محمد فودة يكتب: قراءة مبكرة فى دراما رمضان
◄الكتيبة 101" يتصدر المشهد الدرامى.. ومنافسة قوية بين "جعفر العمدة" و"ضرب نار" على القمة
◄"خلطة" محمد سامي السحرية تعيد محمد رمضان إلى "القمة" من جديد
◄أميرة الدراما إيمان العاصى تعيد إكتشاف نفسها فى "جعفر العمدة" وتظهر فى أفضل حالاتها الفنية
◄"الكبير أوى 7" يهزم رامز جلال بالضربة القاضية وينقذ "الكوميديا" المصرية
◄مباراة تمثيلية رائعة بين ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضى.. وماجد المصرى يلفت الأنظار
◄هالة صدقى وخالد النبوى وخالد الصاوى مفاجآت دراما رمضان
بعد مرور عدد قليل من حلقات المسلسلات التى تتنافس فى موسم دراما رمضان لهذا العام، وعلى الرغم من أنها فترة قصيرة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون مقياساً نستند إليه فى رصد ومتابعة مدى نجاح أو فشل هذا المسلسل أو ذاك، إلا أننى استوقفنى أمر على قدر كبير من الأهمية هو أن مسلسلات السباق الرمضانى هذا العام ورغم تنوعها فإنها ومنذ بداية أولى حلقاتها تجعلك تضع يدك على نقاط الضعف والقوة فيها فتكتشف فى بعض المسلسلات أنك تشاهد الحلقة وفى نفس الوقت تعرف مقدمًا ماذا سيحدث فى الحلقات القادمة وهو ما جعلنى أتمكن من رسم ملامح دراما رمضان هذا العام من واقع ما لمسته بنفسى أثناء مشاهدة بعض الأعمال وأيضًا من خلال رصد العديد من ردود الأفعال التى تكتظ بها مواقع التواصل الاجتماعى كل يوم بل كل لحظة عن هذا النجم أو ذاك وعن هذا المسلسل أو ذاك مع تحفظى الشديد على احمام السوشيال ميديا لأنها لا تعكس الحقيقة بل هى فى مثير من الأحيان تضلل المتابعين بآراء ربما لا يكون لها وجود اصلاً الا فى ذهن مكن يكتبون هذه الآراء .
أكتب الآن وبعد مرور حوالى اسبوع على المرسم الدرامى قراءة أولية ومبدئية للأعمال الرمضانية وقد تعطينا فى نهاية الأمر مؤشرا حقيقيا لمدى تواجد مسلسل وغياب آخر أو تألق نجم أو نجمة واختفاء أسماء أخرى، فالفن لا يمكن أن يأتى "بلوى الذراع" لأنه إذا لم يكن العمل الدرامى قويًا فإنه لا يجذب المشاهد الذى يمسك فى يده "الريموت كنترول" فتجده يغير القناة ويذهب إلى أخرى بحثًا عن عمل درامى متميز أو حتى من أجل مشاهدة إعلان جميل تكتمل فيه عناصر البهجة ويبعث فى النفس الشعور بالسعادة على الرغم من أنه مجرد إعلان عن سلعة ما ربما لا يكون المشاهد يحبها أو يقبل عليها ولكنه فى نفس الوقت نجده يتعلق بهذا الإعلان ويحبه من أجل النجم الذى يقدم هذا الإعلان.
