جهاد عبد المنعم يكتب : الوزير الذي روّض "بعبع الثانوية العامة" محمد عبد اللطيف قائد التغيير عقلية العلماء وهدوء الحكماء

لأول مرة منذ عقود، تمر امتحانات الثانوية العامة في مصر دون أن تضرب الأسر أخماسًا في أسداس، ودون أن يتحول شهر يونيو إلى موسم رعب قومي تشهق فيه الأمهات، ويتصبب فيه الطلاب عرقًا قبل كل امتحان، السبب؟ رجل واحد، اسمه الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، الذي قرر أن يكتب فصلًا جديدًا في قصة التعليم المصري، ويضع نهاية حاسمة لأسطورة طالما أرّقت أجيالًا متعاقبة "بعبع الثانوية العامة".

الدكتور محمد عبد اللطيف ليس مجرد وزير يتعامل مع الملفات الروتينية، بل هو صاحب رؤية متكاملة، وهدف واضح، وعقلية منهجية تنتمي إلى العلماء لا إلى الإداريين التقليديين، جمع بين الجرأة والحكمة، وبين الحزم والهدوء، وبين الواقعية والطموح، فاستحق عن جدارة أن يُلقب بوزير كسر حاجز الخوف" وصانع الفارق"
منذ أن تولى الدكتور عبد اللطيف مسؤولية الوزارة، أدرك أن قضية الثانوية العامة ليست مجرد امتحانات، بل أزمة نفسية مجتمعية، ونظام تربوي بحاجة إلى نسف وإعادة بناء، فتح الملفات المسكوت عنها، وواجه التحديات بعقلية الجراح الذي لا يخشى المواجهة، وبدأ في ترويض الوحش الأسطوري الذي طالما حاصر الطلاب والأسر وأرهق الدولة.
الوزير لم يُطلق شعارات فارغة، بل بدأ بتنفيذ خطوات جذرية ومبتكرة، تطوير شكل ومحتوى الامتحانات لتقيس الفهم لا الحفظ، إدخال نظام "البابل شيت" والتصحيح الإلكتروني ليضمن العدالة، وتقديم نماذج استرشادية تعزز الثقة، وتوفير منصات رقمية مثل "بنك المعرفة" و"ذاكر" و"حصص مصر" لتصبح أدوات التعلم في يد كل طالب، بدلًا من قبضة مراكز الدروس الخصوصية.

نجح الوزير في تحويل منظومة الثانوية العامة من دائرة مغلقة مشحونة بالضغوط، إلى مساحة مفتوحة تتيح التعلم الحقيقي، والفهم العميق، والاستعداد الهادئ، ما فعله الوزير يشبه إعادة برمجة لعقل الطالب المصري، الذي بات يدرك أن الامتحان ليس فخًا للإيقاع به، بل فرصة لإثبات قدراته.
أما عن أسرار هذا النجاح اللافت، فهي ببساطة، عقلية تحمل من العلماء دقة الرؤية ومن الحكماء سعة الصدر، ومن القادة وضوح الهدف، الدكتور محمد عبد اللطيف لم يكن وزيرًا بيروقراطيًا، بل مفكرًا استراتيجيًا يعرف متى يهدأ، ومتى يحسم، ومتى يتواصل.
لم يغفل الجانب النفسي، فحرص على طمأنة المجتمع من خلال تواصل إعلامي هادئ، وشفاف، ومطمئن، عقد مؤتمرات، شرح التفاصيل، سهل لغة الخطاب، وأرسل رسالة مفادها.
“نحن إلى جانبكم، لا داعي للذع”
بل الأهم من كل ذلك، أنه أعاد إلى الطالب المصري الثقة في نفسه، وأعاد إلى الأسرة المصرية ثقتها في الدولة. رأينا أولياء الأمور هذا العام يتحدثون بارتياح غير مسبوق، ورأينا طلابًا يدخلون لجان الامتحان دون ارتباك، ويخرجون بابتسامات خفيفة، مشهد لم نعهده من قبل.
ومع تأمين اللجان، ومواجهة الغش، وتفعيل غرف العمليات، أصبحت امتحانات الثانوية العامة نموذجًا للنزاهة والشفافية والانضباط، لا لساحة معركة يشوبها التوتر والشك.
في النهاية، نستطيع أن نقول بكل ثقة الدكتور محمد عبد اللطيف ليس مجرد وزير تعليم، بل قائد تغيير، رجل كتب اسمه بحروف مضيئة في سجل الإصلاح الحقيقي، ونجح في مهمة طالما اعتبرها الآخرون مستحيلة، لقد كسر حاجز الرعب، وغيّر ثقافة مجتمع، وفتح أبواب المستقبل أمام جيل جديد يستحق أن يتعلم بلا خوف، ويواجه الحياة بلا قلق.