الجمعة 01 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

احتفال مهيب يليق بذكرى النصر

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشفية

- أعجبتني  بشدة احتفالات اتحاد القبائل والعائلات المصرية والمجتمع المدني  بانتصار أكتوبر  

- الاحتفال لم يكن بالانتصار الذي  تحقق في  1973 فقط.. ولكنه تأكيد على  الانتصارات والإنجازات التي  تتحقق على  الأرض الآن 

- أثبت الفنانون المشاركون في  الاحتفال أن "قوتنا الناعمة" لا تزال بخير

- رسائل مهمة للرئيس في  الاحتفالية الكبرى ... وتعهدات بمواجهة التحديات مهما كان حجمها

تابعت باهتمام وإعجاب شديد الاحتفالية الكبرى  التي  شهدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم السبت الماضي ، وهي  الاحتفالية التي  نظمها اتحاد القبائل العربية والعائلات المصرية بمناسبة ذكرى  انتصارات أكتوبر بالمدينة الأولمبية في العاصمة الإدارية الجديدة.

الاحتفالية لها معنى  كبير.. والمكان الذي  أقيمت فيه له دلالة مهمة. 

حضر الاحتفالية رئيس الوزراء الدكتور مصطفى  مدبولي  ووزير الداخلية اللواء محمود توفيق وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. 

تساءل كثيرون عن هذه الاحتفالية ومغزاها، لكنني  قرأتها بشكل مختلف، فهي  تعتبر احتفالية بمناسبة وطنية تهدف إلى  الاحتفاء بانتصارات أكتوبر المجيدة، التي تعد واحدة من أهم المحطات في تاريخ مصر الحديث، وفيها تأكيد على  أن هذا الانتصار يخص جميع أبناء الشعب المصري . 

بدأت فعاليات الاحتفالية بقراءة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ الشيخ أحمد تميم المراغي،  ورحب مقدم فعاليات الحفل الفنان عمرو سعد بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، معربا عن شكره على  تلبيته دعوة القبائل والعائلات المصرية ومؤسسات المجتمع المدني بالاحتفال بمرور 51 عاما على  نصر السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد.

وأضاف أن الاحتفالية تشهد حشدا جماهيريا ضخما من كل محافظات مصر، من شمالها إلى  جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، من أهل أسوان والنوبة والدلتا والوادي الجديد ومطروح وسيناء.

وتابع إن هذه الاحتفالية أول احتفالية تنظمها مؤسسات المجتمع المدني مع القوات المسلحة في (استاد مصر) داخل أضخم قلعة رياضية في الشرق الأوسط بالقرية الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وقال الفنان عمرو سعد إن الفن كان له دور عظيم في ترابط الشعب، ليروي حكايات الأبطال التي سطرت تاريخنا ونعيش الفخر به في كل لحظة.

وأضاف أن اليوم ليس مجرد احتفالية أو حدث عابر، ولكن نحن نتحدث عن تاريخ وقوة وحضارة بدأت منذ آلاف السنين وما زالت مستمرة داخل كل مصري. 

ثم تم تقديم استعراضات وفقرات غنائية لمجموعة من الشباب والفتيات للاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة.

وتم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "حكاية أبطال"، بدأ منذ فجر التاريخ مع توحيد الملك مينا موحد القطرين في مصر؛ حيث استطاع توحيد "الدلتا والصعيد" تحت اسم أرض الإله "مصر"، والتي لم تنقسم من التوحيد حتى  يومنا الحاضر.

واستعرض الفيلم تعرض مصر إلى  غزو الهكسوس واحتلال الشمال؛ حتى  جاء الملك أحمس واعتمد على  محاربي النوبة في هزيمة الهكسوس.

كما أوضح الفيلم دور قبائل سيناء في قطع خط المدد والنجاة عن الهكسوس، حتى  استطاع الملك أحمس طردهم من مصر، ومن بعده وصلت جيوش الملك تحتمس حتى  وصلت إلى  أعماق آسيا.

وأشار الفيلم إلى  أن الملك رمسيس الثاني هو أول من عقد معاهدة سلام في التاريخ، ومر على  مصر الآشوريون والإغريق والفرس والبطالمة والرومان والأمويون والعباسيون والمماليك، حتى  جاء المغول وبمساعدة قبائل سيناء مع الجيش كانت هذه أول هزيمة للمغول. 

