الخميس 16 يناير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد سعد .. بين التجديد وكسر دائرة التكرار

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- نجم الكوميديا بين النجاح الجماهيري وحتمية التجديد الفني

- "الدشاش".. خطوة جريئة تعيد محمد سعد إلى دائرة الضوء

- من "اللمبي" إلى "الدشاش".. التجديد سر الاستمرارية

- رحلة كسر القيود الفنية والبحث عن النجومية من جديد

- هل ينجح محمد سعد في إعادة تشكيل نفسه؟

محمد سعد، اسم ارتبط بذاكرة الجمهور المصري والعربي كواحد من أبرز نجوم الكوميديا في العقود الأخيرة.

لكنه، كأي فنان، واجه تحديات في مسيرته الفنية، أبرزها الخروج من عباءة التكرار التي أرهقت مسيرته.

سعد يمتلك موهبة استثنائية، وقدرة على تقديم شخصيات متنوعة، لكن نجاح الفنان الحقيقي يكمن في استثمار هذه الموهبة لإبهار الجمهور بأدوار جديدة ومختلفة، وهو ما يسعى إلى تحقيقه مع فيلمه الأخير "الدشاش".

لا شك في أن الفنان محمد سعد يمتلك موهبة كبيرة، ويمتلك القدرة أيضًا على تقديم أدوار متنوعة إذا أراد، لكن التحدي يكمن في الخروج من دائرة التكرار، والبحث عن أدوار جديدة تتناسب مع تطور شخصيته الفنية، وتمنح الجمهور تجربة سينمائية مختلفة، مثلما فعل العديد من فناني الكوميديا الكبار الذين بدأوا التنويع بين الأدوار، على سبيل المثال، النجم الكبير عادل إمام الذي برع في تقديم شخصيات متنوعة بعيدًا عن الأدوار الكوميدية التقليدية، وأثبت أن التجديد الفني يمكن أن يكون مفتاحًا للنجاح المستمر.

وللحق، فإن محمد سعد أحد أبرز الوجوه في السينما المصرية، حيث استطاع أن يحقق شهرة واسعة من خلال شخصياته الكوميدية المميزة التي لاقت استحسانًا كبيرًا من الجمهور.

منذ ظهوره الأول في العديد من الأفلام، استطاع أن يكسب قاعدة جماهيرية ضخمة بفضل أسلوبه المتميز في تقديم الشخصيات الكوميدية.

كان من أبرز أدواره شخصية "اللمبي" التي حققت نجاحًا جماهيريًا هائلًا، و"أطاطا"، ورغم هذا النجاح، فإن الفنان محمد سعد واجه تحديات عدة في مسيرته السينمائية، حيث ارتبط اسمه بتكرار نفس الشخصيات في عدة أفلام، مما جعل البعض يشعر بأنه محاصر في قالب معين.

ولكن تأتي تجربته الأخيرة في فيلم "الدشاش" لتكون بمثابة نقطة تحول في مسيرته الفنية، حيث ظهر في شخصية جديدة تمامًا، في خطوة اعتبرها الجمهور محاولة لتغيير جلده الفني وكسر حالة التكرار التي طاردته لسنوات.

لكن رغم هذه المحاولة، تبقى هناك رسالة مهمة له، وهي: "التكرار لا يعلم الشطار". الفيلم يمثل عودة محمد سعد إلى السينما بعد غياب 5 سنوات، منذ أن شارك عام 2019 في بطولة فيلم "الكنز" الذي تعاون فيه مع المخرج شريف عرفة، والذي قدم سعد وقتها بشكل مغاير تمامًا عما اعتاد جمهوره.

اعتبر الكثيرون أن فيلم "الدشاش" بمثابة محاولة لتغيير الجلد الفني لمحمد سعد، وبالفعل حقق العمل نجاحًا لافتًا في السينمات ودور العرض، وحقق ملايين الإيرادات وصلت إلى 30 مليون جنيه في موسم رأس السنة، وهو من المواسم العادية وليست القوية.

لكن استطاع سعد أن يعود لمشهد المنافسة من جديد، وشهد الفيلم السينمائي تحولًا لافتًا في شخصية محمد سعد، حيث ابتعد عن تقديم الشخصيات الكوميدية المعتادة التي ارتبط بها، ليقدم دورًا جديدًا لم يعتد عليه الجمهور من قبل.

في "الدشاش"، يطل محمد سعد بشخصية مختلفة تمامًا عن تلك التي اشتهر بها، مما كان بمثابة تحدٍ جديد له ولجمهوره، حيث يقدم محمد سعد شخصية "الدشاش"، وهو شاب ينتمي لطبقة اجتماعية فقيرة، ويعاني من العديد من الصراعات الشخصية والاجتماعية.

