الخميس 06 مارس 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يحيى ذكرى ميلاد قاهرة المستحيل ويكتب:

د. سعاد كفافي.. سيدة الحلم الذي صار واقعًا يضيء مستقبل التعليم

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- قاهرة المستحيل .. أعادت صياغة مفهوم التعليم الخاص في مصر

- أسطورة الإبداع التعليمي.. إرث د. سعاد كفافي يواصل الإلهام للأجيال

- خالد الطوخي.. يسير على درب العظماء ويقود الجامعة لمستقبل مشرق

- حينما يصبح الحلم مؤسسة.. قصة كفاح صنعت جامعة من المستحيل

- من حلم إلى واقع.. كيف تحولت رؤية د. سعاد كفافي إلى صرح أكاديمي عالمي؟

- جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.. إرث د. سعاد كفافي الذي لا يعرف الحدود

- تاريخ مشرف ومستقبل واعد.. جامعة مصر تحت قيادة الطوخي تواصل المسيرة

- من قلب المستحيل إلى قمة النجاح.. كيف صنعت د. سعاد كفافي مجدها الأكاديمي؟

- على نهج والدته.. خالد الطوخي يقود جامعة مصر نحو التميز العالمي

- إرث من الريادة.. خالد الطوخي يحافظ على مسيرة النجاح ويعزز الابتكار الأكاديمي

تمر الأيام والسنوات، ولكن ذكرى بعض الأشخاص لا تموت، بل تظل حية في قلوب  الأجيال المتعاقبة، وذكرى ميلاد السيدة الطموحة، المثابرة، والمبدعة، قاهرة المستحيل الدكتورة سعاد كفافي، التي تمر علينا في الثالث من شهر مارس كل عام، خير دليل على ذلك، فقد  رحلت عن عالمنا، ولكن إرثها لا يزال حيًا في كل زاوية من التعليم الخاص في مصر، فهي  واحدة من الشخصيات الفذة التي شكلت مشهد التعليم الخاص في مصر، وقد لُقبت عن جدارة بـ "قاهرة المستحيل"، وكأن القدر قد وضع في طريقها التحديات كي تكون مثالاً حياً لكل سيدة مصرية طموحة، ساعية وراء أحلامها لا تخشى مواجهة الصعاب ولا تتراجع أمام الأزمات، فحينما تفكر في سيدة ناجحة أسست وطورت في مجال التعليم، لا يمكنك إلا أن تذكر اسمها أولاً.

منذ اللحظة الأولى التي قررت فيها أن تؤسس مشاريع تعليمية تخدم المجتمع المصري، كانت الدكتورة سعاد كفافي على يقين من أن التعليم هو بوابة المستقبل، وأن الشباب هم الأساس الذي يجب بناء الأوطان عليه،  حيث بدأت رحلتها بإطلاق جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في عام 1996 بمدينة السادس من أكتوبر، لتكون إحدى أولى الجامعات الخاصة التي تقدم تعليمًا عاليًا ذا مستوى عالمي في مصر، قبل ذلك، كانت قد أسست معهدين عظيمين في مجال التعليم العالي بمدينة السادس من أكتوبر، المعهد العالي للسياحة والفنادق عام 1990، والمعهد العالي للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال عام 1993.

ومن خلال تلك الخطوات الجريئة، أثبتت للآخرين أن الرؤية الواضحة والهدف الكبير قادران على تحويل أي فكرة إلى واقع ملموس، فإن  ما  ميز الدكتورة سعاد كفافي ليس فقط قدرتها على تأسيس المشاريع التعليمية الناجحة، ولكن قدرتها على إحداث  فارق حقيقي في المجتمع الأكاديمي، فقد حرصت على أن تكون جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا منارة علمية تسهم في تأهيل الطلاب ليصبحوا قادة المستقبل، أيضا واحدة من أهم ملامح هذا الإنجاز العظيم هو المكتبة المركزية الحديثة التي أنشأتها الجامعة والتي تعد واحدة من أكبر المكتبات في مصر، ولم تكن المكتبة مجرد مكان للقراءة، بل كانت تمثل بيئة خصبة للبحث العلمي، حيث تحتوي على مراجع علمية حديثة ومصادر تعليمية متنوعة تدعم وتزيد من فاعلية العملية التعليمية في الجامعة.

لقد كانت الدكتورة سعاد كفافي تتمتع بقدرة غير عادية على الابتكار والإصرار على النجاح، وكانت تعرف تمامًا كيف تتعامل مع التحديات، على الرغم من أن الطريق كان مليئًا بالعقبات والصعوبات، فإنها سعت دائمًا لتقديم أفضل ما  لديها وتحقيق النجاح في كل خطوة، وفي الوقت الذي كان فيه التعليم الخاص يواجه تحديات كبيرة من حيث الاعتراف والقبول، نجحت الدكتورة سعاد في أن تضع جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في مكانة متميزة على مستوى التعليم الجامعي في مصر، ولم تقتصر رؤيتها على تطوير البرامج التعليمية فقط، بل حرصت أيضًا على أن تكون الجامعة بيئة تعليمية مبدعة توفر للطلاب مساحة للابتكار والإبداع في كل المجالات، وللحق فإن رحيل الدكتورة سعاد كفافي عن عالمنا كان خسارة كبيرة ليس فقط لأسرتها ولجامعة مصر، ولكن للقطاع التعليمي في مصر بأسره، فهذه السيدة التي حاربت المستحيل، وواجهت التحديات برؤية وطموح غير محدود، تترك خلفها إرثًا لا يمكن نسيانه، لقد تميزت بحماسة لا تضاهي تجاه التعليم، وبإيمان عميق بأهمية تزويد الأجيال القادمة بالمعرفة والمهارات التي تؤهلهم لمواجهة تحديات العصر الحديث، إن ما زرعته من قيم تعليمية عالية وأسلوب إداري متميز في كل مؤسساتها التعليمية يظل راسخًا، ويعتبر قدوة للكثير من القيادات المستقبلية في القطاع الأكاديمي.

