محمد فودة يكتب: السينما المصرية تنتعش
بعد مائة يوم من قصف "غزة" عودة الروح للفن السابع
أفلام رأس السنة وموسم منتصف العام تعيد الجمهور للسينما
فيلم "أبو نسب" لمحمد إمام وياسمين صبرى يكتسح الموسم بـ 35 مليون جنيه
"الإسكندرانى" التحدى الصعب لأحمد العوضى فى أولى بطولاته المطلقة مع خالد يوسف
"ليلة العيد" ليسرا و"عادل مش عادل" للفيشاوى يحجزان مكانهما فى الموسم
قبل مائة يوم من الآن، منذ بدء الأحداث الدامية فى قطاع غزة وسادت فى مصر حالة من الحزن والألم تضامناً مع أهالى القطاع من الفلسطينيين، مما أثر بالسلب على قطاع الفن المصرى بشكل عام، حيث تم تأجيل العديد من الفاعليات الفنية والحفلات الغنائية والمهرجانات السينمائية ، إضافة إلى التأثر الشديد من ناحية الإقبال على دور العرض السينمائية، إذ انخفضت الإيرادات فى شباك التذاكر المصرى بشكل لافت للنظر، لدرجة أن بعض الأفلام خسرت أكثر من نصف إيراداتها الأسبوعية المعتادة، وأفلام أخرى لم تحقق شيئا يذكر مثل فيلم "سنة أولى خطف" بطولة بيومى فؤاد ومى كساب وأحمد فتحى، إخراج أسامة عمر، وفيلم "بلوموندو" بطولة حسن الرداد وهاجر أحمد وميرنا نور الدين وإخرج ياسر سامى.
لكن مع بدء موسم رأس السنة وموسم منتصف العام، عادت الروح مرة أخرى لشباك تذاكر السينما وبدأ فى الانتعاش من جديد بعرض أفلام حققت نجاحا جماهيريا مقبولا، وعلى رأسها فيلم "أبو نسب" بطولة محمد إمام وياسمين صبرى وإخراج رامى إمام، والذى تجاوزت إيراداته حاجز الـ 35 مليون جنيه فى أقل من شهر عرض، حيث نجح الثنائى محمد إمام وياسمين صبرى فى تكوين ثنائى ناجح فى السينما المصرية، حيث يجمع فيلم "أبو نسب" محمد إمام وياسمين صبرى للمرة الثالثة فى السينما، بعدما قدما سويًا فيلمى "جحيم فى الهند" عام 2016 بمشاركة حمدى الميرغنى، أحمد فتحى، محمد سلام، بيومى فؤاد وإخراج معتز التونى، و"ليلة هنا وسرور" عام 2018 بمشاركة فاروق الفيشاوى، محمد عبد الرحمن توتا، محمد سلام، وتدور أحداث فيلم أبو نسب فى إطار اجتماعى كوميدى حول شخصية "على"، الذى يعمل طبيب أطفال، والذى يقع فى حب "داليا" ياسمين صبرى، وعندما يقرر الزواج منها، يظهر والدها المجرم بعد خروجه من السجن يوم زفافهما، فتنقلب حياتهما رأسا على عقب، ويجد نفسه متورطا فى سلسلة من أحداث الانتقام بين حماه وعصابته وبين عصابة أخرى، وفيلم "أبو نسب" بطولة محمد إمام، ماجد الكدوانى، ياسمين صبرى، وفاء عامر، هالة فاخر، محمد ثروت، محمد لطفى، علاء مرسى، وضيوف الشرف، ماجد المصرى، وشيكو، وعدد آخر من الفنانين، والفيلم من تأليف أيمن وتار وإخراج رامى إمام.
ثانى الأفلام الذى يحقق إيرادات جيدة منذ طرحه فى دور العرض السينمائية فيلم "الإسكندرانى" بطولة أحمد العوضى، وزينة وإخراج خالد يوسف، حيث حقق 10 ملايين فى أسبوع عرضه الأول، وسط دعاية كبيرة من صناعه فى جميع المحافظات، والفيلم يعد البطولة الأولى لأحمد العوضى فى السينما المصرية ويقدمه المخرج خالد يوسف بشكل مختلف، وفيلم "الإسكندرانى" تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج خالد يوسف، ويشارك فى بطولته أحمد العوضى، زينة، حسين فهمى، بيومى فؤاد، صلاح عبد الله، عصام السقا، محمود حافظ، خالد سرحان، انتصار، محمد رضوان، محمود الليثى وعدد آخر من الفنانين، والفيلم إشراف عام على الإنتاج أحمد عفيفى، عبد الله أكرم تصوير سامح سليم ديكور أحمد عباس ملابس مونيا فتح الباب منتج فنى صبرى السماك مونتاج عمرو عاكف، وتدور أحداث الفيلم داخل مدينة الإسكندرية حول بكر (أحمد العوضى)، الذى يعيش فى صراعات مع والده، فيسافر إلى الخارج من أجل تحقيق ذاته بصحبة صديقه زكى الذى يجسد دوره عصام السقا، لكن عندما يعود يجد أن تلك الأزمات ما زالت تطارده، وذلك فى إطار اجتماعى مشوق لا يخلو من الأكشن.
