الجمعة 15 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

«ويظل صـوت مصر يعـلو بالـحكـمة والـقـوة ».. كيف واجه السيسى إسرائيل من قلب السعودية؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشيفية

- لماذا قال الرئيس "لن نقبل بتهجير الفلسطينيين من غزة تحت أي  ظرف من الظروف"؟

- ما الرسالة التي أوصلها السيسي لقادة الاحتلال بلغة قوية وحاسمة ودبت الذعر في نتنياهو؟!

- التقارير السرية عن المخططات الصهيونية الجديدة ضد مصر.. وماذا فعل القائد للمواجهة؟

بلسان عربي مبين وجمل وكلمات واضحة تحدث الرئيس السيسي، هذا الأسبوع، في القمة العربية الإسلامية غير العادية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض.. كان واضحا.. صريحا.. قويا ومتمسكا بالسلام أيضا.. لكنه سلام القوة وسلام العدل.. السلام مع من يريدون السلام ويتمسكون بـ"عروة السلام".. وهي عروة قوية راسخة حافظنا عليها على  مدار عقود.. لكن هذا السلام كان محميا بقوة بفضل جيش جبار باسل قادر على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار ومصالح هذا الوطن الغالي.

لقد انعقدت القمة الاستثنائية في ظروف غير عادية بالفعل.. فالعدوان الإسرائيلي على  قطاع غزة وصل إلى  مرحلة الإبادة الشاملة على  مرأى  ومسمع من العالم أجمع.. فها هي دولة الاحتلال تواصل القتل للشعب الفلسطيني في غزة وتمنع عنه الماء والغذاء والدواء وحتى  دفن الشهداء.. وها هي ماضية في مخطط تحويل قطاع غزة إلى  منطقة غير صالحة للحياة بما يجعل سيناريو التهجير القسري أمرا واقعا.

ثم إن الاحتلال يمعن في تدمير لبنان والقضاء على  بنيته التحتية وأولاده.. وكالعادة العالم لا يحرك ساكنا.

وكان لابد من قائد يتحدث بكل وضوح عن هذا الأمر.. بلا مواربة أو تجميل على  الإطلاق.. فالوضع الحالي في المنطقة يستعصي على  كل عمليات التجميل ولو أحضرنا مستحضرات العالم كله.

إنني قد توقفت باهتمام شديد أمام الكلمة بالغة الأهمية التي ألقاها الرئيس السيسي وحدد فيها ما يمكن أن نصفه بـ"ثوابت مصر" من القضية الفلسطينية والأوضاع في لبنان.. هذه الكلمة التي أتبعها بلقاءات غاية في الأهمية بخصوص ما يجري في منطقتنا.

هل أقول كلاما في الهواء؟

لم يكن هذا عهدي معكم أبدا.. ولنقرأ معا كلمة الرئيس قبل أن نعلِّق:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي  صاحب السمو الملكي ، الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.. ولي  عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو..

معالي  السيد/ أحمد أبو الغيط.. أمين عام جامعة الدول العربية،

معالي  السيد/ حسين إبراهيم طه.. أمين عام منظمة التعاون الإسلامي ،

السيدات والسادة،

﴿ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ﴾

أتوجه بداية، بخالص الشكر والتقدير، للمملكة العربية السعودية الشقيقة، على  استضافة هذه القمة غير العادية، في  ظل ظرف إقليمي  شديد التعقيد، وعدوان مستمر لأكثر من عام، على  قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسط صمت مخجل وعجز فادح من المجتمع الدولي ، عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في  مواجهة هذا التهديد الخطير، للسلم والأمن الدوليين. 

