«لا مقايضة.. لا تهجير.. لا خيانة ».. كيف استطاعت القاهرة كسر المؤامرة وإفشال خطة "غزة مقابل سد النهضة"؟

- ماذا سيحدث في رفح الفلسطينية؟.. وما سر رفض مصر الخطة الصهيونية الملعونة؟
- كيف ترد القاهرة على المخطط الخطير؟.. وإلى أين تمضي مفاوضات وقف إطلاق النار؟
على حدود مصر الشرقية، تُرسم ملامح واحدة من أخطر المؤامرات في تاريخ الصراع العربي–الإسرائيلي.
مؤامرة ليست كالسابقات، فهذه المرة تُخاض الحرب بأدوات ناعمة: "مدن إنسانية"، و"ممرات آمنة"، و"مساعدات دولية".
لكن ما يُراد في جوهره هو اقتلاع ما تبقى من الشعب الفلسطيني من أرضه، ودفع مصر إلى مربع الخيانة القومية.
في واشنطن، يحيك دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي، صفقة تضمن أمن إسرائيل وتُسكت الضجيج العربي بمكاسب وهمية.
وفي تل أبيب، يتحرك بنيامين نتنياهو بخطى ثابتة لفرض واقع جديد في رفح، لا مجال فيه للمقاومة أو العودة.
أما في القاهرة، فهناك خطوط حمراء لا تُمس.
الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين لم يكن مجرد موقف أخلاقي، بل عقيدة وطنية تعتبر أن أمن غزة من أمن سيناء، وأن أي مساس بجغرافيا فلسطين هو تهديد مباشر لتراب مصر.
المدينة الإنسانية.. اسم ناعم لخطة تهجير خبيثة
منذ فبراير 2025، بدأ مصطلح "المدينة الإنسانية" يتردد في الإعلام الإسرائيلي والغربي. الفكرة باختصار: بناء منطقة آمنة على حدود غزة مع مصر، تُخصص لإيواء مئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب.
الموقع؟ قرب معبر رفح.
الجهة المنفذة؟ إدارة أمريكية - إسرائيلية مشتركة.
التمويل؟ دول خليجية وغربية.
الموافقة؟ مصر تقول: لا.
نتنياهو لا يتحرك فقط لاعتبارات عسكرية، بل لأسباب أعمق:
1. عزل غزة عن مصر تمامًا وتحويلها لكيان مُحاصر جغرافيًا وإنسانيًا.
2. تفريغ القطاع من سكانه تدريجيًا عبر التضييق والمجازر المتواصلة.
3. جرّ مصر إلى مربّع التواطؤ عبر الضغط الدولي باسم "العمل الإنساني".
الرد المصري كان واضحًا في كل المحافل:
"مصر لن تقبل بأي خطة تُفضي إلى تهجير الفلسطينيين أو تغيير ديموجرافي في القطاع".
رفح الفلسطينية تحترق.. والهدف تحويلها إلى بوابة النزوح الكبرى
رفح، المدينة التي تقف اليوم فوق الجمر، تُعتبر البوابة الرئيسية لتنفيذ الخطة الإسرائيلية.
الاحتلال دمّر قرابة 80٪ من المدينة، ونزح منها أكثر من 300 ألف فلسطيني. وتُشير التقارير الميدانية إلى أن إسرائيل تخطط:
• لإنشاء منطقة عازلة بطول الحدود مع مصر، تمتد لعدة كيلومترات.
• إقامة منشآت مدنية مؤقتة لاستيعاب النازحين، تتحول لاحقًا إلى مخيم دائم.
• إغلاق كامل للأنفاق والمعابر غير الرسمية لمنع العودة.
القاهرة ترى أن هذا المشروع يُهدد ثلاثة ملفات:
1. السيادة المصرية على حدودها الشرقية.
2. الملف الفلسطيني باعتباره قضية كفاح وطني، وليس أزمة لاجئين.
3. الاستقرار في سيناء، لأن أي تدفق بشري غير منضبط قد يُفجّر المشهد أمنيًا.
لهذا جاء الرفض المصري حاسمًا، ليس بالكلام فقط، بل بنشر قوات إضافية في المنطقة الحدودية، وتكثيف المراقبة الجوية والأرضية لأي تحركات مشبوهة.
