باتت مصر على أعتاب مرحلة ديمقراطية جديدة حيث يتم في الأيام القادمة أهم استحقاق انتخابي خلال الأيام القادمة وهي الانتخابات الرئاسية وتعد المشاركة في العملية الانتخابية هي الطريق نحو استكمال مرحلة التغيير والإصلاح وبناء مجتمع ديمقراطي والتي حدثت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تسوده الحريات والعدالة والمساواة وتكمن أهميتها في أهمية شعور المواطن بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية فهذا التأثير يؤكد أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم وتعد المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر من قبل جميع فئات المجتمع واجبا وطنيا واستحقاقا دستوريا أصيلا بالدرجة الأولى وتأكيدا على الالتزام بالنهج الديمقراطي والحرص على إتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار.
وللمشاركة الانتخابية أهمية كبرى في تعزيز الديمقراطية والنهوض بالوطن فإن وجود نهج ديمقراطي وسعي والتزام بالنهوض بالوطن في كافة الميادين يعمل أيضا على رفع نسبة المشاركة الانتخابية لإدراك الناخب أهمية صوته في تغيير مصير الشعب ووضع الوطن في الاتجاه الصحيح وإن الإنجازات التي تحققت في عهد الرئيس السيسي على مدار السنوات العشر الماضية تستوجب استكمالها ولا يمكن أن يحكم مصر غير قائد ورئيس كبير مثل السيسي رئيس أحب مصر وشعبه أحبه. فيوما بعد يوم يواجه رئيس مصر وشعبها تحديات تنأى عن حملها الجبال في الداخل والخارج ولكنه يتصدى لها ليسطر كل يوم سطرا جديدا في لوحة الحلم الجديدة لوحة ينقش المصريون في الصخر حروفها بعدما استصرختهم دماء شهداء الوطن ألا يتنازلوا عن تحقيق الحلم الذي ضحوا بأرواحهم من أجله. ويخوض قائد مصر معركة التاريخ الحديث الأشرس بقدر شراسة ومكر خصومها حيث يخوضها ببصيرة نقية وإرادة صلبة وبثقة لا محدودة في أن شعب مصر ورغم كل الحروب النفسية والتشويش والمؤمرات بوجهها الفوضوى والتخريبي سوف يضع فوق يد رئيسه مائة مليون يد داعمة مؤازرة ليواصل مهمته المقدسة ويستكمل لوحة الحلم الجديدة لمصر حلم اليوم الذي يمتد إلى كل شبر من بقاع مصر ولكل نقطة من مياه نهرها وبحارها. وليس مستغربا أن يكون اكتمال لوحة الحلم التي ينقش الرئيس السيسي تفاصيلها على أرض مصر أكبر كابوس يؤرق أهل الشر أعداء لمصر كانوا أو حاقدين ولم ولن يفاجأ شعب مصر بتكرار محاولات من يؤرقهم ذاك الكابوس ليل نهار للنيل من نبل عطاء القيادة المصرية ومن الإنجازات المتعاظمة لشعب مصر في عهده وسوف نراهم كل يوم يصبون سهام الحقد ونيران الإحباط والتشكيك نحو مصر بأبواقهم المسمومة وأموالهم الملوثة بل وستراهم في مفارقة غير مسبوقة تتنافى مع المنطق السليم يهاجمون دوما تدشين كل بناء وكل عمران ويشوهون كل من يزرع ويبني ويعمر وكلما أزال المصريون من فوق جسد ووجه الوطن التراب ستجدهم يحاولون من بعيد أن يهيلوا عليه بأياديهم تراباً ويقذفون من ألسنتهم وأبواقهم سموماً والأشرار الحاقدون الذين يؤرقهم أن تتحقق أحلام المصريين وقائدهم لمصر فاتهم وهم يتآمرون ويحرضون أن يستكشفوا نوعية المعدن الأصيل الذي انصهر به شعب مصر فتشكل معه جسده وروحه وعقله فاتتهم معرفة أن هذا الشعب في أزمنة التحدي وفي لحظة الحقيقة لحظة الاختبار ينصهر في معدن الصبر ويختار فقط أن تحيا مصر. ولعل لوحة الحلم الجديد المتجدد لمصر كانت الحاضر الغائب وراء كلمات الرئيس خلال مؤتمر "حكاية وطن" ومن يعرف سِر الأمة المصرية ومعدن شعبها النادر لن يراوده شك في أن قلوب المصريين قبل آذانهم تلهمهم سبيلهم للاختيار التاريخي الذي ينهض به ومعه