الإثنين 16 سبتمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

« سر ٢٣ يوليو ».. لماذا يكره الإخوان عبد الناصر ؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشفية

 - كيف هزم عبدالناصر والذين معه الملك والإنجليز بـ"الضربة القاضية"؟.. وسر دور السادات الغامض 

- ما الذى تبقى من ثورة 23يوليو الآن؟.. وهل انتصر الأعداء عليها؟

لا أبالغ إذا قلت إن ثورة 23 يوليو 1952 تعد نقطة تحول جوهريَّة فى التاريخ المصرى؛ كما أنها غدت مُنطلقًا لكل الثورات، وحركات التحرر الإقليميَّة ، والعالميَّة. 

وحققت نجاحات غير مسبوقة. 

تأتى اليوم الذكرى الثانية والسبعين على ثورة 23 يوليو التى قام بها بعض الضباط فى الجيش المصرى وأطلقوا على أنفسهم (تنظيم الضباط الأحرار) أطلق على الثورة فى البداية «حركة الجيش»، ثم اشتهرت فيما بعد باسم ثورة 23 يوليو وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار وأصبحت تعرف باسم «مجلس قيادة الثورة»، وكان يتكون من 13 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب. 

وضم تشكيل تنظيم الضباط الأحرار كلً من: جمال عبد الناصر، وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، ويوسف صديق، وحسين الشافعى، وصلاح سالم، وجمال سالم، وخالد محيى الدين، وزكريا محيى الدين، وكمال الدين حسين، وعبد اللطيف البغدادى، وعبد المنعم أمين، وحسن إبراهيم. 

وبعد نجاح الثورة أذيع البيان الأول للثورة والذى لخص أسباب الثورة وأهدافها وقد فرض الجيش على الملك التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد، ومغادرة البلاد فى 26 يوليو 1952، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش وتم ترحيل الملك وأسرته إلى إيطاليا على متن يخته الخاص «المحروسة». 

فيما كانت إدارة الأمور فى يد مجلس قيادة الثورة ، ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية فى 1953.

وكلف مجلس قيادة الثورة على ماهر باشا بتشكيل الوزارة بعد إقالة وزارة الهلالى باشا بعد يوم من تشكيلها ثم قام الثوار بالاتصال بالسفير الأمريكى لإبلاغ رسالة إلى القوات البريطانية بأن الثورة شأن داخلى . 

وكان من أسباب قيام الثورة استمرار الملك فاروق فى تجاهله للأغلبية ، فضلا عن الاضطرابات الداخلية والتدخل الأجنبى فى شئون البلاد والصراع بين الإخوان المسلمين وحكومتى النقراشى وعبد الهادى، وقيام حرب فلسطين وتوريط الملك للبلاد فيها دون استعداد مناسب ثم الهزيمة وسوء الحالة الاقتصادية فى مصر وغياب العدالة الاجتماعية. 

كذلك عندما عرضت قضية جلاء القوات البريطانية على هيئة الأمم المتحدة ولم يصدر مجلس الأمن قرارا لصالح مصر. 

وقد قامت الثورة على ستة مبادئ أساسية هى: القضاء على الإقطاع، والاستعمار وسيطرة رأس المال، وبناء حياة ديمقراطية سليمة ، وبناء جيش وطنى، وتميزت هذه الثورة بأنها كانت ثورة بيضاء لم ترق فيها الدماء، وقدمت وجوها وطنية شابة فى مصر. 

وحظيت الثورة بتأييد شعبى جارف من ملايين الفلاحين والعمال وطبقات الشعب العاملة الذين كانوا يعيشون حياة تتسم بالمرارة والمعاناة وعلى أثر نجاح الثورة اتخذ قرار بحل الأحزاب وإلغاء دستور 1923 والالتزام بفترة انتقال حددت بثلاث سنوات يقوم بعدها نظام جمهورى جديد. 

وتبنت الثورة فكرة القومية العربية، وساندت الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار، كما سعت إلى محاربة الاستعمار بكل صوره وأشكاله فى إفريقيا وآسيا، وكان لمصر دور رائد فى تأسيس جماعة دول عدم الانحياز. 

وهناك الكثير من الإنجازات التى حققتها ثورة 23يوليو فى العديد من المجالات مثل الإنجازات السياسية كتأميم قناة السويس ، توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال وبناء حركة قومية عربية . 

وإنجازات تعليمية واقتصادية واجتماعية منها على سبيل المثال: قرارات مجانية التعليم العام ومجانية التعليم العالى. 

ضاعفت من ميزانية التعليم العالى. 

إنشاء مراكز البحث العلمى وتطوير المستشفيات التعليمية. 

كما تعتبر الثورة العصر الذهبى للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية . 

فقضت الثورة على الأقطاع. 

وقامت بتأميم التجارة والصناعة التى استأثر بها الأجانب. 

