الأحد 24 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

رسائل أكتوبر.. إرادة شعب وعزيمة قائد

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشفية

- احتفالية اتحاد القبائل والعائلات المصرية تعيد إلى الأذهان معاني الصمود والتضحية

- القيادة السياسية ترسم "خارطة طريق" لمستقبل يتطلب الوحدة والعمل الجاد

- نحن أمام دعوة وطنية للتلاحم والاستمرار في مسيرة البناء رغم كل الصعاب

- ذكرى أكتوبر درس حيّ يعلّم الأجيال كيف يمكن للأمة أن تتجاوز الهزائم وتنتصر بإرادة أبنائها

- مصر بفضل تلاحم أبنائها قادرة على التغلب على كافة العقبات

- الرئيس يؤكد على ضرورة توجيه الدعم لمستحقيه وتكثيف الجهود من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية

في لحظات استثنائية ومليئة بالفخر الوطني، جاءت رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفالية اتحاد القبائل العربية بذكرى انتصارات أكتوبر لتعيد إلى الأذهان معاني الصمود والتضحية، وتؤكد على قوة الإرادة الشعبية التي لا تعرف المستحيل ، تلك الرسائل التي جاءت في وقت حساس، تعكس عمق وعي القيادة السياسية بالتحديات التي يواجهها الوطن، وترسم خارطة طريق لمستقبل يتطلب الوحدة والعمل الجاد.

ففي تقديري، هذه الرسائل ليست مجرد كلمات احتفالية، بل هي دعوة وطنية للتلاحم والاستمرار في مسيرة البناء رغم كل الصعاب.

في كل عام، يعود المصريون للاحتفاء بذكرى أكتوبر، ليس فقط كحدث تاريخي، بل كرمز للبطولة والفداء، وكدرس حيّ يعلّم الأجيال كيف يمكن للأمة أن تتجاوز الهزائم وتنتصر بإرادة أبنائها. 

وكما قال الرئيس السيسي :"الشعب المصري تحدى نفسه وحقق الانتصار وعلشان الانتصار ده غالي أوي دفعنا فيه دماء شبابنا ودماء المصريين".

هذه الكلمات تعكس الأبعاد الإنسانية للحرب، وتعيد إلى الأذهان حجم التضحيات التي قدمها المصريون ليستعيدوا كرامتهم وأرضهم، وهو درس يجب أن يكون حاضراً في وجدان كل مصري.

لقد كانت حرب أكتوبر بمثابة عبور من الهزيمة إلى الانتصار، من الضعف إلى القوة، ومن الانقسام إلى الوحدة.

استطاع المصريون أن يثبتوا للعالم أن الإرادة الشعبية قادرة على صنع المستحيل، وأن العزيمة والتكاتف هما السبيل الوحيد لتحقيق الطموحات ، وفي هذه الذكرى، يعيد الرئيس السيسي التأكيد على أن المصريين اليوم مطالبون باستلهام هذه الروح، لمواجهة التحديات الراهنة بنفس العزيمة والإصرار.

من خلال كلماته المؤثرة، حمل الرئيس السيسي رسائل عميقة تعكس رؤية شاملة للتحديات التي تواجه الوطن ، ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والتحديات الاجتماعية، تأتي كلمات الرئيس كدعوة للوحدة وتوحيد الصفوف، لتأكيد أن مصر، بفضل تلاحم أبنائها، قادرة على التغلب على كافة العقبات.

وكما شهدت الاحتفالية، كان هناك حضور كبير من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، ما يعكس حجم التكاتف الشعبي حول القيادة، ويؤكد أن المصريين، رغم اختلاف توجهاتهم، متفقون على حب الوطن واستعدادهم للدفاع عنه.

إحدى الرسائل الرئيسية التي ركز عليها الرئيس هي أن التحديات الحالية ليست جديدة على الشعب المصري، بل هي جزء من تاريخ طويل من الكفاح والنجاح ، فالمصري، عبر العصور، كان قادراً على التغلب على كافة الظروف الصعبة، وتجاوز التحديات بفضل الإرادة الصلبة والعزيمة التي لا تلين.

وهذا ما يبرز في تصريحات الرئيس، حيث شدد على أن الشعب المصري يمتلك من الإرادة والقدرة ما يجعله مؤهلاً للتغلب على أي تحديات مهما بلغت صعوبتها.

في حديث الرئيس، نجد روح أكتوبر حاضرة بقوة، وكأنها تذكير بأن الانتصار لم يكن مجرد حدث عسكري، بل هو رمز لإرادة شعب لا يقبل الهزيمة، وشعب مستعد للتضحية من أجل أرضه وحريته.

الرئيس يعيد للأذهان روح التضحية والولاء التي ميزت أكتوبر، ويؤكد أن هذه الروح ما زالت خالدة في وجدان المصريين، وأنها يجب أن تظل مصدر إلهام للأجيال القادمة.

فكما تعلمنا من تلك الأيام العظيمة، أن الوطن لا يبنى إلا بتكاتف الجميع وعملهم الجاد، نجد اليوم في كلمات الرئيس دعوة لاستمرار هذا التلاحم من أجل بناء مصر الجديدة.

