محمود الشويخ يكتب: « القاتل الملعون ».. وضع يليق بمجرم تل أبيب
- اطردوووه.. لا يعرف السلام ويكره العرب ويعشق لون الدماء ويتلذذ بأكل لحوم الأطفال الفلسطينيين.. ومصير أسو ينتظره.
- نتنياهو قتل الأطفال والنساء والشيوخ وبدأ الحرب على "الرضع" داخل حضانات المستشفيات.. والعالم يقف صامتا.
- لماذا هدد الرئيس السيسي بمحاكمة مجرم الحرب الإسرائيلي؟.. وسر غضب تل أبيب من المواقف المشرفة للقاهرة.
بهدوء وثبات يتحرك الرئيس السيسى.. بلا ضجيج أو افتعال.. لا يحب الكلام.. بل الأفعال فقط.. ولا يقف أمام الشعارات والمزايدات.. لكنه يبحث عما هو ممكن.. ويسير فى اتجاه الحصول عليه.. ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة يتابع الملف على مدار الساعة.. والهدف كل الهدف حقن الدماء الفلسطينية.
ولقد كان هذا الأسبوع مليئا بالتحركات الدبلوماسية المهمة للدفع فى اتجاه وقف إطلاق النار.. غير أن الدبلوماسية هذه المرة كانت من "النوع الخشن".. فها هو الرئيس يتحدث بلسان عربى مبين ويقول إن ما يجرى فى غزة الآن من ممارسات لا إنسانية يعود بنا إلى العصور الوسطى.
ثم إذا به يطالب بمحاكمة مجرم الحرب الأكبر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، على كل ما ارتكب من جرائم تجاه الأشقاء فى فلسطين على مرأى ومسمع وتواطؤ من العالم أجمع.. هذا العالم الذى صدعنا بحقوق الإنسان والديمقراطية.. وإذا به، عند الاختبار الحقيقى، يسقط تماما.
إننا أمام وثيقة، بحق ما تحمله الكلمة من معنى، وثيقة تضع الكل أمام مسئولياته، وتقول للعالم ما جرى بوضوح.. وأقصد هنا كلمة الرئيس السيسى أمام القمة العربية الإسلامية التى احتضنتها الرياض.
وأنا هنا لا أناقش القمة، وما انبثق عنها.. فنحن نعرف جميعا ما يجرى فى الكواليس ومساحة التحرك أمام دول عربية كثيرة.. نعم ما أقوله صادم.. لكنه حقيقى.. وكل مواطن عربى يعرف ما سينتج عن القمة حتى قبل أن تنعقد.
لكن لماذا أقول عن كلمة الرئيس إنها وثيقة تاريخية؟
وقبل أن أجيب لنقرأها معا.. ثم اسمع منى إجابتى.
اسمحوا لى بداية.. أن أتوجه بخالص الشكر.. للمملكة العربية السعودية الشقيقة.. على استضافة هذه القمة المشتركة غير العادية.. فى ظروف استثنائية.. يمر الوقت فيها ثقيلا.. على أهالى غزة من المدنيين الأبرياء.. الذين يتعرضون للقتل.. والحصار.. ويعانون من ممارسات لا إنسانية.. تعود بنا إلى العصور الوسطى.. وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولى.. إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى.. من مصداقيته السياسية والأخلاقية.
وكما يمر الوقت ثقيلا على فلسطين وأهلها.. يمر علينا، وعلى جميع الشعوب ذات الضمائر الحرة، مؤلما وحزينا يكشف سوءات المعايير المزدوجة.. واختلال المنطق السليم.. وتهافت الادعاءات الإنسانية.. التى – مع الأسف – تسقط سقوطا مدويا.. فى هذا الامتحان الكاشف.
الحضور الكريم،
إن مصر أدانت منذ البداية.. استهداف وقتل وترويع جميع المدنيين من الجانبين.. وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى ونؤكد اليوم، من جديد، هذه الإدانة الواضحة.. مع التشديد فى الوقت ذاته.. على أن سياسات العقاب الجماعى لأهالى غزة، من قتل وحصار وتهجير قسرى.. غير مقبولة ولا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس.. ولا بأية دعاوى أخرى.. وينبغى وقفها على الفور.
إن المجتمع الدولى.. لاسيما مجلس الأمن.. يتحمل مسئولية مباشرة.. للعمل الجاد والحازم.. لتحقيق ما يلى دون إبطاء:
أولا- الوقف الفورى والمستدام لإطلاق النار فى القطاع.. بلا قيد أو شرط.
ثانيا- وقف كافة الممارسات.. التى تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين.. إلى أى مكان داخل أو خارج أرضهم.
ثالثا- اضطلاع المجتمع الدولى بمسئوليته.. لضمان أمن المدنيين الأبرياء من الشعب الفلسطينى.
رابعا- ضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية.. وتحمل إسرائيل مسئوليتها الدولية.. باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
خامسا- التوصل إلى صيغة لتسوية الصراع، بناء على حل الدولتين.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. على حدود الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها "القدس الشرقية"..
سادسا- إجراء تحقيق دولى.. فى كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولــى.
