الأربعاء 18 سبتمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

« الحكمة والثبات والقوة».. لماذا رفض السيسى الرد على جميع اتصالات "نتنياهو" منذ بداية الحرب على غزة؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- ما سر أكاذيب مجرم الحرب حول مصر؟.. وكيف أجهضت القاهرة كل أحلامه فى إخلاء غزة والضفة؟

- السؤال الذى لن يقدر نتنياهو على إجابته: هل جاءت أسلحة الضفة الغربية من مصر أيضا؟!

مجرم حرب ليست لديه بضاعة إلا الأكاذيب.. هذا هو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى.. المخادع الذى كشف الجميع أكاذيبه بشأن حرب غزة فكان أن نقل الأكاذيب إلى هدف آخر وهو مصر!

معركة نتنياهو الآن هى محور فيلادلفيا الحدودى بين مصر وقطاع غزة.. لا يريد أن ينسحب منه.. أما السبب الذى يروجه فهو أن هذا المحور هو معبر تسليح حماس!

يدعى نتنياهو أن سلاح حماس يدخل من الحدود المصرية.. وهو كاذب كاذب كاذب.

لقد كذب نتنياهو بشأن حديثه عن معارضته الانسحاب من محور فيلادلفيا عام 2005، حيث صوَّت بالموافقة آنذاك.. بل إن وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها أكدت أن المقاومة الفلسطينية أنتجت أغلبية سلاحها داخل قطاع غزة.. مفنّدة ادّعاءه أنه لم يدخل أى شيء من الحدود (غير من محور فيلادلفيا)، لأن تسلل المقاومة يوم طوفان الأقصى كان (أسوأ من ذلك).

فهذا هو المعلق العسكرى فى القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، نير دفورى، يؤكد عدم دقّة كلام نتنياهو، لأنّ (محور فيلادلفيا) لم يكن المشكلة المركزية، بعد مضى ثمانية أشهر على الحرب، وعدم قيام الجيش الإسرائيلى بالتقدم نحوه أو قيام أى عملية فيه، حتى عند دفع الجيش إلى القيام بعملية باتجاهه، (تردّد نتنياهو، ولم يعطِ موافقته على العملية البرية هناك).. وفى الوقت الذى يحاول نتنياهو إقناع الإسرائيليين بأهمية محور فيلادلفيا، لم يتمكن من إقناع وزير دفاعه أو رئيس الموساد أو رئيس الأركان.. ونفى دفورى كلام نتنياهو بشأن تهريب الأسلحة من خلال محور فيلادلفيا، جازمًا بأن عمليات تهريب الأسلحة (لم تنفَّذ من تحت المحور).. وشدّد على أن طريق القضاء على حماس لا يمر عبر محور فيلادلفيا، ساخرًا من كلام نتنياهو بشأن إيجاد الحلول فى الشمال.. وسأل: كيف تريد إسرائيل الوصول الى السيطرة فى الشمال، وهى لم تُنهِ العملية فى الجنوب؟!.

وفى الوقت الذى أعرب مسئولون أمريكيون كبار، فى محادثات مغلقة، عن إحباطهم من خطوات نتنياهو الأخيرة، بل إن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، رد على نتنياهو، بأن (ما سمعناه من نتنياهو هو خدعة سياسية لا أساس لها.. ما قاله بشأن فيلادلفيا يفتقر إلى الصلة بالواقع.. لا أحد يصدق خدعة نتنياهو، لا يصدقه لا المسئولون الأمنيون، ولا المنظومة الدولية، ولا الجنود الموجودون فى غزة).. ونفى أن يكون المحور، كما قال نتنياهو، أنبوب الأكسجين لحماس، ويجب قطعه.. وأن خروج الجيش الإسرائيلى من محور فيلادلفيا جعل غزة مصدر تهديد كبيرا، وكان بمنزلة فتح الطريق لدخول الأسلحة وغيرها لحماس.

نتنياهو انتقد فى مؤتمر صحفى عقده مؤخرا التصريحات التى أدلى بها الرئيس الأمريكى، جو بايدن، حول اتفاق الأسرى، وقال :لا أصدق أن الرئيس ‎بايدن قال اليوم ما نقل عنه، مع أن بايدن، قال خلال توجهه لاجتماع حول حرب غزة مع أعضاء إدارته، إنه على وشك تقديم مقترح نهائى لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس فى غزة، وأن التوصل لهذا الاتفاق بات قريبًا جدًا، لكنه (لا يعتقد أن نتنياهو يقوم بما يكفى للتوصل لمثل هذا الاتفاق).. وعقد الرئيس الأمريكى برفقة نائبته كامالا هاريس اجتماعًا مع المفاوضين الأمريكيين، للضغط من أجل التوصل إلى صفقة تبادل، بعد مقتل ست رهائن إسرائيليين فى غزة، من بينهم مواطن أمريكى إسرائيلى.