لقد أثبتت الدكتورة سعاد كفافي أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل هو نتيجة الإرادة القوية، والتخطيط المدروس، والمثابرة التي لا تعرف اليأس، ورغم أن جسدها قد غادرنا، فإن إنجازاتها تظل حية في قلوب كل من تعلم على يديها، وكل من استفاد من رؤيتها العميقة حول أهمية التعليم في بناء مستقبل أفضل  للأجيال القادمة، فالدكتورة الراحلة  كانت تملك رؤية شاملة ومتفردة، ودفعت بكل قوتها لتحقيق أحلامها الكبيرة التي لم تقتصر على بناء مؤسسات تعليمية فقط، بل على بناء أجيال قادرة على الريادة والمساهمة في بناء الوطن، ومن خلال إصرارها على تقديم تعليم يتسم بالجودة والتطور، تمكنت من أن تترك بصمة لا تمحى في قلوب طلابها وزملائها في المجال الأكاديمي، ولقد قدمت الدكتورة سعاد كفافي نموذجًا يحتذى به لكل سيدة طموحة تسعى لتغيير الواقع، ولكل فرد يؤمن بأن العزيمة والإصرار قادران على تخطي أي صعوبة مهما كانت، إن رؤيتها في ضرورة دمج التعليم بالتكنولوجيا، وتقديم بيئة تعليمية حديثة ومتطورة، جعلت من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا صرحًا علميًا شامخًا في مصر والعالم العربي.

وتبقى إنجازات الدكتورة سعاد كفافي شاهدًا حيًا على قدرتها الفائقة على الموازنة بين حلمها الأكاديمي ومسئولياتها الإدارية، وستظل بصماتها حية في الجامعة والمجتمع الأكاديمي ككل، وها نحن نحتفل اليوم بذكراها، ونستمر في السير على دربها، نستمد منها الإلهام، ونؤمن بأن تعليم الأجيال هو المفتاح لصناعة المستقبل، تمامًا كما آمنت هي بذلك طوال حياتها، ولتظل روحها الطموحة حاضرة في كل حجر من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وكل مبادرة تعليمية أطلقتها، ولتظل ذكرى "قاهرة المستحيل" علامة فارقة في تاريخ التعليم في مصر.

ويواصل خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، مسيرة والدته الراحلة الدكتورة سعاد كفافي بتفانٍ وحرفية عالية، ليحقق إنجازات كبيرة تشهد على قدرته الفائقة في القيادة والتطوير، فقد استطاع الطوخي أن يحافظ على ريادة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ويدفع بها إلى آفاق جديدة من التفوق الأكاديمي والإداري، مواصلًا ما بدأته والدته من طموحات وأهداف نبيلة، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التعليم، استطاع الطوخي أن يحقق نقلة نوعية في مسيرة الجامعة، مستثمرًا في تطوير البرامج الدراسية وتقديم تعليم ذي مستوى عالمي.، وفي ظل قيادته عمل على تعزيز المكانة المرموقة للجامعة على الصعيدين المحلي والدولي، من خلال تحديث المعامل والمرافق التعليمية وفتح آفاق التعاون مع الجامعات العالمية المرموقة، كما بذل جهودًا كبيرة لتحسين طرق التدريس وتزويد الطلاب بأحدث أساليب التعلم التي تتماشى مع تطورات العصر الحديث ومتطلبات سوق العمل.

ولم يقتصر  اهتمام الطوخي  على تطوير الجانب الأكاديمي فقط، بل اهتم أيضًا بتوسيع نطاق البحث العلمي وتعزيز مشاركة الجامعة في المشاريع البحثية الكبرى التي تدعم  الابتكار وتساهم في تقدم المجتمع، فبفضل قيادته الحكيمة، أصبحت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ليست مجرد صرح أكاديمي، بل مركزًا لتطوير الفكر والبحث العلمي.

لقد أثبت خالد الطوخي أنه خير خلف لخير سلف، حيث قدم نموذجًا مشرفًا للسير على درب العطاء والتطوير، مستمداً القوة والإلهام من والدته الراحلة التي أسست هذا الصرح العظيم، وفي ظل رئاسته، تواصل الجامعة رسالتها في تأهيل الأجيال القادمة وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تجعلهم قادرين على المنافسة في العالم المعاصر، رحم الله هذه السيدة الفاضلة الدكتورة سعاد كفافي وجعل  كل مشروع تعليمي أضاءت به درب الكثيرين في ميزان حسناتها.

الصفحة الثانية عشر من العدد رقم 403 الصادر بتاريخ 6 مارس 2025

 

 

تم نسخ الرابط