"زي النهارده من 100 سنة".. جريدة الشورى تنشر مقال بعنوان "عندما تسير في القاهرة وتشعر أنك في باريس"
قبل ١٠٠ عام، وتحديدا في ٣١ ديسمبر عام ١٩٢٤، نشرت "الشورى" مقالا عن مدينة القاهرة تحت عنوان "نظرة في مدينة القاهرة".
وإلى نص المقال.. ونصيحة لا تندهش وأنت تقرأ:
نظرة في مدينة القاهرة
لله ما أجمل القاهرة في فصل الشتاء فإنك إذا طفت شوارعها الكبرى بعد الغروب ظننت نفسك في باريس أو كأنك في مدينة مثل باريس..!
أنوار تتلألأ وغزلان تتراكض وبدور تظهر وتتوارى وسيارات فخمة كأنها الخذور تمر بمن فيها من أهل الثراء مر البرق أو كمرور أيام الهنا.
مخازن ضخمة تغص بالمشترين والمتفرجين وأنوارها تخيل لك أن هذا الليل ليس من الليل فيكاد بصرك يخدعك ويصور لك هذه الشموس التي تسطع أنها قطع تناثرت من شمس النهار!
فإذا مشيت بين شارع فؤاد الأول وشارع المناخ إلى شارع المغربي وقصر النيل وجدت رجال الشرطة يقفون في عرض الشوارع وعند تعانق كبريات الطرق يقف السادة الكبار فيشيرون إلى هذا الرتل من السيارات بالوقوف وإلى هذا القطار من العربات ليعبر ذاك السبيل ويصفر للترموايات باستئناف المسير.
تتفرج على نظام الحركة وضبطها في شوارع القاهرة الكبرى فلا تشك في أنك حقا في باريس!
لله ما أبشع القاهرة في فصل الشتاء فإذا طفت شوارعها الكبرى ودروبها في الأحياء الوطنية ظننت نفسك في مدينة خلقت قبل الدهر فحافظت الحكومات والدول على شكلها الأصلي لتبقى مفزعة للناس ومثالا أمام الأجانب لسوء حال الشرق ومكانه من بنية الشوارع قذرة ملتوية وحارات ضيقة مظلمة.. والوحل يكاد لكثرته يبتلع الناس وبحيرات من الماء الراكد تحتاج في اجتيازه إلى زورق ذي مجداف !
لا خفراء يطاردون اللصوص ولا شرطة يحفظون الأمن فكأن ربك لما قسم الحظوظ لعن الوطني في كل بلد شرقي وألهم ولاة أموره امتهانه وإذلاله وسخر هذه الأمم الشرقية العجيبة لخدمة الأجنبي وإنفاق أموالها في سبيل راحته وجر البلاء على نفسها..
سبحان الله..
لتحميل العدد كامل PDF ◄ أضغط هنا
للتصفح اقرأ التالى :
- ضبط
- الشورى
- جريدة الشورى
- النيل
- الشتاء
- القاهرة
- رجال
- شرطة
- قطار
- الشورى تنشر
- الشرقية
- عربات
- السيارات
- الغروب
- باريس
- المغرب
- المناخ
- الطرق
- زي النهارده من 100 سنة
- جريدة الشورى تنشر
- الشورى زمان
- عندما تسير في القاهرة وتشعر أنك في باريس
- الشرطة
- الاول
- الدول
- اجمل
- شارع فؤاد الأول
- شارع المناخ
- شارع المغربي
- شارع قصرالنييل
- زي النهارده
- اول