قليلٌ من النجاح.. كثيرٌ من الفشل

- حصيلة الثلث الأول من الموسم الدرامي.. نجوم تتألق وأخرى تخيِّب الآمال​

- "سيد الناس" يتصدر الموسم بقوة.. و"حكيم باشا" و"فهد البطل" يشعلان المنافسة

- مي عمر تقتحم عالم العوالم في "إش إش" وتقدم دراما مميزة تجذب الجمهور

- محمد هنيدي يواجه فشلًا مدويًا ويعود لنقطة الصفر بمسلسل "شهادة معاملة أطفال"

- نيللي كريم في تراجع مستمر.. وفشل مسلسل "إخواتي" يضاف إلى سلسلة إخفاقاتها الدرامية

- مي عز الدين تخفق من جديد.. ومسلسل "قلبي ومفتاحه" لم يشعر به أحد

بعد مرور 10 حلقات من المسلسلات التي تتنافس في موسم دراما رمضان لهذا العام، أصبح من الواضح أن هناك عدة معايير تؤثر بشكل كبير على نجاح أو فشل العمل الدرامي، مثل تواجد المسلسل في المراتب الأولى، أو تألق بعض النجوم، أو غياب آخرين، فما يميز هذه الفترة هو أن الجمهور أصبح أكثر انتقاءً وأصبح المعيار الأساسي في مشاهدته هو الجودة والتمثيل المتميز الذي يجذب انتباهه، ولذلك فإن معركة التميز تظل مفتوحة في كل موسم درامي، خصوصًا عندما يتنقل الجمهور بين القنوات من أجل العثور على العمل الذي يُشبع ذائقته.

وحينما نتحدث عن الأعمال الناجحة لهذا الموسم الدرامي، نجد على رأس الأعمال التي تصدرت موسم دراما رمضان هذا العام، مسلسل "سيد الناس"، الذي قدّم لنا مزيجًا من القوة الدرامية، والإبداع الجماعي، والتمثيل البارع، فالعمل من تأليف خالد صلاح والمخرج محمد سامي، وبطولة النجم عمرو سعد، الذي قدم أداءً رائعا جمع بين القوة وخفة الدم، وللحق فإن هذا المسلسل نال نجاحًا جماهيريًا باهرًا، حيث استطاع أن يُحقق التفاعل المطلوب مع المشاهدين، ويقدم لهم حبكة درامية مميزة، خاصة مشهد عمرو سعد مع سلوى عثمان في مشهد خروجها من السجن، الذي حبس أنفاس المشاهدين وأبقاهم في حالة من الترقب، وبجانب عمرو سعد، برزت مواهب أخرى مثل أحمد رزق، إلهام شاهين، وريم مصطفى، الذين قدموا أدوارًا ناجحة أضافت للعمل بُعدًا إضافيًا من الإثارة والجاذبية، كذلك، الظهور المميز للفنان الشاب مصطفى عماد في دور "آسر" نجل عمرو سعد، الذي قدم أداءً رائعًا استحق الإشادة، وأثبت فريق العمل ككل أن الفن الجماعي والتعاون بين الأبطال هو مفتاح النجاح الباهر الذي يحقق النجاح الجماهيري الكبير.

ومن الأعمال الأخرى التي حققت تفاعلًا كبيرًا بين الجمهور مسلسل "حكيم باشا"، الذي يعيد التعاون بين النجم مصطفى شعبان والفنانة دينا فؤاد في دراما صعيدية مليئة بالتشويق والإثارة، وقدّم مصطفى شعبان دورًا مميزًا، حيث قدّم شخصية "حكيم" بكل ما تحمله من تعقيدات، فيما أبدعت دينا فؤاد في تجسيد شخصية "غزل"، التي لم تكن مجرد دور بسيط، بل أظهرت خلالها إمكانات تمثيلية رائعة وواقعية، وجمع المسلسل بين الأكشن، والتشويق، والعواطف الإنسانية المتضاربة، مما جعله واحدًا من الأعمال التي استحقت المشاهدة في رمضان هذا العام، وقدم الثنائي مصطفى شعبان ودينا فؤاد دراما تستحق الإشادة، وقد نجح العمل في جذب جمهور كبير بفضل حبكته المشوقة وأيضا تمثيل نجومه، أيضا من بين الأعمال التي أثارت الاهتمام، مسلسل "فهد البطل" للنجم أحمد العوضي والممثلة ميرنا نور الدين، الذي لفت الأنظار بأداء قوي وقصة مشوقة، ويعد هذا المسلسل واحدًا من أبرز الأعمال في رمضان هذا العام، حيث إن الأداء الذي قدمه أحمد العوضي في تجسيد شخصية "فهد" ساعد على تسليط الضوء على المسلسل بشكل لافت، وفي المقابل، قدّمت ميرنا نور الدين دورًا مميزًا في المسلسل ونجحت في أداء الشخصية بكل اقتدار، واستطاع العمل أن ينافس بقوة المسلسلات الأخرى، مما جعله يستحق التقدير والإشادة من المشاهدين.

