الخميس 21 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

هل يمكن أن تفعلها كاميلا هاريس؟

لواء أ.ح د. سمير
لواء أ.ح د. سمير فرج - صورة أرشفية

خلال العام الماضي، كان الجميع يسألني من الذي سيكسب الانتخابات الأمريكية القادمة، ويجلس على كرسي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن يوم20 يناير 2025م؟ وكان ردي على الفور دونالد ترامب، لأنه سيكسب الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات القادمة وكعادة الولايات المتحدة أن تفاجئ العالم دائما بأحداث جديدة وذلك عندما حدثت المناظرة بين دونالد ترامب والرئيس بايدن. لكي يتفوق ترامب على منافسه بجدارة، وبعدها يعلن جو بايدن انسحابه من سباق الرئاسة القادمة. ويوافق الحزب الديمقراطي على ترشيح كاميلا هاريس النائب الحالي للرئيس الأمريكي لكي تخوض انتخابات الرئاسة القادمة أمام ترامب وهنا ظهرت حسابات جديدة هل يمكن أن تفعلها كاميلا هاريس، وتصبح أول سيدة سوداء رئيسة للولايات المتحدة، في الانتخابات الرئاسية القادمة؟

ويبدأ السؤال من هي كاميلا هاريس؟ نقول إنها سياسية ومحامية أمريكية شغلت من قبل منصب عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا منذ عام 2017، وكانت والدتها شياما لغوبلان عالمة هندية متخصصة في سرطان الثدي هاجرت من الهند إلى الولايات المتحدة بهدف الحصول على الدكتوراه من أمريكا. وتزوجت من والد كاميلا دونالد هارسون، أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد، وهو أيضا مهاجر من جامايكا عام 1961، لذلك فإن والدتها ووالدها الاثنين مهاجران من خارج أمريكا، لذلك تصنف كاميلا على أنها هندية، ومن أصحاب البشرة السوداء، رغم أنها من صغرها كانت تتردد على كنيسة السود المعمدانية، إلا أنها أيضا اعتادت ارتياد أحد المعابد الهندوسية.

 ولقد انفصل والدا كاميلا، وهي في السابعة من عمرها، ومنحت للأم حضانة كاميلا وأختها، وبعد تخرج كاميلا هارس في المدرسة الثانوية عام 1980 التحقت بجامعة في واشنطن في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية. ثم عادت إلى كاليفورنيا، وحصلت على الدكتوراه في القانون من جامعة كاليفورنيا. بعدها تم تعيينها كنائب للمحامي العام. وفي عام 2010 فازت في انتخابات المدعي العام لولاية كاليفورنيا كلها وبعدها فازت في انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، وفي يناير 2021، أصبحت نائبة رقم 29 لرئيس الولايات المتحدة وقادت البلاد في وقتها قيادة مؤقتة لمدة ساعة ونصف، عندما خضع الرئيس. بايدن لفحص روتيني.

والآن أصبحت المنافسة في سباق الرئاسة الأمريكية للرئيس القادم رقم 50 للولايات المتحدة. وفي شيكاغو في ولاية الينوي انعقد المؤتمر للحزب الديمقراطي لمدة أربعة أيام، بعدها توجت كاميلا لتصبح المرشحة الرسمية للحزب في الانتخابات القادمة أمام ترامب.

ولقد تحدث في ذلك المؤتمر كل من الأعضاء القدامى للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وميشيل أوباما، والرئيس جو بايدن، والرئيس الأسبق أوباما، والرئيس الأسبق كلينتون، ومعظم الأعضاء البارزين في الحزب، حيث حث الجميع الشعب الأمريكي على انتخاب كاميلا لتكون الرئيس الخمسين القادم للولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا المؤتمر الذي استمر أربعة أيام تحدثت كاميلا ببساطة أمام الآلاف من جموع الحاشدين لتخاطب الطبقة الوسطى في أمريكا حيث حكت قصتها وهي طفلة، ولم تكن تملك الأموال لكي تستكمل دراستها في الجامعة. فقامت بالعمل في مطاعم ماكدونالدز حتى تساعد والدتها. 

لذلك قصت للجميع أنها تلك الطفلة من الطبقة المتوسطة التي عانت كثيرا في حياتها لذلك فهي تعرف معاناة الطبقة الوسطى في أمريكا والتي سوف تقف معهم عندما تصبح رئيسة لأمريكا، ثم حكت قصة أنها تأثرت بصديقتها في المدرسة الثانوية التي تعرضت للتحرش من زوج أمها وكانت تقصد بذلك، التلميح على ترامب بشأن قضاياه للتحرش.

