الجمعة 22 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: « لن ترونا إلا معا ».. كيف يحرض الإخوان على الفتنة بين مصر والسعودية؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- لمصلحة من إشعال الأزمة؟.. ولماذا يجب أن تنتهى فورا؟

- لماذا أعلنت القاهرة أن "أمن الخليج من أمن مصر القومى"؟

- ماذا قال الرئيس عن المملكة؟.. وماذا قال الأمير محمد بن سلمان عن "أم الدنيا"؟

- مصر والسعودية أخوة للأبد.. والبداية عندما قال الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود "لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب".

- الأمير محمد بن سلمان: الإعلام الإخوانى يثير الشائعات من أجل إحداث شرخ فى العلاقات بين مصر والسعودية.

مؤكد أن هناك من يزعجهم التحالف المصرى- السعودى.. وطبيعى أن يعمل البعض لضرب الأخوة والصداقة.. وليس مستغربا محاولات إشعال الفتنة بين البلدين الأكبر فى المنطقة وقلب العالمين العربى والإسلامى النابض.. لكن المطمئن أن هناك قادة مسئولين فى البلدين يدركون أهمية هذه العلاقة للدولتين والشعبين.

فليس جديدا أن أقول إن الدولتين ترتبطان بمسيرة طويلة من علاقات نمت وارتقت، لتتجاوز آفاق الأروقة الدبلوماسية والسياسية، إلى مصير مشترك ورؤية موحدة، وصولاً إلى مستوى غير مسبوق من التعاون فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز .

حين سئل الرئيس عبدالفتاح السيسى "ماذا ستفعل مصر إذا تعرضت دول الخليج لاعتداء؟" أجاب بكلمتين دالتين "مسافة السكة"!

وكانت هذه الإجابة تأسيسا لعهد جديد من العلاقات بين مصر والخليج العربى وفى القلب منه المملكة العربية السعودية.

علاقات روحها الأخوة.. وأساسها التعاون والدعم المتبادل.. وعمادها الاحترام والمصالح المشتركة.

ثم إن الرئيس السيسى حين أراد أن يعطى رسالة لجميع المتآمرين وأشقائها فى الخليج قال "لن ترونا إلا معا".

وأقول لكم إن كلمات السيد الرئيس لم تكن أبدا من قبيل المجاملة أو جبر الخواطر.. لا والله.. فلقد وقفت معنا المملكة العربية السعودية وقفة رجال بعد ثورة ٣٠ يونيو المجيدة.

لقد كانت السعودية على رأس الداعمين للشعب المصرى ضد الإخوان الإرهابيين وواجهت بكل قوة الحصار المفروض على القاهرة واستطاعت أن تحبط الكثير من الإجراءات ضد بلدنا فى الغرب وأمريكا.

ثم إن المملكة – ولا أتحرج أن أقولها – دعمتنا ماليا كما لم يفعل أحد آخر.. فحين كانت الظروف صعبة كانت المملكة إلى جوارنا وتعطى دون انتظار مقابل!

وقبل كل ذلك وبعده لا يمكن أن ننسى ما حدث أثناء حرب أكتوبر؛ ففى 17 أكتوبر 1973 بعد الانتصار العسكرى الذى حققته القوات المصرية على الجبهة فى سيناء والقوات العربية بالأراضى المحتلة الأخرى، قرر العاهل السعودى الملك فيصل استخدام سلاح بديل عن البارود؛ فدعا لاجتماع عاجل لوزراء النفط العرب فى الكويت، وأسفر عن قرار عربى موحد بخفض الإنتاج الكلى العربى للنفط 5%، وخفض 5% من الإنتاج كل شهر؛ حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967 .

وأعلنت المملكة وقف بيع البترول للغرب لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، وتبرع الملك فيصل بمبلغ 200 مليون دولار للجيش المصرى، كما دشن العاهل السعودى الحالى الملك سلمان بن عبد العزيز، إبان حرب أكتوبر المجيدة، لجنة لجمع التبرعات لصالح الجيش المصرى؛ دعمًا للمعارك والمجهود الحربى فى مصر.. كما قام الأمير سلطان بن عبد العزيز بتفقد خط المعركة فى أحد الخنادق على الجبهة المصرية .

