الجمعة 31 يناير 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

مصر نموذج يحتذى به في الدبلوماسية الإنسانية

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- 9 قوافل إنسانية تحمل 3000 طن من المساعدات الغذائية والإغاثية إلى غزة

- القيادة المصرية لم تكتفِ بإطلاق المبادرات بل أشرفت بنفسها على تنفيذها ما يعكس التزامًا حقيقيًا تجاه الشعب الفلسطيني

- مصر دائمًا تثبت أن القيادة الحقيقية تُقاس بمدى قدرتها على تقديم الأمل في أحلك الظروف

- ما فعلته مصر انعكاس حقيقي لرؤية شاملة تُعلي من قيمة الإنسان قبل كل شيء

- دعم غزة هو التزام أخلاقي وسياسي لا يحتمل التأجيل أو المساومة

- مصر أظهرت نموذجًا يحتذى به في كيفية تسخير الموارد المختلفة لخدمة قضايا إنسانية ملحة

- رؤية مصر تقوم على تقديم الدعم الإنساني دون انتظار مقابل أو تحقيق مكاسب سياسية

- مصر دائمًا كانت سندًا للأمة العربية في أوقاتها العصيبة

كنت وما زلت على قناعة راسخة بأن القيم الإنسانية هي التي تميز بين الدول العظيمة وتلك التي تبحث عن مكانتها بين الأمم.

من هنا، توقفت طويلًا أمام الجهود المصرية لدعم الأشقاء في غزة، التي قدمت نموذجًا حيًا للدبلوماسية الإنسانية، يتجاوز حدود السياسة التقليدية لتغوص في أعماق الإنسانية ذاتها.

ما فعلته مصر خلال الأشهر الأخيرة ليس مجرد مبادرات أو مساعدات، بل هو انعكاس حقيقي لرؤية شاملة تُعلي من قيمة الإنسان قبل كل شيء.

مصر لم تكن فقط وسيطًا سياسيًا في الصراعات التي أنهكت المنطقة، لكنها أيضًا كانت دائمًا الحاضنة والداعمة للشعوب العربية في أزماتها.

خلال 15 شهرًا فقط، أرسلت مصر 9 قوافل إنسانية تحمل 3000 طن من المساعدات الغذائية والإغاثية إلى غزة.

هذه الجهود لا تمثل مجرد دعم إنساني، بل تجسد رؤية شاملة مبنية على تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال الوقوف بجانب المتضررين والضعفاء.

القوافل التي ضمت أكثر من 200 شاحنة لم تصل فقط محملة بالغذاء والدواء، بل كانت محملة برسائل أمل لأهالي غزة.

كانت وما زالت مصر تؤمن بأن الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وأن استقراره جزء من استقرار المنطقة.

لذا، كانت القيادة المصرية سباقة في تسخير كل إمكانياتها لضمان وصول هذه المساعدات، رغم كل العقبات التي واجهت إدخالها.

واللافت للنظر أن القيادة المصرية لم تجعل من هذه الجهود مجرد استجابة لموقف إنساني طارئ، لكنها وضعت هذه المساعدات ضمن إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تخفيف المعاناة اليومية عن الفلسطينيين

توقفت طويلًا أمام فكرة الإصرار المصري على تضميد الجراح الفلسطينية، مما يبرز الفهم العميق من القيادة المصرية بأن دعم غزة هو التزام أخلاقي وسياسي، لا يحتمل التأجيل أو المساومة.

ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد، شهدنا تحولًا نوعيًا في مفهوم الدبلوماسية الإنسانية.

القيادة المصرية أدركت أن المواقف السياسية والدبلوماسية وحدها لا تكفي لتحقيق السلام والاستقرار، لذا، كان التركيز على العمل الإنساني كجزء أساسي من هذه السياسة.

القيادة المصرية لم تكتفِ بإطلاق المبادرات، بل أشرفت بنفسها على تنفيذها، ما يعكس التزامًا حقيقيًا تجاه الشعب الفلسطيني.

ما يميز التحرك المصري هو قدرته على خلق شراكات حقيقية بين الدولة والمجتمع المدني. التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي كان شريكًا أساسيًا في تنظيم هذه القوافل.

