محمود الشويخ يكتب: " حلم الجنوب " .. كيف أعاد الرئيس السيسى الروح العظيمة للصعيد؟

- ماذا فعل السيسى للصعايدة فى "أسبوع الخير"؟.. وسر زيارة أسيوط وقنا وأسوان .

- لماذا يهتم القائد بمحافظات الجنوب؟.. وقصة أكبر مجمع لتوليد الكهرباء النظيفة على مستوى العالم فى "بنبان"؟

- رسائل الصعايدة للسيسى: "ربنا يجبر بخاطرك زى ما جبرت بخاطرنا يا ريس".

الوقفة هذه المرة مختلفة.. أترك من بين يدى قلم الكاتب وأترك مشاعر المواطن لتكتب!

أكتب كواحد من أبناء الجنوب.. فأنا ابن لهذه البقعة التى عانت كثيرا وآن لها أن تستريح قليلا.

يقولون "من رأى ليس كمن سمع"، وأنا عشت أكثر من نصف عمرى فى الصعيد.. شعرت بمعاناة أهله.. وفهمت معنى أن تكون مواطنا ولا أحد من الممسكين بالسلطة ينظر إليك.

جربت أن تبحث عن خدمة ولا تجدها.. أن تذهب إلى مستشفى - إن وجد - لكنك تخرج مريضا بأكثر مما دخلت.

ذقت طعم الفرحة بوجود المياه لبضع ساعات فى اليوم لكن "أحسن من مفيش يا ولدى" كما كانت تقول لى أمى.. وعرفت معنى الصبر على كل ذلك أيضا!

عشنا هناك محرومين من كل الخدمات تقريبا.. كانت الدولة فى عهود سابقة لا تنظر إلينا إلا فى وقت الانتخابات.. وبعدها لا أحد يسأل أو يعرف.

كان الفقر يضرب معظم أهالى الجنوب.. ولم يكن غريبا أن يسجل الصعيد أعلى مستويات الفقر على مستوى الجمهورية.. ولكن لم يكن غريبا أيضا أن يسجل أعلى معدلات الهجرة إلى محافظات "بحرى" بحثا عن الرزق.

وأنا كنت واحدا من هؤلاء المهاجرين.. تركته بحثا عن رزقى.. فلا أمل من وجودى هناك.

كنا نسمع عن وعود كثيرة.. وأحلام أكثر.. وعن الصعيد الذى لن يصبح منسيا بعد الآن.. وكانت كل الوعود تذهب هباء.. والأحلام ليست إلا سرابا.

لم يعد هناك أى أمل تقريبا.. ومن أين يأتى الأمل ونحن خارج حسابات من هم فى العاصمة أصلا؟

كل ما يذكرونه عنا "نكت" لتسلية أوقاتهم فى أحسن الظروف.. وللسخرية منا فى أكثر الظروف.. وأحيانا يتحدثون عن "جدعنتنا".. وكأن هذا جبر خاطر عن كل ما نعانيه منذ أن نولد تقريبا.

لا أقول إن المناطق الأخرى "هاربة من الجنة".. فأنا لست مثل النعامة تهرب بأن تدفن رأسها فى الرمال.. بل أعرف أن المعاناة واحدة.

لكنى أجزم بأننا كنا الأسوأ فى كل شيء!

كانت هذه صورة مصغرة عن الصعيد قبل "٣٠ يونيو".. فلم أشأ أن أزعج قلوبكم بالصورة الكاملة.

كانت هذه حياتنا قبل أن تمتد إلينا "يد الخير".. يد عبدالفتاح السيسى. 

لقد حملت الأيام الأخيرة خيرا كثيرا للصعيد فى جميع المجالات تقريبا، حيث افتتح الرئيس سلسلة من المشروعات الكبرى التى ستغير وجه الحياة فى الجنوب بشكل كامل.

كانت البداية من أسيوط بافتتاح مجمع إنتاج البنزين بشركة أسيوط لتكرير البترول بمحافظة أسيوط، ومستشفيات ومحطات للمياه والصرف فى محافظات الصعيد.

بعدها شهد الرئيس افتتاح عدد من المشروعات التنموية العملاقة فى مجالات الصناعة والنقل والطرق والكبارى بمحافظات الصعيد، من مدينة قوص فى محافظة قنا، وذلك فى إطار جهود الدولة لتحقيق نهضة تنموية وخدمية متكاملة لأهل الصعيد وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.

المشروعات شملت: افتتاح المجمع الصناعى بمدينة البغدادى بمحافظة الأقصر، وافتتاح المجمع الصناعى بمدينة بياض العرب بمحافظة بنى سويف، وافتتاح المجمع الصناعى بالمطاهرة بمحافظة المنيا، وافتتاح المجمع الصناعى بمحافظة قنا، وافتتاح المجمع الصناعى بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، ويجرى العمل بخمسة مجمعات صناعية أخرى.

كما شملت هذه المشروعات: محور قـوص بمحافظة قنا بطول 19 كيلومترا ويربط الطريق الصحراوى الشرقى بالطريق الزراعى شمال مدينة سمالوط والطريق الصحراوى غرباً عبر نهر النيل، ومحور عدلى منصور بمحافظة بنى سويف بطول 7 كيلومترات ويربط بين البر الشرقى للنيل (طريق الصعيد الحر عن طريق وصلة بياض العرب) وبين البر الغربى للنيل (طريق الفيوم -بنى سويف)، ومحور سمالوط بمحافظة المنيا النيل بطول 24 كيلومترا ويربط الطريق الصحراوى الشرقى بالطريق الزراعى شمال مدينة سمالوط والطريق الصحراوى غرباً عبر نهر النيل.