نعم.. إن هذه الكلمات ليست تقليلا منا على الإطلاق.. بل محاولة لبناء أرضية تقول إن علاقتنا بالمملكة أقوى من أى محاولات لإشعال الفتنة.. ونحن قوم لا ننسى أبدا من وقف معنا.. كما لا ننسى من وقف ضدنا!

ولا عجب فى كل ذلك إذ تستمد العلاقات المصرية- السعودية قوتها وزخمها من ثوابت ظلت تشكل ركنًا أساسيًا فى تعزيز الترابط بين البلدين، حيث تجمع بينهما علاقات تاريخية وطيدة، تشكلت لبنتها الأولى أثناء الزيارة التى قام بها الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود لمصر فى أول زيارة له عقب توحيد المملكة فى العام 1946م، وحينها قال قولته "لا غنى للعرب عن مصر.. ولا غنى لمصر عن العرب".

وقد ازدادت العلاقات التاريخية التى تجمع بين مصر والمملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، قوة ورسوخًا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وترجمت فى زيارات واتصالات لا تنقطع بين مسئولى البلدين؛ فالتنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات بين البلدين؛ بهدف مواجهة كل ملفات المنطقة وأزماتها، وما يتعلق بها من تهديدات وتحديات؛ انطلاقًا من فرضية أساسية، تقوم على الرفض التام لكل التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية أيًا كان مصدرها؛ كونها تشكل تهديدًا لاستقلال الأراضى العربية وسيادتها، وتفكيكًا لوحدتها الوطنية.

ومن هذا المنطلق تدعم الدولتان المبادرات السياسية والحلول السلمية لكل أزمات المنطقة؛ فى سوريا واليمن وليبيا، وفقًا لقرارات مجلس الأمن والمبادرات الإقليمية والمرجعيات ذات الصلة؛ بما يحافظ على استقرار هذه الدول ووحدة ترابها الوطني، ويضع مصالحها الوطنية فوق كل الاعتبارات، ويؤسس لحل دائم يكفل الأمن والاستقرار لشعوب هذه الدول، بمعزل عن التدخلات الخارجية.

وفى العامين الأخيرين ارتقت العلاقات الثنائية بين السعودية ومصر إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودى – المصرى، وإبرام حكومتى البلدين نحو 70 اتفاقية وبروتوكولاً ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية.

ولهذا كان طبيعيا أن يحذر ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، من أن "الإعلام الإخوانى المصرى يثير الشائعات من أجل إحداث شرخ فى العلاقات بين مصر والسعودية".

الأمير محمد أكد أن "العلاقات السعودية- المصرية صلبة وقوية ولا تتأثر بأى شكل من الأشكال. وتاريخيا مصر والسعودية دائما تقفان مع بعضهما البعض فى كل الظروف والأوقات، ولن يتغير هذا الشيء".

أضف إلى ذلك أنه "لم يصدر أى موقف سلبى من الحكومة المصرية تجاه السعودية، ولم يصدر موقف سلبى واحد من الحكومة السعودية تجاه الحكومة المصرية، ولم تتأخر مصر عن السعودية ولا لحظة، ولن تتأخر السعودية عن مصر أى لحظة".

و"هذه القناعة مرسخة ليس لدى القيادة فى البلدين، بل لدى شعبى البلدين".. كما أكد بن سلمان.

ولذلك "بلا شك سوف يحاول أعداء السعودية ومصر خلق الشائعات بشكل أو آخر، سواء من الدعاية الإيرانية أو الإخوانية لإحداث شرخ فى العلاقات بين مصر والسعودية، والقيادة فى البلدين لا تلتفت لهذه المهاترات وهذه التفاهات".

وأقول فى النهاية: ستبقى العلاقات السعودية – المصرية ثابتة وصامدة، لأنها واجهت عقبات التاريخ الطويل الذى جمع بين البلدين، وحصّنت نفسها من أى خلافات قد تشوبها أو تعترضها مستقبلاً.

ودائما وأبدا.. تحيا مصر.

 

 

 

تم نسخ الرابط