الخميس 24 أكتوبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

"عملية إنقاذ" في مؤتمر السكان

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- الأزمة السكانية خطر وجودي  يواجه الدولة المصرية ويهدد عوائد التنمية 

- خبراء يصفون الزيادة السكانية بـ"الانتحار الجماعي" .. والتصدي  لها مهمة وطنية 

- الدولة تسير بمنهجية واضحة للحفاظ على صحة المواطنين وتسعى  لتقليل المواليد 

صباح الأحد الماضي  انطلقت أعمال  النسخة الثانية من المؤتمر العالمي  للسكان والصحة    2024برعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي . 

تأتي  هذه النسخة في  وقت مهم جدا، وسط تحديات كتيرة تواجهها مصر على  المستوى  الداخلي والمستوى  الخارجي ، فالأوبئة والحروب الكثيرة التي  شهدها العالم خلال السنوات الماضية ألقت بظلال كثيرة على أوضاعنا الداخلية، وتحديدا الأوضاع الاقتصادية. 

التحدي  الأكبر الذي  نواجهه هنا في مصر هو الزيادة السكانية المخيفة التي تلتهم أي  تنمية وأية عوائد، فلا توجد أي  نسبة بين الزيادة في  عدد المواليد ومعدلات التنمية، فالزيادة السكانية تلتهم بشراسة أي  عائد يأتي  من أي وكل اتجاه. 

لقد وصف أحد الخبراء الزيادة السكانية بأنها عملية انتحار جماعي  تتعرض له مصر، وهو محق في  ذلك تماما، فما يحدث أننا نقف على  حافة الخطر جميعا، وإن لم نتوقف بقوة أمام هذه المشكلة فإننا سنتعرض لخطر وجودي . 

ولكل هذا تأتي  أهمية النسخة الثانية من المؤتمر العالمي  للسكان والصحة في  العاصمة الإدارية الجديدة. 

في  افتتاح هذا المؤتمر أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان في  كلمته، أن النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية (24PHDC) ومبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" ركيزتان أساسيتان في  إستراتيجية مصر الشاملة للتنمية البشرية وتحسين الخصائص السكانية، بما يتوافق مع رؤية "مصر 2030" ومخرجات الحوار الوطني.

كان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان يتحدث نيابة عن المجموعة الوزارية للتنمية البشرية خلال حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني للصحة والسكان والتنمية البشرية، تحت عنوان "التنمية البشرية من أجل مستقبل مستدام". 

استهل الدكتور خالد عبدالغفار، المؤتمر بتقديم كافة سبل الشكر والتقدير للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما يقدمه سيادته من دعم مستمر لقضايا الصحة والسكان والتنمية البشرية التي وضعها على رأس أولوياته السياسية، وذلك في إطار هدف أشمل يتمثل في توفير حياة كريمة للمواطن المصري.

ولفت الدكتور خالد عبدالغفار، إلى أن النسخة الثانية من المؤتمر تأتي استكمالاً لمساعي الدولة المصرية خلال الفترة السابقة في مجال السكان والتنمية، حيث تم إطلاق واحدة من أهم برامج السكان والتنمية في 17 سبتمبر 2024، وهي مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان" كما يبرز المؤتمر نموذجًا للتعاون والتكامل بين الوزارات والهيئات في جمهورية مصر العربية.

وتابع الدكتور خالد عبدالغفار، إن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية 2024 هو نتاج تفكير طويل واسع النطاق بين كافة الجهات المعنية محلياً ودولياً، لافتاً إلى  أن ما تم من تعاون بين اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومنظمات الأمم المتحدة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يعتبر مثلًا يحتذى  به للتعاون الدولي، مؤكداً ثقته في أن المناقشات المكثفة خلال أيام المؤتمر ستنتهي ببرامج عمل تتبناها كل القوى  المشاركة، بما يكفل فاعلية التنفيذ.

وأضاف الدكتور خالد عبدالغفار، أن المؤتمر يعد حدثاً هاماً تناقش من خلاله دول وشعوب العالم قضايا ذات أهمية قصوى بالنسبة لحاضر ومستقبل الحياة على كوكب الأرض، حيث يتناول المؤتمر القضايا القومية المصيرية التي تتصل بحاضر الشعوب ومستقبلها، وتمثل تحديًا رئيسيًا لهذا الجيل والأجيال القادمة، وتقف عائقًا أساسيًا أمام جهود الدول للنمو والتنمية ورفع مستويات المعيشة. 

وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، أنه منذ تولى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قيادة الوطن، وضع بناء المواطن المصري في صدارة أولوياته، حيث أكد مرارا على  أهمية الاستثمار في رأس المال البشري إيمانًا منه بأن الوطن لا يتقدم إلا ببناء الإنسان، مستعرضا في هذا الشأن جهود الدولة المصرية وإنجازاتها تحت قيادة الرئيس على مدار العقد الماضي، بالإضافة إلى خططها لاستكمال مسيرة البناء والاستثمار في الطاقة البشرية.

خلال الجلسة الافتتاحية أيضا تم عرض كلمة مسجلة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، والتي وجه من خلالها الشكر للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، على  استضافة المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية البشرية، الذي وصفه بـ«الهام»، مؤكداً أن الصحة هي شرط أساسي للتنمية ونتيجة لها في الوقت ذاته، وهو المبدأ الذي تستند إليه المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة" التي حققت من خلالها نتائج ملموسة على  أرض الواقع.

وأكد خلال كلمته أن مصر حققت تقدماً ملحوظاً نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بخفض معدلات وفيات الأمهات والمواليد، وفي ذات التوقيت هناك العديد من الدول بعيدة عن تحقيق هذا الأهداف، لافتاً إلى  أن المنظمة قررت لهذا العام تسريع الجهود للحد من وفيات الأمهات والأطفال والمواليد، مما يتطلب الاستثمار في مجموعة من القطاعات الصحية والتنموية، بما في ذلك تعزيز النظم الصحية وإشراك المجتمع والشركاء لتحقيق الأهداف المرجوة. 

وتضمنت الجلسة أيضا استلام الدكتور خالد عبدالغفار شهادة الإشهاد بالقضاء على  مرض الملاريا من منظمة الصحة العالمية، من الدكتورة حنان البلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، حيث أكد «أدهانوم» في هذا الشأن، أن هذا الإنجاز يعد نتيجة قرن كامل من الالتزام من الحكومة المصرية والشعب، والذي يوضح ما يمكن تحقيقه من خلال القيادة الحكومية القوية والموارد الفعالة والتطبيق المستمر للأدوات المجربة لمكافحة الأمراض، والتعاون على الحدود وفي نهاية الجلسة قام الدكتور خالد عبدالغفار، بتسليم الرئيس عبدالفتاح السيسي، نسخة من الإستراتيجية الوطنية الصحية لجمهورية مصر العربية 2024/ 2030.

كما تضمنت الجلسة الافتتاحية للنسخة الثانية من المؤتمر عرض فيلم تسجيلي قصير تحت عنوان "أنت البداية" والذي استعرض مجهودات الدولة التي تبذلها لبناء المواطن المصري منذ يوم ولادته.

ومن أهم ما لفت انتباهي  خلال أعمال مؤتمر السكان الحديث عن الإستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة التي  تتضمن 7 محاور هامة تستهدف تقديم خدمات طبية مميزة، وقد أشار الدكتور خالد عبد الغفار إلى أنه سيكون هناك تطبيق تدريجي للإستراتيجية  . 

وقال الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان خلال جلسات مناقشة الإستراتيجية الوطنية بـ المؤتمر العالمي  للسكان والصحة والتنمية إنه سيتم التعامل مع كافة الجهات والقطاعات للوزارة لتنفيذ تكاملي للإستراتيجية الوطنية للصحة .

وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد تحركا في كل المحاور في  إطار تحريك المحاور الخاصة بتطبيق الإستراتيجية.

من جانبه قال الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بالبرلمان إن الإستراتيجية الوطنية لتعزيز الصحة تحتاج إلى التفاعل السريع لتطبيق محاورها حتى  يكون لدينا نموذج واضح يتم القياس عليه  في تطبيقات المراحل المختلفة .

وأوضح الدكتور أسامة عبد الحي  نقيب الأطباء أن النقابة تتعاون مع الوزارة وهناك شق كبير في الإستراتيجية سيتم تطبيقه من حلال الأطباء سواء الشق المهني  أو الإداري ، لافتا إلى أن محور التدريب مهم جدا لرفع كفاءة الطبيب وهو ما تدعمه أيضا الإستراتيجية. 

ما حدث في  هذا المؤتمر على  وجه الحقيقة يؤكد أن الدولة ماضية في  طريقها لمواجهة المشكلة الكبيرة التي  نعاني منها، وهي  الأزمة السكانية التي  تشكل خطرا كبيرا على  مستقبلنا جميعا، لكن المناقشات الكثيرة التي  استمعنا إليها تؤكد أن هناك جهودا كبيرة تبذل، وأن هناك من يعمل ليل نهار، في إطار عملية إنقاذ كبيرة لمقدرات ومستقبل هذا الوطن الذي  يحتاج إلى جهود مكثفة من أجل ذلك. 

الصفحة السابعة  من العدد رقم 384 الصادر بتاريخ 24 أكتوبر2024
تم نسخ الرابط