وحقق فيلم "شماريخ" بطولة آسر ياسين إيرادات بلغت 25 مليون جنيه خلال 5 أسابيع من عرضه فى السينمات المختلفة، فيلم "شماريخ" بطولة آسر ياسين أمينة خليل، خالد الصاوى، آدم الشرقاوى، مصطفى درويش، وسالى حماد، وعدد من ضيوف الشرف منهم محمد ثروت وهدى المفتى، والعمل من تأليف وإخراج عمرو سلامة، تدور أحداثه فى إطار أكشن ومطاردات، حيث يحدث ظرف ما يجمع بطلى الفيلم ويجعلهما فى خطر كبير فيتحدان لكيفية التخلص منه، ويشهد فيلم "شماريخ" ظهور الفنان الراحل مصطفى درويش، الذى تحدث عنه آسر ياسين خلال لقائه مع منى الشاذلى فى برنامج معكم، قائلاً: "اتعرفنا على بعض فى مسلسل بـ 100 وش، وعلى آخر المسلسل بقينا أصحاب جدا، وحتى لما خلصنا تصوير كنا بنسأل على بعض، واتوطدت علاقتنا ببعض وقعدتنا كانت أخوية، وهو ابن بلد وجدع جدا".
ومن المقرر أن تشهد دور العرض السينمائية عرض عدة أفلام خلال الفترة المقبلة منها فيلم "عادل مش عادل" من بطولة أحمد الفيشاوى، وشيرى عادل، ومحمود البزاوى، ودينا، ومحمد رضوان، وأوتاكا، وبدرية طلبة، وأحمد بجة، ولأول مرة تشارك بالفيلم المطربة نوال، صاحبة أغنية "مخاصماك"، والتى تصدرت ترند المواقع الاجتماعية، وحصلت على أكثر من 130 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب"، والفيلم قصة وسيناريو وحوار أدهم سعيد وحسام كمال، وإخراج أحمد يسرى، ويجسد الفيشاوى خلال أحداث الفيلم شخصية محامٍ يواجه العديد من المشاكل فى حياته ويحاول حلها فى إطار كوميدى، كما استقرت الشركة المنتجة لفيلم "ليلة العيد" على طرحه يوم 25 يناير المقبل، وذلك بعد سلسلة من التأجيلات امتدت لأكثر من عامين، إذ بدأ تصويره فى 2020، وتم طرح بوستر رسمى للفيلم حمل اسم "ليلة العيد.. ثورة النساء"، وفيلم "ليلة العيد" بطولة يسرا، ريهام عبد الغفور، عبير صبرى، سميحة أيوب، سيد رجب، يسرا اللوزى، نجلاء بدر، هنادى مهنى، محمد لطفى، أحمد خالد صالح، نهى صالح، مايان السيد، محمود حافظ، عارفة عبد الرسول، محمد محمود، عفاف مصطفى، وعدد آخر من الفنانين ومن تأليف أحمد عبد الله وإخراج سامح عبد العزيز، ويتحدث الفيلم عن قهر المرأة بشكل عام، وتدور أحداثه فى يوم واحد، ما بين يوم الوقفة وأول يوم العيد، من خلال معاناة عدة سيدات يعشن على جزيرة ما، وتتعرض السيدات لعدة مشاكل وأزمات بسبب عدم تفهم بعض الرجال لحقوقهن، ومن أبرز القضايا المثارة العنف ضد المرأة، زواج القاصرات، ختان الإناث وغيرها من القضايا.
وعلى الرغم من أن إيرادات الأفلام ليست عالية للغاية، فإنها تعد انتعاشة حقيقية لسوق السينما وشباك التذاكر، خاصة بعد فترة الكساد التى شهدتها السينما خلال قصف قطاع غزة، لكن على أية حال ستظل صناعة السينما أحد أهم وأبرز الأعمدة الرئيسية التى ترتكز عليها قوة مصر الناعمة ، ليس هذا فحسب بل هى فى حقيقة الأمر بمثابة أمن قومى للبلاد، فبعد فترة من التخبط والأزمات التى لاحقتها منذ أحداث ثورة يناير، وما ترتب عليها من انتكاسة تعرضت لها السينما المصرية لسنوات، بدأ يدب فيها الآن شريان الحياة من جديد، وظهر بالفعل شعاع نور لاح فى الأفق بشكل ملحوظ وذلك بعد نجاح الأفلام المعروضة فى دور العرض وتحقيقها دخلا يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أننا على موعد مع انتعاشة حقيقية وعودة الروح للسينما المصرية، وإحقاقا للحق فإننا نفخر بصناعتنا السينمائية على مدى الزمان، فلقد تجاوزت صناعة السينما المصرية فى تأثيرها حدود الدول من خلال تصدير إنتاجها عبر الدول العربية وإلى البلاد البعيدة، وللحق إننى أتمنى عودة السينما المصرية لعصرها الذهبى وسابق عهدها وقت أن كانت رائدة بمعنى الكلمة، وأعتقد أن ذلك لن يحدث إلا بالتعاون المستمر وإنكار الذات، فقد كان الحب فى الماضى هو الرسالة التى تشمل كل ما يقدم، وكان مصدر عطاء ودفعة للتجديد وتقديم كل ما هو أفضل عندما كان مفهوم الفن بعيدا عن التجارة وقضية الربح والخسارة.