« دولة تعرف قوتها وقدرتها على الفعل».. كيف واجه الرئيس السيسي كل التحديات بحزم وإرادة لا تلين؟

في زمنٍ كثر فيه البائعون وقلّ فيه المدافعون، وفي عالمٍ تتغير فيه الولاءات وتُشترى فيه المواقف، تظل بعض الدول شامخة لا تُساوِم على الكرامة ولا تُفرّط في السيادة، مهما تعاقبت الضغوط وتكالبت المؤامرات. إن الحديث عن مصر، ليس حديثًا عن وطنٍ فقط، بل عن ركيزة حضارية وتاريخية وأخلاقية، شاء من شاء وأبى من أبى.
مصر اليوم تواجه ما هو أبعد من تحديات داخلية، إنها تقف في وجه مشروع إقليمي ودولي يُعاد تشكيله في الظلام، تُراد فيه القاهرة دولة منزوعة القرار، تتبع ولا تقود، تساير ولا تمانع، تسكت ولا تحسم.
لكن ما لا يفهمه هؤلاء، أن في مصر من الرجال ما يكفي لحماية الأمة، وفيها من الشرفاء من يرفضون البيع، حتى لو وقفوا وحدهم في زمنٍ باع فيه الجميع.
ولأن الشرف أصبح استثناءً لا قاعدة، أصبح الدفاع عن مصر جريمة في نظر البعض، ورفض الإملاءات خطيئة لا تُغتفر.
ولكنهم لا يدركون أن القاهرة لا تُدار من الخارج، ولا تركع مهما اشتدت الرياح.
ومن هنا، تبدأ حكاية وطنٍ يُهاجَم لأنه قال "لا".. ويُشيطن لأنه تمسك بثوابته.
إنهم يكرهون مصر
الهجوم على مصر ليس جديدًا.
لكنه هذه المرة ليس صخبًا إعلاميًا عابرًا، بل حملة موجهة، متقنة التخطيط، مدعومة بأجهزة ودوائر وشخصيات محسوبة على قوى إقليمية ودولية.
إنهم لا يكرهون مصر لأنها أخفقت، بل لأنها رفضت.
رفضت أن تكون تابعًا، أن تدخل في محاور، أن تتحول إلى ورقة على طاولة تفاوض الآخرين.
هم لا يريدون لمصر أن تنهض، لأن نهوضها يعني سقوط مشاريعهم.
لا يريدون لها الاستقرار، لأن استقرارها يهدد مصالحهم.
كراهية مصر اليوم ليست لأخطائها، بل لمواقفها.. لثباتها.. لامتناعها عن الانحناء حين انحنى الجميع.
دولة قوية وشعب صامد
في قلب هذا المشهد، يظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي كرقم صعب في معادلة السياسة الإقليمية. رجلٌ قال "لا" حين كانت "نعم" هي الطريق الأسهل.
رفض أن يورط بلاده في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ووقف صلبًا ضد مشاريع التهجير القسري وضد تفريغ المنطقة من شعوبها لصالح كيانات دخيلة.
السيسي لم يقل "لا" من منطلق العناد، بل من موقع الدولة صاحبة القرار.
دولة تعرف حدود قوتها، ومسئولياتها، وقدرتها على الفعل.
دولة لا تستورد أمنها القومي من الخارج، ولا تساوم على مبادئها مقابل رضا الآخرين.
ولأن المواقف تُقاس بثمنها، كان ثمن هذا الرفض مكلفًا: تشويه، تحريض، تقارير مسمومة، محاولات اختراق وتشكيك.
لكن ما لا يفهمه هؤلاء، أن المصريين حين يقررون أن يصمدوا، فإنهم يصمدون حتى النهاية.
لماذا يهاجمون مصر الآن؟ ومن يحاول النيل من دور القاهرة الإقليمي؟
لأن القاهرة استعادت موقعها.
لأنها باتت بوابة الحل في غزة، وضمانة التوازن في ليبيا، وصمام الأمان في السودان، وقلب الوساطة في الملف الإفريقي؛ لأن مصر لا تسمح بإعادة رسم خريطة المنطقة دون استشارتها، ولا تقبل أن تُفرض عليها خرائط المصالح من الخارج.
ولأن بعض العواصم تتوهم أن النفط يعطيها شرعية القيادة، نسيت أن القاهرة هي من صاغت مفاهيم الدولة الحديثة في المنطقة، وأن دورها ليس وراثيًا بل تاريخيّا بحكم الجغرافيا والسياسة والدم.
