الخميس 14 نوفمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

كيف أصبح الجيش المصري الأقوى فـي المنطقة؟

لواء أ.ح د. سمير
لواء أ.ح د. سمير فرج - صورة أرشيفية

في الأسابيع الماضية قمت بإلقاء محاضرات عن حرب أكتوبر 1973 بمناسبة مرور 51 عاما على هذه الحرب العظيمة التي حقق فيها الجيش المصري وشعبه العظيم أعظم انتصارات في العصر الحديث على العدو الإسرائيلي الذي سمى نفسه، الجيش الذي لا يقهر.

وخلال هذه اللقاءات ليس في الجامعات فقط، ولكن في هيئات ونقابات أخرى ظهر لي من الجميع، متابعة الشعب المصري لما يحدث في غزة، والحرب في جنوب لبنان، حيث شعرت بأن هناك بعض الخوف، لدى المواطن المصري هل من الممكن أن تتعرض مصر لمثل ما يحدث  في لبنان خاصة وأن مصر الآن تتعرض لتهديدات من الاتجاهات الإستراتيجية الأربعة لأول مرة في تاريخها الحديث حيث هناك الاتجاه الإستراتيجي الشرقي في اتجاه غزة وفلسطين، ثم هناك الاتجاه الإستراتيجي الغربي من ناحية ليبيا، لما يحدث الآن من عدم الاستقرار في ليبيا يؤدي إلى تهديد مصر من هذا الاتجاه، ثم الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي من ناحية السودان حيث يتعرض السودان إلى مشاكل كبيرة مما أدى هذا الاتجاه الجنوبي غير المؤمن إلى خطر لمصر كبير، علاوة على ما يحدث في الجنوب في اتجاه اليمن، وقيام الحوثيين هناك بالتعرض للملاحة العالمية في باب المندب ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، والفرنسية الأمر الذي خسرت فيه مصر 6 مليارات دولار في ستة أشهر من دخل قناة السويس، علاوة على ما يحدث في الاتجاه الإستراتيجي الشمالي في البحر المتوسط، حيث التصارع على حقول الغاز، مما نتج عنه استيلاء إسرائيل على المربع رقم تسعة في المياه اللبنانية، وتقوم إسرائيل حاليا باستخراج الغاز لشعبها من حقول لبنان ويقف لبنان عاجزا بسبب عدم وجود جيش قوى يحميه بسبب بطش الجيش الإسرائيلي، 

وبسبب ذلك كله قررت مصر دعم قواتها المسلحة، ليصبح الآن الجيش المصري أقوى جيش عربي وأقوى جيش في إفريقيا ثم أصبح ثاني جيش وقوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

 ومن المهم أن تكون لمصر قوة عسكرية قادرة على التصدي لأي تهديد، وهذا ما نتعلمه في العلم العسكري، والردع حيث يقسم الردع في العمل العسكري إلى نوعين الردع المعنوي، والردع المادي ويحدد الردع Deterrence المادي عن طريق استخدام القوة العسكرية.

إذا، وجه تهديد مباشر لمصر مثل حدوث هجمة من عدو يهدد الأمن القومي للدولة لمنع تكرار ذلك وأكبر مثال على ذلك، عندما قامت عناصر إرهابية من داعش في ليبيا، بذبح 21 مصريا هناك، وعلى الفور تم الردع المادي على الفور حيث استخدمت مصر القوة العسكرية وقامت القوات الجوية المصرية بضرب هذه العناصر الداعشية في ليبيا حيث تم القضاء عليهم في نفس اليوم. كذلك قامت قوات الصاعقة المصرية بعملية إغارة على ثلاثة معسكرات لهذه العناصر داخل ليبيا، وقامت بتدميرها والقضاء على كل هذه العناصر الداعشية وتم القضاء عليهم جميعا.

ومن يومها لم يسمع أحد عن التعرض لأي مصري هناك في ليبيا لأن الردع العسكري المصري منع أي عنصر في ليبيا من التعرض لأي مصري هناك وهذا اسمه الرادع المادي. 

أما الردع الثاني فهو الردع المعنوي أي منع أي دولة من القيام بأي عمل عسكري ضد الدولة التي لديها قوة عسكرية قوية، لأنها تعلم قوة هذه الدولة العسكرية ولأنها لو تعرضت فإنها سوف تنتصر عليها  ومن هنا تصبح قوة الدولة العسكرية تحقق لها السلام، لأنه لن يقدر أحد على مهاجمتها وهي دولة قوية. 

وعندما شعرت مصر، مثلا، بأنه يجب عليها تأمين حقول الغاز المصرية في البحر المتوسط، حتى لا يحدث لمصر، مثلما حدث في لبنان، حيث استولت إسرائيل على بير الغاز الطبيعي في المربع رقم 9% الاقتصادية اللبنانية، ولم يقدر لبنان على التصدي لهذا، لأنه لا يملك المواجهة العسكرية ضد إسرائيل، قامت مصر بتقوية قواتها البحرية، وقامت بشراء أحدث أربع غواصات وأربع فرقاطات من ألمانيا، ثم المسترال والرافال من فرنسا، ثم الفرقاطات الفرنسية والإيطالية لتقوية القوات البحرية المصرية، لتصبح القوات البحرية المصرية القوة السادسة عالميا لمنع أي تهديد بحري ضد حقول الغاز المصرية في البحر المتوسط، وهذا ما يطلق عليه الردع المعنوي. كذلك قامت مصر بشراء الطائرات الرافال ذات المدى الكبير لكي تصل إلى مناطق في القرن الإفريقي لتأمين منابع النيل ضد أي تهديد، لذلك ترى مصر أنها تحتاج لتأمين هذه الاتجاهات وهذا يضاف إلى الردع المعنوي.

ولذلك، فإنه يجب على المواطن المصري حاليا أن يشعر بالأمن لأن لديه جيشا قويا مسلحا بأحدث الأسلحة والقوات والتدريب المشترك من العديد من الدول الأجنبية للاستفادة بالخبرة من هذه الدول من أجل أن يكون الجيش المصري قادرا على منع أي دولة من تهديد الأراضي المصرية سواء كان في البحر المتوسط أو قناة السويس وهكذا، ليطمئن الشعب المصري أن لديه قوات مسلحة قوية قادرة على تنفيذ مهمة خارج حدود مصر، وفي القوات المسلحة المصرية مؤخرا قمنا بالعديد من المناورات وهذه رسالة إلى من يهمه الأمر أن مصر تمتلك قوة عسكرية تحقق لشعب مصر الأمن والأمان.

الصفحة الرابعة من العدد رقم 386 الصادر بتاريخ 7 نوفمبر2024

 

تم نسخ الرابط