السينما المصرية تفقد الاتجاه

- تراجع حاد في المستوى الفني.. ومحدودو الموهبة والنجومية يسيطرون على الموسم
- علامة استفهام كبرى حول مستقبل السينما المصرية بعد هيمنة الوجوه الجديدة
- غياب نجوم الصف الأول في سينما عيد الفطر.. صدفة أم بداية لتراجع كبير؟
- السينما المصرية بحاجة ماسة لاستعادة بريقها بعد "خيبة أمل" الموسم الحالي
يبدو أننا نسير للخلف ولن نتقدم أبدا في صناعة السينما المصرية، فقد اندهشت عندما رأيت أفلام موسم عيد الفطر السينمائي وهي بلا نجوم تماما، وتذكرت هذا الموسم الذي يعد أهم موسم في السنة كلها بالنسبة للنجوم والإيرادات، حينما كان هذا الموسم يرفع نجوما لسابع سما ويخفض بنجوم آخرين لسابع أرض، لكن في هذا العام شهدت السينما المصرية غياباً لافتاً لنجوم الصف الأول، مما جعل تساؤلات تدور في ذهني حول مستقبل السينما في ظل تراجع مستوى الأعمال المعروضة، وبالرغم من طرح أربعة أفلام جديدة، فإن المفارقة كانت أن هذه الأفلام سيطرت عليها وجوه شابة لم تتجاوز حدود الشهرة المحدودة ولم يكن الجمهور على دراية بها بشكل كبير، سواء كانت هذه الوجوه الجديدة هي التي ستأخذ الراية من النجوم الكبار أو أن السينما المصرية ستواجه أزمة أكبر.
وعلى مر الأزمنة كان موسم عيد الفطر السينمائي يعد من أهم المواسم السينمائية في مصر، حيث يتنافس فيه كبار النجوم على تقديم أفلام تمثل انطلاقة قوية لبقية العام، وتكون بمثابة وجبة فنية دسمة للمشاهدين في فترة الأعياد، ولكن جاء موسم عيد الفطر 2025 ليكون بمثابة علامة فارقة في تراجع المستوى الفني، حيث لم يشهد تواجد نجم واحد من نجوم الصف الأول، هذا الوضع يطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل السينما المصرية وأسباب غياب النجوم الكبار عن الساحة.
الموسم الحالي شهد طرح 4 أفلام فقط، هي: "سيكو سيكو" من تأليف محمد الدباح وإخراج عمر المهندس بطولة عصام عمر وطه الدسوقي وسليمان عيد وخالد الصاوي وتارا عماد،
وقصة فيلم "سيكو سيكو" تُقدَّم في إطار كوميدي اجتماعي، حيث تدور أحداثه حول شابين يعمل أحدهما في شركة شحن والآخر لاعب ألعاب فيديو، ثم يتورط كلاهما في مشكلة تقودهما لمنعطفات خطيرة وتحمل مفاجآت عديدة، فيحاولان الخروج منها بأقل الخسائر، و"الصفا الثانوية بنات" من بطولة علي ربيع، وتدور أحداث فيلم الصفا ثانوية بنات حول مدرس صعيدي يتمتع بمهارة في كرة السلة، يتم تعيينه في مدرسة ثانوية للبنات تعاني من أزمة مالية تهدد بإغلاقها.
يجد المدرس فرصة لإنقاذ المدرسة من خلال مسابقة رياضية بجائزة مالية ضخمة، فيقرر تكوين فريق من الطالبات للمنافسة على الجائزة، وسط أحداث كوميدية شيقة، ويشارك في بطولته إلى جانب علي ربيع كل من: أوس أوس، بيومي فؤاد، محمد ثروت، هالة فاخر، سارة الشامي وئام مجدي، إسماعيل فرغلي، جيسكا حسام، لينا صفويا وعدد آخر من الممثلات الشابات، والفيلم من تأليف أمين جمال ووليد أبو المجد وإخراج عمرو صلاح، و"نجوم الساحل" الذي يشارك فيه أحمد داش ومايان السيد، وتدور أحداثه حول شاب يقع في حب فتاة، لكنه يواجه صعوبات في الوصول إليها.
يقرر السفر إلى الساحل الشمالي برفقة صديقه لمقابلتها، إلا أن رحلتهما تتحول إلى سلسلة من المواقف الكوميدية والمغامرات غير المتوقعة، والفيلم بطولة أحمد داش، مايان السيد، علي صبحي، أحمد عبد الحميد، علي السبع، مالك عماد، تميمة حافظ، وفليكس، وغيرهم من الفنانين، إخراج رؤوف السيد، وتأليف محمد جلال، وشارك في الكتابة كريم يوسف، وأخيرًا فيلم "فار بـ7 ترواح" من بطولة أحمد فتحي وسليمان عيد، تدور قصته في إطار كوميدي، حول سبع قصص مختلفة وبشخصيات متنوعة، ولكن تربطهم جثة غامضة تتنقل بينهم بشكل ساخر، مما يتسبب لهم في الكثير من الفوضى بحياتهم في سبيل التخلص منها، وذلك خلال مواقف ومفارقات كوميدية تواجه جميع الشخصيات، هذه الأفلام تعتمد بشكل أساسي على الوجوه الشابة، التي لم تتمكن من جذب الجمهور بشكل كبير في هذا الموسم، ولم يكن هناك وجود حقيقي للنجوم الذين كانوا في المقدمة في الأعوام السابقة مثل أحمد السقا، كريم عبد العزيز، أو محمد إمام.
