محمود الشويخ يكتب : " رجل السلام " لماذا يستحق «السيسى» جائزة نوبل؟
- كيف أنهى الرئيس الحرب فى غزة بالضربة الحاسمة؟.. وما كواليس إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل ؟
- ماذا فعل الوفد المصرى فى فلسطين وإسرائيل؟.. وقصة صور الرئيس فى شوارع غزة
- كيف قاد الرئيس «دبلوماسية إسكات البنادق» داخل القارة الإفريقية؟.. ولماذا يسعى لإنهاء النزاعات؟
- ما كواليس مؤتمر السلام «الإسرائيلى - الفلسطينى» بعد وقف الحرب؟.. وسر «رسالة الدعم» لـ«أبومازن»
كان السؤال العريض فى صيغته الأولى "هل يستحق السيسى جائزة نوبل للسلام؟"، لكننى، وبعد أن كتبت الإجابة فى نص مقالى، وجدت أنها حيثيات للفوز وليست مبررات للترشح!.. ومن هنا أعدت صياغة السؤال فى صورته التى بين يديك "لماذا يستحق السيسى جائزة نوبل؟".
نعم؛ لقد قدم الرئيس عبدالفتاح السيسى كل ما يؤهله للفوز بالجائزة الرفيعة التى تمنح للقادة والجهات والمنظمات التى تسهم فى إرساء دعائم السلام فى الأرض وإنهاء الحرب والصراعات، وهذا ما يفعله الرجل منذ توليه مهام مسئوليته بتكليف من الشعب المصرى، فقد أرسى السلام الداخلى فى البلاد، ولعب دورا هاما وحيويا فى تهدئة الأوضاع داخل القارة الإفريقية، وتوسط فى العديد من النزاعات، واستضافت القاهرة الفرقاء من مختلف البلدان تحت رعايته.
ثم إنه أثبت أنه رجل سلام بحق فى الحرب الأخيرة بين الاحتلال الإسرائيلى والفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، فبعد أن فشلت نداءات قادة العالم أجمع فى وقف التصعيد، وبعد أن بُح صوت الأمم المتحدة وهيئاتها، وبعد أن أخفق حتى أقوى رجل فى العالم، وهو الرئيس الأمريكى جو بايدين، فى إنهاء الصراع المسلح.. بعد كل ذلك استطاع الرئيس عبد الفتاح السيسى ومن خلفه أجهزة الدولة المصرية وصقورها الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار رحب به الجميع من أقصى الأرض إلى أقصاها.
وليس هذا فقط، بل إن الرئيس السيسى أطلق أكبر مبادرة إنسانية لمساعدة قطاع غزة وإعادة إعماره مرة أخرى بما تصل تكلفته إلى ٥٠٠ مليون دولار، وبالتوازى مع ذلك تتحرك مصر، تحت قيادته الحكيمة، لتثبيت وقف إطلاق النار والوصول إلى اتفاق طويل المدى بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، وليس خافيا أن القاهرة تسعى لاستضافة مؤتمر سلام إسرائيلى - فلسطينى خلال الفترة المقبلة من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المستعصية.
وفى هذا الإطار أوفد الرئيس السيسى اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، والجهات المعنية فى إسرائيل حـول تثبيت وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية.
ووجه الرئيس رسالة للرئيس الفلسطينى، محمود عباس، نقلها رئيس المخابرات العامة، خلال زيارته الأراضى الفلسطينية، أكدت دعم مصر الكامل للشعب الفلسطينى، مشددة على أن القضية الفلسطينية ستبقى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، ومجددة التأكيد على حرص مصر -كل الحرص- على مقدرات الشعب الفلسطينى ودعم قضيته، وكذلك دعم مصر الرئيس محمود عباس.
كما أوفد الرئيس السيسى وفدًا أمنيًا رفيع المستوى إلى الأراضى الفلسطينية، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار ومناقشة سبل التوصل لتهدئة شاملة بالضفة الغربية وقطاع غزة، حيث وجه الرئيس الوفد بدفع جهود إنهاء الانقسام الفلسطينى، مؤكدًا أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين.
