الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

سمير رجب يكتب: مع بداية رمضان.. الانفراجة وصلت

الكاتب الصحفى سمير
الكاتب الصحفى سمير رجب - صورة أرشفية

- الأسعار تنخفض.. دكتاتورية الدولار.. تتوارى

- ليس هناك عيب أبدا في توقيع الاتفاق مع صندوق النقد بعد فترة وجيزة من الإعلان عن تحرير سعر الصرف

- لا خجل.. ولا حياء.. ولا أخلاق.. ولا ضمائر

- نتنياهو وأفراد عصابته يسرقون المعونات الإنسانية المخصصة لأهالي غزة

- نصيحتي للفلسطينيين: احذروا الوقوع في "شباك" الانقسامات.. والتمزق

 

اكتظت مساجد مصر بالمصلين من كل حدب وصوب .. الجميع حرصوا على أداء الجمعة الأخيرة من شهر شعبان بينما هم يهيئون أنفسهم لاستقبال شهر رمضان الذي كان الحديث عنه مثار قيل وقال طوال الأيام الماضية سواء من حيث ارتفاع أسعار السلع أو اختفائها وكأن الغرض الأساسي من الصوم هو تناول الطعام بكميات كبيرة ومتنوعة.

***

الآن.. تغير الوضع كثيرا بعد أن ازداد يقين الجماهير بأن الأزمة عالمية.. وليست قاصرة علينا نحن فقط .. بالعكس ربما كنا أفضل من غيرنا بكثير.

في نفس الوقت الذي شاءت فيه الظروف أن تحل علينا الجمعة الأخيرة من شهر شعبان الذي آثر فيه المصريون أن يبلوا بلاء حسنا في أيامهم ولياليهم وهم يستعدون لاستقبال الشهر الكريم.

وما يمكن رصده أن الأسعار شهدت انخفاضا منذ الصباح الباكر وحتى ما بعد الصلاة..

لقد حدث شبه انخفاض جزئي بالنسبة لأهم الاحتياجات اللازمة خلال شهر رمضان وهي الزيت والسكر والأرز فضلا عن الحلوى المتمثلة في الكنافة والقطائف وبلح الشام وغيرها .. وأيضا العصائر مثل الكركديه.. والتمر هندي والدوم والخروب وغيرها .. وغيرها..

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج كان يمكن أن تتحقق فور صدور القرار بسحب البضائع المكدسة بالموانئ والمطارات.

ولكن أما وإن حدث تباطؤ في تنفيذ هذا القرار فقد بقيت المشكلة على ما هي عليه حتى جاءت توجيهات الرئيس بسرعة سداد الرسوم المطلوبة عن كل شحنة من شحنات البضائع المتنوعة والمختلفة وأهمها شحنات الأدوية وعلف الدواجن.

***

وهكذا يمكن أن نستخلص من ذلك أن التأخير في اتخاذ وتنفيذ القرارات الخاصة باحتياجات الجماهير سرعان ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة أكثر وأكثر.

عموما الاستفادة من التجارب مهمة وأساسية بدلا من تأجيل عمل اليوم إلى الغد كما يقولون .

على أي حال يمكن القول إن الفرص الآن مهيأة  أكثر من أي وقت مضى للاستمرار في خفض الأسعار مع الأخذ في الاعتبار أن المدة الزمنية في هذا الصدد من الأهمية بمكان .. إذ ليس مطلوبا تحرير سعر الصرف في نفس التو واللحظة.. بل لابد من الانتظار قليلا.. لتعود الأوضاع إلى نصابها.

***

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإني أقول للمهللين على توقيع الاتفاق مع صندوق النقد بعد ساعات من صدور قرارات تحرير سعر الصرف:

وما العيب في ذلك؟

إن أي مفاوضات في أي مجال من المجالات على مستوى العالم تحتاج إلى أخذ ورد.. وتأجيل وتعديل حتى يتم في النهاية الاتفاق الذي يرضي كل الأطراف وبصرف النظر ما إذا كان من أهم شروط صندوق النقد لصرف القرض المقرر لمصر.. أن تصدر قرارات التحرير فلا ضير في ذلك على الإطلاق.

وأرجوكم.. أرجوكم.. كفى تضييعا للوقت وكفى أن يشغل مجتمعنا أنفسهم في مشاكل هامشية لا تقدم ولا تؤخر..

***

من يشاهد رجال ونساء وأطفال قطاع غزة.. وهم يتقاتلون على التقاط المعونات الملقاة عليهم من الجو لابد أن يعيد النظر في نمط حياته من أولها إلى آخرها فهؤلاء الناس يعيشون عيشة ضنكة بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث لا مأوى ولا طعام ولا شراب ولا أمن.. ولا أي شيء!

وكلما بدا أمامهم بصيص من أمل سرعان ما تعود أوضاعهم إلى أسوأ مما كانت عليه..!

والمراقبون في العالم يستغربون موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بالذات وبالرغم مما يبديه من حماس لإيصال المعونات الإنسانية إلى غزة فهو في نفس الوقت يعلن ويكرر من جديد أنه لن يتخلى أبدا عن إسرائيل ومن ثم فلابد من إمداد جيشها بالأسلحة التي تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم..!

بالله عليهم.. أليس في ذلك تناقض بين الأقوال والأفعال بل وبين حسن النوايا وسوئها في آنٍ واحد..؟!

الأغرب والأغرب أن بنيامين نتنياهو قد شكل فريقا من أفراد عصابته مهمتهم سرقة المعونات الإنسانية المخصصة لأهالي غزة ويقولون إن إسرائيل أخذت تبيع هذه  المعونات جهارا نهارا دون أدنى حياء أو خجل.

***

على الجانب المقابل يبدو أن الفلسطينيين سوف يقعون ثانية في "فخ" الانقسام والتمزق ويجيء هذا بعد ما يتردد عن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة سوف تبسط سلطتها ونفوذها على قطاع غزة بمعنى أن القطاع لن يترك إدارته لحركة حماس كما هو الوضع القائم..!

والسؤال: هل سترضى حماس بذلك أم سيعود أفرادها للتشابك مع أعضاء منظمة التحرير التي تنتمي إليها الحكومة الجديدة؟

ثم.. ثم.. فإن إعلان حماس أن حكم غزة أصبح لا يعنيها فهذا مجرد كلام للاستهلاك المحلي.

من هنا ها هو شهر رمضان قد بدأ ومازال قتل الفلسطينيين وتدمير منازلهم ومنع الدواء والطعام والشراب عن أهلها يسير في تحدٍ سافر بينما يبدو سفاح القرن بنيامين نتنياهو وكأنه لا يقدر عليه أحد..!

لذا يجب على المجتمع الدولي إعادة النظر في الوضع العام للفلسطينيين.. لكن السؤال:

وهل هناك مجتمع دولي بعد ما نراه بعيوننا ونتابعه بقلوب تقطر حزنا وألما..؟!

يا سادة.. يا كرام.. يا من تريدون فرض إرادتكم على الآخرين بالقوة والإجبار أرجو أن تثوبوا إلى رشدكم وتتأكدوا أن القضية الفلسطينية سوف تظل بمثابة قنبلة قابلة للانفجار أكثر وأكثر في أي وقت.

***

و..و..شكرا

 

 

تم نسخ الرابط