تحركات وزير الخارجية.. وعهد دبلوماسية الاستثمار
- السفير بدر عبد العاطي وزير الخارجية يتحدث لغة مختلفة ويباشر الملفات باحترافية شديدة
- تحركات الوزير تترجم بدقة ثوابت السياسة الخارجية المصرية.. ونشاطها الدبلوماسي تأكيد على يقظته التامة
- يعمل على جذب الاستثمارات من خلال توجيه السفراء للترويج للفرص الاستثمارية الهائلة في مصر
منذ تولي السفير بدر عبد العاطي مسئولية وزارة الخارجية المصرية وأنا أتابع تحركاته بدقة وحرص شديدين، ذلك لأنه وطبقا لمعلوماتي فهو أول وزير خارجية من الشعب، فهو لا ينتمي إلى عائلة دبلوماسية، ولكنه من بين أبناء الشعب الذين حصلوا على ما يؤهلهم لدخول الوزارة، ثم ترقى فيها حتى أصبح هو الرجل الأول بها.
ومن اللحظة الأولى وجدت اختلافا كبيرا في أداء الوزارة، يمكن أن نعتبره أداء قريبا من الشعب المصرى، الذي كان يعتبر وزارة الخارجية وزارة صفوة لا يعرف كثيرون ما يدور فيها، وهو ما اتضح في طريقة تعامله مع الصحفيين والإعلاميين، وقد سمعت من كثيرين منهم كلاما إيجابيا في حقه، فهو متعاون إلى أقصى درجة، صحيح أنه لا يقول كل شيء كعادة وزراء الخارجية، لكنه في النهاية لا يمارس شيئا من الغموض وهو يتحدث.
كنت قد قررت أن أتقصى نشاط وزير الخارجية هذا الأسبوع، وكان من بين ما توقفت عنده ما جرى منذ أيام، فقد شارك د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة في الاجتماع الرباعي المعني بالسودان، يوم الإثنين ٢٥ نوفمبر.
هذا الاجتماع كان بمشاركة وزيري خارجية الولايات المتحدة والسعودية ووزيرة الدولة الإماراتية لشئون التعاون الدولي، وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع "G7".
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير عبد العاطي أكد خلال الاجتماع حرص مصر البالغ على تحقيق الاستقرار في السودان الشقيق بما يؤدي إلى تمكين الشعب السوداني من بناء وطنه وبلوغ طموحاته التي يصبو إليها.
كما أكد الوزير بدر عبد العاطي أيضاً ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية واحترام سيادة السودان ووحدة أراضيه، مشدداً على ضرورة قيام الدول المانحة بتنفيذ تعهداتها بشأن الاستجابة الإنسانية للسودان، والذي يواجه عجزاً يقترب من ٧٥% من احتياجاته، مشدداً على عدم عدالة ترك دول الجوار تتحمل وحدها العبء الأكبر للأزمة الإنسانية بالسودان.
كما أشار الوزير عبد العاطي إلى أهمية التركيز على هدفين رئيسيين هما التوصل لوقف إطلاق النار وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية، معرباً عن قلقه من الوضع الإنساني المتدهور بالسودان، والذي أدي إلى النزوح الداخلي لأكثر من ١١ مليون مواطن سوداني، ولجوء أكثر من ٣ ملايين سوداني إلى الدول المجاورة، والذين استقبلت مصر منهم أعدادا غفيرة.
واستعرض د. عبد العاطي كذلك جهود مصر للتعامل مع الأزمة في السودان على المستويين السياسي والإنساني، مشيرا إلى التسهيلات التي تقدمها مصر لوكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أجل سرعة توصيل المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في السودان كما أبرز الوزير عبد العاطي استضافة مصر مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية في يوليو ٢٠٢٤ للمساعدة في التوصل لتوافق سوداني دون إقصاء أي أطراف، بالإضافة إلى ما تبذله من جهود لنفاذ المساعدات الإنسانية للسودان.
على هامش هذا الاجتماع التقى د. بدر عبد العاطي، السيد "أنتوني بلينكن" وزير الخارجية الأمريكي، على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن اللقاء جاء في إطار التنسيق والتشاور الدوري بين مصر والولايات المتحدة والعمل المشترك لاحتواء التصعيد بالشرق الأوسط، ومناقشة آخر التطورات بالنسبة لمفاوضات الوقف الفوري لإطلاق النار في كلٍ من قطاع غزة ولبنان.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير عبد العاطي تناول الخطورة البالغة لاستمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني وتداعياتها الكارثية على أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره في ظل الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
كما شدد على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون، منوهاً في هذا السياق إلى المؤتمر الوزاري الذي ستستضيفه القاهرة لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يوم ٢ ديسمبر.
