الجمعة 10 يناير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

إنها أعياد كل المصريين.. وليست أعياد طائفة أو جماعة دون غيرها

الكاتب الصحفى سمير
الكاتب الصحفى سمير رجب - صورة أرشيفية

- ليست أعياد طائفة أو جماعة دون غيرها

- البابا شنودة - رحمه الله - أرسى قواعد المحبة والود بين المسلمين والمسيحيين ..ثم..ثم.. جاء البابا تواضروس ليكمل مسيرة الأمل والتفاؤل..وتوحد الصفوف تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي

- لماذا هذه الهرولة نحو حاكم سوريا الجديد؟!

- إنهم يغيِّرون برامج التعليم وهي البرامج التي بذل فيها الجيران وغير الجيران جهودا مستميتة من أجل تنقية البرامج المتطرفة!!

مصر كلها تعيش في أجواء احتفالات بالعام الجديد و7 يناير وليست احتفالات خاصة بفئة دون أخرى أو جماعة غير الجماعات..

الناس تابعت احتفالات الأقباط من خلال الطقوس التي رأسها البابا تواضروس الثاني ومن خلال حبهم وإعزازهم بالوطن الواحد الذي يقوده زعيم واحد وذلك هو التوحد بين الأوصال عكس من تمزقت أوصالهم نتيجة الخلافات بين أفرادهم وبعضهم البعض.

الحمد لله.. الحمد لله.. لا توجد بيننا خلافات بل جميعنا يسعى إلى توطيد الروابط أكثر وأكثر لاسيما بعد أن رأينا كيف صار الحال بجيراننا أو غير جيراننا.

البابا تواضروس ركز على المقولة الشهيرة والتي هي" وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن" ومع ذلك لم تعد هناك مشكلة بالنسبة لبناء الكنائس أو ترميمها أو تزويدها بكل مقومات العصر الحديث من أجهزة ومعدات وصالات للاجتماعات والعبادة في آنٍ واحد..

وإنصافا للحق.. هذا هو حال الأقباط دائما في مصر حتى في أيام الأزمات التي افتعلها البعض دون وجه حق كان البابا شنودة -رحمه الله- يتعامل مع المواقف الصعبة بصدر رحب وإيمان عميق. 

وأذكر مرة أنني ذهبت لإجراء حوار معه بمناسبة العام الجديد.. وكانت العلاقات متوترة بين المسيحيين والمسلمين فإذا بالبابا يقول إنني أتحدث للمسلمين قبل الأقباط وإني مؤمن ببساطة سلوكياتهم وبالرغبة الصادقة في إرساء جسور المحبة والمودة المشتركة حتى عندما كانت تفرض حادثة من نوع معين نفسها على الساحة نجد البابا شنودة - رحمه الله- يمر عليها سراعا تلافيا لأي تصعيد أو إثارة للمشاعر أكثر وأكثر.

اليوم يجيء البابا تواضروس يكمل مسيرة الحب والسلام التي تتجلى على سبيل المثال في قوله: المصريون بكل طوائفهم على قلب رجل واحد في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة كل التحديات التي تواجه الوطن.

بكل المقاييس إنه كلام يريح الأفئدة ويضفي مشاعر الصفاء والتفاؤل بين الصدور..

وهنا أود أن أوضح عدة حقائق أساسية:

أولا: كلما تأكدت يوما بعد يوم الثقة بين القائد والجماهير كلما أصبح القوم أكثر حرصا على تلاحمهم وتكاتفهم.

ثانيا: يحسب لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي أنه زعيم شجاع لا يخشى في الحق لومة لائم واستطاع بحق - وألف حق- أن يمنح العلاقات بين الناس مزيدا من القوة ومزيدا من النور ومزيدا من الأمل والتفاؤل.

ثالثا: سلاح الإشاعات الكاذبة  سقط سقوطا مزريا بعد أن انصرف الناس عن الاهتمام بها.

رابعا: لم يغب عن دائرة اهتمامنا فلسطينيو غزة  ولو لحظة واحدة والدليل تلك المتابعة النشطة والجريئة من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي لمنع تصفية القضية والوقوف حائلا ضد تهجير الفلسطينيين قسرا..