وحينما نتحدث عن المسلسلات المبشرة بالنجاح لابد أن يكون الحديث عن مسلسل "الكتيبة 101" فهو من الأعمال الفنية التي تؤرخ لجهود وبطولات ضباط القوات المسلحة المصرية فى حربها ضد العناصر الارهابية والتكفيرية التي تسعي دائما لهدم الدولة وخراب مؤسساتها، وبدأ المسلسل قويا فى كل شىء وفى كل النواحى الدرامية ونجح مؤلف المسلسل إياد صالح فى إيجاد خط درامى إنساني لأفراد الجيش، مثلما ظهر مع حياتهم الاعتيادية داخل مقر الكتيبة، سواء حينما دخل ثلاثة جنود وكانوا يمازحون المتواجدين وبدا عليهم أنهم جدد وعلى طبيعتهم، وبدأت أحداث الحلقة الأولى من المسلسل في سيناء، حينما ظهر أحد الإرهابيين وهو يفتش سيارة ليجد فيها ذخيرة ثقيلة بدا أنها سيتسخدمها فى الإرهاب، قبل أن يظهر الضابط القناص "كريم فهمى"، وهو يخطر القيادة في مركز العمليات بأن الهدف بات أمامه ثم تتم العملية وتصفية الإرهابى (هشام الشاذلى)، وظهر الفنان عمرو يوسف وهو بصحبة أفراد الكتيبة 101 خلال مداهمة نجحوا من خلالها فى تصفية مجموعة من الإرهابيين بنجاح، ليخبرهم قائدهم بأنهم نجحوا بذلك فى القضاء على مزرعة كانت تعد بمثابة وكر ومخزن للسلاح مما كان يشكل تهديدا كبيرا، وتمكن "آسر ياسين" من الكشف عن هوية أحد العملاء لدولة أجنبية ممن دخلوا مصر على أنه دبلوماسى، أيضاً تميز الخط الدرامي للأحداث بإظهار الجانب الإنساني فى حياة الضباط أنفسهم وليس الجنود فحسب، مثلما ظهر مع الفنان آسر ياسين التى ما أن علمت والدته نهال عنبر بتفجير مدرعة فى سيناء حتى اطمأنت على ابنها ولم تهدأ حتى رد عليها وأخبرها بأنه فى القاهرة وليس فى سيناء، كما سار الخط الدرامي للأحداث أيضاً فى نفس الطريق مع الفنان عمرو يوسف، الذى ظهرت والدته لبلبة وهي تحاول أن تجد له عروسة بكل الطرق، من خلال موقف كوميدى معه حينما أيقظته، وفى الخارج فتاة أحضرتها لتكون عروسة له وتعلمها كيفية تحضير إفطاره، وكشفت الأحداث عن المعركة التى وقعت بين قوات الأمن والعناصر التكفيرية بمنطقة كرم القواديس، حيث بدأ عدد من الضباط والجنود الناجين من العملية مطاردة التكفيريين بعد تفجيرهم للكمين، وتمكنت القوات المسلحة من تحرير الرهائن الأفارقة بمساعدة أحد شيوخ قبائل سيناء والذي يجسد دوره الفنان خالد الصاوي الذين تم اختطافهم وتهريبهم عن طريق العناصر التكفيرية، وقامت الفنانة لبلبة التى تجسد دورأم الضابط الذي يقوم بدوره عمرو يوسف بمواساة ابنها في استشهاد زملائه من أفراد الكتيبة فى كرم القواديس بعد أن أغلق غرفته عليه حزنا على ما حدث من العناصر الإرهابية في الكمين، ومن المقرر أن تشهد الحلقات المقبلة أحداثا أكثر سخونة لنتأكد أننا أماما مسلسل ملحمى يتصدر الأعمال الدرامية.
ونجح مسلسل "جعفر العمدة" للنجم محمد رمضان فى خطفت أنظار الجمهور، وتجلى فيه الأداء المتميز للفنانين المشاركين والكادرات المميزة في التصوير والقصة والحبكة الدرامية المشوقة، وتأخذ الحلقات إطار تشويقى فى عرض الأحداث، فجعفر العمدة القاطن بالسيدة زينب متزوج 4 سيدات، وبمثابة الرجل "الكبير" فى منطقة السيدة زينب ويلجأ اليه أهل المنطقة ليحكم فيما بينهم، واعتقد أن المسلسل نجح فور ان تم الاعلان عن التحضير له فالمخرج محمد سامى تحمس لهذا العمل بشكل كبير جدا، فهو كالعادة يشارك فيه بكتابة السيناريو والحوار، وهذا ما يعد حافزا أساسيا للنجاح الفخم الذى يدفع به ليكون على قمة الأعمال الدرامية الرمضانية لهذا العام، ويحوز على أكبر نسبة مشاهدة، ويصبح هو الحصان الرابح فى الموسم الدرامى الملىء بالأعمال القوية والمهمة، كما يحرص محمد سامى على التدقيق فى كل التفاصيل ولا ينسى أى لفتة يمكن أن تضيف لأصغر مشهد، إضافة إلى بلورة حوار راق بصياغة وحرفية واضحة وموهبة لامعة، فهو قادر بسلاسة أن يصل إلى أدق تفاصيل أبطال عمله وتشريح نفوسهم المتصارعة بهدوء وموضوعية، كما أن له عين خارقة تكتشف الجديد دائما وترسم ملامح قد تختفى عن عيون المشاهدين والنقاد لذا ينتظر جمهوره أعماله التى تحمل بصمته بشغف ولهفة.
