الجمعة 11 يوليو 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

حديث ما بعد أزمة حريق سنترال رمسيس

الكاتب والإعلامى
الكاتب والإعلامى محمد فودة - صورة أرشيفية

- ماذا فعل وزير الصحة؟.. وماذا قال وزير الاتصالات للنواب؟... ولماذا تواجد وزير الثقافة في مكان الحريق؟ 

- ما يطمئننا كمصريين أننا في الأزمات نتوحد ونكون على قلب رجل واحد.. وهو ما ظهر في مواجهة الحريق وآثاره 

لا يمكن أن يقول أحد إنه لا يجب أن تقع أزمات أو تحدث مشاكل. 

لكن الفيصل أنه عندما تقع مشكلة كيف تتصرف الحكومة وكيف تدير الأمور وكيف تتعامل مع الأزمة؟ 

كان حادث سنترال رمسيس أمرا جللا، شعر الناس بالخوف في كل مكان من احتمال أن الحياة يمكن أن تتوقف تماما، ولا يكون لدينا أمل في أن تعود الحياة كما كانت، لكنني كنت متفائلا، فكم من أزمات مرت علينا واستطعنا أن نخرج منها، ثم إن هناك تحركات على الأرض تكشف أن الحكومة تعمل بدأب في متابعة الأزمة. 

توقفت في إدارة الحكومة لهذه الأزمة عند عدة مشاهد: 

الأول يخص الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، فمن اللحظة الأولى وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة، بل قام بإعداد غرفة عمليات ليتابع من خلالها ما يحدث على الأرض، وحتى لا تتصاعد الأزمة.

المشهد الثاني عندما قطع وزير الاتصالات زيارته الخارجية لمتابعة حريق سنترال رمسيس، وهو ما أكده المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، لنواب البرلمان الذين طالبوا بحضور الوزير على وجه السرعة. 

المستشار فوزي قال لهم:  إن غياب وزير الاتصالات عن الجلسة العامة يرجع إلى أن البيانات العاجلة لا تُدرج ضمن جدول الأعمال المسبق، بالتالي لم يكن هناك علم مسبق بطرح البيانات العاجلة، وقد جاء ذلك خلال اجتماع لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، برئاسة أحمد بدوي.

وأشار فوزي: "منذ الصباح الباكر، تواصلت بشكل مستمر مع محافظ القاهرة، ووزيري التنمية المحلية والاتصالات، من أجل متابعة تداعيات الحادث، حتى يمكن توضيح عدد من الحقائق أمام المجلس".

وأوضح فوزي أن وزير الاتصالات قطع زيارته الرسمية فور علمه بالأمر، وتوجه مباشرة إلى موقع حريق سنترال رمسيس بوسط القاهرة حيث تابع التطورات بنفسه ميدانيا، وزار جميع المصابين بالمستشفى، مؤكدا أنه كان متواجدا في غرفة عمليات حساسة امتدت أعمالها منذ الفجر، ولما علم بأن المجلس يتطلب حضوره، بادر بالحضور فورا.

المشهد الثالث كان بطله وزير الاتصالات الذي ذهب إلى مجلس النواب ليتحدث مع النواب بشفافية ووضوح عما جرى.

فقد كشف د.عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تفاصيل وملابسات حريق سنترال رمسيس، الذي بدأ في الدور السابع بأحد أجهزة غرف الخوادم، والمزودة بمستشعرات دخان، فأطلقت الإنذار مباشرة.

وقال طلعت، خلال اجتماع لجنة الاتصالات لكشف تفاصيل حريق سنترال رمسيس": "الخدمة متصلة بمجموعة من الأسلاك التي بها بيانات، وتكون داخل مواسير، ما أدى إلى سرعة انتشار النيران،  وصعب من إمكانية إخماد ألسنة اللهب، فاستغاثوا برجال الحماية المدنية".

وتابع "الوزير" إن منظومة إطفاء الحريق في المبنى عملت على الفور، لكنها لم تكن قادرة على مكافحة النيران بفاعلية ليتدخل رجال الإطفاء، لافتا إلى إصابة الأدوار الثاني والثالث والرابع بأضرار بالغة وفق رجال الحماية المدنية، فلم  يسمح لنا بعد بدخول المبنى، لاسيما أنه لا يزال في مرحلة التبريد.

ولفت وزير الاتصالات إلى أن الخطة كانت إعادة الخدمة  مرة أخرى من داخل سنترال رمسيس، لكن بناء على توجيهات رجال الدفاع المدني لجأنا لخطة استبعاد العنصر تماما من المنظومة، ونقل الخدمة لباقي العناصر والمنظومات المعلوماتية المصرية.

ونوه عمرو طلعت إلى أن سنترال رمسيس عنصر رئيسي ومهم، لكنه ليس الوحيد في منظومة المعلومات المصرية التي تشمل العديد من السنترالات وليس الوحيد وتخدم 120 مليون مشترك محمول ونحو 15 - 20 مليون منزل متصل بالإنترنت، لافتا إلى أنه رغم انهيار سنترال رمسيس جراء الحريق لم تتوقف خدمة الاتصالات تماما رغم التأثر الفعلي.

وشدد وزير الاتصالات على أن خدمات الإنترنت كانت تعمل بكفاءة، وزادت كفاءتها تباعا، بل وجرى استخدامه خلال تلك الحادثة رغم انهيار السنترال.

