القاهرة وأنقرة تفتحان صفحة جديدة.. زيارة أردوغان تُتوّج بانطلاقة تاريخية للعلاقات المصرية التركية
وأكد الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اعتزاز مصر وتقديرها للعلاقات التاريخية مع تركيا، والإرث الحضاري والثقافي المُشترك بين البلدين.
ووقع الرئيسان على الإعلان المُشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا. كما سجلت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخية إلى القاهرة، شهادة ميلاد جديدة للعلاقات المصرية التركية تعكس الرغبة في فتح صفحة جديدة وإحياء أواصر الصداقة بين البلدين، كما تعد تقديراً من أنقرة لدور مصر المحوري في المنطقة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحرصها على إحلال الأمن والاستقرار الإقليمي.
القاهرة وأنقرة تفتحان صفحة جديدة
وأجمع دبلوماسيون على أن توجه الرئيس التركي للقاهرة بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، يأتي في توقيت بالغ الخطورة، أي في ظل الصراعات والأزمات التي تشهدها الأمتان العربية والإسلامية، وكذا الملفات المعقدة بالمنطقة وعلى وجه الخصوص الحرب الحالية في قطاع غزة وما تشهده القضية الفلسطينية من مخططات لتصفيتها، ما يتطلب توحيد الصفوف لمجابهة تلك المخاطر.
وأضاف الدبلوماسيون أن تحسين مناخ العلاقات وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى وتحقيق التقارب بين البلدين، سيعطي للمنطقة قوة وأماناً بالنظر إلى ثقل مصر وتركيا في الشرق الأوسط.
وأكد نائب وزير الخارجية السابق السفير علي الحفني، أن زيارة الرئيس التركي للقاهرة تكتسب أهمية استثنائية؛ إذ تعد الأولى من نوعها إلى مصر منذ سنوات طويلة من الخلاف السياسي، وتبعث برسالة مفادها أن صفحات الماضي قد طويت لنبدأ مرحلة جديدة متطلعين إلى مستقبل يسوده التعاون والاحترام بما يحفظ أمن الدول واستقرارها.
وسلط الضوء على أن مجيء الرئيس أردوغان إلى القاهرة يمهد لتحالف استراتيجي جديد يرسم مستقبل الإقليم في هذا التوقيت شديد الحساسية الذي تموج فيه المنطقة بالاضطرابات والاستقطابات وإعادة ترتيب الأوراق، بجانب الأوضاع المشتعلة بالمنطقة نتيجة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتداعياتها الخطيرة على استقرار الشرق الأوسط.
فرصة ذهبية للتوصل إلى تفهمات
وأشار إلى أن تواجد الرئيس التركي اليوم في مصر يشكل فرصة ذهبية للتوصل إلى تفهمات حول عدد من القضايا العالقة، وتقريب وجهات النظر لاسيما في الملف الليبي الذي يمثل أهمية قصوى للبلدين، بالإضافة إلى تنسيق المواقف في القضايا المصيرية والعمل على وقف الحرب الإسرائيلية وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة ومنع تهجير الفلسطينيين وإنقاذ القضية من التصفية مع تشجيع بلدان العالم المحبة للسلام والعدل على الاعتراف المباشر بالدولة الفلسطينية.