أول متخصص فى علاج السموم والمخدرات بدون الشعور بآلام الأعراض الانسحابية.. د. نبيل عبد المقصود: المدمن مريض وليس مجرمًا
◄أستاذ علاج السموم والإدمان بطب القاهرة يخوض معركة شرسة ضد المواد المخدرة ويرفع شعار: "السرية التامة فى العلاج حق أصيل للمريض"
◄يحذر من استخدام "الكريستال" لأنه يدمر الجهاز العصبى ويؤكد: سيجارة واحدة من "الإستروكس" تفقدك التوازن.. و"الحشيش" يؤثر على المخ
◄تحذير للشباب: المواد المخدرة تضعف الحيوانات المنوية وتتسبب فى عدم القدرة على الإنجاب
◄الابتعاد عن رفقاء السوء بداية طريق العلاج مع عدم تناول أى مخدرات على سبيل التجربة
◄"التعاطى" جريمة تهدد المجتمع بالكامل لأنه خطر يصيب الجميع ولا يعرف ثقافة أو تعليما أو درجة علمية
"أنتم زهرة ومستقبل هذا الوطن...فلا تنجرفوا وراء الأحلام والأوهام الكاذبة لأن نهاية التعاطى هى السجن أو الوفاة إذا لم تتجهوا إلى العلاج. والأفضل من ذلك هو عدم الانزلاق من الأصل فى هذا المستنقع القاتل والمدمر".. بهذه الجملة التوعوية شديدة الأهمية وجه الدكتور نبيل عبد المقصود نصيحة إلى الشباب الذين لا يتعاطون المخدرات، مؤكدا عدة أشياء أساسية فى هذا السياق بقوله: "لا تنزلقوا إلى ما يردده رفقاء السوء بأن استخدام المواد المخدرة يمكنك التخلص منه فى أى وقت ترغب فيه، فهذا كلام غير علمى وغير سليم، وهذه ليست إلا بداية النهاية، فلا يمكن أن تدخل فى دائرة تعاطى المخدرات إلا وأن تنتهى بالإدمان والاعتماد على المخدر وعدم القدرة على الابتعاد عنه، وسوف تدخل فى دائرة ليس لها نهاية إلا الموت من جرعة زائدة فبرجاء الابتعاد. والحق يقال فإنه ليس جديداً أن يقول الأستاذ الدكتور نبيل عبد المقصود هذا الكلام فمن يقرأ سيرته الذاتية يجد أنه أول عربى يحصل على الدكتوراه فى علاج السموم من الولايات المتحده الأمريكية ويعد واحدا من أمهر الأطباء المميزين ليس فى مصر فقط، بل فى الشرق الأوسط، إذ يمثل حالة خاصة فى علاج السموم والإدمان، لما لديه من خبرة طويلة فى هذا التخصص، إضافة إلى قيامه على مدار سنوات نشاطه المهنى بعلاج عدد كبير من المدمنين من مصر والدول العربية، خاصة أنه كان قد أنشأ أول مركز متخصص فى علاج السموم والإدمان العضوى للمخدرات بدون الشعور بآلام الأعراض الانسحابية.