وشدد وزير الاتصالات على أن زمن نقل الخدمة من سنترال رمسيس لنظير له مرتبط بأمور تقنية وإجراءات تقنية معقدة وصعبة وتستغرق كثيرا من الوقت، وليست بضغطة زر، لافتا إلى أنه تم البدء في تحويل الخدمة من خلال جدول أولويات قامت بها الشركة المصرية للاتصالات بالتعاون مع الجهات التنفيذية الأخرى.

وأشار وزير الاتصالات، إلى أن هناك خدمات استمرت كمنصات التواصل التي تحدثت عن الأزمة وخلال دقائق استعدنا خدمات الاستغاثة ثم بدأنا توجيه تركيزنا في عودة الخدمات المصرفية والمدفوعات بداية من اليوم والوضع تحسن تدريجيا سواء على المحافظ الإلكترونية أو انستباي وفوري وكروت الخصم والائتمان وال ATM.

واستطرد طلعت أن الوضع الحالي جيد، والخدمات عادت بالفعل، وخدمات البيانات لشركات المحمول الأربع وكذلك الخدمات البنكية وآخرها البنك الأهلي الوحيد الذي تواجه ماكيناته مشكلة.

وعن المنطقة المحيطة بمنطقة رمسيس، علق وزير الاتصالات قائلا: "تم ربطها بسنترال آخر"، وبدأنا في استعادة المباني المحيطة برمسيس مثل البنك المركزي والبنك الأهلي والمباني الإدارية الأخرى قمنا بعودة خدمات الإنترنت الثابت.

واختتم عمرو طلعت حديثه بالتأكيد على عزمهم العمل على دراسة تقنية لبحث أسباب ما جرى مع التحوط خلال الفترة القادمة لمنع تكرار الحادث والنيابة تقوم بالتحقيق.

مشهد آخر كان مهما ويعكس سرعة رد الفعل، فبعد اندلاع الحريق مباشرة كانت هناك خطة طوارئ لتأمين حركة الطيران دون إلغاء الرحلات، ففي استجابة سريعة وفعالة، تعاملت وزارة الطيران المدني مع تداعيات الحريق المفاجئ الذي اندلع داخل سنترال رمسيس، وتسبب في تعطل شبكات الاتصالات والإنترنت عن عدد من المنشآت الحيوية، من بينها بعض الأنظمة التشغيلية والفنية بمطار القاهرة الدولي.

ورغم حساسية الموقف، أكدت وزارة الطيران المدني أن حركة الطيران استمرت دون إلغاء أي رحلة، واقتصرت التأثيرات على تأخيرات محدودة فقط، نتيجة الانتقال الفوري إلى الأنظمة الاحتياطية وتفعيل خطة الطوارئ التشغيلية التي أعدتها الوزارة مسبقًا للتعامل مع هذا النوع من الأزمات.

وأوضح بيان صادر عن الوزارة أن فريق إدارة الأزمات قام بتفعيل الخطة البديلة فور التأكد من تعطل الخدمات الرقمية، حيث تم الاعتماد على:

• سيرفرات احتياطية عبر الأقمار الصناعية والشبكات الداخلية لتشغيل أنظمة الحجز والإصدار.

• تشغيل أنظمة التحكم في المغادرة (DCS) عبر خطوط اتصال بديلة داخلية.

• استخدام أجهزة النداء والتحكم الميداني لتوجيه الركاب وإعلان مواعيد الرحلات يدويًا.

• توفير أجهزة إصدار بطاقات صعود الطائرة المحمولة (Mobile Boarding Pass Printers).

وتم تفعيل غرفة طوارئ مركزية بمطار القاهرة تضم ممثلين عن وزارة الطيران، شركة مصر للطيران، الملاحة الجوية، وأمن المطار، لتنسيق الموقف وإدارة كل السيناريوهات المتوقعة حتى استقرار كامل الخدمات.

في المشهد أيضا ظهر وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو الذي تفقد معهد الموسيقى العربية بعد حريق سنترال رمسيس، ففي إطار متابعته المستمرة لتطورات الحريق الذي نشب في سنترال رمسيس المجاور، أجرى وزير الثقافة، يرافقه الدكتور علاء عبدالسلام، رئيس دار الأوبرا المصرية، جولة تفقدية للمرة الثانية خلال أقل من ساعتين إلى مبنى معهد الموسيقى العربية، للاطمئنان على سلامة المبنى والعاملين.

وخلال الجولة، وجه وزير الثقافة بسرعة إزالة جميع المخلفات المتراكمة بالساحة الخلفية للمعهد، واتخاذ إجراءات احترازية عاجلة تضمنت فصل التيار الكهربائي بالكامل عن المبنى، حرصًا على سلامته ومنعًا لأي تداعيات محتملة.

كما شدد على استمرار عمل غرفة الطوارئ التي شكّلها رئيس دار الأوبرا لحين التأكد من السيطرة الكاملة على الحريق وتوقف تصاعد الدخان، وأكدت  وزارة الثقافة أنها تتابع عن كثب مجريات الموقف بالتنسيق مع الجهات المعنية، وستتخذ كل ما يلزم للحفاظ على هذا الصرح الثقافي العريق، بما يضمن سلامته وسلامة العاملين، وصون التراث المصري.

كان هناك أبطال كثيرون في المشهد، رجال الحماية المدنية والعاملون في السنترال والمواطنون والصحفيون والمصورون، الجميع أدوا ما عليهم في تفانٍ وإخلاص، وهو ما يجعلني أرى أننا في الأزمات نتوحد، ونستطيع أن نتجاوز أي عقبة يمكن أن تقابلنا. 

الصفحة الثانية عشر من العدد رقم 419 الصادر بتاريخ 10 يوليو 2025

 

 

تم نسخ الرابط