مصر تُبدع نحو المستقبل.. التعليم العالي يحصد أعلى اعتماد دولي في الابتكار

الشورى

– وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أول جهة حكومية مصرية تنال أعلى اعتماد دولي في إدارة الابتكار

– تقدير خمس نجوم من المعهد العالمي للابتكار يضع مصر ضمن نخبة المؤسسات المبتكرة عالميًا

– د. أيمن عاشور يقود التحول المؤسسي نحو اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع

– وزارة التعليم العالي ترسخ الابتكار كهوية عمل حكومي مستدام

– مبادرات نوعية تربط التعليم بالصناعة وتدعم التحول الرقمي والريادة المجتمعية

– مصر تدخل قائمة أكثر من 160 دولة تحظى باعتماد GInI العالمي في الابتكار المؤسسي

– من الهيكلة إلى التطبيق: كيف وضعت وزارة التعليم العالي منهج الابتكار في قلب مؤسساتها

– رؤية 2030 والابتكار الحكومي: مصر تضع أولوياتها الجديدة في الطاقة المعرفية

– شباب الجامعات والبحث العلمي في قلب استراتيجية الابتكار: تمكين وتحفيز ومشاركة فعالة

توقفت طويلًا أمام هذا الحدث الذي يحمل في طياته معاني تتجاوز حدود الاعتماد أو التقدير، فهو في جوهره شهادة عالمية على أن مصر استطاعت أن تكتب فصلًا جديدًا في مسيرة تطورها المؤسسي والفكري.

حصول وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على اعتماد “المنظمة الحكومية المبتكرة” من المعهد العالمي للابتكار GInI بتقدير خمس نجوم، لم يكن مجرد إنجاز إداري، بل نقطة تحوّل في طريقة تفكير الدولة وإدارتها لمستقبلها.

ما جرى لا يمكن اختزاله في إعلان رسمي أو خبر عابر، لأن هذا الاعتماد يعكس تحولًا عميقًا في فلسفة العمل الحكومي، وإيمانًا راسخًا بأن الابتكار ليس ترفًا فكريًا، بل هو طاقة محركة للتنمية والتقدم.

لقد أصبحت مصر ضمن نخبة تضم أكثر من 160 دولة حول العالم تطبّق معايير الابتكار المؤسسي، لتكون وزارة التعليم العالي أول جهة حكومية مصرية، وأول وزارة متخصصة في التعليم العالي والبحث العلمي على مستوى العالم، تنال هذا الاعتماد المرموق بأعلى تقدير تمنحه المؤسسة الدولية.

في تقديري الشخصي، ما تحقق هو ثمرة رؤية واعية قادها الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الذي نجح في أن يجعل من الابتكار ثقافة يومية داخل الوزارة لا شعارًا مؤقتًا.

د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي

فالإبداع لم يعد فكرة تُناقش، بل أصبح واقعًا يُمارس.

الحوكمة، وتطوير القدرات، وتمكين الشباب، وتحويل الأفكار إلى مشروعات حقيقية، أصبحت مكونات أساسية في معادلة الإدارة الحديثة داخل الوزارة.

اللافت للنظر أن هذا الإنجاز جاء بعد رحلة طويلة من التخطيط والبناء، بدأت بزرع ثقافة الابتكار داخل مؤسسات التعليم العالي، وتطورت عبر مبادرات وطنية نوعية مثل “Be Ready” لتأهيل الكوادر الجامعية على التفكير الابتكاري، وصولًا إلى تطوير منظومات تربط التعليم بالصناعة والمجتمع، وتحول الجامعات من أماكن تلقين إلى منصات إنتاج معرفي وريادي.

جانب من المتابعة

لم تعد الجامعة اليوم مكانًا لتلقي الدروس فقط، بل باتت حاضنة للأفكار ومختبرًا للحلول التي تخدم المجتمع.

والحق يقال فإن هذا النجاح يعكس بدقة توجه الدولة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نحو بناء “الجمهورية الجديدة” على أسس من الفكر والعلم والابتكار.

فالرئيس آمن بأن المستقبل لا يُبنى بالموارد وحدها، بل بالعقول المبدعة، وبالقدرة على تحويل الأفكار إلى قوة إنتاجية.

ولذلك جاءت هذه الخطوة لتؤكد أن الدولة تمضي بثقة في طريق الاقتصاد المعرفي، وأن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان.

ولا يمكن بأى حال من الأخوال ان نغفل حقيقة مؤكدة وهى أن اعتماد GInI الذي حصلت عليه وزارة التعليم العالي ليس مجرد شهادة دولية، بل دليل حي على أن العقل المصري حين يجد الرؤية الواضحة والقيادة المؤمنة بالتطوير، فإنه قادر على أن يصنع الفارق.

هذا الاعتماد هو تتويج لمنظومة متكاملة تُدار بالعلم والتخطيط والمراجعة الدقيقة، من قياس نضج الابتكار المؤسسي، إلى تقييم الأداء والأثر، مرورًا بإدارة الأفكار وتحويلها إلى تطبيقات عملية تواكب احتياجات المجتمع.

والحديث الآن عن الابتكار  ليس نظريًا، بل عملي ومثمر.

فمشروعات مثل تصنيع السيارات الكهربائية محليًا، ومنصة المؤشر المعرفي المصري EKG، تُجسد التحول من الاستهلاك إلى الإنتاج، ومن النقل إلى التوطين، ومن التبعية إلى الريادة.

إن ما جرى داخل الوزارة نموذج لإدارة تعرف أن الطريق إلى المستقبل لا يُعبَّد بالقرارات فقط، بل بالخيال المنظم، والعلم الممنهج، والإرادة الصلبة.

د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي

وهذا هو المعنى الحقيقي لما يحدث اليوم في مصر.

إننا لا نحتفل بإنجاز وحسب، بل نؤسس لثقافة جديدة في الإدارة، تقوم على الإبداع والجرأة في اتخاذ القرار، والإيمان بأن النجاح الحقيقي هو أن تترك وراءك مؤسسة تفكر وتبتكر وتُطوّر نفسها دون انتظار الأوامر.

لقد أثبتت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن مصر قادرة على أن تكون في مقدمة الدول التي تُدار بالعقل والمنهج والمعرفة.

أثبتت أن الدولة التي تستثمر في الإنسان لا تعرف المستحيل، وأن الابتكار حين يصبح لغة وطن، فإنه يصنع منه دولة لا تُقلّد أحدًا، بل يُقلَّدها الآخرون.

ما تحقق اليوم هو بداية فصل جديد في قصة مصر مع المستقبل، فصل عنوانه “الابتكار طريقنا إلى الغد”.

وبين سطور هذا الإنجاز تقف إرادة وطن اختار أن يتحدّى نفسه قبل أن يتحدّى العالم، ليقول بثقة إن مصر لا تكتفي بأن تواكب التقدم، بل تصنعه بطريقتها، وبروحها، وبعقول أبنائها المبدعين.

تم نسخ الرابط