سفير الصين بالقاهرة: ندعم بثبات قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقه
قال السفير “ليا و ليتشيانغ”، سفير الصين بالقاهرة، إن عام 2023 شهد أزمات وتحديات عدة حيث تزداد تغيرات القرن عمقا واتساعا بشكل غير مسبوق، وتبرز التحولات للاضطرابات والتغيرات وترتفع مخاطر التكتل والتشرذم والفوضى في العالم كما يزداد نداء المجتمع الدولي للسلام والتنمية، وتزداد التطلعات للعدالة والإنصاف ويشتد السعي وراء التعاون والكسب المشترك، وعليه تتمسك الصين بالاتجاه العام والتيار العصري، وتلتزم دائما بأهداف سياستها الخارجية المتمثلة في الحفاظ على سلام العالم ودفع التنمية المشتركة، وتعمل على المساهمة في حل.
جاء ذلك خلال ندوة الصداقة والتواصل بين وسائل الإعلام والمراكز الفكرية الصينية المصرية.
وأكد السفير الصيني أن الصين تلتزم دائما بالتعاون والتنمية، حيث نجحت الصين في عقد الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي، و التي شارك فيها ممثلون من 151 دولة و 41 منظمة دولية.
ألقى رئيس شي جين بينغ كلمة رئيسية في الجلسة الافتتاحية، واستعرض الإنجازات التي حققها الحزام والطريق" في السنوات العشر الماضية، وأعلن عن الأعمال الثمانية لدعم بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، مما حدد الاتجاه الجديد لـ "الحزام والطريق" وفتح له رؤية جديدة وضخ فيه قوة محركة جديدة.
وأوضح سفير الصين أنه على هامش المنتدى التقى الرئيس شي جين بينغ مع الدكتور مصطفى مدبولي الزائر للصين لحضور المنتدى، التقدير العالي من قيادتي البلدين للإنجازات المثمرة التي حققها البلدان في بناء الحزام والطريق" خلال السنوات العشر الماضية، والتوافقات المهمة بشأن التعاون بين البلدين في كافة المجالات في المستقبل.
وأكد أن الشركات الصينية قامت ببناء أطول برج إفريقيا وأول سكة حديدية مكهربة إفريقيا، وساعدت مصر في أن تصبح أول دولة إفريقية ذات القدرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية وتنجز أكبر مشروع في التاريخ لترقية الشبكة الوطنية الكهرباء وتمتلك أكبر قاعدة لإنتاج الألياف الزجاجية في القارة الإفريقية وأكبر مركز لتخزين اللقاحات وأسرع النطاق العريض الثابت وأكبر تجمع لإنتاج الإسمنت وأكثره تقنية في إفريقيا.
وأوضح سفير الصين بالقاهرة أنه منذ بداية هذا العام، زار مصر عشرات من كبار المسؤولين الصينيين، بمن فيهم لي شي عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية أمين لجنة فحص الانضباط المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهو خبينغ وزير الثقافة والسياحة وتانغ رنجيان وزير الزراعة، في المقابل زار الصين عديد من كبار المسؤولين المصريين، بالإضافة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، زار الصين وزير الزراعة مرزوق القصير ووزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير الطيران المدني الفريق محمد عباس حلمي، الأمر الذي يعزز بشكل فعال الفهم المتبادل والتعاون في كافة المجالات.
في هذا السياق، نجحت مصر في إصدار سندات الباندا" بقيمة 3.5 مليار يوان في الصين، وقدم بنك التنمية الصيني قروض بقيمة 7 مليارات يوان إلى البنك المركزي المصري ويتقدم التعاون المالي بين البلدين بخطوات جديدة.
وهنئ السفير الصيني بالقاهرة مصر بانضمامها إلى آلية بريكس للتعاون وتحرص الصين على العمل سويا مع مصر على تطبيق مخرجات منتدى "الحزام والطريق للتعاون الدولي وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتقنيات الزراعية والطاقة المتجددة وغيرها، وتوسيع التواصل الشعبي، بما يدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام.
كما تحرص الصين على تعزيز التعاون مع مصر في الإطار الصيني العربي والإطار الصيني الإفريقي، وتعزيز التنسيق والتعاون في الأمم المتحدة ومجموعة بريكس وغيرهما من المنصات متعددة الأطراف، حفاظا على التعددية الحقيقية والعدالة والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية. ثانيا، تلتزم الصين دائما بالعدالة والإنصاف منذ يوم 7 أكتوبر، تابع المجتمع الدولي باهتمام بالغ تطورات الوضع المتوتر في فلسطين وإسرائيل.
