«البلوجرز»..قنابل موقوتة تهدد سمعة المجتمع المصرى
- فيديوهات مشبوهة ومقاطع صوتية سيئة فى سباق "الترند الحرام"
- فضائح علنية يرتكبها "صناع المحتوى" على شبكات التواصل الاجتماعى
- مقاطع مثيرة للغرائز وخادشة للحياء لتحقيق الثراء السريع
- "الإتجار بالبشر"و" تسهيل الأعمال المنافية" و"سوء استخدام الميديا" اتهامات تلاحق البلوجرز
- أتمنى القضاء على هذه الظاهرة نهائياً وتغليظ العقوبات على المخالفين للقانون
تحولت ظاهرة البلوجرز على مواقع التواصل الاجتماعى بين ليلة وضحاها إلى ما يشبه الفيروس الذى ينمو وينتشر بسرعة فائقة دون أن يجد من يوقفه أو حتى يقلل من خطورته، بل إن الغالبية العظمى من مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت بالفعل سلاحا ذا حدين وهو ما نلمسه بوضوح فى تلك الهجمة الشرسة والممنهجة التى تشنها على حياتنا وسائل التكنولوجيا بشكل شبه لحظى، وفى السنوات الأخيرة، انتشرت مهنة البلوجرز على السوشيال ميديا، وهى المهنة التى استقطبت العديد من رواد السوشيال الباحثين عن تقديم محتوى مقابل المشاهدات والإعلانات.
وفى غضون أشهر عديدة تزايدت أعداد البلوجرز من الجنسين بشكل لافت للنظر، ولم يعد الأمر مقتصراً على فئة بعينها، كما أن هذه المهنة ليس لها عمر معين وتعتمد فى المقام الأول على المحتوى الذى يقدم للمشاهدين، وبعد ذلك يتحول الأمر إلى مشاهدات تصل فى بعض الأحيان للملايين وتعود بمبالغ خيالية على أصحابها من منصات السوشيال ميديا المختلفة، مثل يوتيوب وانستجرام وتيك توك وغيرها، وللأسف أغلب المحتوى المنشور والذى يقدمه من يسمى بالبلوجرز مشبوه ويفسد الذوق العام، وأكثر من صانع محتوى خضع لمحاكمات أخلاقية.
والطامة الكبرى أن أغلب الفتيات البلوجرزات يتجهن إلى تيك توك، الذى أصبح آفة العصر ويقدمن من خلاله فيديوهات رقص وحركات مثيرة وغير مشروعة، كما أن تلك الفيديوهات غير هادفة ومثيرة للغرائز والهدف منها هو الإثارة فقط، وهذا ما يؤكد أن الأخلاق انهارت، وانعدمت التربية فى ظل الاستخدام السيئ للسوشيال ميديا وجمع المال هو الهدف، فمن أجل المال وزيادة عدد المشاهدات نستحل أى شيء حتى لو على حساب الأخلاق أو على حساب أولادنا،.
وللحق فإنه يجب ضرورة تغليظ عقوبات الفيديوهات التى ينشرها البلوجرز، والتى تحتوى على كلمات وحركات خادشة للحياء وتحرض على الفسق والفجور، والأدهى أن هناك سيطرة من بعض البلوجرز واليوتيوبرز على الأعمال الفنية خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، ويبدو أن هناك الكثير من مشاهير السوشيال ميديا وضعوا التمثيل نصب أعينهم، لنرى مؤدى المهرجانات ومطربى الراب أيضًا داخل الأعمال الفنية، وهو ما يمثل ظاهرة ليست صحية بالمرة على الفن المصرى.
فمن غير المعقول أن نجد النجوم الحقيقيين يجلسون على الدكة فى منازلهم ومن يطلق عليهم البلوجرز هم من يتصدرون الساحة، وهؤلاء مجموعة كومبارسات لا يمتلكون أدنى حد للموهبة ويتم فرضهم على الشاشة لغرض التقليل من ريادتنا الفنية، هم يتباهون فقط بالفن على السوشيال ميديا ويدخلون المجال للمنظرة ليس إلا، دون الوضع فى الاعتبار القيمة الفنية، فحال الدراما والسينما معًا أصبح لا يسر بالفعل عدوا ولا حبيبا، والصنعة بأكملها تتعرض لتجاوز هؤلاء الصغار، الذين يحاولون النيل منها وتقزيمها بدخول البلوجرز مجال التمثيل، فأصبحنا نسمع عن وجود منتج فنى فى بعض الأعمال هو من يرشح النجوم للأدوار وكل يعمل على حسب هواه و"مزاجه" ولا ينظر لمصلحة الفن مطلقًا.