وشدد الوزير عبد العاطي على أنه لن يتحقق الأمن أو الاستقرار بالمنطقة بدون استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
على صعيد آخر، تناول الوزيران آخر التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، حيث أكد الوزير عبد العاطي ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن ١٧٠١ بكافة عناصره، وتمكين المؤسسات اللبنانية وعلى رأسها الجيش اللبناني من بسط نفوذه بالجنوب اللبناني.
كما التقى د. بدر عبد العاطي أيضا السيد " أنطونيو تاياني" وزير خارجية إيطاليا على هامش أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزيرين تناولا العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين على كافة المستويات، والتنسيق رفيع المستوى بين قيادتي البلدين على ضوء العلاقات المتميزة التي تربط فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والسيدة جورجيا ميلوني رئيسة الوزراء الإيطالية.
وتناول الوزيران العلاقات الثنائية حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية تعزيز التبادل التجاري وتفعيل مجلس الأعمال المصري- الإيطالي لدعم العلاقات بين القطاعين الحكومي والخاص، مشيراً إلى الدور الإيجابي للشركات الإيطالية في القطاعات المختلفة في السوق المصري.
واستعرض جهود مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية والإصلاحات التي اتخذتها الحكومة لتهيئة مناخ الاستثمار، والتطلع لمزيد من الاستثمارات من جانب رجال الأعمال الإيطاليين على ضوء الفرص الواعدة المتاحة في السوق المصري.
كما تناول الوزيران التنسيق القائم بين البلدين لدعم الترشيحات في المحافل الدولية المختلفة، فضلاً عن استعراض مجالات التعاون المشتركة وعلى رأسها الأمن الغذائي والطاقة والبنية التحتية والزراعة والنقل واللوجستيات.
كما تطرق الوزيران إلى التعاون في مجال الهجرة، حيث أشار الوزير عبد العاطي إلى التعاون المتميز بين البلدين في هذا المجال وأهمية توسيع التعاون التدريبي المهني لخلق عمالة ماهرة للسوقين المصري والإيطالي.
وناقش الوزيران التطورات المتلاحقة بالشرق الأوسط، حيث أكد الوزير عبد العاطي أهمية النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى استضافة القاهرة المؤتمر الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة يوم 2 ديسمبر.
كما حذر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية نتيجة استمرار إسرائيل في سياسة التوسع الاستيطاني.
هذا نموذج واحد ليوم عمل من أيام وزير الخارجية المصري، فهو يترجم موقف مصر من القضايا الخارجية، يفعل ذلك بفعالية شديدة، ومما يعرف عنه أنه قادر على انتقاء أقل الكلمات التي تعبر بدقة عن السياسة الخارجية المصرية، فلا يترك مكانا للبس أو سوء فهم، وأعتقد أنه منذ توليه مهام منصبه لم نشهد أي أزمة على أي مستوى مع أي طرف من الأطراف الفاعلة في السياسة الخارجية والتي ترتبط بها مصر.
من بين ما عرفته كذلك عن الدكتور بدر عبد العاطي أنه يعزز من شأن ما يسميه الدبلوماسية الاقتصادية، وأحيانا يطلق عليها دبلوماسية الاستثمار، فهو لا يعتبر أن سفراء مصر الموجودين في الخارج سفراء لوزارة الخارجية أو يمثلون وزارة الخارجية ولكنهم سفراء لمصر وللحكومة المصرية بمختلف وزاراتها، وعليه فلابد أن يقوم كل سفير بدوره كاملا في الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، وهو ما يجعلني أقول إننا أمام وزير مختلف، تشهد معه وزارة الخارجية المصرية عهدا مختلفا.
- العالم
- النقل
- الشعب المصري
- لبنان
- اقتصاد
- يوم
- الأولى
- الهجرة
- الزراعة
- غزة
- اخبار محمد فودة
- السودان
- الحكومة
- قانون
- مصر
- عامل
- وزير الخارجية
- رجال
- صلاح
- الاحتلال
- خلاف
- النار
- العلاقات
- محمد فودة
- استقرار
- راب
- دول الجوار
- المصري
- الخارجية
- الاقتصاد
- محمد فودة يكتب
- قري
- الراب
- مشروع
- المؤتمر
- زراعة
- اجتماع
- ملفات
- الوزراء
- الاستثمار
- الدول
- قرار
- نشاط
- اول
- ادا