إن المواطنين في  دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون- ولهم كل الحق- عن جدوى أي  حديث عن العدالة والإنصاف، في  ظل ما يشاهدونه، من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ .. ونقولها بمنتهى  الصراحة: إن مستقبل المنطقة والعالم، أصبح على  مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على  الأراضي  الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي  بأسره على المحك.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

تدين مصر بشكل قاطع، حملة القتل الممنهج، التي  تمارس بحق المدنيين في  قطاع غزة .. وباسم مصر، أعلنها صراحة: إننا سنقف ضد جميع المخططات، التي  تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى  مكان غير صالح للحياة .. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أي  ظرف من الظروف.

ونكرر: إن الشرط الضروري  لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمي ، جوهره الصراع والعداء.. إلى  آخر؛ يقوم على  السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على  خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"..

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن مصر ملتزمة بشكل كامل، بتقديم العون للأشقاء في  لبنان، دعما لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي  مقدمتها الجيش اللبناني .. وسعيا لوقف العدوان والتدمير، الذي  يتعرض له الشعب اللبناني  الشقيق.. وتكثيفا للجهود الرامية للوقف الفوري  لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائي ، لقرار مجلس الأمن رقم "1701"..

وفي  ختام هذه الكلمة، أوجه حديثي  ليس فقط للشعوب العربية والإسلامية، وإنما لزعماء وشعوب العالم أجمع، فأقول لهم: 

"إن مصر، التي  تحملت مسئولية إطلاق مسار السلام في  المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة.. ما زالت متمسكة بالسلام، كخيار إستراتيجي ، ووحيد لمنطقتنا.. وهو السلام القائم على  العدل، واستعادة الحقوق المشروعة، والالتزام الكامل بقواعـــد القــانون الــــدولي  .. ورغم قسوة المشهد الحالي ، فإننا متمسكون بالأمل، وواثقون من أن الفرصة مازالت ممكنة، لإنقاذ منطقتنا والعالم من ممارسات عصور الظلام، والانتقال لبناء مستقبل، تستحقه الأجيال القادمة، عنوانه الحرية والكرامة والاستقرار والرخاء"..

وفقنا الله جميعا، لإنهاء هذه المأساة المستمرة، وتحقيق آمال شعوبنا، نحو عالم يسوده العدل، والأمن، والسلام.

أشكركم لحسن الاستماع.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنني أحيي هذه الكلمات الراقية الواضحة البالغة المعبرة عن نبض شعوب المنطقة كلها.. وهنا لا يمكن أن أنسى اللقاءات التي أجراها الرئيس السيسي أيضا على  هامش القمة؛ فقد التقى  رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، على  هامش أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة بالرياض في المملكة العربية السعودية.

اللقاء استعرض تطورات الاتصالات الجارية مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية للدفع نحو الوقف الفوري لإطلاق النار بلبنان، والتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، وقد أكد الرئيس في هذا الصدد موقف مصر الداعم لبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلي سواء في الأراضي الفلسطينية أو لبنان، مشدداً على  أهمية دور المجتمع الدولي في وقف التصعيد بالمنطقة، ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على  حاضر ومستقبل شعوبها.

كما أكد الرئيس مواصلة مصر تقديم جميع صور الدعم للبنان وشعبه الشقيق، حيث ثمَّن رئيس الوزراء اللبناني المساندة المصرية الثابتة والراسخة للبنان، وأكد دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.

أيضا التقى الرئيس، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وصرح السفير أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء استعرض تطورات الأوضاع بالمنطقة وجهود مصر والأردن للتهدئة ووقف إطلاق النار في غزة ولبنان، حيث حذر الجانبان من خطورة السياسات التصعيدية التي تدفع المنطقة نحو حافة الهاوية.

كما أكد الرئيس والعاهل الأردني تطابق موقفي مصر والأردن بشأن رفض التهجير القسري وتصفية القضية الفلسطينية، مشددين على  ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات جادة نحو إنهاء الحرب بالمنطقة وتدشين مسار للسلام على  أساس حل الدولتين.

ودائما وأبدا.. تحيا مصر.

الصفحة الثانية من العدد رقم 387 الصادر بتاريخ 14 نوفمبر2024
 
تم نسخ الرابط