الخميس 16 يناير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

التغيرات المناخية .. مخاطر وتحديات تهدد المجتمع

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- أزمة إنسانية تؤثر على  معيشتنا وصحتنا وحتى  أحلامنا في مستقبل أفضل

- الزراعة التي كانت وما زالت العمود الفقري لمجتمعنا تتعرض الآن لاختبار حقيقي

- نهر النيل رمز الحياة والاستقرار في مصر أصبح يعاني من انخفاض منسوب المياه

- ارتفاع مستوى سطح البحر حقيقة لا يمكن إنكارها.. وهذا التحدي يهدد مئات الآلاف من الأسر التي تعيش في دلتا النيل

- التغيرات المناخية ليست مشكلة يمكن حلها بقرار أو مشروع واحد بل تتطلب رؤية شاملة وإستراتيجية طويلة الأمد

- الطاقة المتجددة مثل الشمسية والرياح توفر لنا فرصًا ذهبية لتقليل الاعتماد على  الوقود الأحفوري

- يجب أن نزرع في نفوس الأجيال القادمة حب البيئة وإدراك أهمية الحفاظ عليها

- التحول إلى الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة لا غنى عنها

التغيرات المناخية في  تقديري الشخصي  ليست مجرد أرقام على  الورق أو تقارير علمية يصعب فهمها، بل هي واقع ملموس يتجلى  في تفاصيل حياتنا اليومية.

من ارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى  فيضانات مفاجئة في مناطق لم تعرف المطر إلا نادرًا، أصبح من الواضح أننا نعيش في عالم يتغير بوتيرة أسرع مما كنا نتخيل.

في تقديري الشخصي، التغيرات المناخية ليست قضية بيئية فحسب، بل هي أزمة إنسانية تؤثر على  معيشتنا، صحتنا، وحتى  أحلامنا في مستقبل أفضل.

توقفت طويلًا أمام مشاهد اعتدنا عليها مؤخرًا: مزارعون يشتكون من قلة المياه، مواسم زراعية تختلط فيها الفصول، وأراضٍ زراعية فقدت خصوبتها بسبب تكرار موجات الجفاف.

لا يمكننا أن ننكر أن الزراعة، التي كانت وما زالت العمود الفقري لمجتمعنا، تتعرض الآن لاختبار حقيقي.

المزارعون، هؤلاء الجنود المجهولون الذين يعملون ليل نهار، يواجهون تحديات لم تكن في الحسبان، من نقص المياه إلى  ظهور آفات جديدة تسببها التقلبات المناخية.

الزراعة ليست فقط مهنة؛ إنها أسلوب حياة وجزء لا يتجزأ من هويتنا المصرية.

كيف يمكن أن نتخيل الريف المصري بدون حقوله الخضراء ومواسم الحصاد التي تجمع العائلات؟ في رأيي، هذا الجانب الإنساني يجب أن يكون في صدارة أي مناقشة عن التغيرات المناخية.

الحديث عن الإنتاجية والأرقام مهم، لكنه لا يعكس الألم والمعاناة التي يعيشها المزارعون يوميًا.

وعلى  جانب آخر، لا يمكننا أن نتجاهل تأثير التغيرات المناخية على  مواردنا المائية.

نهر النيل، الذي لطالما كان رمزًا للحياة والاستقرار في مصر، أصبح يعاني من انخفاض منسوب المياه وتغير نمط التدفق بسبب تغيرات الطقس.

هذه الظاهرة تؤثر بشكل مباشر على حياتنا اليومية، بدءًا من الزراعة وحتى المياه التي تصل إلى  منازلنا.

في رأيي، الحفاظ على  نهر النيل ليس مجرد مسؤولية حكومية، بل هو واجب وطني يجب أن يتحمله كل فرد في المجتمع.

أما المناطق الساحلية، فهي تقف على  خط المواجهة الأول مع التغيرات المناخية.

ارتفاع مستوى  سطح البحر أصبح حقيقة لا يمكن إنكارها، وهذا التحدي يهدد مئات الآلاف من الأسر التي تعيش في دلتا النيل.

الأراضي الزراعية في هذه المنطقة تواجه خطر الغرق أو التملح، مما يؤدي إلى  تدهور الإنتاجية وتهديد الأمن الغذائي.

بالإضافة إلى  ذلك النزوح الداخلي المتوقع نتيجة تآكل السواحل قد يخلق ضغوطًا جديدة على  المدن الكبرى ، التي تعاني بالفعل من ازدحام وتكدس سكاني.

في ظل هذه التحديات، أجد نفسي متفائلًا بالجهود المبذولة لمواجهة الأزمة.

الدولة بدأت بالفعل تنفيذ مشروعات طموحة لتحسين جودة الحياة، مثل مبادرة "حياة كريمة" التي تهدف إلى  رفع مستوى  المعيشة في القرى  والمناطق الأكثر احتياجًا.

لكن هذه الجهود تحتاج إلى  تكامل بين جميع قطاعات المجتمع، لأن التغيرات المناخية ليست مشكلة يمكن حلها بقرار أو مشروع واحد، بل تتطلب رؤية شاملة وإستراتيجية طويلة الأمد.

كما أن التحول إلى  الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة لا غنى  عنها.

الطاقة المتجددة، مثل الشمسية والرياح، توفر لنا فرصًا ذهبية لتقليل الاعتماد على  الوقود الأحفوري، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية لظاهرة الاحتباس الحراري.

في تقديري، الاستثمار في هذا المجال ليس فقط خطوة نحو بيئة أنظف، بل هو أيضًا استثمار في مستقبل اقتصادي أكثر استدامة.

لكن ماذا عن التعليم والتوعية؟ في رأيي، هذه الركيزة أساسية لتحقيق أي تقدم ملموس.

يجب أن نزرع في نفوس الأجيال القادمة حب البيئة وإدراك أهمية الحفاظ عليها.

تخيل معي لو أن كل طالب في مدارسنا أصبح سفيرًا للبيئة في مجتمعه.

هذا الجيل الواعي سيكون هو القادر على  قيادة مصر نحو مستقبل أكثر استدامة.

وفي ختام هذا الحديث، أود أن أوجه رسالة لكل فرد في مجتمعنا: لا تستهين بدورك في مواجهة التغيرات المناخية.

كل خطوة صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا.

ربما يبدأ الأمر بتقليل استهلاكك للكهرباء، أو بزراعة شجرة في مكان مهجور، أو حتى  بنشر الوعي بين أصدقائك وعائلتك.

التغيير يبدأ من داخلنا، ومن خلال تكاتفنا يمكننا أن نواجه هذا التحدي بثقة وأمل.

يمكنني القول إن التغيرات المناخية قد تكون من أصعب التحديات التي تواجهها مصر، لكنها في الوقت نفسه فرصة لإعادة بناء علاقتنا مع الطبيعة ومع أنفسنا.

دعونا نتحد معًا، بروح الفريق الواحد، ونعمل من أجل غدٍ أفضل.

نحن نستحق مستقبلًا أكثر إشراقًا، وأبناؤنا يستحقون بيئة آمنة ومستدامة.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 396 الصادربتاريخ 16 يناير2025

 

تم نسخ الرابط