الشهرة لا تحمى من "التنمر"
- عمرو دياب وأسماء جلال وهنا الزاهد نجوم فى مواجهة نار "التنمر الإلكترونى"
- كيف يتحول الإعجاب بالفن إلى سلاح لتدمير الفنانين نفسيا على مواقع التواصل الاجتماعى؟
- العالم الافتراضى تحول إلى ساحة حرب نفسية طاحنة
- الوباء الصامت.. السوشيال ميديا تخدعنا وتدمر واقعنا وأركان مجتمعنا
فى ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى، أصبح التنمر الإلكترونى آفة المجتمع الحالى، وظاهرة منتشرة على نطاق واسع، فسهولة الوصول إلى الإنترنت وتعدد المنصات التى يمكن من خلالها ممارسة هذا النوع من السلوك، ساهما فى انتشاره بين فئات عمرية مختلفة، خاصةً بين الشباب، وقد طغى التنمر الإلكترونى على حياة العديد من الأفراد، حيث أصبحوا يعيشون فى خوف مستمر من التعرض للإيذاء والتحقير عبر الإنترنت، حتى المشاهير ونجوم المجتمع أصبحوا أكثر الناس عرضة للتنمر من وقت الآخر.
ويشكل التنمر الإلكترونى آفة تهدد نسيج المجتمعات الحديثة، حيث يتسلل إلى الحياة اليومية عبر شاشات الأجهزة الذكية، هذا النوع من التنمر، الذى يتخذ أشكالاً متنوعة مثل السب والقذف والتشهير أحيانا، ويتسبب فى أضرار نفسية بالغة للضحايا، بدءًا من انخفاض الثقة بالنفس وانتهاءً بالاكتئاب، كما أنه يخلق بيئة سامة تعيق التفاعل الإيجابى بين الأفراد وتؤثر سلبًا على العلاقات الاجتماعية، وللحق فإن الفضاءات الافتراضية، مع كل ما تحمله من إمكانيات لا حصر لها، تعد ساحة خصبة لتبلور سلوكيات سلبية تؤدى إلى تحولها إلى سجون نفسية، فالإدمان على وسائل التواصل الاجتماعى على سبيل المثال، يخلق دوائر مغلقة يعزل فيها الفرد عن العالم الحقيقى، ويحرمه من التفاعلات الاجتماعية المباشرة، وبمرور الوقت، يتحول هذا العالم الافتراضى إلى قفص ذهبى يقيّد الحرية ويحد من النمو الشخصى.
وعلى الرغم من كمية الانفلات الإلكترونى التى نشهدها فإنى أتساءل: ما الذى يدفعنا لنغرق فى هذه العوالم الافتراضية بهذا الشكل.. هل الضغوط الاجتماعية والنفسية التى يتعرض لها الأفراد فى العالم الحقيقى تدفعهم إلى البحث عن ملاذ آمن فى العالم الافتراضى؟! ولكن هذا الملاذ قد يتحول إلى سجن عندما يصبح الفرد أسيرًا للمقارنات المستمرة مع الآخرين، والسعى وراء صورة مثالية غير واقعية، فالتنمر الإلكترونى، وانتشار المعلومات المضللة، كلها عوامل تساهم فى خلق بيئة سامة تؤثر سلبًا على الصحة النفسية وتزيد من الشعور بالعزلة والوحدة، فيجب علينا جميعًا أن ندرك مخاطر الإدمان على التكنولوجيا، وأن نتعلم كيفية استخدامها بشكل صحى ومتوازن، كما يجب على المجتمع والمؤسسات المعنية أن تعمل على توعية الأفراد، خاصة الشباب، بخطورة الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى.
ويعد نجوم الوسط الفنى من أكثر الأشخاص عرضة للتنمر من جمهورهم، سواء فى تعاملهم اليومى، أو من خلال صفحاتهم عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعى التى تحتوى على ملايين المتابعين.
فقبل أيام قليلة تعرض النجم قاهر الزمن عمرو دياب للتنمر من قبل الجمهور بعد ما ظهر فى إحدى الصور فى الساحل الشمالى، وعاب عليه الجمهور ظهوره بدون "ماكياج" فى تنمر واضح، ونسوا أن هذا النجم لن يتكرر فى تاريخ الغناء، فالهضبة فنان عالمى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فعندما يغنى تحس بأن هناك كيمياء غريبة تجمع بينه وبين جمهوره، وأن هذه الكيمياء هى التى تستخرج من الناس مشاعر جديدة وعواطف غير المعروفة وتحنو على أعصابهم فى هدوء، فكل شيء يسقط بالتقادم إلا الفن كلما مرت عليه السنون ازداد قوة ولمعاناً وبريقاً أيضاً، وحينما أقول الفن فإننى أعنى هنا الفن الحقيقى والصادق، كما تعرضت مؤخرا أيضا أسماء جلال للتنمر.
