عمرو دياب يُسحِر الجونة من جديد بحفل أسطورى
- قاهر الزمن قدم تجربة صوتية ومرئية استثنائية وتربع على عرش القلوب
- الحفل يعكس قوة تأثير الموسيقى فى توحيد الناس ومدى تأثيرها فى الوجدان
- الهضبة سليل مدرسة الأغنية المصرية الأصيلة.. ورائد "المغنى" بلا منازع
- قاهر الزمن أضاف للأغنية المصرية لمسات عصرية جعلها تتجاوز حدود الزمن
لم يكن حفل قاهر الزمن عمرو دياب فى ختام مهرجان الجونة السينمائى مجرد حفل غنائى، بل كان تجربة فريدة من نوعها، فمع كل أغنية يشدو بها، كان الجمهور يرتفع بحماسه، وكأنهم يعيشون لحظة ولادة من جديد، كانت أصواتهم تتعالى كصوت واحد، تهتف باسم الهضبة، وتردد كلمات أغانيه عن ظهر قلب، لقد كانت ليلة سحرية، لن تُنسى، فقد أدهشنى عمرو دياب بحضوره القوى، وبقدرته الفائقة على صنع البهجة، وبالحيوية التى ظهر بها على المسرح.
وقد وقف عمرو دياب شامخا فوق المسرح تتعالى أغانيه لتعلن عن جمال الموسيقى والشعر واستقلالية الشخصية، ووصل إلى القمة حاملا معه الجماهير التى وصلت إلى آلاف من كل الأعمار اندمجوا حتى المعايشة معه، وخاضوا فى أدق مفردات أغانيه، وأعادوها بين أنفسهم، حيث قدم عمرو دياب مجموعة من أشهر أغانيه وسط تفاعل كبير من الجمهور، حيث صعد على المسرح على أنغام أغنيته الشهيرة "يا أنا يا لأ"، وعلى مدار ساعتين تفاعل الحضور مع الهضبة الذي قدم لهم باقة متنوعة من أشهر أغانيه مثل: ده لو اتساب، برج الحوت، إنت الحظ، وياه، قمرين، العالم الله، نور العين، ليلي نهاري، وغلاوتك، واختتم الحفل بأغنية هتدلع.
وللحق فقد أبهر النجم عمرو دياب جمهوره في حفله الأخير بالجونة بأداء فني استثنائي، وبصوته القوي وحركاته الرشيقة، واستطاع الهضبة أن يشعل حماس الحضور ويجعلهم يرقصون ويغنون معه طوال الحفل، وقد ظهرت براعة عمرو دياب في اختياره الأغاني التي تناسب مختلف الأذواق، مما جعل الجميع يستمتعون بأمسية ساحرة، وشهد حفل قاهر الزمن تفاعلاً غير مسبوق من الجمهور، فقد امتلأت القاعة بالهتافات والتصفيق الحار، مما خلق أجواءً من الفرح والسعادة، واستطاع الهضبة أن يوحد الجميع بأغانيه التي تحمل في طياتها الكثير من الذكريات المشتركة، مما جعل الحفل تجربة لا تُنسى لكل من حضره.
وفى نظرى يعتبر حفل عمرو دياب في الجونة حدثًا فنيًا هامًا، حيث يؤكد على مكانة الهضبة كأحد أهم النجوم وأبرزهم في الوطن العربي، إن لم يكن هو الأهم، كما يعكس الحفل قوة تأثير الموسيقى في توحيد الناس وتجاوز كل الفروق، بالإضافة إلى ذلك، يساهم هذا النوع من الحفلات في تعزيز السياحة الفنية ويسلط الضوء على جمال مدينة الجونة، وتميز حفل عمرو دياب في الجونة بإنتاج ضخم، حيث تم تصميم ديكورات مبهرة وإضاءة ساحرة، مما ساهم في خلق جو من البهجة والأناقة، كما تم توفير أفضل التقنيات الصوتية والمرئية لضمان جودة الصوت والصورة، هذا الاستثمار الكبير في الإنتاج يعكس مدى أهمية هذا الحفل بالنسبة لجميع الأطراف، وصنع حفل عمرو دياب ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات من الحفل، وأبدوا إعجابهم الشديد بأداء الهضبة، كما تصدر اسم عمرو دياب قائمة الترند في العديد من الدول العربية، مما يؤكد مدى انتشار شعبيته وجماهيريته الواسعة، هذا الحفل يؤكد أن عمرو دياب بلا شك سفير مصر فى العالم، وأنه فنان عالمى بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فعندما يغنى تحس بأن هناك كيمياء غريبة تجمع بينه وبين جمهوره، وأن هذه الكيمياء هى التى تستخرج من الناس مشاعر جديدة وعواطف غير المعروفة وتحنو على أعصابهم فى هدوء، فكل شيء يسقط بالتقادم إلا الفن كلما مرت عليه السنون ازداد قوة ولمعاناً وبريقاً أيضاً، وحينما أقول الفن فإننى أعنى هنا الفن الحقيقي والصادق.