وتناول الفيلم تصدي أهالي دمياط والمنصورة للغزو الفرنسي، وأسروا لويس التاسع ملك فرنسا وسجنوه في دار ابن لقمان، مؤكدا  أن مصر دائما جيش مع الشعب على  مر التاريخ.

وانتقل الفيلم التسجيلي إلى  ثورة 23 يوليو 1952، التي قام بها الضباط الأحرار للإطاحة بالفساد والمحسوبية ورحيل آخر ملوك الأسرة العلوية، وجلاء الإنجليز عن مصر عام 1954 وتأميم قناة السويس عام 1956، ثم وقوع النكسة في عام 1967.

وسلط الفيلم الضوء على  قرار القيادة عام 1967 بتنظيم القبائل في كيان اسمه "منظمة سيناء العربية"، كما تحدث الفيلم عن بطولات أبطال القوات المسلحة ومن بينهم إبراهيم الرفاعي قائد مجموعة صاعقة 39 الملقب بـ"أسد الصاعقة المصرية "، والفريق عبدالمنعم رياض ونصر سالم، حتى  جاء نصر السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد.

وركز الفيلم أيضا على  محاربة الجيش المصري الإرهاب في سيناء بعد ثورة 30 يونيو عام 2013 بدعم من القبائل العربية في سيناء، وإطلاق حملة "حق الشهيد".

ثم قدم الفنان تامر عاشور فقرة غنائية شدا خلالها بأغنية "تعظيم سلام" ، أعقبها أوبريت فني غنائي بعنوان "تحدي ورا تحدي"، شدا خلاله عددا من الأصوات المصرية، من بينهم الفنان محمد فؤاد وهشام عباس وحكيم وحميد الشاعري وبوسي.

وتتالت الفعاليات، بعرض 8 أفلام قصيرة تسلط الضوء على  جوانب خفية في حياة أبطال حقيقيين استطاعوا تحويل التحديات إلى  فرص، وتسليط الضوء على  امتداد أيادي التطوير إلى  كافة محافظات مصر.

وسلط أحد الأفلام على  حياة لاعبة رفع الأثقال البارليمبية نادية فكري التي حققت الميدالية البرونزية خلال مشاركتها في دورة الألعاب البارالمبية (باريس 2024)، وأكدت أن حياة الرياضيين من ذوي الإعاقة اختلفت منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي ومدى  الدعم الذي تقدمه مصر لذوي الإعاقة، وليس فقط للأبطال الرياضيين.

وسلط فيلم آخر الضوء على  مدى  التحول الذي شهدته مدينة العلمين وتطهيرها من الألغام وتحويلها إلى  مدينة متكاملة، والاهتمام بأهاليها.

وتناول فيلم آخر الإنجازات التي تحققت في مشروعات البنية التحتية، من بينها الطرق التي تم إنشاؤها وربطت أنحاء مصر، ويسرت حركة النقل ومن بينها أنفاق (تحيا مصر) وطريق الضبعة ومحور 30 يونيو وغيرها من الطرق.

فيما سلط فيلم قصير الضوء على  مدينة الواحات البحرية واهتمام الدولة بها سواء من خلال الترويج للمواقع الأثرية في المدينة ولمنتجاتها من التمور التي تعد من أجود الأنواع.

وركز فيلم قصير آخر على  أيادي التطوير التي شملت النوبة وأسوان في مشروعات البنية التحتية والمجمعات السكنية وتطوير مراكز الشباب والنوادي.

وسلط أحد الأفلام الضوء على  مبادرات الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي من بينها، مبادرة القضاء على  فيروس سي، ومبادرة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، والتوعية والدعم النفسي الذي يلقاه الأهالي حتى  التماثل للشفاء من هذه الأمراض.

واستعرض فيلم سيرة أبطال شمال سيناء، ومن بينهم الحاجة فرحانة، حيث أكدوا التكاتف بين قبائل سيناء والقوات المسلحة منذ القدم، فضلا عن تسليط الضوء على  الطفرة التي شهدتها سيناء من مشروعات تنموية، إلى  جانب سباقات الهجن التي تعطي رسالة واضحة من خلو سيناء من الإرهاب.

