العالم يشتعل.. كيف تتصدى الدول لوقف كارثة الحرائق؟
تشهد الأرض حالة كارثية مُدمرة مُتمثلة في الحرائق، التي تلف الأرض من شرقها إلى غربها، إذ يبدو أن ملف التغير المناخي وتأثيره المُدمر على الأرض ما زال ينتظر الحلول الجذرية، ومن ينظر إلى الأخبار، فإنه يرى أن الحرائق تشتعل في 5 قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وشقيقتها أمريكا الجنوبية.
وتمتد الحرائق من سيبيريا شرقًا إلى بوليفيا وولاية كاليفورنيا الأمريكية، مرورًا بالجزائر وتونس في شمال أفريقيا، واليونان في أوروبا، وما رافق هذه الكوارث من خسائر مادية باهظة لم يتم حصرها حتى الآن.
ففي الجزائر، قالت الحكومة إن مُشعلي حرائق هم المسؤولون عن عشرات من حرائق الغابات التي أسفرت عن وفاة 42 شخصًا على الأقل بينهم 25 جنديًا.
ووصفت وزارة الدفاع الجزائرية هذه الحوادث بأنها حرائق إجرامية.
وتصاعدت أعمدة الدخان وألسنة اللهب من حرائق في الغابة الواقعة في تيزي وزو، بينما استخدم السكان فروع الأشجار والمياه في مُحاولة لإخماد النيران.
وقال شهود عيان إن عدة منازل احترقت بينما فرت العائلات إلى فنادق وبيوت أخرى.
وقال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون: “يعيش وطننا المفدّى، مرة أخرى، محنة أليمة تُضاف إلى المحن التي عاشها هذه السنة، وكما انتصرنا في المحن السابقة، سننتصر في هذه بحول الله”
من جهته، صرح وزير الداخلية كامل بلجود بأنه سيتم فتح تحقيق لمعرفة المسؤولين عن إشعال الحرائق.
وقال بلجود: وحدها الأيدي المُجرمة يُمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقًا في آن واحد في عدة مناطق بالولاية.
وفي تونس، اندلع حريق وصف بالكبير في بنزرت شمالي البلاد.
وناهزت الحرارة 50 درجة في الظل بتونس في موجة حر قياسية تشهدها البلاد.
وامتدت موجة الحر على مدى أيام في تونس لكنها بلغت ذروتها في النهار مع تسجيل أرقامًا قياسية في عدد من الولايات.
أما في أوروبا، ما زالت الحرائق تشتعل بلا هوادة في مناطق كثيرة من تركيا واليونان.
وفي سيبيريا، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال تعزيزات لمكافحة حرائق الغابات.
وامتد ثاني أكبر حريق غابات في تاريخ كاليفورنيا الأمريكية إلى ما يُقرب من 500 ألف فدان، الأحد الماضي.
وفي اليونان، بلغ عدد الحرائق المُشتعلة في جميع أنحاء البلاد إلى أكثر من 500 حريق، مما أجبر السُلطات على إخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف الأشخاص، وجاء اندلاع الحرائق في اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حارة تشهدها البلاد منذ ما يزيد على ثلاثة عقود.
وفي كندا، يشتعل في هذه الأثناء أكثر من 130 حريق في غابات بجميع أنحاء غرب البلاد في أعقاب موجة الحر التي حطمت درجاتها أرقامًا قياسية هناك.
وقالت الحكومة الفيدرالية الكندية إنها ستُرسل طائرات عسكرية، لمُساعدة عمال الطوارئ الذين يُكافحون للسيطرة على الحرائق في كولومبيا البريطانية التي تُعدّ ثالث أكبر مُقاطعات كندا من حيث تعداد السكان.