ما يميز كلمات الرئيس السيسي خلال الاحتفالية هو شعوره العميق بمعاناة المواطن البسيط، وإدراكه التحديات التي يواجهها في حياته اليومية ، ففي لحظات متعددة، أشار الرئيس إلى أن الدولة تعمل جاهدة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، وتوفير حياة كريمة للجميع.

هذا الاهتمام الكبير بالمواطن العادي يعكس إيمان الرئيس بأن الأمن والاستقرار لا يتحققان إلا برضا الشعب وتلبية احتياجاته.

كما أن الرئيس أكد في كلمته ضرورة توجيه الدعم لمستحقيه، وتكثيف الجهود من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية.

وفي تقديري، هذا التوجه يعكس حرص القيادة السياسية على بناء مجتمع متكامل، يتمتع فيه الجميع بحقوق متساوية، ويعيش فيه كل مواطن بكرامة وأمان.

إن العمل من أجل تحسين جودة الحياة وتوفير سبل العيش الكريم للجميع هو ما يجعل المواطن يشعر بالانتماء الحقيقي للوطن، ويزيد من حرصه على دعم الدولة والوقوف خلفها.

في لفتة تعبر عن الاحترام العميق لتضحيات الأفراد، وجه الرئيس السيسي بتكريم الحاجة فرحانة، إحدى رموز الوطنية من أبناء سيناء، بإطلاق اسمها على أحد الأحياء السكنية، تكريماً لدورها الوطني.

هذا التكريم يعكس تقدير الدولة للأشخاص الذين لعبوا أدوارًا محورية في دعم الوطن، ويعزز قيم الولاء والانتماء، حيث يشعر المواطن بأن جهوده وتضحياته لن تذهب سدى، وأن الدولة تعترف بإنجازاته وتقدر مساهمته في رفعة الوطن.

وكما جاء في الاحتفالية، فإن تكريم الرموز الوطنية يعد رسالة واضحة بأن الدولة المصرية، بقيادتها وشعبها، لا تنسى من بذلوا الغالي والنفيس من أجلها.

إنها رسالة تُعيد إلى الأذهان أهمية الانتماء والولاء للوطن، وتعزز الروح الوطنية لدى الأجيال الجديدة، وتجعلهم يشعرون بالفخر والاعتزاز بتاريخهم وإرثهم الوطني.

لم يغب عن الرئيس السيسي أهمية دور الفن والثقافة في تعزيز الهوية الوطنية، حيث أشار إلى احتفاء الدولة بالشخصيات العامة والفنانين المشاركين في الاحتفالية، وأشاد بدورهم في ترسيخ الوعي بأهمية التضامن الوطني. 

إن دور الفن لا يقتصر فقط على الترفيه، بل يتعدى ذلك ليصبح وسيلة لتعزيز الولاء والانتماء، وتذكير الأجيال الجديدة بتاريخهم وقيمهم الوطنية.

إن الثقافة هي الحصن الذي يحمي الهوية الوطنية، والفن هو الجسر الذي يربط الأجيال ببعضها البعض.

في تقديري، هذه الرسائل ليست مجرد إشادة رمزية، بل هي دعوة لتبني دور الفن والثقافة كجزء من إستراتيجية بناء المجتمع، لتعزيز القيم الوطنية، وإيصال رسالة التضامن والتلاحم الوطني.

إنه تأكيد على أن الثقافة والفن يمكن أن يكونا ركيزة أساسية في بناء مصر الجديدة، دولة تتمسك بجذورها وتفخر بإرثها الثقافي.

من الرسائل القوية التي أرسلها الرئيس خلال كلمته هي التأكيد على أهمية التنمية المستدامة في مصر الجديدة.

لقد استطاعت الدولة المصرية، خلال السنوات الماضية، تحقيق قفزات نوعية في مختلف المجالات، سواء من خلال بناء بنية تحتية قوية أو من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

الرئيس السيسي، بكلماته، يبعث رسالة تفاؤل بأن مصر قادرة على مواصلة هذا المسار، وأن الإرادة السياسية ماضية في تحقيق رؤيتها الطموحة لبناء دولة عصرية ومستدامة.

في نظري، هذا التوجه لا يعكس فقط رغبة القيادة السياسية في تحسين حياة المواطنين، بل يعكس أيضًا إيمانها بأهمية المستقبل، والتزامها بتحقيق التنمية الشاملة التي تستفيد منها الأجيال القادمة.

إن هذا العمل الدؤوب لتحقيق التنمية المستدامة يعكس رؤية بعيدة المدى تهدف إلى بناء دولة قوية تقف على أسس صلبة، وتستطيع مواجهة التحديات بثبات وإرادة.

في النهاية، تأتي رسائل الرئيس السيسي لتؤكد أن مصر، بماضيها العريق، ومستقبلها المشرق، قادرة على تخطي كافة التحديات.

إنها دعوة لكل مصري، في الداخل والخارج، للتكاتف والعمل بجد من أجل بناء وطن يليق بطموحات أبنائه، وطن يسوده الأمن والاستقرار، وتزدهر فيه فرص العيش الكريم للجميع.

فكما عبر المصريون القناة في أكتوبر، فإنهم اليوم قادرون، بروح أكتوبر وعزيمة الرجال، على عبور كل التحديات والصعاب، لبناء مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 385 الصادر بتاريخ 31 أكتوبر2024

 

تم نسخ الرابط