وقدم الفنان الشاب ويجز أغنية وطنية صاحبها استعراض لمجموعة من الشباب، ليختتم الحفل بعد ذلك بأغنية للفنان محمد منير والفنانة أنغام بعنوان "يبهروك" التي لاقت تفاعلا كبيرا من الجماهير والحضور.

وقبل نهاية الحفل، ألقى  الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة وجه فيها التحية للشعب المصري، وعبر عن فخره بانتصار مصر في حرب السادس من أكتوبر عام 1973 المجيد الذي كان "فكرة ملهمة" لن تموت أبدا، وقدم فيها الشعب المصري مثالا للتحدي والصمود.

وأضاف الرئيس السيسي، أن الظروف التي تعيشها مصر الآن أشبه بتلك التي عاشتها البلاد بعد حرب 1967، ولكن بإرادة الشعب المصري تجاوزت البلاد المحنة.

وقال الرئيس ، إن كافة الخبراء والمهتمين بالمواضيع العسكرية قبل حرب أكتوبر أكدوا أنه من المستحيل تحقيق النصر بسبب عدة عوامل منها خط بارليف ومانع قناة السويس والتفوق الكبير والمقارنة التي لم تكن في صالح مصر.

وأضاف أن إرادة الشعب المصري ورفضه الوضع القائم وإصراره على  النصر هو السبب في تحقيق الإنجاز، مشيرا إلى  حجم التضحيات التي دفع ثمنها المصريون في الحرب والسلام وعلى  رأسهم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، الذي أنجز مهمة كانت سابقة لعصرها.

ووجه الرئيس السيسي، الشكر لمنظمي الاحتفالية من منظمات المجتمع المدني واتحاد القبائل والشباب المشاركين في تنظيم هذا الاحتفال.

وقال الرئيس: "هناك بالتأكيد تحديات تواجهنا حاليا ، ولكن بنفس الروح والإرادة والإصرار على  النجاح، ورغم ظروفنا الصعبة في هذا الوقت، يجب أن تتأكدوا يا مصريين أننا بفضل الله سبحانه وتعالى وبالعمل والإصرار والمتابعة، سنعبر كل تحدٍ أمامنا ونصل إلى  كل ما نتمناه مع بعضنا"..

وأضاف: "أن الـ 8 أفلام القصيرة التي تم عرضها خلال الاحتفالية هي حكايات عن بيوت بسيطة وأناس بسطاء، وأن هذه الحكايات متواجدة في كل بيت مصري يسعى  من أجل حياة أولاده وأسرته في ظل ظروف صعبة، وبفضل الله سبحانه وتعالى  سنتغلب على  هذه الظروف ونحقق كل ما نتمناه"..

وتابع الرئيس السيسي :"الحاجة فرحانة يجب أن يتم عمل شيء باسمها في سيناء ومصر ، فالحاجة فرحانة سيدة عظيمة ونموذج للمصرية البدوية العربية السيناوية بما كانت تقدمه في وقت صعب " ، داعيا الجميع إلى  توجيه التحية للحاجة فرحانة.

ووجه الرئيس بإنشاء حي في سيناء يحمل اسم الحاجة فرحانة ، وقال " ده عشان نفتكر ودايما فاكرين الجميل .. فيه ناس كتير قدمت لمصر في كل الأوقات والعصور"..

كما وجه الرئيس السيسي بإنشاء محور أو شيء رئيسي في القاهرة يحمل اسم الحاجة فرحانة ليكون رسالة للمصريين عما قدمه أهالي سيناء .

ووجه الرئيس التحية لكل من ساهم في الاحتفالية من الفنانين، خاصة الفنان محمد منير، معربا عن شكره على  مساهمته وإصراره على  التواجد والمشاركة.

لقد كانت ليلة مهيبة، أشعرتنا جميعا بالفخر، فنحن لا نحتفل بانتصاراتنا التي  مضت فقط، ولكننا نحتفل بما تحقق ولا يزال يتحقق على  الأرض.

الصفحة السابعة من العدد رقم 385 الصادر بتاريخ 31 أكتوبر2024
تم نسخ الرابط