الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
الشورى

 

كان موقف الرئيس السيسى منذ البداية واضحاً وقوياً والتصدى للمخططات الإسرائيلية- الأمريكية خاصة لمحاولات تهجير أبناء غزة إلى سيناء إلا أن الشعب الفلسطينى البطل وعى ذلك المخطط واستمر فى صموده.. كما أن الرئيس السيسى حذر من المساس بالأمن القومى المصرى وهم يعلمون أن الرئيس لا يهدد ولكنه ينفذ ما يقول ومنذ البداية مصر حكومة وشعباً تدعم الشعب الفلسطينى ودولة فلسطين وتشدد على خلق ممر آمن لوصول المساعدات والإغاثات إلى الشعب الفلسطينى وفتح معبر رفح للمصابين وهو ما ظهر جلياً فى قرار الرئيس برفض فتح المعبر أمام رعايا الدول الأجنبية للخروج من غزة إلا بعد دخول المساعدات الإنسانية. كما أن السيسى يتبنى القضية الفلسطينية كقضية للأمة العربية وهذا هو حال الشعب المصرى مطالباً بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 1967 ولن نسمح بضياع الهوية الفلسطينية وهو موقف مصرى ثابت أكدته القمة العربية الإسلامية التى عقدت مؤخراً بالرياض وستظل مصر الداعم الأكبر والأول للقضية الفلسطينية والفلسطينيين. لكن تأتى الرياح بما لا يشتهى الاحتلال الإسرائيلى لهذا الحلم الصهيونى وتلك المخططات التى عملت عليها دولة الكيان الصهيونى ليلا ونهاراً وذهبت أدراج الرياح  وتبدد الحلم الإسرائيلى بصفعة من أصحاب الأرض وفرضت طوفان الأقصى القضية الفلسطينية واقعاً جديدا لم يكن بحسبان الكيان أربك مخططاته وقلص منها وقبل أن يستقر فى شطب بعض بنودها جاءت طوفان الأقصى  والنقلة النوعية لحركة حماس والقدس وحزب الله أظهرت للجميع هشاشة الجيش الذى لا يقهر وكشفت بشكل جلى عن مؤامراته وأصبح على الاحتلال أن يشطب العديد من البنود لمخططاته فلم تعد تتناسب مع الواقع الجديد. وأعتقد أن الحلم الصهيونى أصبح أضغاث أحلام فلم يعد بمقدور دولة الكيان تطبيق مخططات شرق أوسط صهيونى تكون هى سيدته وخازنة أمواله وراعية أمنة وحامية حماه.. خلطت الأوراق بين أدراج المفكرين والساسة والعسكريين الصهاينة فقد ضربت عاصمة إسرائيل الكبرى ولم يستطيعوا أن يضعوا خطة بعيدة الأمد لمواجهة الواقع الجديد تضمن أمنهم فقد اقتصرت مخططاتهم على شكل ردود أفعال ليس إلا. لقد تلاشى الحلم الصهيونى ليتقوقع فى إطار أضيق من أن يتخيله حاخامات دولة الكيان الأوائل أصحاب النشأة الأولى للكيان فقد جاء الربيع ليزهر فى معظم البلدان العربية المحيطة عندها استيقظ الاحتلال على كابوس عربى فلسطينى يدمر مخططات دولة الكيان بالتمدد ونهب الخيرات وتسلم صولجان العروبة إلى تفكير وتخطيط ومشاورات لتأمين حدود لا تتلاءم مع طموحات بنى صهيون أصبح الجميع يقف على أعتابها ينظر بغضب يتحين الفرصة التى ينقض عليها ليثبت أن العروبة مازالت تجرى فى دماء العرب وأن هناك شجاعة عربية مؤصلة مكنونة تنبض فى العروق لا تستطيع أى مخططات أن تدثرها إلى الأبد. برغم ما نشاهده من مجازر وحشية ترتكب على مرأى ومسمع العالم ودعم غير مسبوق من قبل الغرب للمعتدى المتوحش وتبرير أفعاله البربرية وسكون الأموات الذى يغشى أغلب الحكومات والأنظمة العربية وكأن الأمر لا يعنيهم من بعيد ولا من قريب وبرغم هذا الاندفاع الأهوج نحو التطبيع مع الكيان الدموى الغادر وهذا الاستسلام والخنوع والهوان الذى ارتضاه العرب لأنفسهم ليصبحوا ألعوبة فى يد أعدائهم فإن هذا الثور الهائج الذى يسمونه إسرائيل ينحدر نحو نهايته بسرعة لم نتوقعها والمؤشرات والدلائل على ذلك كثيرة وواضحة وضوح الشمس وبالقدر الذى تتمادى هذه العصابة