ومن هنا يأتى بترشيح كومبارسات من الصفين الثانى والثالث لدور البطولة، وأحيانا بلوجرز فنرى"فنانين شبابا" لا يهمهم سوى الحصول على أجور بالملايين رغم أن الكثيرين منهم فى حقيقة الأمر أنصاف بل أرباع موهوبين لا يستحقون كل هذا المبلغ، لكن بسبب سيطرة "الشلة" فإنهم يحصلون على ملايين كثيرة تفوق قدراتهم الحقيقية فى التمثيل، وهذا يرجع لحكم الشللية الغالب على حكم الموهبة، والحقيقة أن أغلب هذه الأعمال تظهر وسرعان ما تختفى، وتعرض مئات المرات على الفضائيات وبدلاً من أن تزداد بهاء وأصالة، فإنها تتحول إلى سخف وعبء ووصمة عار فى تاريخنا الفنى الذى كم لوثته أعمال كثيرة لا معنى لها ولا قيمة.
ولقد شهدت الآونة الأخيرة العديد من جرائم البلوجر والتيك توكرز الذين يحرضون على الفسق والفجور وهدم قيم ومبادئ المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعى لتحقيق مكاسب غير مشروعة للحصول على المال وتقف لهم الجهات الرقابية ومباحث الآداب بالمرصاد وتكون نهايتهم الحبس، حيث ظهرت البلوجررقية أحمد والمعروفة باسم روكى أحمد عبر مواقع التواصل الاجتماعى وهى تحرض على الفسق والفجور وتمكنت الأجهزة الأمنية بالقاهرة الجديدة، من القبض عليها واتهامها ببث ونشر فيديوهات خادشة للحياء العام والتحريض على الفسق والفجور، ورصدت الأجهزة الأمنية فيديوهات خادشة تحث على الفسق والفجورعبر مواقع التواصل الاجتماعى تيك توك وفيسبوك وإنستجرام للبلوجر روكى أحمد، كما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على البلوجر ليل على خلفية اتهامه بنشر فيديوهات ومقاطع مخلة عبر موقع تيك توك،وترويجه للمثلية الجنسية والإباحية، من خلال بث مباشر عبر حسابه الشخصى.
كما اتخذت مودة الأدهم منصة التيك توك كشاشة لبث أفعالها المنافية للآداب وكانت تظهر فى مقاطع فيديو مرتدية ملابس غير لائقة ومنافية لعادات وتقاليد الشعب المصرى لتحقيق مكاسب مالية، وقضت المحكمة بحبسها بالسجن المشدد 6 سنوات، قامت البلوجر حنين حسام عبر منصات التواصل الاجتماعى بتحريض الفتيات، على إنشاء حسابات وفتح الكاميرات فى بث مباشر مع بعض الناس وظهورهن بملابس غير لائقة،لتحقيق ربح مادى، وصدر ضدها حكم بالسجن المشدد 10 سنوات مع دفع غرامة مالية، كما تسبب فيديو إباحى للبلوجر هدير عبد الرازق فى اتهامها بالفسق والفجور، ما دفعها للظهور فى فيديو جديد لها بعد أزمتها الأخيرة، وقالت هدير: "محدش يقولى رصيدك من الستر خلص إنت مين علشان تقولى كده؟ أنا بخاف ربنا ومحدش يعرف إيه اللى بينى وبين ربنا.. أنا مكنتش كده، كان بيتعملى سحر، وبيتعملى أعمال من جوزى السابق اللى حصلى معاه مشاكل وأنا متأكدة إن ربنا هيكرمنى، وده خير ليا، وأنا عمرى ما أذيت حد، وما غلطش ولا عملت حاجة حرام ولا خالفت شرع ربنا ومش ضعيفة عشان أمشى فى الشارع بنقاب"، وأشارت إلى دعم أسرتها لها، قائلة: "أمى بعتتلى بوست من حد محترم ساعدنى على تخطى الموقف، كان بيقارن بين الموقف اللى حصلى بمواقف مشاهير تانيين حصلهم نفس الموقف، وده اللى طلعنى من الاكتئاب"، بينما هاجم الجمهور هدير عبد الرازق بعد ظهورها فى هذا الفيديو، حيث إنه يعد الظهور الثانى لها بعد أزمتها الأخيرة، ونصحها الجمهور بالابتعاد عن الظهور على مواقع التواصل الاجتماعى، وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعى:" إنتى لسه ليكى عين تطلعى تتكلمى المفروض تسكتى إيه البجاحة دى".
وللحق فإننى أتمنى إخفاء هذه الظاهرة تماما، لأنها أساءت للمجتمع بأكمله، بل أضرت بسمعة مهنة «الشهرة والمال» فى العصر الرقمى، وجعلت كل ممارسيها فى مرمى نيران «الجمهور» الذى بات يتشكك فى كل ممارسى المهنة بسبب كثرة الطالح فيهم، وعلى الرغم من أننى أعلم علم اليقين أن الأجهزة الأمنية تحكم قبضتها على هؤلاء فإننى أتمنى اختفاء هذه الظاهرة تماما.