وإذا كان الرئيس الأمريكى قد أدان خلال الاجتماع عمليات القتل وأعاد تأكيد أهمية محاسبة حماس، التى تتهمها إسرائيل بإعدام الرهائن الستة، فإن نائبة الرئيس والمرشحة الحالية لرئاسة الولايات المتحدة، كامالا هاريس، أكدت أنه (حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإطلاق سراح الرهائن.. يجب علينا إعادة الرهائن إلى الوطن ووضع حد للمعاناة فى غزة)، بعدما تشاورت واشنطن مع مصر وقطر حول (ملامح صفقة نهائية لتقديمها للأطراف فى الأسابيع المقبلة)، وإذا فشل الجانبان فى قبول المقترح الأمريكى الجديد، فإنها ستكون نهاية المفاوضات.. ولأن نتنياهو يكذب، حتى صدَّق كذبه، فقد قال بأن ( لا أحد أكثر التزامًا منى بالإفراج عن المخطوفين، ولا أحد يستطيع أن يقدم لى دروسًا فى هذا الشأن).. ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة إلى مرحلة حرجة، بعد إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب فى القطاع، وعدم الانسحاب من محورى نتساريم وفيلادلفيا وسط وجنوب القطاع، بينما تصر حركة حماس على إنهاء الحرب وعودة النازحين والانسحاب الإسرائيلى من كامل القطاع.

وعن تعريفه لنهاية الحرب، قال نتنياهو (إن الحرب ستنتهى عندما ينتهى حكم حماس لقطاع غزة.. نحن بحاجة إلى نصر عسكرى يشبه ذلك الذى أطاح بالنازية من حكم ألمانيا).. وحدد نتنياهو أربعة أهداف رئيسية للحرب الحالية، هى القضاء على حماس، وإعادة جميع المحتجزين، وضمان عدم تشكيل غزة تهديدًا مستقبليًا، وإعادة السكان الإسرائيليين إلى الحدود الشمالية بأمان.. وفى نفس الوقت الذى كان نتنياهو يتحدث فيه بالمؤتمر الصحفى، تظاهر الآلاف فى تل أبيب والقدس وأماكن أخرى، مطالبين الحكومة بإعادة جميع المحتجزين من غزة، فى أعقاب اكتشاف جثث ستة محتجزين إسرائيليين؛ مما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا، وأدى إلى أكبر مظاهرة منذ بداية الحرب على غزة.. ومع تصاعد الغضب الشعبى وضغوط الحلفاء الدوليين، يجد نتنياهو نفسه فى مواجهة تحديات متعددة على الصعيدين الداخلى والخارجى، وفيما تتزايد الدعوات للتوصل إلى حلول دبلوماسية، يظل الموقف الإسرائيلى الرسمى متشددًا، مصممًا على تحقيق أهدافه مهما كلف الأمر.

إذًا، هو غضب فى الشارع الإسرائيلى على سياسات نتنياهو، وإضراب شامل شل حركة المجتمع هناك، وتغير فى إستراتيجية حماس تجاه الرهائن.. كيف؟

اهتز عرش رئيس الوزراء الإسرائيلى، على وقع مسيرات حاشدة لمئات الآلاف من المحتجين الإسرائيليين الذين طالبوا نتنياهو بالتنحى عن منصبه،وحل الحكومة الإسرائيلية، لفشلها فى استعادة المحتجزين من غزة، رغم مرور أحد عشر شهرًا من العدوان على قطاع غزة..وفى شوارع تل أبيب، أُصيب العشرات من المتظاهرين، بعد إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيلة والقنابل الصوتية، مما دفع المتظاهرين إلى الاشتباك مع قوات الأمن..وتزامنت المظاهرة الإسرائيلية واسعة النطاق، مع إضراب عام أعلن عنه الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت)، أدى إلى إغلاق المدارس والجامعات والشركات والرحلات الجوية فى معظم أنحاء إسرائيل.

فى نفس الوقت، قال الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، أبو عبيدة، إن نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسئولية الكاملة عن مقتل الأسرى، بعد تعمّدهم تعطيل أى صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوةً على تعمّدهم قتل العشرات منهم خلال القصف الجوى المباشر.. ونقول للجميع، وبشكل واضحٍ، إنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليمات جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى، بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم، وأن الرهائن سيعودون (داخل توابيت) إذا واصلت إسرائيل الضغط العسكرى.. وأكد بيان نشرته حركة حماس، على لسان عزت الرشق، عضو المكتب السياسى للحركة، أن (الرهائن قتلوا نتيجة القصف الإسرائيلى.. وكانت حماس حريصة أكثر من بايدن على حياة الأسرى لديها، وأنه من هنا وافقت الحركة على مقترحه وعلى قرار مجلس الأمن، بينما رفضهما نتنياهو).

ولم تكتف حماس بذلك، فى إطار ضغطها على حكومة نتنياهو لإبرام الصفقة المنتظرة، وإحداث مزيد من التأثير على الشارع الإسرائيلى ومحاولة انقلابه على حكومته، بل بثت كتائب القسام تسجيلًا مصورًا للرهينة الإسرائيلية، عيدان يروشلمى، التى كانت من بين الجثث الستة التى عثر عليها الجيش الإسرائيلى.. وناشدت يروشلمى فى التسجيل حكومة نتنياهو، العمل على إبرام صفقة للإفراج عنها، كما حثت الإسرائيليين على الخروج والتظاهر إلى حين إتمام صفقة تبادل.. وقالت مخاطبة نتنياهو: لقد أفرجت عن شاليط مقابل ألف أسير، والآن حماس تطلب أقل من الربع على كل شخص من الأسرى، أنا غير قادرة على الفهم.. هل أنا أساوى أقل؟

كلمة حق من عيدان يروشلمى، صادفت أذنًا صماء فى رأس لا يفكر إلا فى مكاسبه السياسية، يُعرف باسم نتنياهو.. فهل يسابق الوقت، أم أن الوقت سيقطعه؟

ودائما وأبدا.. تحيا مصر.

الصفحة الثانية من العدد رقم 378 الصادر بتاريخ 12 سبتمبر2024
 
تم نسخ الرابط