« سلامٌ عليها يوم مولدها»..كيف أصبحت الدكتورة سعاد كفافي "الملهمة الأعظم"؟

- في ذكرى ميلادها ستبقى ذكراها وروحها لم تغادرنا بل هى كطيف يحدثنا ونحدثه
- اختارت أن تبني صرحًا لا يموت وأن تكون رمزًا للعطاء الذي لا ينضب
- كانت رمزًا للمرأة القوية الطموحة التي آمنت بأن الحلم ممكن والتغيير يبدأ بفكرة والنجاح لا يأتي إلا بالإصرار
- لم تترك مجرد جامعة أو مستشفى بل تركت إرثًا فكريًا وإنسانيًا سيظل مصدر إلهام لكل من يؤمن بأن التعليم هو مفتاح المستقبل
- اسمها لا يزال يتردد في كل محاضرة تُلقى داخل الجامعة.. وفي كل طبيب يعالج مريضًا داخل مستشفاها.. وفي كل طالب حصل على فرصة بسبب إيمانها بالعلم
- لم تكن تحلم فقط بجامعة تخرّج طلابًا يحملون شهادات بل أرادت أن تصنع قادة وتُخرج أطباء ومهندسين وباحثين يحملون علمهم ليغيروا الواقع
هناك أشخاص يعيشون لذواتهم وآخرون يختارون أن تكون حياتهم رسالة. د. سعاد كفافي اختارت أن تترك أثرًا.. أن تبني صرحًا لا يموت.. أن تكون رمزًا للعطاء الذي لا ينضب
حين نذكر اسمها اليوم، لا نتحدث عن مبنى أو مؤسسة، بل عن رؤية غيرت حياة آلاف الطلاب، وعالجت آلاف المرضى، وقدّمت لمصر نموذجًا تعليميًا وإنسانيًا فريدًا.
الدكتورة سعاد كفافي لم تكن مجرد أكاديمية أو مؤسسة تعليمية، بل كانت شخصية استثنائية آمنت بأن العلم هو مفتاح التغيير، وبأن بناء الإنسان يبدأ من فكر مستنير وتعليم حقيقي.
كانت امرأة لم تعرف المستحيل، خطت طريقها وسط الصعوبات، لتصبح واحدة من رواد التعليم في مصر. لم تسعَ فقط إلى تأسيس جامعة، بل أرادت صناعة مستقبل مختلف، وبناء جيل يحمل العلم والمعرفة ليغيّر واقع بلاده.
ومن ثم فقد رحلت جسدًا، لكنها ستظل حية في قلوب من تعلموا داخل جامعتها، ومن تلقوا العلاج في مستشفاها، ومن آمنوا بأن التعليم هو مفتاح النهضة الحقيقية.
رحلة تحدٍ نحو المعرفة
وُلدت الدكتورة سعاد كفافي في زمن لم تكن فيه الفرص متاحة للجميع، خاصة للمرأة. لكنها لم ترَ في ذلك عائقًا، بل كان دافعًا للمضي قدمًا نحو تحقيق طموحاتها. درست، اجتهدت، وأصبحت واحدة من الأسماء اللامعة في مجالها، لكنها لم تكتفِ بمكانة أكاديمية مرموقة، بل أرادت نقل العلم إلى أكبر عدد ممكن من الشباب.
لم تكن تحلم بوظيفة مرموقة أو لقب أكاديمي فقط، بل حلمت بمنظومة تعليمية متكاملة، تؤهل الطلاب للمستقبل الحقيقي، وليس مجرد الحصول على شهادة جامعية. هذه الرؤية كانت نواة الحلم الكبير الذي تحول إلى واقع ملموس فيما بعد.
الحلم الذي أصبح صرحًا علميًا
في عام 1996، جاء اليوم الذي تحقق فيه الحلم الكبير، تأسيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. لم تكن الجامعة مجرد كيان تعليمي خاص، بل كانت نموذجًا لفكر تعليمي جديد، يجمع بين الدراسة الأكاديمية والتطبيق العملي، ويمزج بين التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع.
لماذا كانت هذه الجامعة مختلفة؟
• تعليم بمعايير عالمية: حرصت على توفير أحدث التخصصات العلمية، وجلبت أفضل الأساتذة والخبرات التعليمية من مصر والعالم.
• بيئة تعليمية محفزة: لم يكن الهدف مجرد تلقين الطلاب المعلومات، بل توفير بيئة تشجع على الإبداع والتفكير النقدي والابتكار.
• تدريب عملي متكامل: أدركت أن النجاح في سوق العمل يتطلب مهارات عملية، ولهذا كانت الجامعة تهتم بتوفير التدريب العملي في جميع التخصصات.
وخلال سنوات قليلة، أصبحت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أهم الجامعات الخاصة في مصر، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به في تطوير التعليم العالي.