واللافت للنظر أن دكتور نبيل عبد المقصود حصل خلال مسيرته المهنية والأكاديمية على عدد من الامتيازات الخاصة فهو أستاذ علاج السموم بطب القاهرة، وحاصل على الدكتوراه فى علاج السموم من الولايات المتحدة الأمريكية، وماجستير من الولايات المتحدة الأمريكية، ودبلوم أمراض السموم جامعة متشيجن بأمريكا، وبكالوريوس الطب والجراحة جامعة القاهرة، وسبق أن شغل مناصب عدة منها مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى، ومدير للمركز القومى لعلاج السموم بطب القاهرة ورئيس الجمعية الطبية المصرية لعلاج السموم والإدمان، ورئيس الاتحاد العربى لمكافحة السموم بجامعة الدول العربية، وعضو الجمعية الأمريكية لطب الإدمان، وأول أخصائى علاج السموم بنقابة الأطباء بجمهورية مصر العربية، وعضو لجنة الأخلاقيات بمنظمة اليونسكو، المستشار الطبى لوزارة العدل والمحكمة الدستورية العليا، ومستشار السموم لأمين عام هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية، وسكرتير عام الفريق الدولى لطرد الأفيونات ببريطانيا (IGROD)، وزميل مستشفى جونسون بجامعة تنسى بالولايات المتحدة الأمريكية، ونائب مدير المركز القومى للسموم بكلية طب قصر العينى سابقا، وعضو الكلية الأمريكية للطب الحديث وعضو جمعية الصحة الأمريكى، وبجانب عمله كمدير لمركزه الطبى لعلاج الإدمان يمارس دوره المجتمعى والتوعوى من خلال نشر الثقافة الطبية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وفى إطار حملاته التوعوية ونشر الثقافة الطبية حذر الدكتور نبيل عبد المقصود، من المخدرات والإدمان، مؤكدا أن للمخدرات تأثيرا كبيرا على جسم الإنسان، وتوجد حاليا العديد من الأنواع المنتشرة بكثرة خاصة فى الفترة الأخيرة، أهمها "الإستروكس"، حيث يتسبب فى التوقف التام للقلب، وأكد أن الإستروكس عبارة عن نبات يتم خلطه ببعض المواد الكيماوية، ويتم اختيار هذه المواد بعناية لتعطى تأثيرًا قويًا على الجهاز العصبى، موضحًا أن هذه المواد تستخدم فى الكثير من الأدوية الطبية ولكن ليس لها تأثير على الإنسان نظرًا لاستخدامها الصحيح، مشيرًا إلى أن السبب الرئيسى فى خطورة هذه المخدرات، هو استنشاقها عن طريق الجهاز التنفسى. الأمر الذى يجعلها تتوجه إلى المخ والدم مباشرة، مما يلحق ضرراً بالغاً بالجهاز العصبى، وأشار إلى أن السيجارة الواحدة من الإستروكس، تعمل على تدمير الجهاز العصبى، بالإضافة إلى عدم التعامل مع الأشخاص والمجتمع بطريقة سوية، الأمر الذى يتسبب فى عدم إحساسه بالواقع المحيط به، فضلًا عن فقد القدرة على السيطرة على نفسه، لافتًا إلى أن الحل الوحيد، هو وقف تعاطى هذه المخدرات. ويؤكد د. نبيل عبد المقصود أن بعض الأفلام تُظهر المدمن بصورة بها تهويل وخاطئة سواء من خلال قيامه بالهرش أو القيام بحركات صعبة غير مطابقة للواقع، لافتًا إلى أن المدمن الحقيقى عندما يشاهد هذه الأفلام يرى أنه لم يدخل مرحلة الإدمان، لأنه لم يصل إلى هذه المرحلة، مشددًا على ضرورة أن تقوم الأفلام بمعايشة حقيقية للحالة، لأن عدم تجسيد الحقيقة يضر بالمدمن، ويؤدى إلى نتائج سلبية على المجتمع بالكامل، موضحا أن أعراض الإدمان تتمثل فى السهر طوال الليل، والنوم طول النهار، وضعف التركيز، فقدان الشهية. والانعزال عن المجتمع وعدم الاهتمام بنظافته الشخصية على غير عادته مع كثرة الحوادث، والكذب باحتراف، ووجود بعض حروق السجائر فى ملابسه، وهذا يرجع إلى فقدان التركيز أثناء شربه السجائر؛ مما يؤدى إلى إصابته بالحروق، إضافة إلى وجود أدوات التعاطى ضمن أدواته الشخصية.