 ولقد بدأت المعركة السياسية الانتخابية بينها وبين الرئيس الأسبق ترامب فور قرار جو بايدن عدم خوض الرئاسة القادمة، حيث بدأ ترامب يهاجم بشدة كاميلا وادعى أنها ليست سيدة سوداء، وهو تعبير في أمريكا  يشير إلى الأمريكيين السود القادمين من إفريقيا، ويشكلون نسبة كبيرة مؤثرة في المجتمع الأمريكي وقال إنه يجب ألا تستغل سواد بشرتها لجذب أصوات السود في أمريكا، حيث قال إن أصلها الهندي لا يعطيها الحق لكي تتكون من سود أمريكا. 

واندفع ترامب ليهاجم كاميلا بضراوة ليقول إنها مسؤولة عن فشل سياسة الرئيس بايدن، لأنها كانت النائبة له ومشاركة له في كل قرار، وأن قراراته تجاه الحرب الروسية والحرب في غزة كلها خاطئة، وأن ترامب، لو كان موجودا، لما حدثت تلك الحروب، بل أضاف أن سياسة الحزب الديمقراطي، ووجود كاميلا في الفترة القادمة سوف يجعلان العالم يدخل في حرب عالمية ثالثة.

وبالطبع أصبحت كل مؤتمرات ترامب تشدد على مهاجمة كاميلا  بدءا في وصفها بأنها شيوعية لأنها ذكرت أنها تريد تنظيم أسعار المنتجات الأمريكية وهذا لا يحدث إلا في الدول الشيوعية.

 وعلى الطرف الآخر بدأت كاميلا تستميل الشعب الأمريكي وخاصة الطبقة المتوسطة، وهم الأغلبية في أمريكا، حيث قالت إنها من هذه الطبقة، وإنها عانت كثيرا هي وأمها، وتعلم قيمة هذه الطبقة التي تحتاج إلى عناية الدولة عكس الأغنياء.

وتعني بالطبع ترامب الغني بأمواله. كما أنها دافعت عن نفسها أمام ترامب عندما وصفها بأنها شيوعية، وأنها بذلك تقضي على الحلم الأمريكي.

كما أكدت أن ترامب يقاتل من أجل أصحاب المليارات والشركات الكبرى، وقالت لكنني سأقاتل لإعادة الأموال إلى الأمريكيين العاملين من الطبقة المتوسطة. 

ومن هنا جاءت استطلاعات الرأي لتشير إلى تقدم كاميلا على ترامب في ثلاث ولايات، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل خلال استطلاعات الرأي، عندما كان جو بايدن موجودا في السباق، لذلك بدأ الجميع يتساءل: هل ممكن لكاميلا أن تفوز على ترامب في سباق الرئاسة القادم، وتصبح أول امرأة سوداء تقود أمريكا لتكون الرئيس الخمسين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؟!

وعقدت في الأيام الماضية المناظرة التي كان ينتظرها الجميع هذه المناظرة التي كانت شروطها أنه لن يكون هناك جمهور وسيتم كتم صوت ميكروفونات المرشحين وانتهت المناظرة التي استمرت 90 دقيقة واستطاعت كاميلا هاريس أن تضع خصمها ترامب في موقف دفاع موجهة له عبارات شخصية نالت من مظهره الرئاسي؛ لأنه لا يهتم إلا بنفسه وأقرانه من الأثرياء أما ترامب فلقد اتهمها بالمركسية ولم ينظر إليها خلال المناظرة، وإذا كان هناك ما يمكنني استخلاصه من هذه المناظرة التي كانت أشبه بتكسير عظام لكن بلا ضربة قاضية، وإن كان البعض يرى أن الناخب الأمريكي قد يفضل هذه المرة أن تكون الرئاسة في يد امرأة سوداء، الأمر الذي يعطي أمريكا دائما أمام العالم كله أنها مثال للديمقراطية والتغيير، وبدأت استطلاعات الرأي تضع كاميلا في المقدمة مرة أخرى عن ترامب بثلاث نقاط  ثم جاء بعدها محاولة اغتيال لترامب لكي يكسب النقاط مرة أخرى ثم جاءت أحداث غزة وقيام إسرائيل بهذه الحملة ضد حزب الله وقادتهم من خلال الدخول على أجهزة البيجر للقضاء على أعضاء حزب الله وهذه الأمور كلها تأتي في صالح ترامب حيث من المنتظر أن يستمر القتال في غزة حتى يوم الانتخابات.. وعموما يجيء السؤال: هل يمكن أن تفعلها كاميلا لتكون أول رئيسة سيدة سوداء في أمريكا تكون الرئيسة الخمسين  للولايات المتحدة الأمريكية؟

الصفحة الرابعة من العدد رقم 385 الصادر بتاريخ 31 أكتوبر2024

 

تم نسخ الرابط