ومرة أخرى كل عام وأنتم بخير.

هذه الدولة التي جاءها حاكم سوريا الجديد ابن محمد الجولاني.. هل الذين يهرولون إليه اقتناعا به كرئيس دولة لها قدرها وقيمتها منذ زمن بعيد أم من أجل كسب وده حتى لا يجيء يوم قريب أو بعيد يمارس فيه الانتقام من هذا أو ذاك اعتمادا على ما يتوفر له من أسلحة وأدوات مازال يحتفظ بها حتى الآن؟!

أقول ذلك بسبب ما نلحظه على سوريا في عهده حيث يسابق الزمن في محو تاريخها القديم والحديث معا ليكتب تاريخا يقوم على أساس تأصيل التطرف وترسيخ الفكر الذي بذلت فيه الدول المحيطة وغير المحيطة مجهودات مستميتة من أجل تنقية البرامج التعليمية المتطرفة والتي كانت تدعو إلى تغذية جذور الإرهاب وتعليم الطلبة كيف يستخدمونه من أجل فرض سطوتهم وسيطرتهم على الآخرين..!

الآن كل كلمة أو عبارة تتضمن اسم الأسد سواء الابن أو الأب يتم حذفها من كتب التاريخ التي يعاد صياغتها من جديد..!!

كل هذا قد يكون مقبولا بحكم الثورة التي اشتعلت ألسنتها في البلاد لكن ما ليس مستساغا بطبيعة الحال أن يحل محلها ما سبق أن رفضه كل من حرضوا على استباحة دم المسلمين أيضا قد صدرت تعليمات بتجنيب الاختلاط بين الطلبة والطالبات بقدر الإمكان وعلى عدم مصافحة المدرسات من جانب زملائهن المدرسين وكل ذلك ولا شك أمر عادي لاسيما بعد أن شاهدنا رئيس الدولة وهو يرفض مصافحة وزيرة خارجية ألمانيا التي جاءت على رأس وفد رفيع المستوى لزيارته مما سبب حرجا للوزيرة ولأعضاء وفدها.

على أي حال أنا لا أقول ذلك لإثارة الناس ضد الحكام الجدد بل إني أنبه وأنبه فقط حتى يعلم من تكون الحقائق غائبة عنه وحتى يتفهم السوريون سواء أكانوا من أتباع بشار الأسد أو من معارضيه خلفيات أو أبعاد من يتعاملون معهم والذين  وعدوهم بدستور جديد بعد ثلاث سنوات وكأن العجلة لابد أن تتوقف طوال هذه المدة حتى يكون "أعضاء  التنظيم" أخرجوا كل ما في جعبتهم..!

ثم..ثم.. وهذا هو الأهم من وجهة نظر الجولاني الذي أصدر أوامره لجميع الجماعات المسلحة بتسليم أسلحتهم ومن يتباطأ أو يتأخر عن ذلك يتم القبض عليه ومحاكمته عسكريا..!

وهكذا فإن رفقاء الأمس يمكن أن يتحولوا اليوم أو غدا إلى أعداء ألداء مثلما حدث في كثير من الثورات التي اتخذت لنفسها نهجا سيحقق لها المنفعة وحدها وعلى المتضررين اللجوء للقضاء مع الأخذ في الاعتبار أن القضاء

قضاؤهم والمدارس مدارسهم والمحاكم محاكمهم وهكذا دواليك..!

في النهاية تبقى كلمة:

كل هذه الحقائق الواضحة وشبه الواضحة لم تمنع مصر من الوقوف بجانب الشعب السوري والدليل ما قرره الرئيس السيسي بالأمس بإرسال ١٨طنا من المعونات الطبية والغذائية والحياتية بالضبط مثلما فعل مع أهالي دارفور بالسودان ومع السوريين أنفسهم أيام حكم الأسد ومع فلسطينيي غزة وفلسطينيي جنوب لبنان..فهذا شيء وذلك شيء آخر.

و..و..شكرا

الصفحة الثالثة عشر من العدد رقم 395 الصادربتاريخ 9 يناير2025

 

تم نسخ الرابط