ومفارقة هذا الموسم تكمن في أن جميع الأفلام التي تم طرحها تمثل الجيل الجديد من الممثلين الذين لا يعرفهم الجمهور بشكل كافٍ، على الرغم من محاولاتهم الدءوبة تحقيق النجاح، وهذه الظاهرة تثير العديد من التساؤلات: هل هذا الجيل هو الذي سيستلم الراية من النجوم الكبار؟ وهل يمكن أن تصبح هذه الوجوه الشابة هي النجوم المستقبلية للسينما المصرية؟ وهل تراجع مستوى السينما المصرية؟ فعلى الرغم من التنوع الذي شهدته الأفلام في هذا الموسم من حيث الموضوعات والأنواع، فإن المستوى الفني كان دون المتوقع، ولا سيما مع غياب النجوم الكبار الذين لطالما كانوا الضمان لنجاح الأفلام وتحقيق الإيرادات الكبيرة، غياب هؤلاء النجوم جعل الكثيرين يتساءلون عن السبب وراء عدم مشاركتهم هذا العام، هل يتعلق الأمر بالاختيارات الشخصية، أم أن هناك أزمة في الأعمال المعروضة، أم أن هذه هي بداية مرحلة جديدة للسينما المصرية تتوجه نحو الوجوه الشابة؟
الموسم الحالي لم يتضمن أي مفاجآت كبيرة أو أعمال سينمائية تترك أثراً، بل غلبت عليه الوجوه الشابة التي لم تتمكن بعد من إثبات وجودها بشكل قوي على الشاشة الفضية، الأفلام المعروضة لم تحقّق المستوى المطلوب سواء من حيث الإبداع الفني أو الإقبال الجماهيري، وهذا الأمر يعد بمثابة تحدٍ للسينما المصرية التي كانت دومًا رائدة في المنطقة.
وعلى الرغم من تراجع المستوى الفني في موسم عيد الفطر، فإن غياب النجوم الكبيرة قد يكون بداية لتغيير في ملامح السينما المصرية، الشباب الذين يسيطرون على الساحة السينمائية حاليًا قد يكون لديهم القدرة على إثبات أنفسهم في السنوات القادمة، فكل جيل له سماته الخاصة، ولعل الجيل الحالي من الوجوه الشابة سيحمل معه أسلوبًا جديدًا في التمثيل والسينما بشكل عام، لكن السؤال الأهم يبقى: هل هؤلاء الشباب قادرون على النهوض بالسينما المصرية؟ والجواب ليس بسيطًا، إن جمهور السينما المصرية يظل مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالنجوم الذين تربوا على أدوارهم وأفلامهم، والمفاجأة الكبرى هي أن الجيل الجديد لم يقدم حتى الآن شيئًا يمكن أن يحقق نفس المستوى من التأثير والإعجاب.
ما حدث في موسم عيد الفطر 2025 يطرح علامة استفهام كبيرة حول مستقبل السينما المصرية، من الواضح أن السينما تحتاج إلى إحياء نوع جديد من الأعمال التي تجمع بين الفنانين الشباب والنجوم الكبار، لكي يكون لدينا مزيج قوي يعيد الجماهير إلى السينما بشكل كبير، ويثبت أن الفن السينمائي في مصر قادر على التجدّد، وإذا كانت السينما المصرية ستنتقل إلى مرحلة جديدة بقيادة هذه الوجوه الشابة، فعليها أن تثبت جدارتها وتثبت للجمهور أن تلك الأسماء الجديدة تستحق أن تكون في صدارة المشهد الفني في الأعوام القادمة، والأهم من ذلك، أن السينما تحتاج إلى أن تستعيد مكانتها في قلوب الجمهور، وأن يتم تقديم أعمال تحاكي تطلعاتهم الفنية، بعيدا عن التراجع الذي شهدناه في هذا الموسم.

- طالب
- درة
- عمرو
- محمد فودة يكتب
- شاب
- مدرس
- الجمهور
- مسابقة
- صلاح
- قادرون
- الشباب
- خسائر
- المصري
- النجاح
- الفنان
- الفن
- موسم
- مقالات الاعلامى محمد فودة
- الطالبات
- متنوعة
- منع
- جثة
- اول
- السينما المصرية
- كرة
- محمد فودة
- تويتر
- الاعلامى محمد فودة
- اجتماع
- مدرسة
- ادا
- نقل
- سينما
- مصر
- اخبار محمد فودة
- عيد الفطر
- فتاة
- تنقل
- خروج
- الاول
- شخص
- ارض
- افلام
- السينما المصرية تفقد الاتجاه