ولأن الغرب - حين لا تطيع - يعاقب، وحين ترفض - يشوّه، وحين تستقل بقرارك - يسلط عليك حملاته، كان طبيعيًا أن تتصدر مصر اليوم قائمة الاستهداف، في الإعلام، وفي مراكز الدراسات، وفي تقارير حقوق الإنسان المسيّسة.
ما سر قول ترامب: "الجنرال المصري يرفض كل ما أقوله"؟
في واحدة من أكثر اعترافات الرؤساء الأمريكيين صدقًا دون قصد، قال دونالد ترامب يومًا: "الجنرال المصري لا يقبل شيئًا مما أقوله، لا مشاركة عسكرية في اليمن، لا تهجير، لا عبور مجاني من قناة السويس".
هذا التصريح ليس مجرد ملاحظة، بل شهادة دولية على أن مصر - بقيادة السيسي - لم تكن في يوم من الأيام تابعًا لأي إدارة، ديمقراطية كانت أو جمهورية.
لقد رفضت مصر ضغوطًا لتمرير صفقات على حساب الفلسطينيين، وضغوطًا للتورط في صراعات إقليمية، وضغوطًا لفتح ممرات إستراتيجية لدول بعينها دون مقابل.
إنها سياسة مصرية قديمة تتجدد: نحن لسنا أداة بيد أحدٍ، ولسنا كيانًا قابلًا للشراء أو الابتزاز.
كيف طرد السيسي سفير نتنياهو؟ ولماذا رفض استقباله حتى الآن؟
في صمتٍ متعمد، وبعيدًا عن الأضواء، رفضت مصر حتى اليوم استقبال السفير الإسرائيلي الجديد الذي رشحه نتنياهو.
والأكثر من ذلك، أن القاهرة كانت قد طلبت من سفير الاحتلال السابق مغادرة البلاد، في موقف لا يحتاج إلى صخب إعلامي بقدر ما يحتاج إلى فهم عمق الرسالة: أن مصر ليست طرفًا يُساق إلى التطبيع صاغرًا، بل دولة تضع شروطها وتحمي أمنها القومي أولًا.
وفي خضم حرب غزة، كانت القاهرة تُبلغ إسرائيل بأنها لن تقف متفرجة، وأن لا أمن في تل أبيب دون حل عادل وشامل.
هذه المواقف الصلبة لا تأتي من فراغ، بل من قيادة تعرف جيدًا قيمة الاستقلال السياسي، وثمن الصمت في وقت يجب فيه أن يُقال كل شيء.
إنها مصر.. لا حل إلا من بوابة القاهرة.. ولا "استقرار إقليمي" إلا بموافقتها
اليوم، تتجه الأنظار من جديد إلى القاهرة.
من أوروبا إلى واشنطن، من الخليج إلى شرق المتوسط، من القرن الإفريقي إلى السودان، الكل يدرك أن لا استقرار دون صوت مصر، ولا حلول حقيقية دون موافقتها.
مصر ليست الدولة التي تبدأ الحرب، لكنها تملك مفاتيح السلام. ليست من يلوح بالسلاح، لكنها حين تضرب، تفعلها بثبات. وحين تصمت، يكون الصمت رسالة.
وحين تتكلم، تصمت العواصم الأخرى لتستمع.
كلمة أخيرة
إنها مصر، التي تظل دومًا عصية على الانكسار، محفوظة بالعناية الإلهية، مدعومة بجيش هو خير أجناد الأرض، وقيادة تعرف قدر بلادها، وشعبٍ لو خير بين الحياة والكرامة لاختار الكرامة ألف مرة.
في زمنٍ كثر فيه البائعون، ما زال هناك من يتمسك بالشرف.
في زمنٍ فيه الشرف تهمة، هناك من يجعله وسامًا على صدر وطن.
وهؤلاء هم الشرفاء…
شرفاء في زمن عز فيه الشرف.

- هجوم
- السيسي
- الرئيس السيسي
- حماية
- درة
- أخبار محمود الشويخ
- الاحتلال
- عون
- قائمة
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- غزة
- الدول
- استقرار
- واشنطن
- التخطيط
- سلاح
- محمود الشويخ يكتب
- شرق المتوسط
- ترامب
- النفط
- الرجال
- السودان
- دولة تعرف قوتها وقدرتها على الفعل
- لا عزة بلا قدرة
- ولا قدرة بلا نضال
- مقالات محمود الشويخ
- يوم
- قنا
- اليوم
- ملك
- قناة
- قرار
- حكم
- محمود الشويخ
- حملات
- سقوط
- مقر
- اول
- مشروع
- كرة
- شخص
- تجدد
- رئيس
- داخل
- حملة
- رياح
- مصر
- القاهرة
- رجال
- تعرف