حيث علق العديد من متابعيها عبر صفحتها على انستجرام بأنها تشبه المغنى مايكل جاكسون، مما دفعها بعد ذلك لوضع صورة مايكل كصورة شخصية للملف الشخصى الخاص بها، كرد منها على المتنمرين، كما تعرضت الفنانة هنا الزاهد، التى تعرضت لحملة تنمر بعد إعلانها الذى قامت بتقديمه، بسبب أسنانها، حيث قامت بعد ذلك بعمل تقويم لها، وفى السياق وجهت الفنانة هنا الزاهد فى بداياتها عبر صفحتها على موقع التغريدات القصيرة تويتر رسالة إلى المتنمرين خاصة بعد تعرضها للتنمر على صوتها، وعلقت هنا الزاهد، من خلال تغريدتها على تويتر قائلة: «الشخص المتنمر هو بهلوان أو مريض نفسى، يتهكم على الآخرين بالإساءة اللفظية أو البدنية ليُظهر نفسه للآخرين إحساسه بالنقص وعدم الاتزان».
وتعد أمينة خليل من أبرز الفنانين الذين تعرضوا للتنمر، حيث تحدثت فى حوار سابق لها عن أزمتها مع التنمر، وأنها تم إيذاؤها نفسيا بسبب هذا الأمر، حيث تعرضت للكثير من التنمر بسبب طول أنفها، ولكنها استطاعت هزيمة المتنمرين وصممت أن تكمل بأنفها وأحبت نفسها، وتعرض الفنان أحمد حلمى فى بداياته للتنمر بسبب أذنه، حيث أكد حلمى أنه فى بداياته تعرض لتنمر كبير، وقال فى حوار سابق له: «اتقالى دمك تقيل وودانك مطرطقة» ولكنه استطاع أن يكون صلبا ويتعامل مع التنمر، وتعرض الفنان حمدى الميرغنى للسخرية والتنمر بسبب شكل أسنانه، عند إعلانه الزواج من زميلته إسراء عبد الفتاح فى مسرح مصر، لأنهم يرون من وجهة نظرهم أنها أجمل منه، وأن مظهر أسنانه يستحق التنمر، مثلما كان يسخر من نفسه على خشبة المسرح.
الفنانة سوسن بدر أيضا طالتها أحد أشكال التنمر على حسابها، حيث أخبرها أحد المتابعين أيضًا وهو يتساءل "إنتى لسه عايشة؟" لترد الفنانة "اسئل ربنا"، كما تعرضت للعديد من التعليقات السلبية عقب نشرها مجموعة من الصور وهى ترتدى ملابس فرعونية، وأيضا استقبلت الفنانة يسرا اللوزى، تعليقا مسيئا عبر صفحتها على انستجرام، من أحد المتابعين، الذى تنمر على ابنتها الصماء، وسخر منها وكانت يسرا اللوزى قد نشرت صورا لها، وعلقت قائلة: «سعدت جدًا بردود الأفعال الجميلة تجاه حلقتى مع الإعلامية منى الشاذلى بالاشتراك مع الدكتورة رنيم حسن من مبادرة "حادى بادى" والدكتور سامح يسرى من "هيئة إنقاذ الطفولة" بمصر، شكرًا لجمهورى العزيز ولكل من ساهم فى نجاح هذه الحلقة»، ليأتيها تعليق من أحد المتابعين الذى كتب: «ماشى يا أم الطرشة»، لترد عليه «اللوزى» وتلقنه درسًا فى الذوق حيث كتبت: «شكرًا على ذوق حضرتك.. أنا قررت أستغل كلامك اللطيف عشان أقدم شوية توعية بخصوص هذا المصطلح.. أولًا، المصطلح الصحيح والمقبول هو "الصم وضعاف السمع"، وليس "الطرش" أو "البكم"، ثانيًا، أحب أعبّر عن فخرى بكونى والدة طفلة "صماء" لأنها علمتنى حاجات كتيرة جدًا وبقيت بنى آدمة وأم أحسن بسببها وأنا متأكدة أنها هتطلع إنسانة مثقفة ومتفوقة ومش هتبقى محتاجة مساعدة من حد عشان تحقق أحلامها».
لذلك يجب التصدى للتنمر الإلكترونى بشتى الوسائل، وذلك من خلال توعية الأفراد بخطورة هذا السلوك وتأثيراته السلبية، ويجب على منصات التواصل الاجتماعى أن تتخذ إجراءات فعالة لمكافحة التنمر الإلكترونى وحماية مستخدميها من التعرض للإيذاء، من خلال تضافر الجهود يمكننا الحد من انتشار هذا السلوك وبناء مجتمعات أكثر أمانًا وإيجابية.
- مصر
- الصحة
- سوشيال ميديا
- اسماء جلال
- منى الشاذلي
- يوم
- التنمر
- عمرو دياب
- هنا الزاهد
- مواقع التواصل
- العالم
- غلق
- عمرو
- طفلة
- مسرح
- مبادرة
- إنستجرام
- سلاح
- عامل
- سوسن بدر
- عون
- الشباب
- العلاقات
- زواج
- السوشيال ميديا
- الفنان
- الفن
- درة
- الانترنت
- اليوم
- ضحايا
- فنانين
- محمد فودة يكتب
- الشهرة لا تحمى من التنمر
- محمد فودة
- الاعلامى محمد فودة