ولم تكن النجمة مي عمر بعيدة عن دائرة التألق في رمضان هذا العام، حيث قدمت أداءً بارعًا في مسلسل "اش اش"، وتجسد مي عمر في هذا العمل شخصية مختلفة تمامًا، إذ تلعب دور "راقصة" في هذا المسلسل الذي يقدم دراما مميزة، مع نخبة من النجوم، واستطاعت مي عمر أن تبرز بكل قوة في هذا الدور المختلف، ما أضاف للعمل نكهة خاصة تميزت بها عن بقية الأعمال التي قدمتها سابقا، وقد قدم المسلسل قصة مشوقة ومليئة بالتشويق في إطار درامي مختلف، مما جعله أحد المسلسلات التي حازت  إعجاب الجمهور في هذا الموسم الرمضاني.

وللحق فإن موسم دراما رمضان 2025 شهد تواجدًا قويًا لعدة مسلسلات ناجحة، حملت معها مفاجآت ودراما مثيرة تبعث على الانتباه، فكل مسلسل من تلك التي تم ذكرها تميز بعناصر درامية تجعلها تستحق المشاهدة والمتابعة، وبذلك، فإن الموسم الحالي يمثل معركة حقيقية بين العديد من الأعمال التي استطاعت أن تحقق حضورًا قويًا من خلال مزيج من الأداء الرائع للنجوم، القصص المشوقة، والحوارات المؤثرة التي تترك أثرًا في المشاهد، وبينما يستمر العرض، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على هذا التميز لانتزاع لقب الأكثر مشاهدة في رمضان هذا العام.

وعلى الرغم من التألق والنجاح الذي حققه العديد من النجوم في موسم دراما رمضان 2025، فإن هناك عددًا من الفنانين الذين شهدوا تراجعًا واضحًا في أدائهم وحضورهم هذا العام، حيث لم تنجح أعمالهم في تحقيق التوقعات المأمولة، على رأس هؤلاء الفنانين يأتي الفنان الكبير محمد هنيدي، الذي كان قد بدأ الموسم بأمل كبير مع مسلسله "شهادة معاملة أطفال"، لكن على الرغم من النجاح الذي حققه هنيدي في الماضي، فشل هذا المسلسل فشلًا ذريعًا في جذب المشاهدين، ولم يحقق الأصداء المرجوة منه، فقد تراجع هنيدي بشكل ملحوظ على مستوى التقييمات الجماهيرية والنقدية، وهو ما يعكس تراجعًا مؤسفًا في مسيرته بعد سنوات طويلة من النجاح، ورغم محاولاته المختلفة لاستعادة بريقه الفني، فإن مسلسل "شهادة معاملة أطفال" لم يُضف أي جديد لمسيرته، مما يزيد من القلق بشأن مستقبله في عالم الدراما، أما مي عز الدين وآسر ياسين كذلك لم يقدما النجاح المنتظر في مسلسلهما "قلبي ومفتاحه"، الذي كانت تأمل منه الجماهير أداء دراميا مميزا، إلا أن المسلسل فشل في تحقيق النجاح المرجو، فبالرغم من جودة القصة والتوقعات العالية، فإن المسلسل لم يستطع أن يلفت الانتباه بالشكل الذي كان مأمولًا، وظل محط انتقادات بسبب ضعف الإيقاع الدرامي وعدم وضوح الحبكة، مما جعله يبتعد عن دائرة النجاح ويظل في ظل الأعمال الأقل إشادة، أما الفنانة نيللي كريم، فقد استمرت في مسلسل "إخواتي" في توجيه صدمة أخرى لجمهورها بعد سلسلة من التراجعات الفنية، ولم يحقق مسلسل "إخواتي" النجاح الذي كانت تأمله، ربما كان لعدم انسجام الشخصيات أو ضعف الحوار الدرامي دور كبير في هذا الفشل، مما يعزز فكرة تدهور أدائها الفني في السنوات الأخيرة، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول قدرتها على تجديد نفسها في الأعمال القادمة، هذه التراجعات تمثل لحظة فارقة في مسيرة بعض الفنانين الذين لم ينجحوا في التكيف مع تغيرات الذوق العام والجمهور، بل يعكس أيضًا تحديات صعبة يواجهها الفنانون في عصر يشهد منافسة حادة وإقبالًا على أعمال درامية أكثر تطورًا وجذبًا للجمهور.