الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

كلهم مجرمون.. حسب تصنيف عالم الاجتماع الإيطالى «انريكو فيرى»

الكاتب الصحفى سمير
الكاتب الصحفى سمير رجب - صورة أرشفية

- كلهم مجرمون.. حسب تصنيف عالم الاجتماع الإيطالي"انريكو فيري"

- أقول لسفاح القرن: "من شب على شيء شاب عليه"!

- الفلسطينيون يتقدمون.. والإسرائيليون يرجعون للخلف ألف خطوة وخطوة

- فلاحون.. وأولاد فلاحين.. ولنا الفخر!

- "عيد الفلاح" عاد أكثر إشراقا.. وأفضل مناسبة

- بنك الائتمان الزراعي ينظر لعملائه بعيون حانية وليس العكس!

يقول عالم الاجتماع الجنائي الإيطالي "انريكو فيري" إن المجرم "مجرم" بصرف النظر عن طبيعة الجريمة التي يرتكبها.

لذا.. فقد قسم المجرمين إلى عدة أنواع هم: المجرم المحترف.. المجرم بالصدفة.. المجرم الذي يتشكل خلقه وهو مازال جنينا في بطن أمه ومنذ أن يخرج للحياة ينساق إلى طريق الشيطان.

أقول ذلك بمناسبة انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة  والذي تحدث فيه أصحاب القضية الأساسيون وقلوبهم تنزف دما والذين أكدوا أن إسرائيل تضم كل أنواع المجرمين الذين تحدث عنهم "فيري" بسبب ما ترتكبه في غزة والضفة الغربية ولبنان والجولان.. حيث  يتزايد عدد المذابح لتصبح أكثر حدة وعنفا وقسوة.. وتلك كلها أمور تؤكد أن سفاح القرن بنيامين نتنياهو لن يتوقف عن هذا العدوان المزري لأن من نشأ على شيء شاب عليه كما يقول المثل العربي الشهير.

على الجانب المقابل فقد أصاب كثير من الوزراء العرب عندما ذكروا أن الحكومة الإسرائيلية هي حكومة باغية وطاغية وهي تختلف عن المجتمع الإسرائيلي الذي يتوق إلى السلام ويسعى إلى أن يتحقق الأمن والأمان لأبنائه وبناته وشيوخه ونسائه.

ربما يكون السؤال الذي تطرحه الجماهير قبل الحكومات والمنظمات الدولية يقول:

وماذا بعد؟

نعم.. وماذا بعد؟

ونعم.. ونعم.. ماذا تساوي الإجابة الآن وهي التي تنتظر وتنتظر على مدى ما يقرب من عام كامل وهي أيضا الحرب التي قال عنها  أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية إنها أدت إلى استشهاد 41 ألف رجل وامرأة وطفل ومعهم ستة ملايين مازالوا تحت أنقاض المباني التي هدموها فوق رءوس قاطنيها..

في جميع الأحوال الموقف الآن ليس هو نفسه منذ ستة أشهر أو حتى 12 شهرا حيث إن كثيرا من الأطراف أخذت تتعامل مع الأزمة بإنسانية وبإيجابية أكثر وها هو  جوزيب بوريل  الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي،على سبيل المثال الذي وقف أمام الوزراء العرب ليعلن صراحة أن حكومة بنيامين نتنياهو تجعل حل الدولتين مستحيلا..

أكثر.. وأكثر أن تركيا حرصت على حضور هذا الاجتماع العربي على مستوى وزراء الخارجية بعد غياب استمر 13 عاما لأن تركيا حاليا تعامل إسرائيل على أنها من ألد أعدائها وليست صديقة حميمة كما كانوا يصفونها بالأمس.

في النهاية تبقى كلمة: 

أبدا.. أبدا.. لن ينجح الإسرائيليون في ألا تضم خريطة العالم أو القاموس الدولي اسم فلسطين.. بل بالعكس سيأتي يوم تزول فيه إسرائيل من الدنيا كلها..

تصورت أنه يوم سوف يمر مثل كثير من الأيام التي سجلت فيها منذ سنوات عدة مناسبات اجتماعية حلوة ورائقة تملأها مشاعر الأمل وأحاسيس التفاؤل.

ثم..ثم.. سرعان ما أدركت خطأ هذا التصور بعد أن رأيت بعيني وسمعت بأذني وتابعت من خلال منصات التواصل الاجتماعي وشاشات التليفزيون المختلفة.. أن اليوم المقصود لم يكن مثل سابقيه من الأيام.

هل تذكرتم إذن مثلما تذكرت أنا؟ اليوم الذي أعنيه هو يوم عيد الفلاح المصري والذي يتم فيه سواء بالقرية أو المدينة احتفالات بالأيام والليالي السعيدة حتى جاء وقت جمدت فيه كل النشاطات وتغيرت النظرة الحالية للغد شأنها شأن نظيراتها.

بديهي لم يكن منطقيا أو مقبولا أو مستساغا أن تصبح الحقول بعد دقات الطبول وزغاريد السيدات في نفس الوقت الذي تأتي فيه قوات تنفيذ الأحكام للقبض على أعز الأعزاء أو العزيزات لتنفيذ أحكام نعرف جميعا أنها أحكام جائرة بل ظالمة.

واستمر الحال على هذا المنوال غير الطيب حتى جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وأمر بأن تشارك مؤسسة "تحيا مصر" و"تكافل وكرامة"  في سداد المديونيات التي اضطرت إلى تحمل تبعاتها أمهات لا حول لهن ولا قوة وآباء  متواضعو الحال لا يملكون في  الحياة شرو نقير.

المهم توقفت الاحتفالات بعيد الفلاح وسط الظروف الصعبة التي عانى منها الفلاحون شأنهم شأن غيرهم إلى أن انكسرت غيامات الظلام بعد إعفاء الكثير من الأحكام.

على الجانب المقابل فقد لمست بنفسي أمس كيف أن فروع بنك الائتمان الزراعي في شتى المحافظات استقبلت الفلاحين ممن مازالت تثقلهم الديون وأخذوا يتناقشون معهم في كيفية الحل..وعلى أي أساس يتم سداد المبالغ المطلوبة وذلك في حد ذاته يبني حياة خالية من مشاعر التوتر والقلق.

ليس هذا فحسب بل عند النظر في دواوين مكاتبهم وصالات منازلهم تعقد اجتماعات مع الفلاحين حيث استمعوا أيضا إلى مشاكلهم وصدرت قرارات فورية بإلغاء الفوائد الخيالية على التراخيص ومساعدة من لديهم الرغبة في تحسين أحوالهم تحسنا ملحوظا بالفعل مع إقامة بعض الصناعات الزراعية والتي اشتهرت بها مصر منذ سنوات عدة.

في النهاية تبقى كلمة:

هكذا ثبت بالتجارب العملية أو الواقعية أن الاقتراب من المشكلة –أي مشكلة- بتروٍ ونوايا حسنة وتغليب المصلحة العامة على نزعات الذات.. كلها عوامل تفيد كثيرا كثيرا.

بالضبط مثلما تطرح أفكار واقتراحات ومبادرات خارج الصندوق --كما يقولون- التي تشحذ الهمم بحق وحقيق وتقود إلى طريق التعاون والتآزر والتضامن بشتى صوره وأشكاله وألوانه.

و..و..شكرا

الصفحة الثالثة من العدد رقم 378 الصادر بتاريخ 12 سبتمبر2024

 

 

 

تم نسخ الرابط