وأشار إلى أن تعاطى المخدرات لا يعرف ثقافة أو تعليما أو درجة علمية، وينجذب إليها الشخص من خلال رفيق السوء، مستغلا نقاط ضعف الفريسة ومحاولته الوصول إليه من خلالها. ولفت إلى أنه يمكن اكتشاف تعاطى الشخص للمخدرات عن طريق تحليل البول، حتى وإن كان الشخص قد توقف عن تعاطى المخدرات . حيث يمكن اكتشافها بالبول لمدة قد تصل إلى عشره أيام بعد آخر جرعة. إلا أن الحشيش يمكن اكتشافه فى فترة لا تقل عن 6 إلى 7 أسابيع من آخر جرعة تناولها، مؤكدا أن الترامادول والهيروين والإستروكس والشابو من أكثر الأنواع استخداما بين الشباب . وعن طريقة علاجه للمدمن أكد الدكتور نبيل عبد المقصود أنه من مبدأه احترام المتعاطى ومعاملته بطريقة مهذبة لأنه مريض وليس مجرما . وأن العلاج يتم فى سرية شديدة، موضحا أنه يرفع شعار "السرية التامة فى العلاج حق من حقوق المريض"، ويرفض علاج أى مدمن بدون رغبته وموافقته، مشيرًا إلى أن العلاج يبدأ بالإقناع فى البداية، ومن ثم العمل على طرد السموم من الجسم، وكثير من المرضى كان يخشى التوجه للعلاج خوفا من الآلام المصاحبة للأعراض الانسحابية .. أو خوفا من الاختفاء لفترة طويلة أثناء العلاج مما قد يتسبب فى فضح أمره بين أقرانه لأن هذا المرض مازال غير مقبول اجتماعيا بمجتمعنا الشرقى ، لذلك مع تقدم العلم نتمكن الآن من سحب المخدرات من الجسم بدون الشعور بآلام الأعراض الانسحابية وفى فترة وجيزة لا تتعدى الثلاثة أيام.. وبعد ذلك يتم علاج المريض نفسيًا، ومن ثم العمل على دمجه فى المجتمع، وذكر أنه سبق أن قدم مساعدة لسيدة تدعى "شيماء" تبلغ من العمر 27 عاما ولديها أطفال، وترغب وتصر على العلاج من الإدمان، قائلا: "أحسن حاجة سمعتها منها أنها بتدور على علاج، وعاوزة تخلص من الإدمان ومش عارفة تعملها إزاى، ودى حاجة متخليناش نسيبها"، وأضاف :"إن بعض مدمنى المخدرات ينكرون إدمانهم، وبناء عليه لا يشعرون بأنهم بحاجة إلى العلاج ومع مرور الوقت يكتشفون أنهم سقطوا فى مشكلة كبيرة ولا يستطيعون حلها، ويطلبون العلاج أو يستمرون فى التعاطى وتكون النهاية الوفاة من جرعة زائدة.
وأوضح أستاذ علاج السموم والإدمان أن الحشيش يؤثر على الجهاز العصبى والمخ ويترك أثرا سيئا فى جسم الإنسان فى حال استمرار تعاطيه، وأحيانا قد يصاب بالشك، لافتا إلى أن الحشيش هو البوابة الملكية التى تؤدى إلى تعاطى المخدرات الأخرى ، مشددا على أهمية ابتعاد الشباب عن تجربة أى مادة مخدرة وتناولها ومنها الحشيش وعدم الانجراف مع رفقة السوء، لتفادى الوقوع فى دائرة الإدمان، ولفت عبد المقصود إلى أنه توجد علاقة وطيدة ومثبتة علميا ما بين تعاطى المخدرات وانخفاض الخصوبة وعدم القدرة على الإنجاب، فتعاطى المخدرات والترامادول أو الهيروين يؤدى إلى الحد من نشاط الحيوانات المنوية ويضعفها ويقلل من عددها كثيرا، والنتيجة هى عدم قدرة الرجل المدمن على تخصيب البويضة، وحتى إن حصل التخصيب لا يكون سليما، وعادة ما يجهض الجنين غير الطبيعى فور تكونه. إضافة إلى أنه كثيرا ما يؤدى إلى تشنجات تشبه ما يحدث لمريض الصرع. أما بخصوص استنشاق مادة الميثامفيتامين (الكريستال أو الشابو) فتقوم بتدمير الخلايا العصبية بلا رجعة مع عدم القدرة على النوم والعصبية الزائدة التى تنتهى بالانهيار التام مع حدوث رعشة بالجسم قد تصل إلى التشنجات.