الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

فن إدارة الأزمة فى أسوان

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- خالد عبد الغفار مصدر ثقة كبيرة وأدار بخبرته الطويلة تفاصيل الأزمة من اللحظة الأولى 

- نائب رئيس الوزراء شرح للمواطنين خطوة بخطوة ما تم فى إدارة الأزمة فواجه كل الشائعات مرة واحدة 

- رعاية الحكومة دائمة وليست موسمية أو طارئة... والخدمات المقدمة ليست قابلة للمزايدات 

انتظرت مثلما انتظر غيرى ما ستفعله الحكومة فى أزمة أسوان، وكنت أثق تماما أن الإدارة تسير بشكل جيد حتى لو لم نعرف عنها شيئا، لثقتى الكبيرة فى الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة، وهو ما حدث ورأيناه جميعا فى المؤتمر الصحفى الذى عقده الدكتور عبد الغفار فى أسوان حيث أرض الأزمة. 

الدكتور عبد الغفار فى المؤتمر أعلن عن بدء انحسار تردد الحالات المصابة بالنزلات المعوية على مستشفيات أسوان قائلا: إن أعداد الحالات المصابة بالنزلات المعوية بسيطة جدا مقارنة بحجم المحافظة وتعدادها. 

وأضاف عقب جولة قام بها في عدد من مستشفيات محافظة أسوان: حرصت أنا ووزير الإسكان شريف الشربيني وزملاؤنا بجميع قطاعات الدولة المختلفة على الوقوف على ما تم تداوله في الفترة الأخيرة حول حالات النزلات المعوية في أسوان، حيث كان أول ظهور لحالات النزلات المعوية في الـ 16 من سبتمبر الجاري ، والتي تمثلت في أعراض القيء والمغص والإسهال وارتفاع في درجات الحرارة".

وأشار إلى أن أجهزة الرصد في وزارة الصحة ومديرية الشؤون الصحية في أسوان أفادت بوجود ثلاث حالات تعاني من نزلات معوية في مستشفى دراو، وعدد 22 حالة من منطقة أبوالريش، لافتا إلى أن الاشتراك فى المناطق الجغرافية هو ما جعل مديرية الشؤون الصحية تقوم بإبلاغ أجهزة الرصد في وزارة الصحة والتي تعمل على مدار اليوم في كل محافظات الجمهورية، لتبدأ التعامل من خلال لجان لإدارة الموقف ممثلة من قطاعات الوزارة المختلفة وبالتعاون مع أجهزة المحافظة المعنية بهذا الأمر. 

وأفاد بأن إجمالي الحالات المصابة بنزلات معوية والتي ترددت منذ يوم الـ 12 من سبتمبر وحتى اليوم بلغ 480 حالة على وحدات الطوارئ، وتم الكشف عليها وأخذ العلاج والتوجه للمنزل لأنها كانت أعراضا بسيطة، أما الحالات التي تم حجزها والتي يري الطبيب المعالج أنها تحتاج عناية وتركيب المحاليل وتعويض الوظائف الحيوية التي تأثرت بسبب تأخرها عن العلاج فى الوقت المناسب بلغ أكثر من 160 حالة من بينها 49 حالة تحسنت بالفعل وخرجت من المستشفى وباقي 78 حالة فى القسم الداخلي تتماثل للشفاء فيما لاتزال 36 حالة في العناية المتوسطة والمركزة ممن تعاني من أمراض مزمنة من كبار السن ومرضى غسيل الكلوي المزمن.

وقال إن المستشفيات التى استقبلت حالات النزلات المعوية منذ أول يوم حتى الآن هي مستشفيات "الصداقة التخصصى والمسلة والجامعي و دراو المركزي".

وأوضح أن إجمالي حالات الوفيات التي شهدتها المستشفيات سواء كانت لها علاقة بالحالة المرضية أو غيرها هي خمس حالات : منها حالة خضعت لسحب كامل لكل العينات وكانت سلبية لجميع أنواع الميكروبات ، وحالتان من خارج المنطقة ، والحالتان الأخريان تعانيان من قصور بالشريان التاجي والفشل الكلوي المزمن.

وأشار إلى أن متوسط التردد اليومي على المستشفيات الآن يتراوح ما بين 18 و19 حالة يوميا في كل محافظة أسوان وهذه معدلات عادية لكل 100 ألف مواطن .. مؤكدا عدم وجود أي حالات تحتاج إلى عزل سواء في الغرف العادية أو العناية المركزة، بسبب زيادة وعي المجتمع في أسوان.

