أسفرت عن خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين، وفى حين أن هذه الأرقام يمكن أن تختلف على نطاق واسع، فقد قدرت وكالة أسوشيتد برس عدد المدنيين الذين قتلوا خلال تخليص الموصل من مقاتلى الدولة الإسلامية بما يتراوح بين تسعة آلاف وأحد عشر ألفًا.
كتب مايكل نايتس، وهو زميل فى معهد واشنطن، فى تحليل فى وقت سابق من هذا الشهر: (كان لدى حماس خمسة عشر عامًا لإعداد دفاع كثيف فى العمق، يدمج التحصينات الجوفية والأرضية وفوق الأرض، وأنفاق الاتصالات والمواقع والمواقع القتالية، فضلًا عن حقول الألغام المحتملة، والعبوات الناسفة، والألغام المضادة للدروع المخترقة والمبانى المفخخة كشراك متفجرة).. ودعا السيناتور جاك ريد ـ وهو ديمقراطى من رود آيلاند يرأس لجنة القوات المسلحة ـ إسرائيل إلى تأجيل غزو غزة بريًا، لكسب الوقت لمفاوضات الرهائن، والسماح بوصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين، ومنح القادة الإسرائيليين فرصة أكبر لضبط تخطيطهم للقتال فى المدن، (فكلما جمعت المزيد من المعلومات الاستخباراتية، وتمكنت قواتك من أخذها إلى القتال فى المناطق الحضرية، كان ذلك أفضل.. قد يكون القليل من الوقت الإضافى مفيدًا.. ربما لا يكون التسرع فى هذا هو النهج الأفضل، لأن قتالًا حضريًا فى غزة سيكون جهدًا طويل الأجل)، وقد استغرق الجيش العراقى، بمساعدة الولايات المتحدة، تسعة أشهر لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل. وبعد..
أما وإن العمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة قد بدأت، فإن هذا الهجوم البرى على القطاع لن يكون غزوًا واسع النطاق، ولكنه سيجرى على مراحل، لأن مصدر القلق الرئيسى الذى ستواجهه إسرائيل خلال الهجوم، هو الكمائن والمقاتلين الخارجين من الأنفاق فى غزة.. (الجيش الإسرائيلى يستعد لتنفيذ مجموعة واسعة من الخطط العملياتية الهجومية، التى ستشمل هجومًا متكاملًا ومنسقا من الجو والبحر والبر ضد غزة، ويمكن أن يحدث أيضًا على مراحل، مع توغلات إضافية من قِبَل مجموعات صغيرة من الجنود الإسرائيليين، بدلًا من غزو كامل)، كما قال دانيال كيرتزر ، السفير الأمريكى الأسبق لدى إسرائيل، والذى يشغل الآن منصب أستاذ دراسات سياسة الشرق الأوسط فى جامعة برينستون، الذى أوضح أن هناك أسبابًا عملياتية لعدم دخول إسرائيل على الفور، لأن مصدر القلق الكبير، هو أن تواجه إسرائيل كمائن ومقاتلين يخرجون من الأنفاق فى غزة خلال الهجوم البرى، وأنه، على الرغم من الهجمات الجوية الإسرائيلية المستمرة على غزة، واصلت حماس إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بفضل متاهة من الأنفاق والمخابئ المُعقدة تحت قطاع غزة، هذه الصواريخ المخبأة فى ممرات تحت الأرض، بحيث يمكن نقلها داخل شبكة الأنفاق، مما يُحبط سلاح الجو الإسرائيلى، ووفقا للجيش الإسرائيلى، فإن النظام المتطور تحت الأرض، يحمل مولدات كهربائية وغرف استخبارات وإمدادات لجيش حماس.. وعلينا أن نضيف إلى ذلك، بقاء حماس على أهبة الاستعداد، ومن المنتظر اصطدام إسرائيل على الكثير من المفاجآت العملياتية على الأرض.
إننى أدعو لمحاكمة كل هؤلاء أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب فى غزة.. ولا شك أن هذه الجرائم واضحة للعيان.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.