الإثنين 25 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

السينما المصرية تستعيد عافيتها وتحقق إيرادات قياسية

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- إيرادات موسم الصيف السينمائى تتخطى الـ 400 مليون جنيه وتقترب من نصف مليار

- شباك التذاكر يشتعل بين النجوم.. وفيلما "ولاد رزق" و"إكس مراتى" فى المقدمة

- السينما "جسر" للتواصل الحضارى و"باب" للانفتاح على العالم

- تطوير صناعة السينما أمر حتمى لجذب مزيد من الإيرادات

من جديد عادت السينما المصرية للانتعاش وتحقيق إيرادات قياسية اقتربت من نصف مليار فى موسم الصيف السينمائى، إذ تشكل انتعاشة السينما المصرية فى موسم الصيف ظاهرة إيجابية تعكس حيوية هذه الصناعة، وللحق فإن تحقيق السينما المصرية أعلى إيرادات فى موسم الصيف إنجاز يستحق الثناء، وهو نتيجة طبيعية للجهود المبذولة من قبل صناع السينما والفنانين والمنتجين، وعلى الرغم من ذلك فإنه يجب على الجميع العمل معًا للحفاظ على هذا الزخم وتطوير صناعة السينما المصرية لتنافس أكبر الأسواق العالمية، كما يجب على صناع السينما مواجهة التحديات التى تواجههم والاستمرار فى تطوير أعمالهم لجذب جمهور أوسع.

وحرصت شركات الإنتاج التى شاركت فى موسم الصيف السينمائى، على طرح مجموعة متنوعة من الأفلام التى تلبى أذواق شرائح مختلفة من الجمهور، ما بين الكوميديا والدراما والأكشن، مما جذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، وشهدت جودة الإنتاج السينمائى المصرى تطوراً ملحوظًا فى السنوات الأخيرة، حيث باتت بعض الأفلام المصرية تتنافس بقوة من حيث الإخراج والتصوير والمؤثرات البصرية، كما لعبت الحملات التسويقية المكثفة عبر مختلف المنصات الرقمية والتقليدية دورًا حاسمًا فى الترويج للأفلام وجذب الجمهور إلى دور السينما.

وبالطبع فإن الإيرادات المرتفعة تساهم فى إنعاش صناعة السينما المصرية، وتوفير ميزانيات أكبر لإنتاج أفلام جديدة ذات جودة عالية، كما تشجع الإيرادات الضخمة التى تحققت المستثمرين على ضخ المزيد من الأموال فى صناعة السينما المصرية، مما يساهم فى تنميتها وتطويرها، ويعزز هذا الإنجاز مكانة السينما المصرية على المستوى الإقليمى والعالمى، ويفتح الباب أمام التعاون مع صناع السينما فى دول أخرى.

ويأتى على رأس الأفلام التى عرضت فى موسم الصيف وحققت إيرادات ضخمة فيلم "ولاد رزق القاضية" بطولة أحمد عز وعمرو يوسف حيث حقق إيرادات بلغت 254 مليون جنيه، وبذلك الرقم فقد تخطى الربع مليار جنيه، حيث ما زال يعرض فى السينمات ويحقق إيرادات، والعمل يشارك فى بطولته آسر ياسين، ومحمد ممدوح، وكريم قاسم، وعلى صبحى، وسيد رجب، ومحمد لطفى، ونسرين أمين، وأسماء جلال، وأحمد الرافعى، وضيوف الشرف: كريم عبد العزيز، وأحمد فهمى، ورزان مغربى، وفيدرا، والفيلم من تأليف صلاح جهينى، وإخراج طارق العريان، وتدور أحداث فيلم ولاد رزق 3 - القاضية، بعد مرور سنوات وانفصال الإخوة فى طرقهم المختلفة بالحياة، إلا أنه فى يوم من الأيام، يعود شبح من الماضى ليلقى بظلاله على "ولاد رزق"؛ ما يجبرهم على العودة إلى حياة الجريمة والسرقة مرة أخرى حتى ينجوا بأنفسهم، فى عملية مصيرية هى الأكبر والأخطر والأهم فى تاريخ ولاد رزق، كما حقق فيلم" X مراتى "بطولة هشام ماجد وأمينة خليل ومحمد ممدوح نجاحًا، حيث حصد 70مليون جنيه طوال فترة عرضه، والفيلم تدور أحداثه فى إطار كوميدى حول طبيب نفسى متزوج من سيدة، ويكتشف بعد فترة من طلاقها  مجرما خطيرا، ويقوم ببطولة العمل: هشام ماجد، أمينة خليل، محمد ممدوح، خالد كمال، على صبحى، وغيرهم من الفنانين، والعمل من إخراج معتز التونى، وتأليف أحمد عبد الوهاب وكريم سامى.