واللافت للنظر فى مسلسل "جعفر العمدة" ظهور أميرة الدراما إيمان العاصى بشخصية "دلال" بشكل جذاب ومختلف عن أدوارها السابقة، وأظهرت قدرتها الفائقة على أن تفرض شخصيتها كفنانة موهوبة على الجميع بأدائها المتميز فى المسلسل الذى منحها القدرة على أن تتصدر التريند منذ عرض الحلقات الأولى، فقد استطاعت أميرة الدراما أن تكتشف نفسها فنياً فى هذا المسلسل شديد التميز لتجعلنا أمام فنانة موهوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بل إن هذا النجاح والتألق يجعلنى وعن قناعة تامة أتوقع لها شأنا كبيرا خلال الفترة المقبلة بل إننى الآن على ثقة تامة بأنها سوف تحتل مكان الصدارة فى العديد من الأعمال الفنية القادمة ليتحول مسلسل جعفر العمدة إلى نقطة مضيئة فى مشوارها الفنى بل سيصبح بمثابة نقلة نوعية فى حياتها الفنية بالكامل، فهى تمتلك قدرات إبداعية لا حدود لها تمنحها القدرة لأن تثبت أقدامها فى ساحة النجومية.
وتألقت الفنانة الكبيرة هالة صدقى بشكل ملحوظ فى دور "صفصف" وقدمت الشخصية بشكل استحق التصفيق من الجمهور، إذ نجحت فى رسم صورة للشخصية لتقدمها بسهولة وسحر فقد أمسكت "هالة" بخيوط الصنعة وتمكنت بالفعل من تجسيد الشخصية بإحساس عالٍ وبقدرة فائقة على الأداء من حيث ملامح الوجه والتعبير بنبرات الصوت الذى يتناسب مع كل مشهد، وكذلك النجمة زينة فى شخصية "عايدة" نجحت باقتدار فى جذب الأنظار اليها لتؤكد أنها نجمة من طراز خاص، وأيضا لتحافظ على مكانتها التى استطاعت أن تصنعها لنفسها خلال السنوات الماضية.
وحقق مسلسل "سره الباتع" للمخرج خالد يوسف والمأخوذة عن رواية للكاتب الكبير يوسف إدريس، نجاحا وفى نفس الوقت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تواريخ الأحداث أيام الحملة الفرنسية حيث يسرد العمل حكايات السلطان حامد، الذى كان بطلا شعبيا قاوم الحملة الفرنسية عند دخولها مصر، واستعان يوسف بعدد كبير من النجوم سواء الصف الثانى أو الأول، وبعض المجاميع الكبيرة، وهناك ما قد نعتبرهم مفاجات دراما رمضان هذا العام، وهم بالتأكيد النجم خالد النبوى فى مسلسل "رسالة الامام"، حيث يقوم بأداء دور الامام الشافعى بأداء متزن، والفنانة الكبيرة هالة صدقى فى دور والدة جعفر العمدة، وأيضا النجم خالد الصاوى والذى ظهر فى أكثر من عمل هذا العام منها سره الباتع والكتيبة 101 ومذكرات زوج، وأدى مشاهده ببراعة فى كل دور.
وهناك أعمال تبدو مبشرة أيضا من البدايات نتمنى أن تحقق مردود إيجابى ومنها مسلسل "ضرب نار" للنجمة ياسمين عبد العزيز وأحمد العوضى وماجد المصرى الذى يعد فى قائمة المسلسلات المهمة، وظهر العوضى بشكل مختلف جذب الأنظار اليه من خلال شخصية "جابر الكوماندا" الذى يغادر قريته فى أقصى الصعيد ويذهب الى القاهرة حيث حى شبرا بسبب "التار"، واستطاع ماجد المصرى أيضا فى المسلسل لفت الأنظار اليه وهناك مباراة تمثيلية رائعة بينه وبين العوضى وياسمين عبد العزيز، ومسلسل "الكبير أوي 7" بطولة أحمد مكي، رحمة أحمد، بيومي فؤاد، مصطفى غريب، هشام إسماعيل، محمد سلام، سماء إبراهيم، وغيرهم من الفنانين، بالإضافة إلى ظهور عدد من ضيوف الشرف، تأليف مصطفى صقر، محمد عز الدين، وإخراج أحمد الجندي، وهو المسلسل الكوميدى الذى يعد بمثابة انقاذ للدراما الكوميدية، ومسلسل "رسالة الإمام" بطولة خالد النبوى، أروى جودة، نصال الشافعى، خالد أنور، وليد فواز، جيهان خليل، و"عملة نادرة" بطولة نيللى كريم وجمال سليمان.
اما مسلسل الكبير الجزء السابع فهو فى تقديرى نجح بامتياز فى التفاف الاسرة المصرية حول الشاسة لمشاهدة عمل كوميدى مصرى بعد ان كانوا يلتفون وقت الافطار امام الشاشة لمشاهدة برنامج رامز جلال وهو ما يؤكد أن الكبير نجح فى القضاء على اسطورة رامز جلال بالضربة القاضية وهو ما انعكس على التراجع الكبير فى نسبة مشاهدة برنامج رامز الذى ارى انه توفى بالسكتة الكوميدية التى تسبب له فيها الكبير اوى.