وعلى الرغم من أن الشخصية لا تخلو من بعض المواقف الكوميدية، فإن الفيلم يعكس طابعًا جديدًا في أداء الفنان محمد سعد.

فقد حاول الابتعاد عن تقليد نفسه، وقدم أداءً أكثر نضجًا وأعمق في محاولة لإثبات نفسه كممثل قادر على تقديم أدوار متنوعة.

وهنا، ومن شدة إيماني بموهبة النجم محمد سعد، وهي موهبة تبدو واضحة وجلية للجميع، أتوجه برسالة إلى الفنان محمد سعد وهي: "التكرار لا يعلم الشطار".

إن الجمهور يحب أن يرى الفنان يتطور ويجدد من نفسه، ويسعى إلى تقديم أدوار متنوعة تبرز قدراته التمثيلية بشكل أكبر.

وصحيح أن محمد سعد يظل واحدًا من أفضل الفنانين في مجال الكوميديا، لكن تكرار نفس الشخصيات قد يؤدي إلى تشبع الجمهور، وبالتالي يفقد الفن بريقه.

وقد حدث معك التحول عند تقديمك فيلم الكنز مع المخرج شريف عرفة وحققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا، والآن عاد جمهورك لك من جديد عندما رأوا تغييرًا في أعمالك، لأنهم مؤمنون بموهبتك الكبيرة.

وعلى الرغم من أن فيلم "الدشاش" يمكن أن يُعتبر خطوة نحو التجديد، فإنه لا يزال هناك الكثير من العمل أمام محمد سعد إذا كان يريد أن يثبت نفسه كفنان قادر على التنوع في أدواره.

إن التكرار لا يعلم الشطار، وهو ما يجب أن يكون شعارًا له في المرحلة القادمة.

إذا أراد محمد سعد أن يظل في صدارة السينما المصرية، فعليه أن يتحدى نفسه ويقدم أدوارًا جديدة، وأن يبتعد عن تقديم شخصياته السابقة، سواء كانت "اللمبي" أو "عوكل" أو غيرهما من الأدوار التي قد تكون قد استنفدت تأثيرها على الجمهور.

ورغم أن هذه الشخصيات لاقت نجاحًا ساحقًا وقت عرضها، فإن النجاح الحقيقي للفنان يأتي من التنويع والتجديد.

فقد حقق محمد سعد في بدايات الألفية إيرادات ضخمة، والفيلم يشارك به زينة، باسم سمرة، نسرين طافش، نسرين أمين، مصطفى أبو سريع، محمد جمعة، وليد فواز، رشوان توفيق، محمد يوسف أوزو، عفاف مصطفى، وعدد آخر من الفنانين.

الفيلم من تأليف جوزيف فوزي وإخراج سامح عبد العزيز.

وإحقاقًا للحق، فمنذ بداية مسيرته، استطاع محمد سعد أن يثبت نفسه في عالم السينما المصرية، خاصة في مجال الكوميديا.

قدم العديد من الأفلام التي شهدت نجاحًا كبيرًا، مثل "اللمبي"، "عوكل"، و"كركر"، وغيرها من الأعمال التي ارتبطت شخصياته فيها بالأدوار الكوميدية ذات الطابع الشعبي.

نجح في أن يكون له جمهور عريض من محبي هذه الشخصيات، لكن مع مرور الوقت، بدأ البعض يلاحظ أن محمد سعد أصبح يكرر نفس الأنماط والشخصيات في مختلف أفلامه، مما دفعهم إلى التساؤل عن مدى قدرة الفنان على الخروج من هذا الإطار الضيق.

لقد أصبح محمد سعد، في كثير من الأحيان، مرتبطًا بشخصية "اللمبي" التي كانت بمثابة علامة تجارية له، حيث كانت هذه الشخصية هي التي جعلت الجمهور يتذكره ويعشقه.

لكن مع تكرار نفس الأسلوب الكوميدي، بدأ يظهر نوع من الملل لدى الجمهور.

في النهاية، يبقى محمد سعد واحدًا من أبرز نجوم السينما المصرية، ولا يمكن إنكار موهبته الكبيرة في مجال الكوميديا.

فيلم "الدشاش" قد يكون بداية لمشوار فني جديد له، ولكن عليه أن يدرك أن التكرار لن يساهم في تعزيز مكانته الفنية، بل قد يكون سببًا في تراجع شعبيته.

التجديد والتنوع في تقديم الشخصيات هو السبيل الأمثل لاستمرار النجاح، ولإثبات أن محمد سعد قادر على تقديم أدوار فنية متنوعة تظل في ذاكرة الجمهور وتمنحه مكانة متجددة في عالم السينما.

الصفحة السابعة من العدد رقم 396 الصادربتاريخ 16 يناير2025

 

تم نسخ الرابط