أحلامى فى الجمهورية الجديدة
رغم ما تمر به مصر حاليا من ظروف صعبة، سواء كانت من الناحية الاقتصادية، أو نتيجة أحداث خارجة عن إرادتنا، مثل أزمة الكورونا، التى أصابت العالم كله، وكان لمصر النصيب من تأثيراتها وتبعياتها، بعدها جاءت الحرب الروسية- الأوكرانية، التى كان تأثيرها أوسع، خاصة فى النواحى الاقتصادية، على كل دول العالم، وبالتالى كانت مصر إحدى الدول المتأثرة بها، وبالذات مشكلة القمح، حيث تعتبر مصر من أكثر دول العالم استهلاكا للقمح.
وجاءت بعدها حرب غزة التى بدأت يوم 7 أكتوبر 2023، لتزيد الأعباء الاقتصادية على مصر وكل دول المنطقة، وفى الفترة الأخيرة، كانت أحد تبعيات حرب غزة، ما يحدث فى البحر الأحمر من تدخل الحوثيين فى اليمن ضد الملاحة، ورغم إعلان الحوثيين أن إسرائيل وبريطانيا والدول المتعاونة مع إسرائيل، هى أهداف الحوثيين، فإن قناة السويس تأثرت بنسبة 50% من دخلها، الذى كان قد وصل إلى 10مليارات دولار.
وعلى مستوى الأمن القومى، نجد أن مصر أصبحت لأول مرة فى تاريخها مهددة من الاتجاهات الإستراتيجية الأربعة، أولا الاتجاه الإستراتيجى الشمال الشرقى، ونقصد به سيناء، حيث جاءت حرب غزة، لكى يصبح هذا الاتجاه الأكثر تهديدا، وإعلان إسرائيل رغبتها فى تهجير أهالى غزة إلى سيناء، ثم عزمها احتلال رفح، وما سببه ذلك من تهديد مباشر للأمن القومى المصرى.
وثانيا الاتجاه الغربى، من ناحية ليبيا، التى تعيش فترة عدم استقرار منذ رحيل القذافى، وأصبح هناك وزارة فى غرب ليبيا فى طرابلس برئاسة دبيبة، ووزارة أخرى فى شرق ليبيا برئاسة أسامة حماد وبالطبع لا نعلم متى ستجرى الانتخابات القادمة فى ليبيا، من هنا، جاء عدم الاستقرار فى ليبيا ليمثل تهديدا للأمن القومى المصرى.
وفى الاتجاه الإستراتيجى الجنوبى، هناك السودان الذى دخل فى نفق مظلم. حيث الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وهناك 5 ملايين لاجئ. تركوا منازلهم فى السودان، وأصبح السودان على شفا مجاعة، وتم تدمير معظم البنية الأساسية.
وأصبح عدم الاستقرار فى السودان تهديدا مباشرا للأمن القومى المصرى.
أما الاتجاه الشمالى من ناحية البحر الأبيض فهو التهديد القادم، للصراع حول الغاز فى المنطقة، خاصة عندما أعلنت أمريكا أن غاز المتوسط مخزون، يكفى الـ50 عاما القادمة، لذلك أصبح البحر المتوسط هو منطقة الصراع القادم فى الشرق الأوسط.
ومن ذلك كله فإن أحلامى فى الجمهورية الجديدة، هى ضرورة أن يستمر الرئيس السيسى فى دعم القوات المسلحة المصرية لتأمين البلاد من الجهات الأربعة، وأتذكر دائما مقولة.
أنه كلما كان جيش مصر قويا، كانت مصر قوية.
لذلك حلمى أن تستمر الدولة فى تقوية الجيش المصرى لتحقيق الأمن القومى.
كذلك أحلامى فى الجمهورية الجديدة أن يستمر مشروع "حياة كريمة"؛ لأننى عاصرت منذ كنت محافظا للأقصر سبع سنوات تعرفت فيها على مدى الحالة المعيشية للطبقة الفقيرة فى صعيد مصر والدلتا، حيث لا يوجد صرف صحى ومياه نقية وكهرباء وهى الأساسيات فى العصر الحديث؛ لذلك فإن أحلامى الحقيقية أن يتم التوسع فى مشروع "حياة كريمة"؛ ليغطى كافة المجتمع المصرى.
ويأتى حلمى الثالث وهو اهتمام الدولة بتوفير التأمين الصحى واستكمال باقى محافظات مصر؛ ولأننى بورسعيدى فقد شهدت مدى تأثير وجود المواطن البورسعيدى تحت مظلة التأمين الصحى، وكيف أن حياته تحولت لأنه لم يعد يخاف من المستقبل.
أما الحلم الجديد فهو زيادة فرص الاستثمار فى مصر، ويعنى ذلك زيادة الدخل القومى والاستغناء عن الاستيراد، وأهم من ذلك كله، القضاء على البطالة التى تعتبر أهم مشاكل مصر حاليا، وأيضا من أحلامى فى العصر الحديث استمرار خطة القضاء على العشوائيات، ولعل نجاح الأمثلة فى المساكن الجديدة فى القاهرة حى الأسمرات والروضة، ومشروع المحروسة بالإسكندرية، تعتبر قدوة يجب تكرارها فى محافظات أخرى.
كذلك أحلامى هى الاستمرار فى تنمية سيناء، لأن التنمية تعنى التأمين، وهو هدف أساسى لمصر، كذلك تأتى أحلامى فى الجمهورية الجديدة، الاهتمام بالتنمية الزراعية، حتى تستغنى مصر عن الاستيراد، ولعل أهمها زيادة المناطق المزروعة من القمح كذلك تنمية المزروعات التى تنتج الزيوت حتى لا تستورد مصر منها كميات كبيرة وبذلك نقلل الاعتماد على العملة الصعبة.
وبالطبع يجب أن أركز فى أحلامى على استخدام التكنولوجيا الجديدة فى الزراعة والتصنيع الزراعى ليكتمل سد الفجوة فى الاستهلاك الزراعى وعدم الاستيراد من الخارج.
عموما هذه أحلام للجمهورية الجديدة ليس لى شخصيا ولكن من أجل أبنائى وأحفادى، ومن أجل مصرنا الجديدة التى يجب أن تأخذ مكانها فى المنطقة والعالم كله.