الولايات المتحدة تفشل في وقف العدوان على غزة.. وبوادر حرب إقليمية تلوح بالأفق
كشفَ العدوانُ الإسرائيليُ على قطاعِ غزةَ التراجعَ الكبيرَ لدورِ الولاياتِ المتحدةِ في منطقةِ الشرقِ الأوسط فعلى مدارِ أكثرَ من تسعينَ يومًا من الحربِ لم تنجحْ واشنطن في إدارةِ الموقفِ المتأزمِ في المنطقة والذي كان أحد تبعاتِه اشتعالُ الأوضاعِ بين جيشِ الاحتلالِ وحزبِ الله من جهةٍ/ واستهدافِ الحوثيينَ للسفنِ في جنوبِ البحرِ الأحمرِ من جهةٍ أخرى.
قطاع غزة
ومنذ اليومِ الأولِ من العدوانِ على قطاعِ غزةَ عملتْ إدارةُ الرئيسِ الأمريكيِ جو بايدن على تقديمِ الدعمِ المطلقِ لإسرائيلَ دونَ شروطٍ وهو ما أثارَ حفيظةَ العديدِ من المسئولينَ داخلَ الإدارةِ الأمريكية/ وداخلَ دوائرِ صنعِ القرارِ في واشنطن/ فأعدادُ الشهداءِ والمصابينَ من المدنيينَ وبخاصةِ الأطفالَ فاقتْ كلَّ الاعتبارات.
وفي محاولةٍ جديدةٍ من الولاياتِ المتحدةِ لإنقاذِ وضعِها الجيوسياسيِّ أمامَ العالم/ يقومُ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيُ أنتوني بلينكن بجولةٍ رابعةٍ في منطقةِ الشرقِ الأوسط في مسعى لإنهاءِ الحربِ على قطاعِ غزةَ والحيلولةِ دون تحولِها إلى صراعٍ إقليمي وهو ما يتعارضُ مع التوجهِ الإسرائيليِّ المعلَنِ باستمرارِ القتالِ لعدةِ أشهرٍ حتى تتحققَ الأهدافُ المزعومةُ بالقضاءِ على المقاومةِ الفلسطينية وهو ما فشِلتْ فيه إسرائيلُ حتى الآن.
الحربُ الإسرائيليةُ على قطاعِ غزةَ وما أحدثتْه من موجاتِ نزوحٍ أدتْ إلى خلقِ ظروفٍ صعبةٍ في ظلِّ القيودِ التي تَفرِضُها إسرائيلُ على دخولِ المساعداتِ الإنسانيةِ عبرَ معبرِ رفح.
والحقيقةُ تقولُ إنه رغمَ كلِّ إخفاقاتِ الولاياتِ المتحدةِ في المنطقةِ، تظلُ هي الأكثرُ قدرةً على المساعدةِ فِي تحقيقِ الاستقرارِ، وذلك بعد أن أصبحتِ المصالحُ الأمريكيةُ السياسيةُ والاقتصاديةُ على المَحكِّ من جرّاءِ استمرارِ العدوانِ على قطاعِ غزةَ وفي ظلِ حديثٍ عن اتساعِ رقعةِ الصراعِ في المنطقةِ، وهو ما لا تريدُه واشنطن.