كما وجه الرئيس الوفد المصرى بدفع جهود بناء الإنسان الفلسطينى والعمل على منع تكرار التصعيد. وأيضًا وجـه الـرئيس السيسى باستمرار الجهـود والاجتماعـات لـحـل مشكلة الأسـرى والمفقودين بين إسرائيل وحركة «حماس».
وفى اليوم التالى لزيارته إسرائيل ورام الله، كان الوفد الأمنى المصرى، بقيادة اللواء عباس كامل، فى قطاع غزة، حيث اجتماع مع قيادة حركة حماس، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار المناطق المتضررة من التصعيد الإسرائيلى الأخيرة، حيث نقل رئيس المخابرات رسالة من الرئيس السيسى شددت على ضرورة إنهاء الانقسام وتوحيد الجبهة الفلسطينية الداخلية تحت قيادة منظمة التحرير.
وفى إشارة لافتة تزامنت هذه الجولات المكوكية مع انتشار صور الرئيس السيسى فى شوارع مدينة غزة وعدد من الميادين الرئيسية، تعبيرا عن الحب والتقدير للرئيس عقب الموقف المصرى الأخير من التصعيد الإسرائيلى، ونجاح القاهرة فى وقف العدوان على الفلسطينيين.
وكتبت على صور الرئيس السيسى، التى علقت فى شوارع المدينة عبارة: «سأظل داعما ومساندا للقضية الفلسطينية بالفعل قبل القول»، وأعرب الفلسطينيون فى غزة عن تقديرهم البالغ لما تبذله مصر وقياداتها من جهود ودعم للقضية الفلسطينية.
وللأمانة فإن الرئيس السيسى ومبكرا أعطى القضية الفلسطينية جانبا كبيرا من اهتمامه، فخاطب كل الأطراف، فى السر والعلن، من أجل التوصل لتسوية سياسية تمنع حدوث أى انفجار جديد فى المنطقة، وقد حاول كثيرا فى هذا الشأن وبين أيدينا معلومات مهمة تؤكد ذلك، هذا إلى جانب جهوده الممتدة على مدار السنوات الماضية من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتى فتح وحماس ومختلف القوى الوطنية الفلسطينية.
ومن أجل هذا كله وأكثر فإننى أقف بكل قوة مع الحملة التى أطلقها ائتلاف «إحنا الشعب لدعم الدولة» لدعم الرئيس السيسى لجائزة نوبل للسلام بعد الجهود المصرية للسعى لوقف التصعيد وتثبيت هدنة إطلاق النار بين الأشقاء فى فلسطين والجانب الإسرائيلى، لدعم وإرساء قواعد السلام فى المنطقة.
وقد توقفت أمام البيان التأسيسى لهذه الحملة الطيبة، حيث أكد القائمون عليها أنها "جاءت بعد رصد كافة المواقف السياسية، والإنسانية المشرفة التى تبذلها الدولة المصرية فى ظل القيادة السياسية الوطنية الحكيمة، ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى، على كافة المستويات الداخلية والعربية والإقليمية والدولية لدعم جهود السلام العالمى".
وفى التفاصيل فإن "الدولة المصرية وقيادتها السياسية كان لها دور كبير فى إحلال السلام للأشقاء فى دولة السودان وأيضا بين الأشقاء فى ليبيا، وغيرها الكثير، وها هى اليوم تتوصل لوقف التصعيد وإطلاق النار بين الأشقاء فى فلسطين والجانب الإسرائيلى، والمطالبة بتحقيق السلام العادل بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس".
لذلك طالب الائتلاف "كافة شعوب الأمة العربية والعالم أجمع وكافة المنظمات الدولية المحبين للسلام والمجتمع الدولى بأكمله بدعم حملة ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى راعى السلام العالمى لنيل جائزة نوبل للسلام فهو يستحقها عن جدارة واستحقاق، لما قدم ومازال يقدم السلام فى المنطقة العربية والقارة الإفريقية والعالم أجمع".