هذا التعاون يعكس تكاملًا رائعًا بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتحقيق هدف إنساني نبيل

ومن خلال هذا التحالف، أظهرت مصر نموذجًا يحتذى به في كيفية تسخير الموارد المختلفة لخدمة قضايا إنسانية ملحة.

هذه الجهود لم تقتصر فقط على إرسال المساعدات، بل كانت بمثابة رسالة إلى العالم بأسره.

داخليًا، تؤكد هذه المبادرات على التزام القيادة المصرية بقيم التضامن والتكافل.

وعلى الصعيد الإقليمي، ترسخ هذه المساعدات مكانة مصر كدولة رائدة تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

أما دوليًا، فتعكس هذه المساعدات رؤية مصر في تقديم الدعم الإنساني دون انتظار مقابل أو تحقيق مكاسب سياسية.

والحق يقال، فإن الشعوب تُختبر في المواقف الصعبة، والقادة الحقيقيون هم من يظهر معدنهم في الأوقات العصيبة.

مصر أثبتت مرة أخرى أنها ليست مجرد دولة تسعى لتحقيق أهداف سياسية، لكنها دولة تحمل هموم المنطقة وتسعى بكل إمكانياتها لحل الأزمات التي تعصف بها.

هذا النهج الإنساني الذي تتبعه مصر يعكس قيمًا عميقة تنبع من ثقافة الشعب المصري ووعيه التاريخي بدوره في دعم أشقائه العرب.

قد يتساءل البعض: لماذا تتحمل مصر هذه المسؤولية الثقيلة؟ الإجابة ببساطة تكمن في إدراك القيادة المصرية أن استقرار غزة ليس مجرد قضية إنسانية، بل هو ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة بأكملها.

التزام مصر تجاه غزة هو التزام أخلاقي قبل أن يكون سياسيًا، وهو ما يعكس مكانتها كدولة رائدة تحمل على عاتقها مسؤولية تاريخية تجاه أشقائها.

الحديث عن هذه الجهود يقودنا أيضًا إلى التفكير في دور مصر كدولة ذات تاريخ طويل في تقديم الدعم الإنساني

لم تكن هذه الجهود وليدة اللحظة، لكنها تأتي في سياق تاريخي يؤكد أن مصر دائمًا كانت سندًا للأمة العربية في أوقاتها العصيبة.

هذا الدور يتجاوز حدود السياسة ليصل إلى عمق العلاقات الإنسانية التي تربط مصر بشعوب المنطقة.

وعلى الجانب الآخر، نجد أن هذه الجهود المصرية تحمل دروسًا مهمة للعالم.

في وقت يزداد فيه الحديث عن الأزمات الإنسانية حول العالم، تقدم مصر نموذجًا عمليًا لكيفية التعامل مع هذه الأزمات.

الدبلوماسية الإنسانية ليست مجرد شعارات، بل هي أفعال تعكس الالتزام الحقيقي بقيم الإنسانية.

ختامًا، يمكنني القول بثقة إن مصر اليوم تقدم نموذجًا يحتذى به في الدبلوماسية الإنسانية.

الجهود المصرية لدعم غزة ليست مجرد مساعدات، بل هي رسالة أمل لكل من يعاني في هذا العالم.

هذا النموذج المصري الذي يجمع بين العمل السياسي والإنساني يمثل قدوة يجب أن تُدرس وتُحتذى، ليس فقط في منطقتنا العربية، بل على مستوى العالم.

مصر دائمًا  تثبت أن القيادة الحقيقية تُقاس بمدى قدرتها على تقديم الأمل في أحلك الظروف.

وفي النهاية، علينا أن ندرك أن هذه الجهود ليست مجرد مسألة دعم غزة، لكنها تعكس رؤية أكبر نحو تعزيز القيم الإنسانية على المستوى العالمي.

هذا النموذج الذي تقدمه مصر يستحق أن يكون مصدر إلهام للدول الأخرى، ويعكس بوضوح أن الإنسانية هي الأساس الذي يجب أن نبني عليه سياساتنا وعلاقاتنا الدولية.

الصفحة الثانية من العدد رقم 398 الصادربتاريخ 30 يناير2025

 

 

تم نسخ الرابط