العطاء في أسمى صوره
لم يكن شغف الدكتورة سعاد كفافي بالتعليم وحده، بل كانت تحمل في قلبها رسالة إنسانية عميقة. أدركت أن التعليم والطب وجهان لعملة واحدة، فكما يحتاج الإنسان إلى العلم ليبني مستقبله، يحتاج إلى الصحة ليعيش حياة كريمة.
ولهذا، أسست مستشفى سعاد كفافي الجامعي، الذي أصبح أحد أهم المستشفيات التعليمية في مصر. لم يكن المستشفى مجرد مكان لعلاج المرضى، بل كان منصة لتدريب الأطباء والممرضين، ومركزًا لخدمة المجتمع.
ما الذي جعل المستشفى مختلفًا؟
• توفير العلاج المجاني للفئات غير القادرة، عبر القوافل الطبية التي تجوب المناطق الفقيرة.
• دمج التعليم بالعمل الميداني، حيث يتعلم طلاب الطب بشكل عملي على يد أفضل الأطباء.
• تقديم خدمات طبية متكاملة بأحدث الأجهزة والتقنيات، مما جعله صرحًا طبيًا رائدًا.
لم يكن المستشفى مجرد منشأة طبية، بل كان امتدادًا لرؤية سعاد كفافي في أن التعليم يجب أن يكون له تأثير حقيقي على المجتمع.
التعليم حق للجميع
رغم كونها مؤسسة تعليمية خاصة، لم تؤمن سعاد كفافي بأن التعليم يجب أن يكون متاحًا فقط لمن يستطيعون دفع التكاليف. بل كانت ترى أن كل عقل نابغ يستحق فرصة، بغض النظر عن وضعه المادي.
ولهذا، حرصت الجامعة على تقديم منح دراسية للطلاب المتفوقين غير القادرين، لضمان حصولهم على تعليم يليق بقدراتهم وطموحاتهم.
كانت تؤمن بأن الموهبة لا تُقاس بالمال، بل بالإصرار والتفوق، ولهذا لم يكن المال يومًا عائقًا أمام أي طالب طموح أراد أن يتعلم في جامعتها.
ما بعد الرحيل.. استكمال المسيرة
في عام 2004، رحلت الدكتورة سعاد كفافي عن عالمنا، لكنها لم تترك فراغًا، بل تركت إرثًا عظيمًا. كان رحيلها مؤلمًا، لكن حلمها ظل حيًا، بفضل من آمنوا برسالتها وساروا على خطاها.
تولى ابنها خالد الطوخي مسئولية استكمال المسيرة، فلم يكتفِ بالحفاظ على الجامعة، بل عمل على تطويرها، وأضاف إليها تخصصات جديدة، واستمر في تقديم الخدمات المجتمعية والطبية.
لم يكن مجرد وريث، بل كان شخصًا يحمل نفس الحلم، ويدرك أهمية ما أسسته والدته، فحرص على أن تبقى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ومؤسساتها منارة للعلم والإنسانية.
قصة نجاح لن تُنسى
حين نتحدث عن المرأة القوية المؤثرة في المجتمع، لا يمكن أن نغفل اسم سعاد كفافي. لم تكن فقط أكاديمية أو سيدة أعمال، بل كانت رائدة في التعليم والتنمية.
• رأت أن التعليم يجب أن يكون حديثًا ومتطورًا، فأسست جامعة متكاملة.
• آمنت بأن الطب رسالة إنسانية، فأنشأت مستشفى يخدم الجميع.
• لم تفرق بين غني وفقير، فقدمت فرصًا متساوية للجميع.
ورغم مرور السنوات على رحيلها، فإن اسمها لا يزال يتردد في كل محاضرة تُلقى داخل الجامعة، وفي كل طبيب يعالج مريضًا داخل مستشفاها، وفي كل طالب حصل على فرصة بسبب إيمانها بالعلم.
ختاما أقول:
ستبقى سعاد كفافي رمزًا للعطاء، ومدرسة في الإنسانية، وحكاية ملهمة لكل من يسعى لصنع التغيير الحقيقي في مجتمعه.

- درة
- العالم
- مدرس
- اليوم
- الطلاب
- شفاه
- التعليم
- يوم
- طلاب
- طالب
- الطب
- سلام عليها يوم مولدها
- سيدة من أهل الجنة
- لجنة
- دمج
- علاج
- مدرسة
- ادا
- جامعة
- النجاح
- فلم
- سعاد كفافى
- الجامعة
- الشباب
- امن
- سيدة
- ملك
- تعرف
- نقل
- جامعة مصر
- كرة
- الصحة
- مصر
- عون
- شخص
- أخبار محمود الشويخ
- - قاهرة المستحيل الأحلام لا تسقط بالتقادم
- محمود الشويخ يكتب