تأهيل نخبة جديدة من رواد الأعمال المستدامة ضمن مشروع سويتش ميد
قال محمد معتمد مساعد وزيرة البيئة للتخطيط والاستثمار والدعم المؤسسي) إن إطلاق الدولة لمبادرات وطنية بالتعاون مع شركاء التنمية من شأنه دفع التحول نحو الاقتصاد الأخضر والمستدام للأمام، ومن أهمها المبادرة الوطنية لرواد الأعمال في مجال الاستدامة تحت رعاية وزارة البيئة، الذي يفتح المجال للجميع ويتيح الفرصة للمشروعات الصغيرة ورواد الأعمال ليكون لهم دور فعال في تحقيق التنمية المستدامة جنبا إلى جنب مع كبار المستثمرين.
جاء ذلك خلال حفل اختتام أنشطة مشروع "سويتش ميد" لدعم الاقتصاد المستدام وريادة الأعمال الخضراء والزرقاء الممول من الاتحاد الأوروبي، حيث شهد انطلاقة ١٨ رائد أعمال Switcher لكل منهم ١٨ قصة ملهمة وبصمة نحو التحول لاقتصاد أخضر ومجتمع مستدام، و استهدف المشروع رواد الأعمال شريطة أن تكون أفكارهم ذات مردود مباشر على البيئة والاقتصاد كخلق فرص عمل مستدامة وتوفير الموارد الطبيعية واستخدام مصادر الطاقة النظيفة واتباع مبادئ الاستهلاك والإنتاج المستدامين والتكنولوجيا الخضراء وغيرها.
وأضاف معتمد إنه في ظل توجه الدولة المصرية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر والمستدام بداية من استراتيجية ٢٠٣٠ ومرورا بإصدار الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية ٢٠٥٠ بالتعاون مع شركائنا في ٢٠٢٢، تمنح الدولة مميزات وحوافز للمستثمرين لتنفيذ سياساتها في التكيف مع التغيرات المناخية وخفض الانبعاثات وترشيد استهلاك الموارد والطاقة النظيفة، وأدرجت ملفات بيئية هامة ضمن الاستراتيجيات الوطنية".
كما وجهت الدكتورة هبة شعراوي (رئيس وحدة المشروعات الأجنبية بوزارة البيئة ونقطة الاتصال الوطنية لبرنامج سويتش ميد في مصر) كلمتها لرواد الأعمال قائلة: يجب أن تشعروا بالفخر لأنكم تحققون أهداف التنمية المستدامة بكافة ركائزها البيئية والاقتصادية والاجتماعية حتى لو بدون تخطيط، بما لمشروعاتكم من مردود بيئي واجتماعي واقتصادي وخلق فرص عمل ونحن بدورنا سنقدم لكم كل الدعم من خلال وحدة الاستثمار بوزارة البيئة وإتاحة التشبيك مع المشروعات الأخرى التي لديها مكون لدعم رواد الأعمال.
بدوره، قال أحمد البلتاجي رئيس قطاع المناخ والطاقة والنقل بالمفوضية الأوروبية إن دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة يعد من أهم أوجه التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومصر، فالمشروعات الصغيرة والمتوسطة هي القوة الدافعة الرئيسية لاقتصادات الدول وتشكل دورا رئيسيا في التأسيس لاقتصاد ثابت وخلق فرص عمل مستدامة، وهو ما يؤكد على أهمية هذا المشروع ..مشيدا بأن رواد الأعمال بالمشروع يمثلون مصر من شمالها لجنوبها وتتنوع مجالات عملهم لتغطي العديد والعديد من المنتجات والخدمات.