وتضمنت الافتتاحات - أيضا - محور كلابشة بمحافظة أسوان بطول 23 كيلومترا ويربط الطريق الزراعى شرقاً بالطريق الزراعى الغربى والطـريق الصحراوى غرباً عابراً نهر النيل جنوب كلابشة، ومحور ديروط الفرافرة المرحلة الأولى بطول 15 كيلومترا ويربط بين شرق وغرب النيل.

كما تضمنت الافتتاحات عددا من مشروعات تطوير الطرق الرئيسية ومنها: تطوير طريق الصعيد الصحراوى الغربى (القاهرة- المنيا) بطول 230 كيلومترا، وازدواج طريق (سفاجا- القصير- مرسى علم) بطول 200 كيلومتر، بالإضافة إلى عدد من الكبارى والمزلقانات ومنها: کوبرى میدان المديرية بمحافظة بنى سويف، وكوبرى البلينا بمحافظة سوهاج، وكوبرى أعلى مفيض توشكى.

وهذه المشروعات تهدف إلى تحقيق التقارب فى مستويات المعيشة والدخول بين الأقاليم بمعالجة الفجوات التنموية القائمة ودفع جهود التنمية بما يتوافق ومقومات وخصائص وأولويات كل إقليم عددا من مشروعات محاور الطرق والنقل ولا سيما محاور النيل، وقد شارك فى تنفيذ مشروعات الطرق 125 شركة منها 122 شركة قطاع خاص يعمل بها ما يزيد على 80 ألف موظف وعامل، وبما ينعكس على تشغيل الشباب، وبالتالى خفض معدلات نسب البطالة.   أعقب ذلك افتتاح مشروع "توشكى الخير" وهو أكبر مشروع استصلاح زراعى فى منطقة الشرق الأوسط، وأحد المشروعات القومية العملاقة التى نجح الرئيس فى إعادة الحياة لها بعد فترة من التدهور أصابت المشروع الذى يقع جنوب أسوان.

ولأن الإنجازات لا تتوقف فقد افتتح الرئيس من أسوان عددًا من المشروعات القومية والإستراتيجية بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بمحافظات صعيد مصر، وفى مقدمتها مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية أكبر مجمع محطات لتوليد الكهرباء النظيفة على مستوى العالم.

وشملت المشروعات: تحويل محطة غرب أسيوط من الدورة البسيطة إلى العمل بنظام الدورة المركبة ، ومركز تحكم سمالوط الإقليمى، ومحطة محولات إسنا الجديدة.

ويعد مجمع بنبان أحد أهم مشاريع البنية التحتية فى مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم إنشاء المجمع بالشراكة مع القطاع الخاص والخبرات الدولية المتخصصة.

وقد شهدت السنوات السبع الماضية اهتماما كبيرا من الدولة المصرية بتنمية إقليم الصعيد، فعلى مستوى قطاع النقل والمواصلات تم إنشاء وتطوير 6600 كم من الطرق وإنفاق 32 مليار جنيه فى تطوير منظومة السكة الحديد، وتم أيضًا تنفيذ 365 كوبرى ونفقًا، وشهد قطاع الإسكان تنفيذ 14 مدينة جديدة و188 ألف وحدة سكنية، وفى قطاع المياه والصرف الصحى تم تنفيذ 121 مشروعًا لمياه الشرب و224 مشروعًا لخدمات الصرف الصحى.

وفيما يتعلق بقطاع الكهرباء والطاقة، فتمت إضافة حوالى 8.8 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية وتنفيذ مشروع بنبان فى محافظة أسوان وهو واحد من أكبر مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة على مستوى العالم، وفى قطاع البترول والغاز تم توصيل الغاز الطبيعى إلى حوالى 1.1 مليون وحدة سكنية، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعات لتنمية حقول البترول والتكرير والتصنيع وتوصيل الغاز الطبيعى، وحول إنشاء وتطوير البنية التحتية المعلوماتية التكنولوجية بصعيد مصر لرقمنة الخدمات الحكومية تم تنفيذ 97 مشروعًا لتطوير مكاتب البريد و40 مشروعًا لتطوير ورقمنة الشهر العقارى و89 مشروعًا لتطوير ورقمنة المحاكم والنيابات.

وشهد قطاعا التعليم والصحة، طفرة كبيرة من حيث إنشاء وتطوير المدارس والمستشفيات، وفى قطاع الصناعة تم وجارٍ تنفيذ 10 مجمعات صناعية بإجمالى 2628 وحدة صناعية توفر 26 ألف فرصة عمل.

ونتج عن كل هذه المشروعات زيادة معدلات الاستثمارات العامة والخاصة بنسبة 500%، 55% على التوالى، كما تراجع معدل الفقر بريف الوجه القبلى فى 2019/2020 بـ 3.79 نقطة مئوية مقارنة بـ 2017/2018 وتم إنهاء جميع المناطق غير الآمنة، ووصلت نسبة التغطية الحالية لمياه الشرب إلى 98% مقارنة بنحو 85% فى 2014 ونسبة التغطية الحالية لخدمات الصرف الصحى 33% مقارنة بـ 22% عام 2014.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.