كما ساعدت فى إلغاء الطبقات بين الشعب المصرى وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء،حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعى. 

ما زالت هذه الفترة الأساسية من تاريخ مصر الحديث مادة أساسية من تاريخ العربى ومرجعا ثابتا للحديث عن الدور الرائد للشعب المصرى على مر العصور.

وقد عبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عن كل هذه المعانى فى كلمته فى ذكرى الثورة التى أجد أنها تستحق أن نقرأها معا:

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم،

أتحدث إليكم اليوم.. فى الذكرى الثانية والسبعين لثورة يوليو المجيدة.. اليوم الذى تحيى فيه مصر وشعبها الأصيل.. ذكريات أيام خالدة.. غيرت تاريخ مصر والمنطقة.. فأنهت الاستعمار الطويل.. وأرخـت لاسـتقلال مصــر الفعلـى وســيادتها.. وألهمت شعوب العالم.. ودفعت جهودهم نحو التحرر الوطنى وشهد التاريخ لثورة يوليو.. بدور وطنى وتحررى.. امتد ليؤسس المكانة الرفيعة لمصر المستقلة.. ويضع اسمها فى ذرى عالية: عربياً، وإفريقياً، ودولياً.

ولعل من عادات وتقاليد الشعوب العريقة.. وعلى رأسها الشعب المصرى العظيم.. التدبر فى دروس التاريخ وعبره.. والتعلم من الماضي.. بإنجازاته وانكساراته.. وانتصاراته وعثراته.. لضمان استمرار مسيرة التقدم الوطنى.. وتحقيق المصالح العليا للوطن. 

ولقد تعلمنا من دروس ثورة يوليو وتجربتها.. عدم التفريط أبداً  فى الاستقلال الوطنى.. وصون كرامة الوطن ومواطنيه.. وبذل أقصى الجهد.. تحت جميع الظروف.. لتعزيز العدالة الاجتماعية.. وحماية الفئات الأكثر احتياجا. 

كما رسخت ثورة يوليو المجيدة.. دور مصر الفاعل، فى محيطها العربى والإفريقى.. وإسهامها الكبير، فى الدفاع عن حقوق ومصالح دول الجنوب.. فى جميع قارات العالم وهو ما حافظت عليه مصر..من خلال دور نشط وقيادى.. فى المحافل الدولية المختلفة.

وتواكبت مصر مع تغيرات الزمن.. فانفتحت على العالم.. وجاهدت لتحسين قدراتها الاقتصادية والاستثمارية، والعمرانية والصناعية واندمجت فى منظومة التجارة العالمية.. مع التركيز الدائم.. على حماية الاقتصاد الوطنى بقدر المستطاع.. من تقلبات الاقتصاد العالمى وصدماته.. والعمل من خلال منظومات متكاملة وفاعلة..على توفير الحماية الاجتماعية اللازمة.

كما حافظت مصر على أرضها وسيادتها واستقلالها.. وأرست سلاماً قائماً على العدل واسترداد الأرض.. مع التمسك الراسخ والثابت.. بحقوق أشقائها ومصالحهم.. وخاصة الأشقاء الفلسطينيين.. وحماية قضيتهم العادلة من التصفية.. والعمل المكثف لمساندة حقهم المشروع.. فى الدولة المستقلة ذات السيادة.

شعب مصر الأبى الكريم،

إن الواقع الإقليمى والدولى الراهن.. يفرض على مصر، وغيرها من الدول.. تحديات جديدة وأوضاعا مركبة فما بين زيادة التوتر والمواجهات الجيوسياسية.. على مستوى النظام الدولى.. إلى ما يعانى منه المحيط الإقليمى.. من انتشار الحروب والصراعات والاقتتال الأهلى.. وتمزق بعض الدول وانهيار مؤسساتها.. والأوضاع الإنسانية الكارثية، وانتشار المجاعات، والنزوح بالملايين تضيف هذه الظروف غير المسبوقة.. أعباء هائلة على مصر.. لا يخفف منها.. سوى ما أعلمه يقينا.. من قوة شعبنا العظيم.. وصلابته أمام الشدائد.. وتماسكه ووحدته.. كالبنيان.. يشد بعضه بعضا.. بما يجعلنى واثقا - بإذن الله وفضله - أن مصر.. ستعبر تلك المرحلة المضطربة إقليميا ودوليا.. وستواصل تقدمها ومسيرة تنميتها وبناء دولتها.. بما يحقق تطلعاتنا جميعا.. فى وطن حر كريم.. ومستقبل مشرق.. لجميع أبناء الوطن.

كل عام وأنتم بخير..

ومصر فى سلام وأمان واستقرار.

ودائما وأبدا، وبالله العظيم:

تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دائما وأبدا: تحيا مصر.

الصفحة الثانية من العدد رقم 371 الصادر بتاريخ 25 يوليو 2024
 
تم نسخ الرابط