وهذه الدعوة المباركة قديمة- جديدة، فقد رشح تجمع برلمانات شمال إفريقيا، فى وقت سابق، الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس جنوب السودان سيلفاكير ورئيس مجلس السيادة السودانى عبدالفتاح البرهان لجائزة نوبل للسلام على جهودهم الكبيرة لإحلال السلام داخل السودان، وذلك بعد اتفاق السلام الذى تم توقيعه فى جوبا عاصمة جنوب السودان بين الحكومة السودانية والجماعات المسلحة فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، والذى مثل مرحلةً جديدةً وخطوةً مهمة نحو تحقيق الأمن والسلام وإنهاء 17 عامًا من الحرب الأهلية فى السودان.
كما أن منظمة الأمم المتحدة للفنون "يونارتس"، مكتب الشرق الأوسط وإفريقيا، رشحت الرئيس السيسى لنيل جائزة نوبل للسلام، نظرًا لما قدمه من أعمال خدمت السلام، إذ أنه أنقذ شعبه من خطر محدق، وانصاع لرغبة شعبه وإرادته فى ثورته 30 يونيو.
أنقل هنا جزءا من بيان المنظمة - التى تأسست عام 2014 فى ولاية كاليفورنيا بمدينة هوليوود، وتجمع فنانى ومبدعى العالم فى إطار مشترك من أجل بناء مجتمع إنسانى قوامه الحرية والتعايش السلمى بين البشر - حيث تقول: "الرئيس السيسى كافح إرهاب المنطقة انطلاقًا من قدرته على استيعاب الموقف والسيطرة عليه ومكافحة خطر العنف والإرهاب من خلال تغيير الأفكار المتطرفة، والتى تؤدى إلى الإرهاب، كذلك وأد كل فكر يؤدى إلى الفتن الطائفية... لذلك ترشح منظمة الأمم المتحدة للفنون (UNARTS) مكتب الشرق الأوسط وإفريقيا، وبكل قوة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى لنيل جائزة نوبل للسلام لكونه يستحقها عن جدارة، لقراءته الصحيحة لملف الإرهاب العالمى، وأنه لا يتلخص فى تنظيم أو جماعة بل فكر متطرف لابد من التعامل معه وإيقاف انتشاره، فالسيسى يستحق الجائزة لكونه من الشخصيات التى اهتمت بقضايا إنسانية، وإلى جانب اهتمام السيسى بملف العنف والإرهاب اهتم أيضًا بقضايا أخرى أهمها قضية ذوى الاحتياجات الخاصة ومحاربته الفساد".
وإذا تحدثنا عن دور الرئيس السيسى فى إرساء السلام فى إفريقيا فإننا سنحتاج لمساحة أكبر من هذا المقال بكثير، ويكفى هنا دوره الكبير فى إطلاق مبادرة "إسكات البنادق" خلال رئاسته الاتحاد الإفريقى، فهذه إيساتو حياتو، مديرة عمليات مبادرة إسكات البنادق بإفريقيا، تؤكد أن الرئيس السيسى أولى اهتمامًا كبيرًا بمبادرة إسكات البنادق، حيث كان أول من أطلق المبادرة ليكون عام 2020 هو عام إسكات البنادق وإنهاء النزاعات المسلحة فى إفريقيا، مشددة على أن الرئيس لديه إصرار على عدم ترك الصراعات والنزاعات لتتوارثها الأجيال القادمة، ويؤيده فى ذلك قادة القارة.
إننى أدعو كل المخلصين من أبناء هذا الوطن وغيرهم من المحبين على امتداد الوطن العربى والعالم إلى دعم ترشيح الرئيس السيسى لجائزة نوبل.. حتى نشجع كل القادة على أن يحذوا حذوه فى دعم السلام والتنمية والاستقرار.