وقال: "ما حدث في الفترة الماضية هو عدم دراية المصابين، ما جعل بعض الحالات بحاجة إلى دخول العناية وهم يتماثلون للشفاء"..مؤكدا أن هناك انخفاضا في عدد الحالات المصابة ، وخلال أسبوع ستنحسر الحالات بشكل كامل.

وذكر أن محافظة أسوان كبيرة وتحوي 116 قرية و377 نجعا ولها كافة الرعاية والاهتمام على كافة مستويات الدولة..مستعرضا الجهود التي بذلتها الوزارة، ومنوها بالتواصل الدائم مع وزير الإسكان ومحافظ أسوان لإدارة كافة الأمور للوقوف على أسباب النزلات المعوية منذ تلقيه البلاغ الأول يوم الاثنين الماضي.

ونفى نائب رئيس مجلس الوزراء ما يتردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي والجهات المغرضة بشأن وجود تكدس وعدم وجود أماكن خالية في المستشفيات..مؤكدا أنها شائعات لا أساس لها من الصحة.

وقال .. إن نسب الإشغال داخل الأقسام الداخلية في المستشفى تبلغ 37% فيما تبلغ 65% في الرعاية المركزة وهي نسب معتادة في ذلك الوقت من كل عام.. مضيفا : "إننا عقدنا هذا المؤتمر داخل المستشفى ليتأكد الجميع من وجود أدوار كاملة خالية من المرضى.".

وأضاف أن اللجان المشكلة بدأت عملها من خلال تشكيل لجان تقصي داخل المنازل والأماكن التي تم رصد الحالات بها وهي قرى أبو الريش قبلي والرقبة بدراو ، حيث عملت وزارة الصحة في اختصاصها فيما عملت وزارة الإسكان من خلال اللجان الخاصة بها على محطات المياه وعمل المحافظ على التنسيق بين كافة اللجان.

وأشار إلى أن وزارة الصحة نفذت 6 قوافل علاجية لمنطقة أبوالريش و6 قوافل علاجية لمنطقة دراو، مزودة بكافة الفرق الطبية والأدوية ومستحضرات معالجة الجفاف فضلا عن تنفيذ زيارات لـ315 منزلا ومناظرة لـ2179 مواطنا للاستماع إليهم والتعرف على أسباب حدوث ذلك سواء من خلال تناولهم طعاما أو مشروبات معينة فضلا عن حصر المخالطين للحالات المرضية.

وأكد أن مصر تتبع نظام الحوكمة في الكشف والاطمئنان على مياه روافد نهر النيل القادمة من الدول التي تسبق البلاد"..موضحا أن وزارة الري والموارد المائية تقوم بأخذ عينات من السد والبحيرة بشكل يومي وأسبوعي حتى تطمئن على المياه عند وصولها إلى الأراضي المصرية. 

وأضاف  أن وزارة الري تقوم بتحليل هذه العينات في معامل متقدمة حتى تستطيع التأكد من سلامة المياه قبل أن تنتقل إلى المحطات المعالجة التابعة لوزارة الإسكان والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي التي تعمل عمليات معالجة لهذه المياه والكشف الدوري والمعملي بشكل يومي في هذه المحطات حتى تطمئن على سلامة المياه. 

وبيّن أن وزارة الصحة تقوم أيضا بإجراء كافة الفحوصات والكشف المعملي والتحليل عند خروج المياه من محطات الشرب والمعالجة إلى الشبكات الداخلية للمنازل".. مشيرا إلى الدور الكبير الذي يبذل في وزارتي البيئة والتنمية المحلية في هذا الصدد. 

وأكد أن هناك منظومة معقدة للاطمئنان على كل نقطة مياه قبل أن تصل إلى الشبكات الداخلية للمنازل .. موضحا أن وزارة الصحة قامت بجمع كافة البيانات لتقصي الحقائق من جميع المخالطين ومقدمي الخدمات الصحية في المستشفيات المعنية ببروتوكولات العمل حتى تكون جاهزة لمواجهة هذا الأمر وتقييم الوضع الوبائي لهذا الحدث.