وفي كلمته ، قال جورجيو موسانجيني (قائد فريق ريادة الأعمال الخضراء والمجتمع المدني بمركز النشاط الإقليمي للاستهلاك والإنتاج المستدامين التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة - ميدويفز) "اليوم هو علامة فارقة بالنسبة لنا، حيث سنقوم بالتعرف على أصحاب أفضل الأفكار التي تم تطويرها بعد تخرجهم من حاضنات الأعمال..منوها بأن هذا المشروع الإقليمي معني بمكون ريادة الأعمال في برنامج سويتش ميد -ويتم تنفيذه في دول منطقة البحر الأبيض المتوسط للحفاظ على البيئة و رواد الأعمال بالنسبة لنا فاعلون رئيسيون في عملية تحول الدول لنظم الاقتصاد الدائري والاستهلاك والإنتاج المستدامين، وتأثيرهم لا يقتصر على اقتصادات الدول والفرد، بل يمتد إلى المجتمع والبيئة .
وقال الدكتور حسام علام (المدير الإقليمي لبرنامج النمو المستدام بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا - سيداري) خلال كلمته ، على الرغم من أن حدث اليوم اسمه حفل ختام ولكنه في الواقع "البداية" بعد رحلة تدريب وصقل رواد الأعمال الخضراء والزرقاء من مختلف أنحاء مصر من القاهرة إلى الأقصر لتخرج مشروعاتهم بخطى ثابتة..مشيدا بإستغلال الموارد بشكل رشيد والاستهلاك والإنتاج المستدام وهو ما تحتاجه البشرية.
ووجه علام النصيحة للشباب الحاضرين بأن يكون منهجهم في الحياة هو مساعدة الغير وتقديم الدعم للمبتدئين من رواد الأعمال وذلك بنقل خلاصة تجاربهم وخبراتهم إليهم.
ينفذ مشروع سويتش ميد على ضفاف النيل للاقتصاد المستدام بشقيه الأخضر والأزرق بمصر، كل من وزارة البيئة المصرية وسيداري ومركز النشاط الإقليمي للاستهلاك والإنتاج المستدامين التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (ميدويفز) وبرنامج سويتش ميد الممول من الاتحاد الأوروبي.
ضم الحفل مشاركين من القطاع المصرفي والمؤسسات التمويلية والمنظمات التنموية الدولية ومؤسسات دعم ريادة الأعمال والجهات المانحة حيث قام رواد الأعمال بعرض مشروعاتهم المستدامة على المستثمرين من أجل فرص التعاون والتمويل المستقبلية وتبني المشروعات الرائدة، فيما قامت غادة مغني وسلمى نوح (منسقتا المشروع بسيداري) بإستعراض الإنجازات التي تمت على مدار عامين كاملين وأهمها تدريب المدربين على منصة سويتش ميد، وهو برنامج تدريبي لتصميم نماذج الأعمال الخضراء، واعتمادهم كمدربين لرواد الأعمال، وتدريب إجمالي ١٤٨ رائدا ورائدة أعمال من مختلف محافظات مصر (تمثل الإناث ٤٥% منهم)، ثم اختيار أفضل ١٨ مشروعا من حيث القيمة المضافة التي يقدمها للمجتمع اقتصاديا وبيئيا واجتماعيا للالتحاق بحاضنات الأعمال لمدة ستة أشهر (١٣ رائدا و٨ رائدات أعمال) لتأهيلهم تقنيا وتسويقيا وماليا وإداريا للتحول لنموذج عمل قادر على غزو السوق والمنافسة بجدارة وتسجيل منشآتهم قانونيا.
ويأتي أيضا إطلاق "المبادرة الوطنية لرواد الأعمال في مجال الاستدامة" وتعيين مجلس استشاري تطوعي من أهم مخرجات المشروع بما يضمن استمرارية تقديم الدعم والتشبيك بعد انتهاء المشروع، إذ تضم المبادرة كافة الجهات ذات الصلة من الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات التمويل والجهات البحثية والأفراد، كما تم إنشاء منصة تفاعلية لحصر رواد الأعمال الذين شاركوا في البرنامج في مراحل سابقة لنقل الخبرات ومشاركة الدروس المستفادة فيما بينهم.