"الافتتاح الباهت" يضرب هيبة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
- دعوات عشوائية بالجملة و"ريد كاربت" فوضوي مفتوح للجميع.. والمهرجان فى مهب الريح
- مشاهد مربكة ومخجلة فى حفل الافتتاح.. وغياب تام للمسؤولية
- كارثة الـ "ريد كاربت" تحول أقدم مهرجان إلى سيرك لأنصاف المواهب
كنت أترقب بكل حماس حفل افتتاح الدورة 46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بصفته أقدم وأشهر مهرجان سينمائي في المنطقة العربية، إلا أن ما شاهدته كان مثيراً للحزن أكثر من الفرح.

فقد بدت «ليلة الافتتاح» كما لو أنها استعادة لواجهة فقط، بلا روح حقيقية، بلا تنظيم محترف، بل مليئة بالأخطاء التي تستفز جمهور الفن والإبداع، فحين انطلقت فعاليات الافتتاح، تبين بسرعة أن الأمور لم تكن بأعلى درجات الاحترافية، توقفت عند طوابير الدخول المفتوحة بلا كشف دقيق، وفوضى عارمة وتخبط واضح، هذا الكم الهائل من التجاوزات التنظيمية الفادحة قللت من هيبة الحفل وألحقت أضرارا بسمعة المهرجان الذي طالما مثل قيمة فنية وثقافية كبرى.
واللافت للنظر أن ما جرى على الريد كاربت يدعو للخجل ، فقد شاهدنا دخولا دون ترتيبات، ووجوها برزت خارج سياق الاختيار، فتبدلت الصورة من احتفاء بالفن إلى استعراض عشوائي لأنصاف المواهب، فعندما يصبح «الظهور» هو الهدف، تتراجع مكانة الإبداع الأصلي، أما في ما يخص الدعوات، فلربما كان مستوى العشوائية أكثر ما أزعجني، حيث اختلط الحابل بالنابل، وضاعت مقاييس الجودة بين كثرة الحضور وبُعد المعنى، فبات الجمهور يشعر أن من يستحق التقدير الفني لا يحصل عليه، بينما من لا يستحق يتقدم الساحة.

وفي ظل هذا المشهد المرتبك، يغيب تماما الإحساس بالمسؤولية، فلا تقييم لما جرى، ولا مراجعة لما حدث، ولا حتى مساءلة تذكر، وكأن المهرجان قد ترك ليدار بالعشوائية، لقد بدا واضحا أن مهرجانا بحجم وتاريخ مهرجان القاهرة السينمائي تم التعامل معه بلا أدنى حرص على ما يمثله من قيمة، ولا أدنى جهد لتشييد حفل افتتاح يليق بمكانته وريادته، لذا أطالب بتحرك فعلي وحقيقي يعيد لهذا الحدث هيبته، فما يؤلم أن مهرجانا بحجم "القاهرة السينمائي" الذي كان يوما منصة عالمية تحتفي بالسينما الجادة وتُشيد بجسور التواصل الثقافي، يتحول تدريجيا إلى مجرد مناسبة استعراضية خاوية من المضمون، وبينما كانت أعين العالم تتابع، خرج الافتتاح باهتًا، لا يشبه طموحاتنا ولا يليق باسم "القاهرة" الذي لطالما ارتبط بالثقافة والريادة الفنية في المنطقة.
من المؤسف أن يتحول هذا الحدث السينمائي الأهم في المنطقة إلى مساحة مفتوحة للفوضى، وتوزيع دعواته دون معايير واضحة، ليضيع بذلك بريقه وهيبته وسط ازدحام "الريد كاربت" بكل من هب ودب، بعيدا عن الجوهر الحقيقي للمهرجان وهو السينما.