كما أكدالسفير الصيني، أسفرت هذه الجولة من الصراع عن عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين والتدهور الحاد للأوضاع الإنسانية حول القضية الفلسطينية، ظلت الصين تدعم بثبات قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وتقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني في يونيو الماضي، طرح الرئيس شي جين بينغ الرؤية ذات النقاط الثلاث في لقائه مع الرئيس محمود عباس أولا، يكمن المخرج الأساسي للقضية الفلسطينية في إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ثانيا، يجب ضمان الاحتياجات الاقتصادية والمعيشية لفلسطين، ويجب على المجتمع الدولي زيادة المساعدات الإنمائية والإنسانية لفلسطين. ثالثا، يجب الالتزام بمفاوضات السلام باعتبارها الاتجاه الصحيح. يجب احترام الوضع الحالي للقدس، كمدينة مقدسة دينية، الذي تشكل على مر التاريخ، ونبذ الأقوال والأفعال المتطرفة والمستفزة، والدفع بعقد مؤتمر السلام الدولي الأكثر حجما وموثوقية وتأثيرا، بما يهيئ الظروف المواتية لاستئناف مفاوضات السلام ويبذل جهودا ملموسة لمساعدة فلسطين وإسرائيل في التعايش بسلام.
وأؤضح السفير الصيني أنه منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع، قد أوضحت الصين موقفها أكثر من مرة، ويمكن تلخيصه إلى النقاط الثلاث التالية أولا، ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، لمنع المزيد من التسعيد وحتى فقدان السيطرة ثانيا، الدعوة إلى حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية؛ ثالثا، دعم "حل الدولتين، واستئناف عملية السلام في أسرع وقت ممكن، ووضع لها الجدول الزمني وخارطة الطريق المحددة.
في الفترة الأخيرة، بذلت الصين الكثير من جهود الوساطة لوقف إطلاق النار، وقامت بالاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف ذات الصلة، وعملت بكامل قوتها على إحلال السلام وتهدئة الوضع، وقدمت الأغذية والأدوية وغيرهما من المساعدات النقدية والمادية الإنسانية العاجلة لأهالي غزة.
وأشار السفير الصيني إلي أن هناك وفد مشترك لوزراء الخارجية للدول العربية والإسلامية المتكون من وزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ووزير الخارجية الإندونيسي ريتنو ليستاري ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، وسيقوم الجانب الصيني بالتواصل والتنسيق المعمق الوفد بشأن تهدئة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحماية المدنيين وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد السفير الصيني أن الصين تعمل كالرئيس الدوري في هذا الشهر، على دفع مجلس الأمن لاتخاذ خطوات مجدية ومسؤولة. ففي يوم 15 نوفمبر، تبنى مجلس الأمن قرار يركز على الانشغالات الإنسانية وحماية الأطفال.
في هذا السياق، دعا المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير تشانغ جيون مجلس الأمن إلى إنشاء آلية لازمة واتخاذ خطوات المتابعة والإشراف على مدى تنفيذ هذا القرار وإبلاغه ستواكب الصين كالمعتاد نداءات المجتمع الدولي وتعزز التنسيق مع الأطراف ذات الصلة وخاصة الدول العربية، وتقف إلى جانب الحق، وتعمل على بلورة التوافق، حتى تدفع القضية الفلسطينية للعودة إلى مسار "حل الدولتين".
وتابع السفير الصيني أن الصين ظلت تلتزم بالسلام والكسب المشترك في مواجهة التحديات، كما يجب على الدول الكبيرة أن تكون قدوة جيدة حتى تجعل العالم أفضل في الأيام الأخيرة، حيث عقد الرئيس شي جين بينغ القمة الصينية الأمريكية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن كما حضر الدورة الـ 30 لقمة منظمة أيبك، حيث تبادل الرئيسان الآراء بشأن القضايا ذات الطابع الاستراتيجي والشامل والإرشادي للعلاقات الصينية الأمريكية والقضايا الهامة المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم، وتوصلا إلى أكثر من 20 توافق في مجالات السياسة والدبلوماسية والتواصل الشعبي والحوكمة العالمية والعسكرية والأمن أكد الرئيس شي جين بينغ خلال لقائه مع الرئيس بايدن أن التنافس بين الدول الكبرى لا يحل المشاكل التي تواجه البلدين والعالم برمته، ويتسع كوكب الأرض لكلا البلدين.