السادة الحضور،
لقد حذرت مصر، مرارا وتكرارا، من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن.. من أن التخاذل عن وقف الحرب فى غزة.. ينذر بتوسع المواجهات العسكرية فى المنطقة.. وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس.. فإن طول أمد الاعتداءات، وقسوتها غير المسبوقة.. كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها.. بين ليلة وضحاها.
وأخيرا.. أتوجه بحديثى إلى القوى الدولية الفاعلة وإلى المجتمع الدولى بأسره:
أقول لهم: "إن مصر والعرب.. سعوا فى مسار السلام لعقود وسنوات.. وقدموا المبادرات الشجاعة للسلام.. والآن تأتى مسئوليتكم الكبرى.. فى الضغط الفعال؛ لوقف نزيف الدماء الفلسطينية فورا.. ثم معالجة جذور الصراع.. وإعطاء الحق لأصحابه.. كسبيل وحيد، لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة.. التى آن لها.. أن تحيا فى سلام وأمان.. دون خوف أو ترويع.. ودون أطفال تقتل أو تيتم.. ودون أجيال جديدة تولـد.. فلا تجـد حولها إلا الكراهيـة والعـداء .. فليتحد العالم كله.. حكومات وشعوبا..لإنفاذ الحل العادل للقضية الفلسطينية.. وإنهاء الاحتلال.. بما يليق بإنسانيتنا.. ويتسق مع ما ننادى به.. من قيم العدل والحرية واحترام الحقوق.. جميع الحقوق وليس بعضها".
هذا قائد يعرف ما يقول.. وضع ما يجرى فى سياقه.. قال للعالم إن فلسطين لم تبدأ فى السابع من أكتوبر الماضى.. حدد خريطة للسلام.. وقال للعالم ما يستحى آخرون عن قوله.
والأهم ما جرى على هامش هذه القمة من لقاءات تاريخية.. فقد التقى الرئيس السيسى، الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى.. حيث شهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول الأوضاع فى قطاع غزة، ومسارات العمل من أجل تخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التى يتعرض لها الفلسطينيون فى القطاع، واستعرض الرئيس جهود مصر لدفع مسار التهدئة ووقف إطلاق النار، وكذا قيامها بتقديم وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين فى القطاع، كما تم التطرق بين الرئيسين لأهمية عدم اتساع دائرة الصراع فى المنطقة والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمى.
أيضا التقى الرئيس السيسى، الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.. حيث تناول الاجتماع سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين فى مختلف المجالات، فضلاً عن استمرار الخطوات المتبادلة والبناء على التقدم الملموس فى سبيل تفعيل مختلف آليات التعاون الثنائى.. كما شهد اللقاء تناول متابعة التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث تم استعراض الجهود الحثيثة على كافة الأصعدة لاحتواء الأزمة وتداعياتها الإنسانية، وتوافق الرئيسان فى هذا الصدد بشأن ضرورة الوقف الفورى للقصف المستمر والعمليات العسكرية فى قطاع غزة لتجنب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر وإزهاق الأرواح، وذلك للحيلولة دون المزيد من التردى للأوضاع الإنسانية لأهالى القطاع، مع استمرار الدور المصرى الجوهرى فى إنفاذ المساعدات الإغاثية لأهالى غزة، وتضافر الجهود الدولية للدفع نحو تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وفى نفس الإطار التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء.. حيث شهد اللقاء تأكيد العلاقات التاريخية الأخوية بين مصر والسعودية، وشدد الزعيمان على الحرص المتبادل على مواصلة تطويرها بقوة على كافة الأصعدة فى ضوء ما يربط الشعبين والقيادتين من أواصر وثيقة ومتينة.
المباحثات تناولت أيضاً جهود وقف التصعيد العسكرى فى قطاع غزة، حيث أعرب الزعيمان عن القلق البالغ تجاه التدهور المتلاحق والخطير للأحداث، مع التشديد على ضرورة أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية فى الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف، بهدف حماية المدنيين والحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح وخروج الوضع الأمنى عن السيطرة، مع الرفض القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين، والتى من شأنها تصفية القضية الفلسطينية بالكامل.
كما توافق الزعيمان فى هذا الصدد على ضرورة تكثيف التشاور والتنسيق الوثيق بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة لتأكيد الرؤية العربية والإسلامية بشأن القضية الفلسطينية، خاصةً فى ظل النتائج الصادرة عن القمة العربية الإسلامية غير العادية، والتى تتمحور حول تحقيق التسوية الشاملة والعادلة للقضية على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.
وكان هناك لقاء هام أيضا مع الرئيس السورى بشار الأسد.. شهد التباحث بشأن تطورات الأوضاع فى غزة، حيث تم تأكيد الموقف الثابت للدولتين من حيث رفض تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، مع ضرورة تحقيق وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة أهالى غزة، واستمرار الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة.
كما تم التطرق للعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع فى سوريا، حيث أكد السيد الرئيس حرص مصر على التسوية السياسية الشاملة بما يحقق المصالح العليا للشعب السورى الشقيق ويحفظ وحدة وسلامة سوريا ويستعيد الأمن والاستقرار بها.
إننا أمام تحرك مصرى قوى نسأل الله له التوفيق فى الوصول إلى مبتغاه.
ودائما وأبدا.. تحيا مصر.