ووصلت إيرادات فيلم "اللعب مع العيال" للنجم محمد إمام إلى 53 مليون جنيه فى شباك التذاكر خلال وقت عرضه، حيث انطلق الفيلم يوم 12 يونيو الماضى للمنافسة فى موسم عيد الأضحى السينمائى 2024، ليسجل محمد إمام بهذا الفيلم ثانى أعلى إيرادات فى مشواره السينمائى بعد فيلم "عمهم" الذى وصل إلى 55 مليون جنيه، وفيلم" اللعب مع العيال" بطولة محمد إمام، أسماء جلال، باسم سمرة، حجاج عبد العظيم، ويزو، مصطفى غريب وغيرهم، من تأليف وإخراج شريف عرفة فى تعاونه الأول مع النجم محمد إمام، وتدور الأحداث فى إطار من الكوميديا، حول مدرس التاريخ (علام)، والذى يُنقل إلى إحدى المدارس بمنطقة صحراوية، فيواجه العديد من العقبات التى لم تكن فى الحسبان.

كما يسجل فيلم "اللعب مع العيال" التعاون الأول بين محمد إمام مع المخرج شريف عرفة بعدما سبق وعمل والده عادل إمام مع عرفة فى 5 أفلام، من أبرز ما قدمه وهى: "اللعب مع الكبار"، "المنسى"، "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، وأخيراً "النوم فى العسل" عام 1997، ليعود إمام للعمل مع شريف عرفة بعد 26 سنة من تعاون والده معه، وحصد فيلم "عصابة الماكس" بطولة أحمد فهمى إيرادات بلغت 27 مليون جنيه منذ طرحه فى دور العرض، وفيلم "عصابة الماكس" بطولة أحمد فهمى، لبلبة، روبى، أوس أوس، حاتم صلاح، محمد لطفى وأحمد فهيم، مصطفى بسيط وعدد من ضيوف الشرف منهم أحمد السقا وهشام ماجد، والفيلم من تأليف أمجد الشرقاوى وفادى أبو السعود، والفيلم من إخراج حسام سليمان فى أولى تجاربه الإخراجية، وإنتاج هشام عبد الخالق، وتدور أحداثه فى إطار من الأكشن والكوميديا حول "الماكس" الذى اعتاد القيام بعمليات السرقة والتهريب وحده دون أى مساعدة، ويتورط فى عملية كبيرة تحتاج أن يستعين بمجموعة تساعده فى تنفيذها، ولكنه يكتشف أن من اختارهم يورطونه فى مشاكل أكبر تهدد نجاح العملية.

وحقق فيلم" جوازة توكسيك "بطولة ليلى علوى وبيومى فؤاد إيرادات بلغت 9 ملايين ونصف مليون جنيه، والفيلم يشارك فى بطولته محمد أنور، ملك قورة، هيدى كرم، تامر هجرس، الراقصة الاستعراضية جوهرة فى ثانى تجاربها بالتمثيل، بعد مشاركتها فى فيلم "شوجر دادى" مع فريق عمل الفيلم نفسه، وهو من تأليف لؤى السيد، وإخراج محمود كريم، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول قصة حب فريدة "ملك قورة" وكريم "محمد أنور"، التى بدأت بسوء تفاهم فى دبى.

وتمُر بعدها برحلة من الصراعات بعودتهما إلى مصر. بعد تدخُّل الأهل فى مصيرهما؛ حيث ينتمى كلٌّ منهما إلى خلفية اجتماعية مختلفة تماماً عن الآخر، وهو ما يخلق الكثير من المفارقات الكوميدية؛ فهل ستنتهى رحلة فريدة وكريم بالزواج الذى يحلمان به؟

وعلى الرغم من أن السينما المصرية تعتبر مرآة عاكسة للمجتمع والثقافة، فهى تستطيع أن تصور تقاليدنا وعاداتنا وقيمنا بأسلوب فنى جذاب، من خلال الأفلام، ويمكن للعالم أن يتعرف على الحضارة المصرية العريقة، وتاريخها الغنى، وتنوع ثقافتها، لذلك فإن السينما تساهم بشكل كبير فى تعزيز الهوية المصرية ونشرها فى العالم، ومن خلال عرض الأفلام المصرية فى المهرجانات الدولية، يمكن جذب انتباه العالم إلى الإنتاج السينمائى المصرى، وتعزيز التبادل الثقافى والفنى.

ولا تقتصر أهمية السينما على الجانب الثقافى فحسب، بل تمتد إلى الجانب الاقتصادى أيضاً، فصناعة السينما توفر فرص عمل للكثيرين، من ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو، وحتى العاملين فى مجال الإنتاج والتوزيع، كما أنها تجذب الاستثمارات الأجنبية، وتساهم فى تنشيط السياحة، ورغم الأهمية الكبيرة للسينما فى تعزيز القوة الناعمة لمصر،  فإنها تواجه العديد من التحديات، مثل المنافسة الشديدة من صناعات السينما الأخرى، وغياب الإستراتيجية الواضحة لتطوير الصناعة ورغم ذلك فإن هناك فرصًا كبيرة لتحقيق المزيد من النجاح، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، وتشجيع الإنتاج المشترك مع الدول الأخرى، وتطوير البنية التحتية السينمائية، كى تظل صناعة السينما أحد أهم وأبرز الأعمدة الرئيسية التى ترتكز عليها قوة مصر الناعمة.

الصفحة السابعة من العدد رقم 377 الصادر بتاريخ 5 سبتمبر2024
تم نسخ الرابط