وأوضح  أن الوزارة قامت بمناظرة جميع الحالات المرضية للوقوف على الشكل المرضي للحالة والأعراض وأيضا معرفة التشخيص الحقيقي للحالات خاصة في ظل اشتراك أعراض هذا الوباء مع الكثير من الميكروبات وذلك لمعرفة السبب الرئيسي ومصدر العدوى سواء كان داخل المنازل فقط أو خارج المنازل أو في النطاق الإقليمي للمنطقتين، وذلك للتأكد من اتخاذ الخطوات اللازمة للوقاية والسيطرة والتحكم على هذا الوضع.

 

وأعرب عن استغرابه الشديد من الأقاويل التي تفيد بعدم قيام وزارة الصحة والدولة بإطلاع المواطنين على جميع التطورات الخاصة بهذا الوباء .. مشيرا إلى أن الحكومة حريصة كل الحرص من خلال المؤتمرين اللذين تم عقدهما مؤخرا لتوضيح هذه المسألة للمواطنين.

وأشار وزير الصحة والسكان إلى أنه تطرق لهذه المسألة خلال المناقشات التي جرت خلال الافتتاحات الخاصة بمصانع الأدوية.. موضحا أنه أجرى 11 مداخلة على جميع القنوات بالإضافة إلى إصدار حوالي 23 بيانا صحفيا في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وكافة الجرائد المصرية.

وقال: إن هناك بعض الأماكن المتضررة بالفعل وخالية من شبكات الصرف الصحي في قرى أسوان.. لافتا إلى أن الدولة ستتبنى مشروع تحويل قرى مصر إلى مكان أفضل من خلال مبادرة "حياة كريمة" أو من خلال منظومة المشروعات الضخمة لتحسين شبكات الصرف وتحديث البنية التحتية الخاصة بالصرف الصحي ومياه الشرب.

وأضاف أن بعض الأهالي في أسوان قاموا ببناء بيارات صرف صحي قريبة من مصادر ميار الشرب، حيث قام فريق العمل التابع لوزارة الإسكان بعمل تقرير للحالة، كما أمرنا بعدم نزح البيارات من المناطق التي تؤهلها لأن يكون بها اختلاط مع مياه الشرب بالإضافة إلى رصد بعض وصلات المياه العشوائية، وجارٍ العمل من خلال فريق وزارة الإسكان لتجديد هذه الشبكات التي قد تؤدي لخلط بين مياه الصرف الصحي ومياه الشرب.

وأشار إلى أن وزارة الصحة أخذت 85 عينة من طرود محطات المياه، وأظهرت نتائج العينات سلامتها بالفحص الكيميائي وذلك على 103 محطات مياه شرب في أسوان..لافتا إلى أن التأكد من سلامة عينات مياه الشرب يتم على مستوى الجمهورية بشكل يومي، وذلك ردا على الشائعات التي تناولت سلامة و"مأمونية" مياه النيل.

وقال: إن نتائج الفحص الظاهري للعينات التي تم الحصول عليها من المرضى تؤكد وجود عدوى بكتيرية قولونية "البكتيريا الاشريكية" وهي بكتيريا متواجدة في أي شيء معرض للتلوث سواء مياها ملوثة بالبراز أو الطعام الملوث بالماء الذي يحتوي على الميكروب.

وأوضح أن حدة الأعراض تختلف مع اختلاف سلالات البكتيريا الاشريكية والتي هي في الطبيعي تكون حالات إسهال وقيء وارتفاع بسيط في درجات الحرارة وغثيان ، وتزداد مع بعض السلالات المتحورة خاصة مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مناعتهم ضعيفة.

وأشار وزير الصحة إلى أن الانتظار لمدة 7 أيام حتى تم الإعلان عن طبيعة المرض يأتي لضرورة إجراء الوزارة تسلسلات جينية للسلالات ومزرعة للعينات التي تم الحصول عليها للخروج بمعلومات مؤكدة عن سبب البكتيريا التي يمكن أن تسبب الأمراض التي تم رصدها.

وطمأن "عبدالغفار" الجميع..مؤكدا أن كافة الأمور لا تدعو إلى القلق..مشيرا إلى أن الوزارة تتعامل مع الحالات المرضية بنجاح شديد وسيطرة كاملة..مرجحا انتهاء الحالات المرضية خلال أسبوع مع انتهاء فترة حضانة المرض.

ما قدمه الدكتور خالد عبد الغفار يشير بكل تأكيد إلى أن الحكومة كانت متواجدة من اللحظة الأولى، وأنها قامت بما عليها وهو المنتظر منها دائما.

الصفحة الثانية عشر من العدد رقم 380 الصادر بتاريخ 26 سبتمبر2024
 
تم نسخ الرابط