نائب رئيس جامعة الأزهر: تغير المناخ يهدد بتفاقم معدلات الفقر فى العالم
قال الدكتور محمود صدیق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث والمشرف العام على قطاع خدمة المجتمع والبيئة، إن كوكب الأرض يشهد حاليا تأثيرات حقيقية بسبب التغير المناخي، لكنه بات أيضاً عرضة لتغيرات أكيدة في مجالات العمل المختلفة، والمهارات التي سنحتاجها للتعامل مع تلك التغيرات .
وأضاف خلال كلمته فى افتتاح فعاليات أعمال مؤتمر جامعة الأزهر، المؤتمر العلمي الثالث للبيئة والتنمية المستدامة، تحت عنوان: «تغير المُناخ؛ التحديات والمواجهة»، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعندما نفكر في التغير المناخي، يفكر أغلبنا في عواقب بيئية فقط ، مثل ارتفاع مستويات البحار، وارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الأنهار الجليدية، لكن الخبراء يقولون: إن هذه الآثار هي مجرد قمة جبل جليدي، فالتغير المناخي يؤثر على كل شيء حولنا، بداية من قطاع البنوك ، إلى المؤسسات الصحية، ونتيجة لذلك، لا يواجه مسؤولوا التخطيط في المجالس المحلية للمدن المخاطر وحدهم فيما يتعلق بضرورة تغيير إطار أعمالهم من أجل التخطيط للمستقبل، فوضعوا السياسات المالية أيضا ، وكذلك المزارعون، والمهندسون، المدنيون، والأطباء، وكثير من أصحاب المهن والوظائف الأخرى، من المرجح أن تتأثر أعمالهم نتيجة التغير المناخي .
وتابع: ولأنه من الصعب معرفة مدى خطورة آثار التغير المناخي، فمن الصعب أيضا أن نعرف مدى التأثير على عديد من الأعمال والمجالات، لكن ثمة تغيرات يمكننا بالفعل أن نراها حاليا، فهناك كوارث متعلقة بالمناخ، مثل الجفاف والأعاصير ، على سبيل المثال، والتي تؤثر بشكل كبير على المصالح الاقتصادية ومستقبل شركات التأمين، التي تدفع الملايين مقابل الأضرار التي تلحق بالناس وممتلكاتهم .
وتغير المناخ هو في الأساس قضية تنموية، فهو يهدد بتفاقم معدلات الفقر ويضر بالنمو الاقتصادي ،وفي الوقت ذاته ، فإن كيفية نمو البلدان المختلفة وما تضخه من استثمارات لتلبية احتياجات مواطنيها من الطاقة والغذاء والمياه أصبح يضيف عبئا جديدا على الدول .
وهناك وسائل للحد من أسباب تغيرات المناخ والتقليل من آثارها مثل تسعير الكربون وزيادة كفاءة استخدام الطاقة ، واستخدام الطاقة المتجددة وقدمت جامعة الأزهر الشريف ، نموذجا رائدأ حين قامت من خلال معمل الأزهر لأبحاث الخلايا الشمسية بتطوير الخلايا الشمسية العضوية الواعدة للاستخدام العملي وزرع مفهوم جديد في المجتمع الجامعي : السطح البيئي المولد لحاملات الشحنة ، واستخدمها لإنتاج الطاقة النظيفة صديقة البيئة .
يناقش المؤتمر عددًا من المحاور ممثلة في تغير المناخ والطاقة، تغير المناخ والصحة، دور الانبعاثات الكربونية في تلوث البيئة، التلوث وآثاره على المناخ، التكيف الفعال، تغير المناخ والصناعة، تأثيرات الاحتباس الحراري على المناخ وأسبابه، احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، الاستدامة وتغير المناخ، الحلول العملية لتغير المناخ، تغير المناخ والمياه، تغير المناخ والزراعة، دور الأسرة والمؤسسات التعليمية والتربوية في التوعية بخطورة تغير المناخ، دور القيادات الدينية في التوعية بضرورة الحفاظ على البيئة، دور السياسات العالمية في تهيئة الجو المناسب لرفع التوعية بالمشكلات البيئية والمناخية.
وتعقد جلسات المؤتمر وفعالياته على مدار ثلاثة أيام (السبت، الأحد والاثنين)، من 18 إلى 20 ديسمبر 2021م، بقاعة المنارة بالتجمع الخامس، انطلاقًا من سعى الأزهر الشريف لعقد عدد من المؤتمرات والندوات وورش العمل تمهيدًا وتحضيرًا ودعمًا لمؤتمر الأمم المتحدة COP27 الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022م.