فى إجرامها ودمويتها وعنفها فهى تهوى بسرعة الصاروخ نحو مزبلة التاريخ ونهاية حتمية لهذا الورم السرطانى الخبيث وصدقونى لم تكن صدفة عندما أسقط الغراب علم الصهاينة من ساريته وهو الذى علم ابن آدم من قبل كيف يوارى سوءة أخيه. بدأ القادة السياسيون والعسكريون للكيان الصهيونى يتجرعون مرارة الإخفاقات المدوية التى منيت بها العملية العسكرية البرية على قطاع غزة دون أن تحقق أى أهداف باستثناء ارتكاب مجازر مروعة فى حق المدنيين الأبرياء وشكل صمود الشعب الفلسطينى ورفضه مخطط التهجير القسرى والتطهير العرقى شوكة فى حلق الاحتلال الذى لجأت استخباراته لفبركة الروايات للتستر على فشله وأدخل الصمود البطولى للشعب الفلسطينى فى قطاع غزة قادة الاحتلال الصهيونى فى حالة إرباك زاد من حدتها الفشل الاستخباراتى الذى رافق العملية البرية العسكرية التى لم تحقق أى جدوى أو هدفا من أهدافها المعلنة المتمثلة فى تفكيك حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتحرير الرهائن والمحتجزين وهى إخفاقات دفعت بجيش الكيان للتفكير فى خيارات أخرى منها فرض واقع أمنى جديد تحت سيطرته لاسيما بعدما تشبث الشعب الفلسطينى بأرضه ورفض مخطط التهجير رغم جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى الذى يقترفه الجيش الصهيونى وصمود سكان غزة وعدم اكتراثهم بدعوات الاحتلال لمغادرة منازلهم والتوجه نحو الجنوب قوبل بردة فعل انتقامية وحشية راح ضحيتها آلاف الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء ورغم ذلك لا يزال أهالى القطاع قابضين على جمر الصبر متمسكين بخيارهم حتى لو فقدوا حياتهم فهم كما يقولون يقفون من مسافة الصفر مع الحياة والموت ومع نفاد ساعة الرمل فى غياب مكاسب عسكرية ميدانية لم يجد جيش الاحتلال من وسيلة لإخفاء فضائحه التى جناها من عمليته العسكرية سوى إطلاق ادعاءات وهمية نسجها على مقاسه بالقول إنه اكتشف أنفاقا ومراكز قيادة لحركة المقاومة حماس تحت مجمع الشفاء الطبى فى غزة وهى الرواية التى ثبت للرأى العام الدولى زيفها وشكلت فضيحة كبرى وفشلا لجيش الاحتلال وتناولتها بالسخرية عدد من وسائل الإعلام الغربية منها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية التى رافق فريق منها الجيش الصهيونى خلال عملية اقتحام المجمع الطبى ذاته مؤكدا أن الجيش لم يظهر أيا من الأنفاق التى تحدث عنها مرارا أسفل المستشفى. والآن تعاطى وسائل الإعلام الغربية منذ بداية الحرب على غزة كان مجردا من المهنية ومنحازا بشكل واضح وفاضح للكيان الصهيونى.. لم يجرأ مراسلوها وهم يتجولون داخل مجمع الشفاء برفقة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى على إجراء مقابلة مع الكوادر الطبية أو المرضى الذين كانوا موجودين داخل المستشفى وهو يشكل دليلا على أن استخبارات الكيان رتبت فى الكواليس لإخراج مسرحية هزلية تحولت إلى أضحوكة أمام أنظار العالم إضافة إلى فضائحهم أمام الرأى العام الدولى يواجه القادة السياسيون والعسكريون فى الكيان ضغوطا رهيبة فى الداخل الإسرائيلى لاسيما تبعات ملف الرهائن والمحتجزين لدى فصائل المقاومة فى غزة حيث أفضى الحديث سواء على مستوى الإعلام العبرى أو حتى داخل الكنيست إلى توجيه الاتهامات من قبل أهالى المحتجزين إلى حكومة نتنياهو ومجلس الحرب بعدم الاكتراث لحياة أسراهم وهم يدمرون البنى التحتية كما تعالت أصوات لأطياف سياسية أخرى تطالب بإعلان وقف إطلاق النار بداعى أن جيش الاحتلال فشل فى القضاء على حماس وإعادة المحتجزين.

تم نسخ الرابط