رفض مصري قاطع للخطة: لا لتوطين ولا لتغيير ديموجرافي على حدودنا
الرد المصري اعتمد إستراتيجية ثلاثية:
1. التحرك السياسي والدبلوماسي عبر الجامعة العربية والأمم المتحدة لرفض خطة التهجير ومشروع "المدينة الإنسانية"، والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
2. الموقف الميداني الحازم في سيناء، حيث تم تعزيز التواجد العسكري، ونُفذت تدريبات متقدمة تحاكي سيناريوهات اختراق حدود أو تدفق لاجئين جماعي.
3. رعاية مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، مع إصرار مصري على أن أي هدنة يجب أن تُفضي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من رفح، ووقف القصف، وإعادة الإعمار.
لكن التحدي الأكبر أن إسرائيل تحاول استخدام الهدنة كغطاء لإعادة انتشار قواتها وبناء الجدار العازل. والمعلومات تشير إلى أن تل أبيب تُراوغ في المحادثات، مدفوعة بدعم من البيت الأبيض، حيث يرى ترامب أن "أمن إسرائيل فوق أي اعتبار".
مصر ترفض المقايضة: لا تنازل في غزة مقابل تدخل في سد النهضة
مصادر قريبة من دوائر صنع القرار في القاهرة كشفت عن اتصالات غير مباشرة مع إدارة ترامب، يُطرح فيها سيناريو خطير:
"افتحوا لنا الطريق في غزة، وسنساعدكم في سد النهضة".
هذا السيناريو يُعيد إلى الواجهة مبدأ المقايضة الأمريكية المعروف منذ عقود: مقابل كل تنازل سياسي، تُمنح الدولة العربية بعض المكاسب "التافهة" في ملفاتها القومية.
لكن مصر، هذه المرة، رفضت الدخول في أي مفاوضات من هذا النوع.
السبب؟ أن القضية الفلسطينية ليست ورقة تفاوض، وأن سد النهضة قضية سيادية لا تُحل عبر الرشاوى السياسية.
مصدر سيادي مصري قال في تصريحات خاصة:
"نحن نفاوض بشأن سد النهضة في إطار القانون الدولي، ولن نقبل بصفقة يكون ثمنها تهجير شعب".
إلى أين تتجه الخريطة؟ وهل تستطيع مصر كسر المؤامرة؟
مصر تقف اليوم على حافة منعطف خطير: بين نار الحرب في غزة، وابتزاز أمريكي، وتهديد صهيوني مباشر، وضغوط دولية تارة باسم الإنسانية وتارة باسم الأمن.
لكن القاهرة أثبتت أنها ليست الحلقة الأضعف، وأنها تمتلك أوراقًا ثقيلة:
• بوابة الإمداد الرئيسية لغزة.
• شرعية تفاوضية لا يملكها غيرها.
• شبكة تحالفات إقليمية بدأت تتماسك، من طهران إلى الرياض.
• جيش قوي يحمي الحدود ولا يُفرّط في شبر.
وفي هذا السياق، يتزايد الضغط المصري على الساحة الدولية، حيث دعت مصر لاجتماع عاجل في مجلس الأمن، وأكدت أن مشروع "المدينة الإنسانية" لن يمر، لا عبر سيناء ولا عبر الضغوط المالية.
رسالة أخيرة
في زمن تتقاطع فيه المؤامرات على الأرض والناس، تبرز مصر كصخرة في وجه الطوفان.
ما بين رفح وسد النهضة، وما بين تل أبيب وواشنطن، هناك من يريد لمصر أن تُساوم على كرامتها.
لكن القاهرة تقول كلمتها بصوت واحد:
"لا تهجير… لا مقايضة… لا خيانة".
لأن الأرض لا تُباع، والتاريخ لا يُمحى، والشعب الذي حمى فلسطين في 1948 وساندها في 1973، لن يخذلها في 2025.

- حماس
- رئيس
- راب
- سد النهضة
- سيناء
- ترامب
- جامعة
- حادث
- حركة
- شبكة
- صفقة
- القاهرة
- المصري
- النار
- اول
- محمود الشويخ يكتب
- قرار
- قصف
- كرة
- محمود الشويخ
- عون
- غزة
- فلسطين
- قانون
- ضبط
- طالب
- طالبة
- عاجل
- مشروع
- مطالب
- مشروع التهجير
- مصر
- الجامعة
- الحدود
- الدول
- الشرقية
- مــصــر تـقــول لا
- ملفات
- ملك
- لا مقايضة لا تهجير لا خيانة
- مقالات محمود الشويخ
- غزة مقابل سد النهضة
- الشورى
- منطقة
- منع
- نـــتــنيـــاهـو
- واشنطن
- اجتماع
- استقرار
- اسرائيل
- الاحتلال