وحينما أتحدث عن عمرو دياب فإننى أؤكد أنه هو سليل مدرسة الأغنية المصرية الأصيلة، ولكنه في الوقت نفسه مبتكر لا يخشى تجريب الجديد، فبينما يحافظ على الهوية الموسيقية المصرية الأصيلة، يضيف إليها لمسات عصرية تجعلها تتجاوز حدود الزمن، هذه القدرة الفريدة على الجمع بين الأصالة والحداثة هي التي تجعل أغانيه تصل إلى قلوب مختلف الأجيال، ويكمن سر نجاح عمرو دياب في اختياره الدقيق للكلمات والألحان، فهو يمتلك حسًا موسيقيًا رفيعًا يمكّنه من انتقاء أجمل الكلمات التي تعبر عن مشاعر الشباب وتطلعاتهم، ويقوم بتلحينها بألحان سهلة الحفظ ولطيفة على الأذن، هذه العناصر مجتمعة تجعل أغانيه عالقة في الأذهان، لا يقتصر تأثير عمرو دياب على الكلمات والألحان فحسب، بل يتعداه إلى أدائه الصوتي المميز، فبصوته القوي وطريقة أدائه الحماسية، يستطيع أن يوصل المشاعر والأحاسيس بعمق إلى المستمع، مما يجعله يشعر وكأنه يعيش التجربة نفسها، ولا يقتصر دور عمرو دياب على تقديم الأغاني الترفيهية، بل يتعداه إلى أداء دور اجتماعي هام، فكثيرًا ما تعالج أغانيه قضايا الشباب وهمومهم، ويقدم رسائل إيجابية تدعو إلى التفاؤل والأمل، هذا الجانب الاجتماعي في أغانيه يجعلها أكثر من مجرد أغانٍ، بل أعمال فنية تحمل قيمًا سامية.
وعمرو دياب قدوة للعديد من الفنانين الشباب، فهو يمثل مدرسة فنية متكاملة تجمع بين الأصالة والحداثة، وقد أثرت أغانيه وأسلوبه في العديد من الأجيال، وشجع الكثيرين على دخول عالم الغناء، وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على مسيرته الفنية، فإن عمرو دياب لا يزال قادرًا على تقديم الجديد والمبتكر، فهو يتابع التطورات التي تحدث في عالم الموسيقى، ويستفيد منها لتطوير أسلوبه وإنتاج أعمال فنية تواكب العصر، ولهذا فهو يفاجئنا دائماً بكلمات أغانيه التى تصل لكل المحبين الذين يشعرون بأنه يعبر عنهم ويجسد على أرض الواقع ما يعيشونه بالفعل من قصص حب، ليس هذا فحسب بل إنه يمتلك القدرة أيضاً على أن يجعلنا نعيش معه فى حالة حب دائم خاصة أن أغانيه تمثل بشكل حقيقى العشق والوداع والفراق، لدرجة أننا يمكننا أن نعتبره "ساحرا" لا يتوقف عند نجاح، لذا سيظل عمرو دياب دائماً فى "القمة" وسيظل دائما وأبداً فناناً كبيراً صاحب تاريخ طويل ومشوار جدير بالاحترام مع الأغنية وهو ما يجعله فى تقديرى يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء وأن يظل أيضاً النجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام، فعمرو دياب من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة بل يسعى جاهداً لإرضاء هذا الجمهور الذى هو فى حقيقة الأمر يمثل مختلف الأجيال وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات فحقق شهرة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم كله.