الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

«مصر .. القرار والقدرة والقوة».. كيف نجحت القوات المسلحة فى كسر عقيدة جيش الاحتلال الاسرائيلي ؟

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

رسائل مصر القوية : 

نريد السلام ونقدر على الحرب

- طريق مصر هو السلام والاستقرار والتنمية … لكنها قادرة على الحرب إذا أرادت 

- جيشنا "صمام أمامنا" ونفخر بتسليحه وتدريبه وقدراته ونعرف أنه قادر على حماية أمننا القومي

- الشعب يعرف المخاطر التي تتعرض لها مصر ويثق في قيادته ويطمئن لوجودها 

تابعت عبر شبكات التواصل الاجتماعي وفي الشارع المصري -حيث الواقع الحي الذي يعيشه الناس- حالة الاحتفاء الكبيرة بذكرى انتصار أكتوبر الـ ٥١، فقد شعرت بأن الناس في مصر خلال الظروف التي تمر بها المنطقة خلال هذه الفترة يريدون أن يستعيدوا أيام المجد والعزة والكرامة والانتصار، حتى يستلهموا منها القدرة على المواجهة والمقاومة والاستمرار في طريق الاستقرار والتنمية. 

وتأكدت من قوة شعور المصريين بذكرى النصر عندما كنت أتابع كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يشهد اصطفاف الفرقة ١٦ المدرعة بالجيش الثاني الميدانى. 

لخصت كلمة الرئيس السيسي القضية كلها، وضعت النقاط فوق الحروف، حتى لا يكون هناك لبس أو سوء تفاهم في موقف مصر أو ما تقوم به في ملفاتها الداخلية وكذلك ملفاتها الخارجية، خاصة أن المنطقة تمر بصراعات حادة جدا، حذرت مصر من أن يتسع مداها، لأن تكلفة توسعة الصراع ستكون كبيرة وحتما سيتحملها الجميع. 

وأشار الرئيس إلى أن مصر تعمل دائما من أجل السلام، فالسلام غايتها، لكن رغبتها في السلام لم تمنعها من أن تمتلك جيشا قويا يتمتع بالجاهزية الكاملة والاستعداد التام والكامل للتحرك في أية لحظات تصدر فيها تعليمات القيادة السياسية التي تتصرف بحكمة، وهو ما وصف به الرئيس الجيش المصري الذي هو ليس متغطرسا ولا مغرورا بالقوة التي يمتلكها، ولكنه يتصرف بالتزام شديد. 

كان مشهد اصطفاف الفرقة ١٦ المدرعة بالجيش الثاني الميداني مفرحا ومطمئنا ومشجعا وباعثا بقوة كبيرة في روح ونفس كل من شاهده، فالإشارات واضحة ولا تحتاج إلى مزيد من التفسير، كما أن المنظر الذي رآه الجميع لا يجعلنا  نحتاج إلى تصريحات إنشائية خطابية زاعقة تهدد وتصرخ في الهواء.

فمن يريد أن يعرف القوة الحقيقية التي تملكها مصر فليعد مرة أخرى لمشاهدة هذا الاصطفاف، ويرى المعدات العسكرية الحديثة التي تم ضمها إلى سلاح الجيش المصري، وليعرف أن مصر أصبحت قادرة على صناعة السلاح، فهناك أسلحة تساهم مصر بجزء محلي في مكوناتها، لكن هناك أسلحة مصرية بالكامل، وهو ما يجعلنا نطمئن إلى التطور الذي وصل له الجيش المصري من حيث التسليح.

لقد قام الجيش المصري على مدار التاريخ بدوره في مساندة الشعب المصري والوقوف كتفا بكتف معه لدعم مؤسسات الدولة الوطنية، وعندما فرضت عليه الحرب كان كفؤا لها تماما، فبدّل الهزيمة الخادعة إلى انتصار كبير في ٧٣، ثم بدأ مسيرة التنمية وبناء الدولة، وعندما وقعت أحداث الفوضى بداية من ٢٠١١ تصدى الجيش لمؤامرات عديدة كانت تخطط لهدم الدولة المصرية واقتلاعها من جذورها، ولولا وقفة الجيش الجادة والحاسمة والحقيقية لكنا نعاني الآن مثل دول لم تستطع العودة مرة أخرى إلى مسار الاستقرار والتنمية. 

ولا يمكن أن ننسى دور الجيش المصري في مواجهة الإرهاب، فقد خاض حربا طويلة وكبيرة وممتدة، واجه من خلالها جماعات إرهابية ومتطرفة كانت تخدم مصالح دول وأجهزة خارجية، ولو لم يواجه الجيش هذه الجماعات كما ينبغي وبوقفة حقيقية قدم فيها تضحيات كثيرة لكان مصيره الآن الوقوع في شباك الجماعات الإرهابية ولعدنا إلى الوراء مئات السنين، لكن بسالة جيشنا العظيم جعلتنا نصون مقدراتنا ونحافظ على بلدنا ونحفظه في قلوبنا. 

قد يعتقد البعض من السذج أن الجيش المصري هو ما يظهر به في الشارع أو حتى في الفعاليات والاحتفاليات والاصطفافات، وأقول سذج؛ لأن الجميع يعرفون أن ما نراه أمامنا ليس إلا غيضا من فيض قوات ومعدات وأسلحة ومقدرات الجيش المصري، وأعتقد أن من يتجرأون على الجيش المصري يعملون ذلك عن جهل شديد، لأنهم لو عرفوا ما عليه الجيش المصري بالفعل وعلى الأرض ما تجرأوا ولا فكروا مجرد تفكير في الاقتراب منه. 

لقد كانت رسائل الرئيس السيسي التي حرص على التأكيد عليها مهمة وواضحة ومحددة، فهو يتحدث باسمه وباسم مصر وباسم العرب جميعا، فالكل يريد السلام لأنه الطريق الوحيد للعيش الحر الكريم، ودون ذلك فإن الكل سيكون خاسرا، فلا أحد يكسب من الحرب، فالدمار يلحق بالجميع ولا يفرق بين من انتصر ومن خسر. 

إننا أمام لحظة فارقة بالفعل، لا تمر بها مصر فقط، ولكن تمر بها المنطقة، ويمر بها العالم كله، لحظة لن يكون ما بعدها مثل ما قبلها أبدا، ولأنها كذلك فهي تحتاج إلى مزيد من الحكمة والعقل والتعقل والعمل بهدوء شديد بعيدا عن مساحات الاستفزاز التي لن تؤدي بنا إلى أي نتيجة إيجابية أو لها قيمة نستفيد منها وتستفيد بعدها الأجيال القادمة، لأن أي مسار بعيد عن مسار العقل والحكمة لن يكون إلا مسار الفوضى وعدم الاستقرار والخراب. 

لقد استمع المصريون جميعا إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ضرورات السلام والعمل بحكمة لتحقيقه. لقد قال هذا الكلام أكثر من مرة ويقوله كثيرا، ويعمل على أن يصل إلى الناس ويرتفع وعيهم به حتى لا يقعوا في الفخ وينساقوا خلف الشائعات والأخبار الكاذبة، وهي مهمة أساسية في مواجهة الحروب والتهديد بالدمار. 

من حقنا أن نفخر ببلدنا ونفخر بجيشنا ونفخر بحكمة قيادتنا التي تقودنا إلى مسارات السلام والاستقرار والتنمية، لأن هذا هو الخيار الأفضل للجميع.

الصفحة السابعة من العدد رقم 382 الصادر بتاريخ 10 أكتوبر2024
تم نسخ الرابط