الجسد المصري شامخ مهاب مرة أخرى فيرى النور ويضىء معه وجه الوطن ويسطع لينشر من جديد مفردات الحضارة الإنسانية في ربوع الكون بأسره. لم تكن مهمته سهلة ولم يكن مقعد السلطة وثيرا فكانت التحديات كبيرة والبلاد على شفة التآكل وسط منطقة تآكلت فيها بالفعل دول مجاورة.. اقتصاد مريض وبنى تحتية متهالكة وعشوائيات وموروث لا بأس به من فساد ووباء وشبح الإرهاب يطل برأسه يريد الانتقام من الشعب المصري الذي أزاح الجماعة الإرهابية وحتى ندرك جيدًا حقيقة ما وصلت إليه مصر الآن بعد 10 سنوات لابد أن نستعيد مآسى الماضي ونقارن أين كنا؟ وماذا أصبحنا؟ كنا على شفا حرب أهلية بعدما استولت عصابة إرهابية على السلطة لمدة عام كامل حاولت فيه جاهدة تفكيك مفاصل الدولة والعبث بهويتها الوطنية .كان المشهد المصري شديد الصعوبة والتعقيد.. كانت المخاوف الشعبية من انهيار الدولة تتزايد وسط تحديات كثيرة كانت كفيلة بإنهاء أوطان وتشريد شعوب بأكملها.. عانت مصر الشلل التام فى جميع النواحى الاقتصادية والأمنية فانهار الاقتصاد إلى درجة غير مسبوقة وتراجع تصنيف مصر الائتمانى إلى أدنى مستوياته وغاب الأمن والاستقرار وانتشر الإرهاب والعنف المسلح.. أُخِرج القتلة والإرهابيون من السجون بعفو رئاسي وتقلدوا المناصب وجرى التجهيز السري لجيش موازٍ لجيش الدولة يكون أشبه بالحرس الثوري الإيراني تغلغلت العناصر الإخوانية بكثرة في مؤسسات الدولة وكانت تتعامل كما لو أنها ملكت البلاد لسنوات قادمة وسعت إلى بث الفرقة في النسيج الوطني يصنفون الناس هذا من جماعتي وذاك من عدوي وبدأوا سريعا في مخطط هدم دولة هي الأقدم في التاريخ وصاحبة حضارة هي الأعرق عالميا لكنهم لم يكونوا ممن يلتفتون للتاريخ ولا الحضارة بل كانوا يتعاملون مع الآثار على أنها أصنام يجب التخلص منها والأخطر على الإطلاق أن الجماعة الإرهابية لم تكن تعترف بفكرة الوطن والحدود فالوطن في فقههم ما هو إلا حفنة من تراب عفن مثلما قال منظر العنف وكبيرهم الذي علمهم القتل الإرهابي سيد قطب وهي أيضا نفس فكرتهم عن الوطن التي لخصها مرشدهم الأسبق مهدي عاكف ونحن نتذكر هذه الأيام الصعبة قبل 10 سنوات. علينا أن نكون منصفين ونحن نتذكر القوة الإيجابية التي حولت هذا الوطن من بلد ضائع إلى بلد متماسك قوي. من الإنصاف أن نتذكر الرجل الذي تحمل المسؤولية في أصعب وأخطر سنوات هذا البلد وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي فخاض حربا شرسة على الإرهاب وواجه محاولات التربص بالبلاد من جانب بعض الجماعات ونجحت مصر تحت قيادته وبطليعة أبنائها في القوات المسلحة والشرطة وبدعم شعبي لا مثيل له في محاصرة الإرهاب ودك معاقله وملاحقته أينما وجد واستعادت حلم المواطنين بالأمن والأمان والاستقرار وتخلصت من العصابات الإجرامية الجنائية والسياسية التى احتلت الشوارع بعد أن قدمت شهداء لن ينساهم التاريخ ضحوا بأرواحهم فداء للوطن ونستطيع القول إن شكل الحياة تغير تماما على هذه الأرض الطيبة من دولة كانت على شفة التآكل إلى دولة وطنية بمؤسسات قوية تؤرخ لمرحلة جديدة من عمر هذا الوطن. دخلنا بالفعل جمهورية جديدة كنا نحلم بها جميعا وعلينا أن نتفاخر بما أُنجز في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي على كل الأصعدة ولن يتسع المكان هنا لنسرد ما تم فهذا يتطلب كتابا وليس مقالا ولكن إجمالًا يمكننا القول إن الدولة المصرية في ظل وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاعت تثبيت أركانها وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية في وقت قياسى.. والمطلوب هو استكمال المشوار.